الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى ختام الدورة الثانية.. مدير البرامج العربية وكلاسيكيات الأفلام يتحدث: أنطوان خليفة: لا توجد محسوبيات فى اختيار أفلام (البحر الأحمر)

على مدار 10 أيام، احتضنت الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائى عاشقى الأفلام، وصُناعها، واستطاعت استقطاب أفضل الإنتاجات السينمائية العالمية والعربية بمجموعة من الأفلام التى شهدت إقبالاً كبيرًا، ونالت استحسان الجمهور، وهو الأمْرُ الذى لم يكن ليحدث إلا عبر تضافر مجهودات القائمين على البرمجة وعلى رأسهم «أنطوان خليفة» مدير البرامج العربية وكلاسيكيات الأفلام، والاسم اللامع فى المهرجانات السينمائية العالمية.



 

 وفى حوارنا معه قبل أيام قليلة من ختام تلك الدورة تحدّثنا عن منهجه فى اختيار الأفلام المشاركة، وسألناه عن سر غياب السينما المصرية عن المشاركة فى المسابقة الرسمية، وعن خطته المتعلقة بترميم كلاسيكيات السينما.. وإلى نص الحوار.

 لطالما كنت مسئولاً عن مشاركة الأفلام العربية والأوروبية فى المهرجانات السينمائية المختلفة؛ لكن من المؤكد أن العمل على اختيار برنامج أفلام لمهرجان وليد من أجل خَلق بصمة مميزة له أمرٌ فى غاية الصعوبة.. فما الذى قررتَ فعله من أجل تحقيق ذلك؟

- منذ اللحظة الأولى لتولى تلك المسئولية كان قرارى بخَلق برنامج مغاير، به مساحة من الحرية، ويجمع عددًا كبيرًا من المخرجين الخلاقين والمبتكرين الذين يمتلكون مستقبلاً مُهمًا فى الإخراج السينمائى، لذلك كان معيارى فى اختيار الأفلام والمشاريع المشاركة ينصب حول الموضوعات المغايرة والإخراج المتطلع، وفى النهاية كانت اختياراتى ذاتية، وتُعَبر عن ذائقتى الشخصية، وقصدت فيها التنوع والاختلاف، مع جودة المضمون، وعلى سبيل المثال عُرض هذا العام فيلمٌ من إندونيسيا وآخر من أنجولا.

 لكن البعض يرى أن الذاتية مرادف للمحسوبية.. فما رأيك؟

- بالطبع لم أقصد ذلك، فلا يوجد فى مهرجان البحر الأحمر محسوبية فى اختيار الأفلام، وقرارى فى اختيار أى فيلم لا يتأثر بوجود شركة إنتاج مهمة، أو راعٍ له وزن، لذلك كان معيارى مع لجنة اختيار الأفلام يتعلق بالفكرة الخلاقة والإخراج المبتكر، وقد قلتُ لأعضاء اللجنة لا بُدّ أن يختار كل منكم الأفلام التى يحبها، ويستطيع أن يدافع عنها.  

ما الذى قمتَ بتطويره هذا العام ولم يكن موجودًا بالدورة الماضية؟

- العام الماضى انتابنى القلق من رد فعل الجمهور السعودى على بعض القضايا التى تمّت مناقشتها فى الأفلام المختارة، ورُغْمَ قلقى فقد قمت بالمجازفة، وتم ضم تلك الأفلام إلى البرنامج، فقد كان لدىّ أفكار مسبقة حول هذا الجمهور اكتشفت منذ اليوم الأول من المهرجان أنها أفكار مغلوطة، فلم ينزعج الجمهور السعودى من جُرأة الطرح، أو المَشاهد؛ بل تفاعل مع الأمر بشكل جيد جدًا؛ ولا سيّما الجمهور النسائى؛ فقد دعمت المرأة السعودية الأفلام التى تناقش القضايا النسائية العربية وتحمّست لها، وهو ما حدث على سبيل المثال مع الفيلم الجزائرى (سولا) الذى عُرض فى الدورة الأولى كعرض عالمى أول، والحقيقة أن ردود الفعل على الأفلام فى الدورة الأولى ساعدتنى أن أشعر بالراحة وأنا أختار أفلام الدورة الثانية.

