الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الأسمرات تشهد حصاد حملة مناهضة العنف ضد النساء محو أمية ما يقرب من 900 ألف سيدة

وسَط العديد من اللافتات التى تؤمن بدور المرأة وحقها فى الحياة والعمل وإثبات الذات وقدرتها على الابتكار والإبداع والنهوض بالمجتمع؛ لافتات للمفكر الكبير سلامة  موسى والكاتب الكبير د.طه حسين والكاتبة الصحفية أمينة السعيد، ولافتات نماذج نسائية مصرية مشرّفة مثل هدى شعراوى، وحكمت أبوزيد، ونبوية موسى، شهد مجمع الخدمات المتكاملة بحى الأسمرات اللقاء الجماهيرى لحصاد فعاليات «16 يومًا مناهضة للعنف» تحت شعار «امسكوا طرف الخيط.. وشاركوا فى القرار».



وذلك بحضور السيدة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى والسيد أليساندرو فراكاسيتى الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى والسيد ماركو مجليوريلى ممثل بعثة الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، والسيد كاى أندرشكو نائب مدير الوكالة الألمانية للتنمية الدولية فى مصر، وممثلى الهيئات الوطنية والجمعيات الأهلية الشريكة فى مصر.

التقت «روزاليوسف» على هامش الفاعليات بنماذج مشرّفة من الرائدات الاجتماعيات على مستوى محافظات مصر وكل منهن لعبن دورًا مُهمًا فى هذه الحملة وتركن أثرًا إيجابيًا فى محيط عملهن وتم تكريمهن ضمْن هذا اللقاء الجماهيرى.

 حزمة خدمات

فى بداية الاحتفالية  أعربت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى عن سعادتها بمشاركة الجهات الوطنية والدولية فى حملة الـ «16 يومًا لمناهضة العنف ضد الفتيات والنساء»، وقالت إن هذا العام لحماية النساء من العنف وتمكينهن اقتصاديًا، فالوزارة تعمل على دعم الوحدة الأسرية وتكامل الأسرة، فشعار «امسكوا طرف الخيط وشاركوا فى القرار» هو رمز للتواصُل، فإننا نسلم بعضنا البعض حتى نقضى على العنف والتمييز ضد النساء ونشارك فى أخذ القرار، وهو قرار وقف العنف والتمكين وعدم الاستسلام وإتاحة الفرص الاجتماعية والاقتصادية لإخراجهن من دائرة الفقر ليس الفقر المادى فقط؛ ولكن أيضًا الفقر عن طريق حرمانهن من حقوقهن الاجتماعية والصحية والثقافية والفقر متعدد الأبعاد، وإتاحة الخدمات التى تحمى هؤلاء النساء عن طريق الإبلاغ والرصد والتقييم ودعم التحول الرقمى والربط الإلكترونى حتى نصل إلى الرصد المستمر وتقييم الحالات ونغير توجهنا واستراتيچيتنا لمجابهة هذا العنف.

وأضافت: إن الوزارة تعمل على الحماية والرعاية والتنمية بالتوازى أو التقاطع لدعم وتنمية المجتمع؛ خصوصًا النساء، ومواجهة ختان النساء والزواج المبكر والعنف الأسرى سواء البدنى أو النفسى أيضًا، والحرمان من التعليم أو اضطهاد الأشخاص ذوى الإعاقة، واحترام المسنين وإنهاء التنمُّر تجاه فتيات دور الرعاية ومناهضة الاتجار بالبشر، والتعريف بقضايا العنف وتوعية القائمين على العملية التربوية سواء للأبوَيْن أو المُدرسين والقائمين على عملية التربية وتأهيل جميع النساء وأطفالهن، وتعريف الجمهور بحزمة الخدمات التى تتيحها الوزارة واستقبال الحالات على الخَط الساخن لمجلس الوزراء 16528 أو على الخطوط الساخنة لوزارة التضامن الاجتماعى ليس فقط لاستقبال المكالمات، ولكن لاستقبال النساء وأطفالهن وتقديم جميع الخدمات لهن.

