الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و  1 / 2.. فى مولد الجوائز.. (كل برغوت على قد دمه)!!

كلمة و 1 / 2.. فى مولد الجوائز.. (كل برغوت على قد دمه)!!

ينتظر الناس أن يشاهدوا فى الساعات المقبلة الماراثون السنوى لجوائز عام 2022، وتكتشف بشىء من التفحيص أو من دون تفحيص أو تمحيص أو حتى تحميص، أن هناك وبنسبة كبيرة معادلات أخرى وراء الدفع بتلك الجائزة لزيد، وحجبها عن عبيد.



(البحر يحب الزيادة)، والنجوم فى علاقتهم بالجوائز مثل البحر، لا يعرفون أبدًا الشبع، سور الجوائز يمتد حتى الدول العربية؛ حيث تتعدد الجهات التى تمنح الجوائز، الجميع سيخرجون مجبورى الخاطر (كل برغوت على قد دمه)، الطريق للجوائز مفروش بأصحاب الحظوة الذين يعرفون الشفرة، كثيرًا ما كتبت عن كواليس الجمعيات والمهرجانات وكيف أنهم فى اللحظات الأخيرة يتدخلون؛ لتغيير مسار الجائزة، ومنذ عشرات السنين هذا يحدث وأكثر منه، فهو ليس وليد هذا الزمن، إلا أنه كان الاستثناء الذى لا ينفى القاعدة (الجائزة لمَن يستحقها)، الآن صار هو القاعدة التى تنفى الاستثناء، وهو أن (الجائزة لمَن يعرف الشفرة).

حتى سعاد حسنى، تعرضت أكثر من مرّة للظلم، وفى اللحظات الأخيرة، تم تغيير مسار الجائزة، أتذكر فى مطلع التسعينيات أننى التقيتها مساء فى بهو الفندق الذى سيشهد تتويجها بجائزة أفضل ممثلة، وكانت النتائج تم تسريبها وهنأتها بحصولها على جائزة أفضل ممثلة عن فيلم (الراعى والنساء)، يومها قالت لى: (مش تستنا شوية يا طارق)، وقرأتُ فى عينيها شيئًا من التوجس وعلمتُ عند الإعلان سر التوجس، منحوا «سعاد» جائزة لجنة التحكيم الخاصة؛ لأن نجمة أخرى طمعت فى جائزة الأفضل. أتذكر أن ميرفت أمين فى فيلم (زوجة رجل مهم)، طلبوا منها أيضًا فى أحد المهرجانات أن تذهب للمطار للحاق بحفل توزيع الجوائز، إلا أنهم وقبل أن تغادر منزلها عادوا واعتذروا، أحد المنتجين اعترض لأنه أراد لنجمته المفضلة أن تحصد هى جائزة الأفضل، نعم «ميرفت» مثّلت الدور الأهم، ولكن تلك النجمة كان يدعمها وقتها المنتج الأكثر أهمية!!.

أحيانًا يزداد الأمْرُ فجاجة، كنت قبل ربع قرن، عضوًا فى لجنة تحكيم لمهرجان الإذاعة والتليفزيون (لجنة السينما)، ووقّعنا على النتائج، تم التغيير على الهواء، وعندما تصدرت واقعة التزوير، غلاف مجلة (روزاليوسف)، تفتق ذهن المسئول الكبير عن حيلة أخرى، وهى أن الخطأ غير مقصود، والموظفة المسئولة عن كتابة الجوائز (تشيل الليلة) معلنًا أنها أخطأت فى الصياغة، كانوا واثقين أنها لن تملك حق الدفاع الشرعى، ومرّت عشر سنوات على تلك الواقعة، ووجدتها فى لقاء عابر وهى تؤكد لى أنهم قهروها. نجم كبير اشترط على أحد المهرجانات أن يمنحوا أبناءه كل منهم جائزة مقابل أن يوافق هو على قبول تكريمه فى نهاية المهرجان وبالفعل، تم تنفيذ اللازم.

زاد فى السنوات الأخيرة عدد الجمعيات واللجان التى تشارك فى الفرح السنوى، وأصبح الدور الأهم للممثل ليس إجادة تمثيل دوره فى العمل الفنى؛ ولكنه تمثيل حالة الدهشة على المسرح، أثناء استلامه الجائزة، حتى نصدّق أنه فعلاً لم يخطط لها، الناس عادة لا تتذكر اسم الجمعية ولا قيمة الجائزة يتبقى فقط الصورة التى نشرت بالجرائد والمواقع وتتناقلها أكثر من قناة فضائية.

قال لى كاتبنا الكبير الراحل وحيد حامد إنه ألقى فى النيل القسط الأكبر من الجوائز؛ لأنه شعر أن الجهة التى منحتها له اضطرت (لزوم تحلية البضاعة) أن يأتى اسمه فى المقدمة مثل قطعة السكر لتمرير كل المجاملات، روى لى (الفلاح الفصيح)، أن إذاعة الشرق الأوسط فى كل عام كان لديها (كليشيه) ثابت يمنح «وحيد» جائزة أفضل كاتب سينمائى وأسامة أنور عكاشة أفضل كاتب تليفزيونى، وعمار الشريعى أفضل ملحن، وفى عام 1991 لم يكن «وحيد» قدّم شيئًا يستحق، بينما داوود عبدالسيد يستحق بلا جدال أفضل سيناريو عن (الكيت كات)، فشعر «وحيد» أنها ذهبت للشخص الخطأ، فتخلص منها، بالطبع وحيد  (وحيد)!!.