الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صناع الفن أكدوا أنهم إضافة كبيرة وتمنوا ألا يتم استغلالهم: مواهب ذوى الهمم تضىء السينما والدراما

يحتفى العالم فى شهر ديسمبر بـ«اليوم العالمى لذوى الهمم»، حيث تم تخصيص هذا اليوم لزيادة التوعية بحقوقهم وضرورة دمجهم فى المجتمعات والتأكيد على مساواتهم مع أى مواطن من حيث حق المسكن والتعليم والصحة وغيرها.



وعلى جانب آخر يعتبر الفن المصرى من أكثر الفنون اهتمامًا بقضايا ذوى الهمم منذ زمن بعيد، حيث تم تجسيد مشكلاتهم العديدة من خلال أعمال سينمائية ودرامية سجلت بتاريخ السينما ومنها: (الخرساء، باب الحديد، الصرخة، الأخرس، الكيت كات، مبروك وبلبل، ديك البرابر، توت توت) وغيرها الكثير من الأعمال التى جسدت مشكلة ذوى الهمم من مختلف الإعاقات.

لم تكن مشكلات ذوى الهمم تطرح بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية إلا بعض الأعمال القليلة التى تركت أثرًا فى نفوس المشاهدين ومنها فيلم (التوربينى) الذى شارك ببطولته كلٌ من «شريف منير وأحمد رزق»، ولكن فى السنوات الخمس الأخيرة تم الاهتمام بشكل كبير بتقديم مشكلات ذوى الهمم وخاصة فى مسلسل (إلا أنا) والذى تعرض لمرض التوحد وكيفية نظرة بعض الناس للفتاة التى تعانى من هذا المرض، وكيفية دعم عائلتها لها وغيرها من الأمور التى اهتمت بها الكثير من الأسر المصرية.

بينما تعرض مسلسل (زى القمر) فى إحدى قصصه لمشكلة السيدة التى فقدت بصرها وهل لها أحقية فى الحب والحياة أم لا. وغيرها من الأعمال الأخرى.

بينما كان حضور ذوى الهمم أنفسهم فى الدراما السينمائية وإتاحة الفرصة لهم لإبراز مواهبهم هو الشىء المثير للانتباه.. فلم يكتفِ صناع الفن بتجسيد المشكلات من خلال الأداء التمثيلى لبعض الممثلين المحترفين، بل تطور الأمر لمشاركة عدد من المواهب الحقيقية من ذوى الهمم.. مما شكل فارقًا كبيرًا فى مصداقية الأعمال التى تعرض.

ولعل من آخر تلك الأعمال، مسلسل (الضاحك الباكى) للمخرج «محمد فاضل»، والذى احتوت قصته على شخص من ذوى الهمم وتحديدًا من متلازمة داون وقام بأداء الدور الممثل «إيهاب بدر الدين». ورغم إثارة الجدل حول المسلسل وخاصة شخصية «جورج» الأخ الأصغر للراحل «نجيب الريحانى»، فإن أداء «إيهاب» للدور كان متفردًا وأكثر مصداقية.

ولم يكن هذا هو العمل الأول لـ«إيهاب»، حيث إنه قدم قبله سبعة أعمال. كان آخرها فى السينما، فيلم (سوق الجمعة).

ومن جانب آخر قدم الفنان «محمد عزمى» خمسة أعمال مختلفة وقال إنه متأثر بالراحل «أحمد زكى» ومحب للتمثيل وسعيد بمنحه الفرصة ليظهر بقوة ويشارك بموهبته، حيث شارك ببطولة أعمال عديدة وكان آخرها مسلسل (بابلو) من بطولة «حسن الرداد» والذى عرض فى رمضان الماضى، بينما حقق الطفل «أدهم حسام» محبة عالية من الجمهور وثناء النقاد بعدما أبدع فى الفيلم القصير (أخويا) والذى قام ببطولته الفنان «أحمد عز» ومن إخراج «ساندرا وصال». وهو من أبطال متلازمة داون ويهوى التمثيل بشدة، مما جعل والدته تدعم موهبته بكافة الطرق.

