الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كورة شراب

ماذا يحتاج منتخبنا الوطنى لتحقيق إنجاز مثل منتخب المغرب الشقيق أو العودة فقط لسابق عهده مع الجيل الذهبى؟! الإجابة سهلة ويعرفها الجميع إلا الاتحاد المصرى لكرة القدم، الأمر غير معقد كما يعتقد البعض لكنه يحتاج إلى منظومة إدارية ناجحة تضم عناصر تجمع ما بين الخبرة والطموح والتطوير مع عرض خطتها بشكل واضح للجمهور ليساند الفكرة حتى تظهر للنور.



 

الاتحاد المصرى لكرة القدم ضعيف إداريا بشكل واضح للجميع، قرارات متخبطة وتأجيل للمباريات رغم إعلان مواعيدها وكل هذا بسبب الخوف من الدخول فى صدامات مع بعض الأندية، مما يفتح مجالًا دائمًا للحديث عن المجاملات والدخول فى أزمات ينتج عنها عدم ثقة الجمهور فى الاتحاد وفقدان الأمل فى امتلاك منتخبات قوية تنافس فى المستقبل.

 

6 مدربين تعاقبوا على منتخب مصر خلال 6 سنوات منهم من رحل عقب 3 مباريات بسبب التخبط الإدارى وعدم وضع معايير واضحة للمدرب الذى سيقود الفراعنة وعدم وضع أهداف محددة للفترة المقبلة مما جعلنا جميعًا نشعر بالإحباط وزاد هذا الإحباط عقب الإنجاز الذى حققه منتخب المغرب الشقيق، فرغم فرحتنا به إلا أننا شعرنا بغصة لأننا الأحق وفى وقت من الأوقات كان منتخبنا حديث الساعة بين كل دول العالم.

 

انتابنى شعور بالاكتئاب عقب انتهاء المونديال، وهو شعور طبيعى أعتقد معظمكم مر به من محبى وعاشقى كرة القدم، ماذا سنشاهد بعد هذه الملحمة الكروية التى أمتعتنا جميعًا؟! فبدأت متابعة الدورى المصرى من جديد فزاد الاكتئاب والإحباط لشعورى بعدم وجود أمل فى مستقبل الكرة المصرية، تغيير الوجوه وطريقة الإدارة أصبح أمرًا حتميًا حتى نبدأ مرحلة البناء من جديد.

سألت نفسى سؤالًا عقب انتهاء المونديال وتتويج الأرجنتين باللقب: من يستحق ارتداء قميص ميسى مع راقصى التانجو واستكمال مسيرته؟! لم أجد إجابة رغم أن المنتخب الأرجنتينى ملىء بالمواهب، ميسى جاء بعد مارادونا بعقدين من الزمن والاثنان صعب تكرارهما وفى تقديرى لن يأتى مثل مارادونا رغم ما حققه ليونيل ميسى، وفى الحقيقة لا أعلم كيف ستكون الكرة عقب انتهاء مسيرة ميسى وكريستيانو رونالدو.

 

 بمناسبة كريستيانو رونالدو، أنا من عشاقه ليس بسبب شهرته أو مهارته وإنجازاته فى كرة القدم، رونالدو بالنسبة لى قصة ملهمة للاعب كرة سخر كل حياته وإمكانياته لبناء وتطوير نفسه، فهو لا يملك نفس موهبة ميسى لكنه ظل فى صراع معه لما يقرب من عشرين عامًا بسبب الإصرار والاجتهاد والتطوير من نفسه فنيًا وجسديًا، من الصعب اختزال مسيرة رونالدو فى خسارة منتخب بلاده أمام المغرب، فهو أسطورة رياضية بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

 

بالنسبة لى كيليان مبابى هو اللاعب الوحيد حاليًا القادر على تكرار ما صنعه رونالدو وميسى على مدار السنوات الماضية، يمتلك كل المواصفات التى يحملها الثنائى التاريخى، لا ينقصه سوى اللعب لنادٍ كبير يُساهم فى تفجير طاقاته المكبوتة داخل قلعة باريس، وقتها سنرى أسطورة جديدة وماكينة لن تتوقف عن تحقيق الأهداف والألقاب والإنجازات الشخصية وللمنتخب.