الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

غدًا السيمفونية المونديالية الأخيرة.. راقص التانجو ميسى فى مواجهة الديوك الفرنسية

ساعات قليلة، وتُكتَب كلمة النهاية الحتمية، لنخسة «مونديالية» استثنائية قلما تكرّرت، لعبت على أراضٍ عربية، وفى أجواء شتوية، وكانت مليئة بالندية، وخالية من الثوابت الكروية، مجددة لآمال المنتخبات المنسية، وهادمة لكبرياء المنتخبات العتية، الغزارة التهديفية والمتعة والإثارة الكروية، عوامل رئيسية، فى مونديال المفاجآت الكروية.



مَن كان يتوقع قبل بداية العُرس العالمى، أن تطيح منتخبات ليس لها باع فى كأس العالم، على مَرّ تاريخه بمنتخبات لها خبرات وتاريخ وسجل حافل بالكئوس، مَن يصدق أن السامبا البرازيلية، وصاحبة الرقم القياسى، فى حصد كأس العالم برصيد 5 ألقاب، تعطلت أمام منتخب كرواتيا، فى دور الثمانية، لتخرج بركلات المعاناة الترجيحية، ومَن يخطر بباله قبل انطلاقة البطولة، أن راقصى التانجو، والقطب الثانى عالميًا منتخب الأرچنتين، يخسر، أمام «الأخضر» منتخب السعودية، بهدفين لهدف، وينجح المنتخب السعودى، فى إيقاف سلسلة انتصاراته المتتالية، وتذّوق مرارة الخسارة، وسط ذهول وتعجب من الجميع، ورُغْمَ وصول منتخب الأرچنتين للمباراة النهائية؛ فإن هذه الخسارة ستظل عالقة فى الأذهان، ونقطة سوداء فى تاريخ الأرچنتين، على النقيض، سوف تكون علامة فارقة فى تاريخ «الأخضر»، والذى وضع المونديال، من دور المجموعات، إلا أنه أبلى بلاءً حَسنًا فى البطولة.

لم يتوقف قطارُ المفاجآت عند هذه المحطات؛ بل تجاوز القُضْبان، و«طاح» بالمنتخب الإسبانى، ومن قبله الماكينات الألمانية، التى تعطلت، وتوقف إنتاجها، أمام العقلية «الإلكترونية» اليابانية، والتى توغلت بدقتها وسرعتها، لتضرب الألمان، وتفقدهم قوتهم وتخرجهم من البطولة غير مأسوف عليهم، من الباب الصغير، تاركين وراءهم ذكرى سيئة كروية وأخلاقية.

 منتخب الأرچنتين سابقًا «ميسى» حاليًا

نجح منتخب الأرچنتين، فى حسم تأهله للمباراة النهائية من مونديال قطر 2022، عقب انتصاره بسهولة على نظيره الكرواتى، بثلاثة أهداف دون مقابل، فى المواجهة التى أقيمت بينهما ضمن منافسات الدور نصف النهائى، أحرز النجم الأرچنتينى ليونيل ميسى الهدف الأول فى شباك منتخب كرواتيا عن طريق ركلة جزاء، وهذا الهدف كان له تأثير السحر، وكان بداية لنقطة التحول والنجاح وتحقيق الفوز بثلاثية، وبهذا الهدف نجح ميسى، فى الوصول إلى الهدف الخامس فى كأس العالم، ليعادل أهداف كيليان مبابى فى صدارة ترتيب الهدافين بشكل عام.

لقد حطم الأسطورة الأرچنتينى ميسى، العديد من الأرقام القياسية خلال مشاركته فى مباراة كرواتيا بنصف نهائى مونديال قطر 2022؛ حيث ساهم ميسى، فى 19 هدفًا فى كأس العالم بإحرازه 11 هدفًا وصنع 8 أهداف، ليعادل أفضل عدد أهداف وتمريرات حاسمة للاعب منذ عام 1966، بواسطة الثنائى ميروسلاف كلوزه ورونالدو.. ميسى يصبح الهداف التاريخى للاعبين الحاليين بكأس العالم برصيد 11 هدفًا، كل هذا لا يساوى شيئًا عند النجم ميسى، بجوار حمله لكأس العالم، للمرة الأولى فى تاريخه، والمرة الرابعة لمنتخب التانجو، لتكون يده هى الثانية بعد دييجو أرماندو مارادونا، والذى حمل آخر نسخة للأرچنتين عام 1986، بالمكسيك، ورُغْمَ كل الإنجازات السالف ذكرها ونجح فى تحقيقها ميسى؛ فإن حلمه الأول والأخير يبقى فى حصد كأس العالم.

 الديوك الفرنسية تحلم بالثنائية

نجح منتخب فرنسا، فى الوصول للمباراة النهائية للمرة الثانية على التوالى، ولكن هذه المرة، سوف يواجه خصمًا ليس بالسهل، سوف يكون على موعد مع منتخب الأرچنتين، بقيادة الأسطورة ميسى، وما أدراك ما ميسى، لاعب ليس له كتالوج، ينطبق عليه بالفعل، لاعب بفريق، ويُعَد هو مَكمن الخطورة، وهذا ما سوف يسعى لإيقافه ديشامب المدير الفنى لمنتخب فرنسا؛ لعلمه الشديد أن تعطيل مفاتيح لعب راقصى التانجو، كلها تتلخص وتختزل، فى ميسى.