 10 ملايين مُشاهدة

واستعرضت «القباج» الوسائل الإعلامية التى استخدمتها الحملة بدءًا من طرْق الأبواب واللقاءات المنزلية والمجتمعية ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى والإعلام المقروء والمرئى وتنوُّع الجمهور المستهدف بدءًا من النساء أنفسهن واستهداف المناطق الريفية والمناطق غير الآمنة والمسنات والمُدرسين فى المدارس والأطفال فى سن الطفولة المبكرة للتوعية بقضايا العنف ومؤسّسات المجتمع المدنى والمنظمات الدولية.. موضحة أن الحملة استطاعت أن تصل إلى إجمالى عدد 22مليون شخص من خلال عدة قنوات أشهَرُها وسائل التواصُل الاجتماعى والإعلام والتى وصلت لـ 10 ملايين مُشاهد، وحملات التواصل المباشر واللقاءات  الشعبية والتى وصلت لـ 2 مليون من السيدات وكل سيدة تنقل الرسالة إلى سيدات أخريات وأطفال لتكوين بيئة تحث على احترام الآخر، وأيضًا تطبيق الاستمارة الخاصة لقياس اتجاهات وسلوكيات الأسرة فى أماكن عدة لنتعرف بها على 4 ملايين أسرة حتى نرصد كيف تفكر وما هى اتجاهاتها نحو قضايا العنف والأمية والإعاقة، وهى قضايا الوزارة الأساسية التى نعمل من أجلها حتى نستطيع أن نوجّه رسالتنا بالشكل الصحيح.

وأكدت أنه سيتم قريبًا إعلان نتائج حملة «لا أميّة مع تكافل» والتى حققت نتائج كبيرة لمحو أمية ما يقرب من 900 ألف سيدة وانخفضت نسبة الأمية فى «تكافل وكرامة» من %62 إلى %52 فقط. 

 2 مليون مستفيدة

ومن جانبه قال السيد أليساندرو فراكاسيتى الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى: إن العنف ضد النساء والفتيات يُعَد أكثرَ الأشكال انتشارًا حول العالم؛ وفقًا للتقديرات العالمية. مضيفًا: إننا فى برنامج الأمم المتحدة نفخر بالمشاركة مع الوزارة والوكالة الألمانية بشأن هذه الحملة والتى تأتى لتمثل استمرارًا للحملة الخاصة بزواج الأطفال والتى وجهت لنحو 2 مليون مستفيدة من «تكافل وكرامة» عبر الندوات وجلسات التوعية والزيارات على مستوى المحافظات والرسالة التى نعمل من أجل إيصالها مواصلة السعى من أجل عالم خالٍ من العنف ضد النساء والفتيات.

 انتهاك حقوق الانسان

وفى السياق نفسه؛ قال السيد ماركو مجليوريلى ممثل بعثة الاتحاد الأوروبى بالقاهرة: إن ظاهرة العنف لا تمثل  فقط انتهاكًا لحقوق الإنسان؛ ولكنها ظاهرة لها العديد من التداعيات على وجْه الخصوص السيدات والفتيات والأطفال، كما لها تداعيات أيضًا على الصحة والتعليم، وأن مسئولية كل الشركاء معنا حماية النساء، والفتيات من العنف، وأن الاتحاد الأوروبى يولى اهتمامًا كبيرًا ضد أشكال العنف الممارَسة ضد السيدات والفتيات وحماية حقوقهن هو أحد القيم التى يلتزم بها الاتحاد الأوروبى والمنصوص عليها بالميثاق الأوروبى.. معبرًا عن سعادته بالمشاركة فى الحدث الخاص بتقييم الحملة والأنشطة التى تمّت لمدة 16 يومًا ولا يزال أمامنا الكثير من الجهد لضمان مستقبل مشرق للسيدات والفتيات؛ خصوصًا فى ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والتى تزيد من الأمر سوءًا.

ومن جانبه أكد السيد كاى أندرشكو، نائب مدير الوكالة الألمانية للتنمية الدولية فى مصر، أن ظاهرة العنف ضد النساء من أكثر الظواهر التى تهتم بها الحكومة الألمانية.. معربًا عن سعاته  بالمشاركة فى هذه الفعالية وما شاهده من الأعمال الفنية التى تابعها داخل المركز؛ فقد شعر بكل مشاعر الفتيات والفتيان جراء ما عانوا منه سابقًا وانتقالهم لمكان أفضل يظهر أهمية هذه المراكز وما تلعبه من دور مهم.