كما قدم الفنان «أشرف عبدالباقى» مسرحية كلها من أبطال ذوى الهمم وكانت تحمل عنوان (كنز الدنيا) وقام بتدريب أكثر من خمسة عشر من ذوى الهمم وحققت المسرحية نجاحًا كبيرًا وقت عرضها العام الماضى.

استطاع الفنان «كريم لؤى» ذو الـ13 عامًا أن يأسر قلب الجماهير خلال طلته بمسلسل (وش وضهر)، حيث إنه قام بدور شقيق البطلة وكان يتمتع بتلقائية وخفة ظل وموهبة كبيرة مكنته من التعايش مع من حوله ومع المحنة التى أعطاها له الله من ضمور فى الأطراف. وعن اختيار «كريم» قالت مخرجة العمل «مريم أبوعوف» أنها كانت قد شاهدته من قبل الإعداد لأحد المسلسلات، ولكن لم يكن له دور مكتوب بشكل جيد، فقررت أن تضعه فى لائحة الفنانين الموهوبين لديها لتستعين به وقتما يظهر دور مناسب له.

وأضافت قائلة: «عندما تسلمت سيناريو مسلسل (وش وضهر) وجدت أن العمل يحتوى على دور لشاب من ذوى الهمم، ولكنه مختلف عما يعانيه كريم.. فقررت أن يتم تحويل الدور ليتلاءم مع كريم.. وبالفعل كانت تجربة ممتعة جداً.. خاصة أنه طفل موهوب بالفعل وشديد الذكاء».

ونفت «مريم» فكرة أن ذوى الهمم يحتاجون معاملة خاصة فى التصوير، حيث قالت أنها تعاملت معه مثل أى طفل فكانت تخاف من إصابته بالإرهاق من طول مدة التصوير، وهذا تفعله مع كل الأطفال الذين يعملون معها. مؤكدة أنها عملت مع طفل من ذوى الهمم فى مسلسل (هالة والمستخبى) وكانت تجربة جيدة، حيث إن هؤلاء الأطفال جزء لا يتجزأ من المجتمع ويتمتعون بطاقة إبداعية كبيرة تشجع على خوضهم المجال من أوسع أبوابه.. ولكن بشرط أن يوجد لهم دور جيد وليس مجرد تواجد لا يعنى شيئا لقصة العمل.

ووافقتها الرأى الناقدة «ماجدة موريس» التى قالت إنها تشعر بالفخر والسعادة لما تراه من طفرة فى الفن المصرى والعالمى من وجود مجموعة من الأفلام التى يقوم ببطولتها أو يشارك بها ذوو الهمم.. مؤكدة أن للسيد الرئيس «عبدالفتاح السيسى» دور مهم جدًا فى دعم ذوى الهمم ومن ضمنهم الموهوبين فى مختلف المجالات.. حيث إنهم كانوا يتمتعون بمواهب مختلفة، ولكن لم يتم دمجهم فعليًا رغم أن مصر من أوائل الدول العربية التى ناقشت مشكلاتهم فى أعمال سينمائية كبيرة.

وأضافت قائلة: «لا أستطيع أن أثنى على عمل غير الآخر لأن فكرة توظيف هذه المواهب أمر مهم للغاية لأنهم بالفعل متواجدون ولهم نفس الحق فى التعرض لقضاياهم، ولكن بشرط أن يكون العمل مكتوبًا ومتقنًا لهم وليس وجودهم لمجرد الدعاية. وأنا أتمنى أن يتم تقديم عمل مكتوب من بطولتهم المطلقة أى أنه ذو قصة واقعية إنسانية ملموسة مكتوبة بحبكة درامية تجذب الجمهور».