الحلم الرئيسى لمدرب منتخب فرنسا، هو تحقيق لقب كأس العالم للمرة الثانية على التوالى هو أبرز ما يراوضه، فى النسخة الحالية، كونه نجح مع المنتخب الفرنسى، فى الفوز بلقب كأس العالم 2018 الذى أقيم فى روسيا على حساب نظيره الكرواتى بعدما تغلب عليه بنتيجة 4-2 فى المباراة النهائية، بعد 20 عامًا من الفوز بأغلى بطولة فى عالم الساحرة المستديرة مع منتخب بلاده كلاعب، نجح ديشامب فى تحقيق نفس الإنجاز مع فرنسا بعدما فاز بكأس العالم 2018 مع الديوك كمدرب، ويحلم الفرنسى فى تحقيق اللقب للمرة الثانية على التوالى فى كأس العالم 2022؛ حيث إن فرنسا ستعمل على الدفاع عن لقبها الأخير بقيادة المدرب المخضرم، ومن المتوقع أن يرحل ديشامب عن منتخب الديوك بعد انتهاء مشواره مع منتخب فرنسا بنهاية مونديال قطر؛ حيث إن العديد من التقارير أكدت هذا الأمر مؤخرًا بعد مسيرة رائعة دامت لعشر سنوات.

يعتمد ديشامب فى معظم الأحيان على اللعب بطريقة 3-4-1-2، ونجح من خلالها فى تكوين جيل رائع من اللاعبين جاء على رأسهم المهاجم الشاب، كيليان مبابى، بالإضافة إلى اعتماده على عثمان ديمبيلى فى الخط الهجومى بجوار كريم بنزيما وأنطوان جريزمان.

 أسُود الأطلسى شرّفوا فخر العرب وإفريقيا

رُغْمَ خسارة منتخب المغرب فى نصف النهائى، أمام حامل اللقب منتخب فرنسا؛ فإنه حقق بتأهله إلى نصف نهائى مونديال قطر، إنجازًا مثيرًا لم يحققه سابقًا أى منتخب إفريقى أو عربى، فى تاريخ كأس العالم، واستطاع المنتخب المغربى بقيادة مدربه وليد الركراكى أن يصل لأول مرة فى تاريخه وتاريخ العرب والأفارقة إلى هذا الدور المتقدم فى هذا المحفل الرياضى العالمى، بعد تعادله فى أولى مبارياته مع كرواتيا قبل أن ينتفض محققًا انتصارين متتاليين على بلچيكا وكندا فى الدور الأول ليتصدر المجموعة السادسة بسبع نقاط، وفى دور الستة عشر حقق منتخب (أسُود الأطلس) مفاجأة كبرى بالفوز على المنتخب الإسبانى، الفائزة بكأس العالم عام 2010، بركلات الترجيح قبل أن يتغلب على البرتغال فى دور الثمانية، ورُغْمَ الخسارة أمام منتخب فرنسا، بهدفين نظيفين؛ فإنه قدّم مباراة للتاريخ، وأحرج حامل اللقب، وما زال أمامه فرصة ذهبية اليوم، أمام منتخب كرواتيا، للفوز عليه، والحصول على البرونزية العالمية، ليكتب اسمه بحروف من ذهب، ويدخل جيله التاريخ من الباب الكبير.

 كرواتيا ضيف دائم فى المربع الذهبى

لم يكن أحدٌ يتوقع أن تبلغ كرواتيا هذه المراحل المتقدمة فى نسختى كأس العالم الماضية بدولة روسيا والحالية فى قطر، فقد كانت كرواتيا وقتها تعانى حالة من الفوضى، ووصل منتخب كرواتيا إلى قطر بصفته وصيف البطل فى 2018 بتشكيلة متقدمة فى السّن بقيادة لوكا مودريتش البالغ من العمر 37 عامًا وجهاز فنّى يرأسه زلاتكو داليتش، وبعد تأهله لدور الستة عشر بالفوز على كندا وتعادل مع بلچيكا والمغرب الحصان الأسْوَد للبطولة فى مشوار استقبل خلالها هدفًا واحدًا فقط، وتخطت كرواتيا عقبة اليابان بركلات الترجيح فى دور الستة عشر قبل أن تفجّر واحدة من أكبر مفاجآت البطولة بالفوز على البرازيل بطلة العالم خمس مرات بنفس الطريقة، قبل أن يخسر بثلاثية أمام منتخب الأرچنتين فى دور نصف النهائى.

 لقب الهداف بين ميسى ومبابى

يملك كيليان مبابى نجم منتخب فرنسا 5 أهداف على رأس قائمة هدافى كأس العالم 2022، بالتساوى مع ليونيل ميسى نجم الأرچنتين؛ حيث قدّم كيليان مبابى أداءً مميزًا مع منتخب فرنسا أمام المغرب، رُغْمَ عدم إحراز أى هدف فى المباراة التى انتهت بثنائية لصالح الديوك، فيما أحرز ليونيل ميسى قائد الأرچنتين الهدف الثانى للتانجو أمام كرواتيا فى نصف النهائى؛ ليتساوى مع مبابى فى قائمة هدافى كأس العالم، مع ميسى، ويبقى اللقاء النهائى، حاسمًا بشكل كبير بين الأسطورة الفرنسية والأرچنتين لحسم لقب الهداف.

 الجوائز المالية لمنتخبات المونديال

خصص الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا)، 440 مليون دولار، كجوائز للمنتخبات التى تشارك فى مونديال قطر، بواقع زيادة قيمتها 40 مليون دولار عن مونديال روسيا الماضى، ومن المنتظر أن يحصل الفائز باللقب الغالى على 42 مليون دولار، بينما سيحصل الوصيف على 30 مليون دولار، وبداية من دور الستة عشر، سيحصل كل منتخب على 13 مليون دولار، بينما تزداد الجائزة إلى 17 مليون دولار، لمن يبلغ ربع النهائى، وفى نصف النهائى سيحصل كل فريق على 25 مليون دولار، بينما سيحصل صاحب المركز الثالث على 27 مليون دولار.