 رُغْمَ التنوُّع فى اختيار الأفلام المشاركة؛ فإن عدم وجود فيلم مصرى داخل المسابقة الرسمية أثار التساؤلات.. فما سبب غياب السينما المصرية عن المهرجان؟

- السينما المصرية حاضرة دائمًا، بنجومها المكرّمين، أو المشاركين فى لجنة التحكيم، وبأفلامها التى تم ترميمها، بالإضافة إلى فيلم (كاملة) الذى عُرض ضمن قسم روائع عربية، وبالطبع عدم عرضه ضمن المسابقة الرسمية لا ينتقص من قدره، فهو فيلم مهم وأنا فخور بعرضه فى المهرجان؛ أمّا بالنسبة لعدم مشاركة السينما المصرية فى المسابقات الرسمية، فهو أمرٌ يتعلق بحجم الإنتاج هذا العام، وبالنسبة للأفلام القصيرة؛ فقد استقرت اللجنة على اختيار 4 أفلام مصرية للمشاركة بالمسابقة، لكننا اكتشفنا عرضها فى مهرجانات عربية أخرى، وهو ما يتعارض مع شروط المسابقة التى تستوجب أن يكون الفيلم «عَرض عربى أول»؛ أمّا الأفلام الروائية الطويلة؛ فقد كان هناك أكثر من فيلم منها (19 ب) للمخرج «أحمد عبدالله» الذى وقع اختيارنا عليه لكن المنتج فضَّل عرضه فى مهرجان القاهرة، وهو أمْرٌ لم يزعجنا بالتأكيد فبيننا وبين القاهرة شراكة وتعاون والمنتج لديه مطلق الحرية فى عرض أفلامه أينما شاء.

 وماذا عن أزمة (القاهرة مكة)؛ فقد تردد أن السبب وراء عدم عرضه هو اعتراض الرقابة المصرية على جرأة فكرته.. فما حقيقة هذا الأمر؟

- لا علاقة لى كمُبرمج بالرقابة المصرية، ولا أتعامل سوى مع شركات الإنتاج، لكن ما حدث مع هذا الفيلم هو أننا شاهدنا الفيلم فى مرحلة ما قبل الإنتاج وأعجبنا بالفكرة وقررنا ضمه إلى قائمة الأفلام المشاركة بالمسابقة، لكن الفيلم لم يكتمل حتى أول أكتوبر، وهو الموعد المحدد لإرسال أوراق المشاركة، وبالطبع لم أعلن عن مشاركته لأنى إذا أعلنت عنه ولم أستطع عرضه فستكون مشكلة، الأمْرُ ذاته حدث مع فيلمين سعوديين آخرين. 

بخلاف المشاركة فى المسابقات الرسمية يوجد قسم مخصص للسينما السعودية بالمهرجان.. فهل تستهدفون بذلك السماح بتواجُد أكبر للسينما السعودية باعتبار المهرجان مُقامًا على أرض المملكة العربية السعودية؟

- من المؤكد أن المهرجان بوابة للسينما السعودية لتعرِّف بنفسها، لكن لا توجد «كوتة» للأفلام السعودية فى المهرجان، ووجود قسم مخصص لها يهدف لتشجيع صُناع السينما السعوديين، ويعتمد بالأساس على الإنتاج الموجود، الذى اعتقدنا أنه جاذب للجمهور، وهو ما حدث بالفعل، فجميع تلك الأفلام نفدت تذاكرها بمجرد طرحها، لكن فى المقابل لا يوجد ضغط علينا لاختيار أفلام سعودية داخل المسابقة أو خارجها.

 ترميم الأفلام المصرية قاعدة أرساها مهرجان البحر الأحمر، وسار على خُطاها مهرجان القاهرة، لكن العام الماضى تم ترميم نحو 10 أفلام فى مقابل فيلمين فقط هذا العام.. فما السبب؟

- فى العام الماضى كرّمنا «ليلى علوى» وسألناها عن الفيلم الذى تحب أن يتم ترميمه من أعمالها فاختارت (قليل من الحب كثير من العنف) لـ«رأفت الميهى»، واكتشفنا أن (الاختيار) لـ«يوسف شاهين» هو الفيلم الوحيد الذى لم يتم ترميمه له فرمّمناه، وعندما وقع اختيارنا على «خيرى بشارة» باعتباره المخرج الذى جمع بين الجماهيرية وسينما المؤلف، سألناه عن الفيلم الذى يحب أن يرمّمه، فأجاب (كله)، وبالتالى رممنا له 8 أفلام، وهو ما تسبب فى زيادة عدد الأفلام المرممة العام الماضى، وفى هذا العام اكتفينا بـ(خلى بالك من زوزو) بمناسبة مرور 50 عامًا على عرضه، و(غرام فى الكرنك) تقديرًا للراحل «محمود رضا» الذى رحل عن دنيانا قبل عام ونصف العام، وتقديرًا للعلاقة التى خلقها بين الرقص المعاصر والسينما، وفى السنوات المقبلة سنحرص على ترميم من 3 إلى 4 أفلام فى الدورة الواحدة.