 مرتاحة: أهلى حرمونى من التعليم

مرتاحة عبداللطيف محمد، رائدة اجتماعية بمحافظة الإسكندرية اتحرمت من التعليم بسبب عدم وعى أسرتها، ولكن عملت محو أميّة، لديها 8 إخوة يذهبون للمَدرسة؛ أمّا هى فحرموها من التعليم لكنها لم تستسلم، كانت تنتظر إخوتها حين يرجعون من المَدرسة لتعرف ماذا أخذوا بالمَدرسة، ينام إخوتها وتسهر هى وتظل تردد ما قالوا لها طول الليل، شغف وحرمان تعرضت له جعل لديها عزيمة لأن تجعل كل أسرة تقابلها تهتم بتعليم أبنائها، كما طلبت من إخوتها تعليمها القراءة والكتابة وبدأت تقرأ أى كتاب يقابلها وتحب القراءة جدًا. ثم امتحنت محو الأمية وحصلت على شهادة تقدمت بها للوظيفة والعمل وتم قبولها والترحيب بها وأيضًا تزوجت وأنجبت ولدًا وبنتًا، اهتمت بهما وعلمتهما حتى أصبحت البنت دكتورة والولد مهندسًا. 

 عنف بالكلمة والنظرة

تقول مرتاحة: أعمل حلقة وصْل بين الوحدات وشئون المرأة والوزارة، أقوم بتوعية السيدات وتعريفهن بحقوقهن، أعطيهن معلومات عن «تكافل وكرامة» متى يحصلن عليها وشروط حصولهن عليها، وأيضًا أوضّح لهن مفهوم العنف، فليس العنف ضربًا موجهًا من الزوج أو الأب أو الأخ فقط؛ ولكن هناك مفاهيم أخرى للعنف؛ فقد تعنّف المرأة نفسها حين تهمل صحتها وتهمل رعاية أبنائها، وقد تعنف بنتها أو ابنها أو زوجها، فهناك عنف بالكلمة وليس بالضرب، أو عنف بالنظرة، أعطيهن مفاهيم التربية الإيجابية وأعرّف السيدة حقوقها وواجباتها وأساعدها أحيانًا فى اتخاذ القرارات السليمة، وأيضًا أعرّفها خطورة التسرب من التعليم وختان الإناث وزواج الأطفال، فالأماكن الريفية نسب زواج الأطفال بها كبيرة.

وأضافت مرتاحة: الرائدة لا بُدّ أن تكون معروفة فى المحيط الذى تعمل به وأن تكون سُمعتها طيبة وتنال ثقة من الأهالى، وبالتالى تستطيع أن تدخل البيوت وتتحدّث مع الأسرة وتمدهم بكل المعلومات، وتعرض الأسرة علينا بعض المشاكل فنبدأ ننصحهم ونعرّفهم أن الحلول فى أيديهم، ولكن أوجهم فقط وأفكر معهم بصوت عالٍ.. وأكدت أنه تم تدريب الرائدات على التربية الإيجابية وطرُق مواجهة العنف وغيرهما من القضايا التى تمس الأسرة؛ خصوصًا المرأة.

 انتشار الشائعات

وتابعت مرتاحة: كل رائدة مسئولة عن 200 أسرة بالإسكندرية، وأكثر القضايا التى أثرت فىّ هى التسرب من التعليم وأيضًا ختان الإناث، فنجد فى قضية ختان الإناث مفاهيم خاطئة وتمسك الجدة أكثر من الوالدين بالختان، فنبدأ بمعرفة ما يدور فى أذهانهم ثم نصححه، فمثلاً لا يوجد أى شىء فى الدين يحث على الختان، كما أن هناك خطورة فى الختان وأيضًا القوانين تجرّم ذلك، وأثناء حديثى مع السيدات أجدها تقول: «قالوا لى»، فأسألها: طيب قوليلى مين اللى قال؟ ترد: «معرفش، أنا بسمع ده»، فنواجه شائعات ليس لها صحة ومجهولة المَصدر، كما ننظم بعض الندوات واللقاءات بالأهالى ويحضر متخصصون فى الطب والدين والتربية لنشر الوعى بصورة أكبر.

