الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. أزمة إدارة الأزمة!!

كلمة و 1 / 2.. أزمة إدارة الأزمة!!

استمعتُ إلى فنانة لم تتحقق على الشاشتين ولا خشبة المسرح، ولا ميكروفون الإذاعة ولا المنصات ولا حتى أمام الجيران، كانت تؤكد أنها تعثرت لأنها ببساطة لم تقدم تنازلات، مثل هذه الكلمات صارت (كليشيه)، أشبه بقميص واقٍ، يرتديه الإنسان ولا أقول فقط الفنان؛ عندما يخفق فى تحقيق النجاح.



ولا أستطيع أن أتهم أحدًا باختلاق الأسباب، من الوارد أن تحدث مثل هذه التجاوزات فى الوسط الفنى وغير الفنى، مع تعدد مظاهر الابتزاز، إلا أنها قطعًا ليست القاعدة.

كم مرّة شاهدت فى الأعمال الدرامية شخصية فنانة صاعدة تقدم الكثير وبلا تحفظات، حتى تحتل مكانة على الخريطة؟ عشرات المرّات فى كل المسلسلات والأفلام التى تتماس فى جزء منها مع كواليس الحياة الفنية، نتابع هذه الشخصيات ببساطة، مثلاً مسلسل (بين السماء والأرض) شخصية (اللبيسة) نجلاء بدر، وكيف وضعت خطتها لتصبح نجمة تنتقم من سيدتها سوسن بدر، وقدمت كل ما يطلب منها وزيادة، والناس تقبلت ذلك باعتباره من الممكن حدوثه.

هل اعترضت الرقابة وقالت مثلاً أنها تنال من سمعة مصر والفنان المصرى وطالبت بمصادرته؟ أبدًا عادى جدًا، هل تحركت النقابات الفنية وقتها مدافعة عن الشرف الضائع؟ أبدًا ولا الهوا، هل اعتبرها الجمهور مفاجأة وانزعج وتساءل معقول يحصل كده؟ على العكس، لم تُثر حفيظة ولا استغراب أحد، إنها من الشخصيات الدرامية (الأرشيفية) التى كثيرًا ما تابعناها على كل الشاشات، ولها قطعًا ظِلٌ من الحقيقة.

سبق قبل بضع سنوات أن أدانت المحكمة أحد المخرجين بالسجن، عندما أثبتت ضده تهمة الابتزاز التى أقامتها أكثر من فنانة شابة، وقبل عام أحد الفنانين الصاعدين قضت المحكمة بحبسه عامًا لأنه ابتز أكثر من فتاة فى مركز أقامه لصقل المواهب، وقبل عام أو أكثر،  أعلنت مطربة على فيديو متداوَل؛ أنهم يحاولون الحصول على الثمَن أولاً، قبل أن يمنحوها فرصتها.

وقتها أصدرت النقابات الفنية بيانات رسمية تُذكّر العالم بأمجادنا وتنفى عن الوسط الفنى أى ظواهر سلبية، رُغْمَ أن تلك التجاوزات نتابعها فى العالم كله، هل (إحنا غير كل العالم)؟ إزّاى وإمتى وفين؟؟.

أتذكر أن نقيب الممثلين أشرف زكى على سبيل (التجويد)؛ حرص على أن يذكر الناس بأن زوجته روچينا وشقيقته ماجدة زكى تعملان بالفن ولم يبتزهما أحد، الأجهزة الفنية بين الحين تحيل (الحَبَة إلى قبّة)، وتصدر بيانًا ضخم الجثة عريض المنكبين، يؤكد أننا بلد أم كلثوم وفاتن حمامة، هل من الممكن أن ينسى أحدٌ مصرَ ومبدعيها، ويأخذ من حادث عابر دلالة على تفشى الرذيلة فى الوسط الفنى، تلك الواقعة من الممكن أن تحدث اليوم وغدًا وقبل 100 عام.

التحرش والابتزاز الجسدى ظاهرة عالمية، وهكذا نتابع منظمة عالمية (مى تو) (أنا كمان) تحفز النساء أن يَبُحن بأسماء من تحرش بهن، والأمر بالمناسبة ليس مقصورًا فقط على الوسط الفنى.

فى (هوليوود) أكثر من نجمة شهيرة حكت عن وقائع مماثلة بعضها يعود لعقدين أو ثلاثة من الزمن، وعدد من كبار المُخرجين والمُنتجين تمّت إدانتهم، ولم نسمع أن هناك من أصدر بيانًا يؤكد أن صفحة (هوليوود) ناصعة البياض.

الأجهزة الفنية فى مصر كثيرًا ما أراها متخبطة فى ردود أفعالها، وإذا أصدرت واحدة بيانًا؛ لوذعيًا سارعت الأخرى بَعدها مباشرة (ونتعت) بيانًا أكثر منه (لوذعية)!!

إنهم بحُسن نية يشعلون الحرائق، عندما يطفئون النيران بصب مزيد من البنزين.. المشكلة الحقيقية فى مصر أن فن إدارة الأزمة هو سر الأزمة!