الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

‏«bzrp» لشاكيرا.. كثير من الجدل وقليل من الفن!

بمجرد صدور أغنية (bzrp) للفنانة الكولومبية والنجمة العالمية الأشهر فى سوق الموسيقى والغناء حاليًا «شاكيرا»، وجدنا حالة من الجدل على جميع منصات التواصل الاجتماعى، وكذلك المواقع الإخبارية، بل إن الأمر امتد إلى الشركات الكبرى فى مجالات صناعة الساعات والسيارات.



هذا الجدل بدوره انتقل إلى وطننا العربى، حتى وإن كانت أغلب الجماهير العربية المتفاعلة مع هذه الحالة الجدلية المصاحبة لهذه الأغنية، ربما يكونون مستمعين غير جيدين لما تقدمه «شاكيرا» من مشروع غنائى يستحق التأمل والتوقف لما تحققه من نجاحات جماهيرية وفنية واسعة على مدار سنوات طويلة بشكل متواصل!

بعيدًا عن الحالة الجدلية التى سنعود إليها لاحقًا، أغنية (bzrp)، كتبت كلماتها «شاكيرا»، وقام بصناعة التوزيع الموسيقى لها صانع الموسيقى الإلكترونية الأرجنتينى «Bizarrap»، والذى اعتمد على المزج بين الـ«Electropop» مع الـ«Dance-Pop»، وهو أيضًا الذى ظهر معها فى الفيديو المصور للأغنية، بل إن الأغنية صدرت عبر قناته الرسمية على موقع «يوتيوب» وليس على قناة «شاكيرا»!

على المستوى الفنى، هذه الأغنية قطعًا كانت لن تحظى بكل هذا الانتشار، خاصة فى المجتمعات العربية، بسبب صعوبة اللغة، وصعوبة فهم كلمات الأغنية، وكذلك أن الأغنية لم تحمل جملاً لحنية «أخاذة» كعادة أغانى «شاكيرا» المشهورة لدينا، ولكن رغم كل ذلك، الأغنية انتشرت بشدة أكثر من الكثير من أغانينا المصرية والعربية، والفضل يعود لموضوع الأغنية التى عبرت فيه «شاكيرا» عن علاقتها مع قائد برشلونة ومنتخب إسبانيا السابق «جيرارد بيكيه».

فى هذه الأغنية تحدثت «شاكيرا» بشكل علنى عن علاقتها مع حبيبها السابق، ووصفته بأوصاف صعبة، مثلاً: «تتحدث كثيرًا عن كونك بطلاً وعندما احتجت إليك أظهرت أسوأ ما فيك»، و«امرأة جذابة مثلى ليست مناسبة للرجال أمثالك»، و«دائمًا كنت متفوقة عليك ولهذا السبب أنت مع فتاة فى مستواك».

ولمن لا يعرف القصة، فـ«شاكيرا» انفصلت عن «بيكيه» منذ شهور قليلة، بعد أن اكتشفت خيانته لها مع فتاة أصغر منها فى العمر، ومن كان يتابع أغانى «شاكيرا» بشكل جيد، فلن يكون مندهشًا من هذه الأوصاف العنيفة التى وصفت بها «بيكيه»، لأنها كانت تحبه حبًا شديدًا وكانت تتغزل فيه بشكل علنى، بل أظهرته معها فى بعض أغانيها المصورة ومنها وأشهرها (Me Enamoré)، بمشاهد حميمة تجمعهما بمنزلهما.

«شاكيرا» أيضًا تحدثت فى أغنيتها عن أزمة الضرائب التى تعانى منها بسبب معيشتها فى إسبانيا لتكون بجواره، وقالت أيضًا إنها أصبحت جارة لـ«والدته» بعد فراقه، وبسبب ما فعله بها جعلها مادة خصبة لأخبار الصحافة.

وحبيبة «بيكيه» الجديدة أيضًا لم تسلم من «شاكيرا»، حيث وصفتها بأن اسمها يدل على طيبتها، ولكن يبدو أن حقيقتها غير ذلك، وسخرت من سنها قائلة: «أنا بعمر حبيبتك مرتين.. لقد استبدلت فيرارى بسيارة توينجو»، ليقوم بعدها حساب شركة «رينو بأسبانيا» صاحبة السيارة الصغيرة «توينجو» بعمل تصميم مصور جديد للسيارة يحمل رقم «22» للإشارة لما قالته شاكيرا بأنها تساوى عمر حبيبته مرتين، بل إن بيكيه بعدها قام بالتقاط الصور مع هذه السيارة الصغيرة كى يرد على «شاكيرا».

«شاكيرا» قالت أيضًا فى أغنيتها أن «بيكيه» استبدل الساعة الـ«رولكس» بالساعة «الكاسيو».. لتنتشر بعدها تغريدة لحساب يحمل اسم «كاسيو» ولا نعلم مدى علاقته بالشركة ليقول: «قد لا نكون مثل روليكس، ولكن عملاءنا مخلصون لنا»!

وأهم ما فى هذه الأغنية، من وجهة نظرى، هو الفارق الجوهرى بين ما يُقدم فى سوق الموسيقى العالمية وبين ما يُقدم فى مصر، «شاكيرا» هى من كتبت كلمات أغانيها، مثلها مثل «مايكل جاكسون»، و«بيلى إيليش»، وأغلب نجوم الـ«pop»، وتكون الكلمات دائمًا معبرة عن الواقع الذى يعيشه الفنان، ولذلك تظهر شخصيته فى كل سطر من سطور أغانيه، ومن المستحيل أن نجد فنانًا يشبه الآخر، لأن ما يقدم لنا من أغانٍ يكون تعبيرًا عن مشاعر حقيقية مر بها النجم صاحب العمل، أما فى المجتمعات العربية، فيقتصر دور المغنى على اختيار ما يُكتب إليه وتأديته، حتى وإن كان لم يشعر بما يتحدث عنه، وبالتالى عندما يُجيد مُلحن أو كاتب مع مغنٍ بعينه ويصنعان عملاً ناجحًا، نجد نسخًا كثيرة لنفس الملحن ونفس الكاتب مع مغنين آخرين، لتطغى شخصية الصانع على شخصيات الفنانين الذين يقدمون الأعمال الغنائية بأصواتهم، ومن هنا يأتى التشابه! ونفقد الهوية الحقيقية للمغنى الذى يحمل اسم العمل!.