وقصّتْ «مرتاحة» وهى دامعة العينين قصة ولد تم حرمانه من التعليم وعنده 9 سنوات فتقول: سألت الأم: ليه مش بيتعلم؟ قالت: أجيب فلوس منين عشان يتعلم؟ فقلت لها: التعليم ده حق ومينفعش تحرمى الولد منه، وبعدين مين قال إنك هتدفعى فلوس أو هتشترى كتُب، المَدرسة هتوفر كل ده مجانًا، وأقنعتها، وبالفعل ساعدت الولد على الالتحاق بالمدرسة، وبالفعل دخل المدرسة ومتفوق الآن مما ترك أثرًا إيجابيًا لى شخصيًا فشعرت بالفرح والقدرة على التغيير.. وأكدت «مرتاحة» على سعادتها بالتكريم وقالت: أتمنى انتشار الوعى أكثر، فالكلمة لها تأثير كبير على الأهالى.

وزيرة جبر الخواطر

وفى السياق نفسه؛ تقول عائشة جمال أحمد، رائدة فى القاهرة تبع وزارة التضامن بمصر القديمة: فرحتُ جدًا بالتكريم وأشكر معالى الوزيرة وأطلق عليها وزيرة جبر الخواطر، والتكريم مهم يجعلنا نعمل أكثر ونشعر بقيمة أكبر لما نعمله.. حصلت على العديد من الدورات التدريبية وتدريبات كيف أكون قائدة ويكون لى دور بالمجتمع وكيف يعود الأثر علىَّ وعلى الآخرين، تعرفتُ على برنامج وعى وعرفتُ كل القضايا التى يشملها البرنامج من ختان الإناث والزواج المبكر والمشاكل الأسرية، ومن أهم الدورات التدريبية التى حصلتُ عليها وأفادتنى جدًا هى التربية الإيجابية وكيف أقوم بالتربية السليمة؛ خصوصًا فى عصر التكنولوچيا والسوشيال ميديا، فالسوشيال ميديا يشبه السكين قد أستفيد منه فى عمل أشياء وقد يَقتل ويسبب كوارث. وأيضًا بعض الأمهات تعطى البنت التليفون ولا تعرف ماذا تفعل أو تتعرض له البنت، فبدأنا نفهّم ونوعّى الأسر كيف يتعاملون مع أبنائهم من دون عنف أو حرمان، فأعلمهم وضع شروط وقواعد فى التربية تساعدهم على التربية السليمة، وأيضًا معاقبة الأبناء بالضرب يسبب نتائج سلبية، لذا ننصح ونوعى أيضًا الأسر بعدم استخدامه فى التربية.

أمّا حملات العنف فشملت الختان وزواج الأطفال والحرمان من التعليم، وأحسن شىء فى هذه الحملة هو شعار الحملة «امسكوا طرف الخيط وشاركوا فى القرار»، وهو ما يجعل الناس تتساءل عن المعنى، وبالتالى نشرح ونوضح لهم القضايا المختلفة فنبدأ نعرّف المشكلة كيف جاءت وبالتالى أخذ قرار بحلها، ونظمنا بمصر القديمة 3 لقاءات جماهيرية وكل لقاء به 100 سيدة ونحو    20 - 25 رَجُلاً، واللقاءات شملت كل ما تتعرض له السيدة من عنف ونعطى لهن نماذج تعليمية توضح لهن.. وأكدت «جمال» أن الفترة المقبلة تحتاج للعمل على الزوج والابن.

 حلقة وصل

ومن جانبها تقول شيماء محمد، رائدة بنى سويف: الرائدة الاجتماعية قيادة طبيعية وحلقة وصل بين المجتمع والهيئات، وفى محافظة بنى سويف ننزل القرى والنجوع ونحصل على تدريبات كثيرة من الوزارة، فالمرأة فى الريف إذاعة مسموعة ومرئية فما تعرفه تنقله للآخرين، فى حملة «مناهضة العنف» نظمنا تجمعات ولافتات ومسرح شارع، وإدارة شئون المرأة كانت تنزل الشارع معنا وتدعمنا، وأيضًا مشروعات المرأة الريفية توجّه السيدات للتمكين الاقتصادى، وده ضمن «استراتيچية 2030» ونوعى بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، فالرائدة إدارة شئون متنقلة داخل المنازل، والسيدات بحاجة للتوعية بالخدمات والمشاريع، ونُعتبر الآن فى العصر الذهبى للمرأة، والرائدة مُحبة للعمل الاجتماعى فتستطيع توصيل الرسالة بشكل صحيح، لكن نواجه ظاهرة الإدمان، فالإدمان يجعل الزوج يضرب زوجته، وبالتالى نوجّه السيدة إلى مراكز استضافة المرأة، فالرائدة تلعب دورًا مُهمًا فى توعية الأسر جميعًا.