الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أغانى كأس العالم 2022.. بين الدمج والنسخ

منذ عام 1962 وأثناء كأس العالم الذى أقيم بدولة تشيلى.. صدرت أول أغنية رسمية لبطولة كأس العالم وكانت بعنوان (El Rock del Mundial) ونفذت موسيقيًا على إيقاعات الـ«روك أند رول» تأثراً بالموضة الموسيقية العالمية وقتها. والتى كان بطلها بكل تأكيد فى هذه الفترة «إلفيس بريسلى»، ومن وقتها وحتى الآن أصبح لكل كأس عالم أغنية خاصة به، وفى بعض الأحيان يكون هناك أكثر من أغنية لنفس البطولة، أو حتى ألبوم كامل كما حدث هذا العام فى كأس العالم قطر 2022.  



أول أغانى ألبوم كأس العالم 2022 كانت بعنوان (هيا هيا.. Better Together) والتى صدرت فى شهر أبريل، وكانت من غناء «Trinidad Cardona»، مع «Davido»، بالاضافة إلى «عائشة». ويبدو أن صناع الأغنية كانوا يريدون أن يعبروا عن أكثر من ثقافة مختلفة، فقاموا بمزج موسيقى الـ«ريجى» كتعبير عن الموسيقى الإفريقية، بالاضافة إلى الإيقاعات الخليجية كتعبير عن دول الخليج والشرق الأوسط، بالاضافة أيضا إلى الـ«R&B»  والتى عادة ما تستخدم فى أمريكا، ثم دول أوروبا.

ومن ضمن أغانى ألبوم كأس العالم 2022، أغنية (رحبوا بالنسخة العربية) من غناء «ناصر الكبيسى وعايض وحنين حسين»، والتى ظهرت بها الهوية الموسيقية الخليجية من خلال التوزيع الموسيقى، بالاضافة إلى طريقة غناء الكورال النسائى والذى أصبح يستخدم فى فواصل القنوات التى تسبق الإعلانات بين مواعيد إقامة المباريات.

أما النسخة الثانية لـ(أرحبو) فكانت من غناء النجم «ميتر جيمس» والذى عرفناه فى مصر من خلال أغنيته (حبيبى) مع «محمد رمضان»، واشترك معه فى غناء (أرحبو) النجم البورتريكى «أوزونا» مع نجمنا المغربى «ريدوان» منفذ التوزيع الموسيقى للأغنية والذى حافظ على الهوية الخليجية ودمجه مع موسيقى الـ»tropical». وأيضا أغنية (Light the Sky)، وهو التعاون النسائى الذى يضم المغنية الإماراتية «بلقيس»، والمغربية «نورا فتحى»، والعراقية «رحمة رياض»، وتوزيع المغربى «ريدوان» وهى لا تختلف كثيراً عن الأغانى التى تحدثنا عنها هنا على المستوى الموسيقى، ولكن يظل الأمر الواضح فى هذه الأغنية، هو أنه على الرغم من أنها غناء لثلاث مغنيات عربيات فإنهن لم تتحدثن العربية من الأساس! بل ما اسمتعت إليه ربما يكون من أسوأ ما صنع لكأس العالم عبر التاريخ، فبكل موضوعية هذه الأغنية يمكن أن نصفها بـ«المسخ» لأنها لا تعبر بأى شكل من الأشكال عن هوية صناعها!

أما أفضل أغانى ألبوم المونديال القطرى فهى (توكا تاكا) التى بها العديد من الأمور الإيجابية، أولها إنها الأغنية الرسمية الأولى فى تاريخ كأس العالم التى نستمع فيها إلى اللغة العربية، وهى الأوضح فى غرضها من بين كل الأغانى التى سبقتها، فصناعها حاولوا إيصال رسالة فنية موسيقية لمختلف الثقافات فاستمعنا إلى النجم العالمى الشهير «مالوما» الكولومبى يغنى بالإسبانية، بالإضافة إلى نجمة الراب الأمريكية الشهيرة «نيكى ميناج» تغنى بالإنجليزية، وعلى المستوى الموسيقى استمعنا إلى إيقاعات الـ«reggaeton» مع الـ«house-rap»، بالاضافة إلى الطبول الخليجية والصاجات العربية.

ولكن بعد إصدار (توكا تاكا) نالت الأغنية انتقادات عديدة من المتابعين العرب، على عكس ما حدث مع نفس الأغنية فى الثقافات الأخرى! فبدلاً من أن يسعد الجمهور بتواجد عربى كلغة وهوية موسيقية لأول مرة فى أغنية رسمية لكأس العالم. وجدنا انتقادات موجهة إلى «ميريام فارس» بسبب رقصتها، والبعض اتهمها بتقليد رقصات «شاكيرا»، علماً بأن «ميريام» لبنانية والرقصات التى أدتها فى الأغنية معبرة عن واقعها الجغرافى والثقافى، ولكن الحقيقة أن الأمر ليس له أى علاقة بالواقع الثقافى أو الجغرافى، لأن «ميريام» عندما ظهرت للجمهور لم تعتمد هذا المنهج الفنى الذى رأيناه فى أغنية كأس العالم ضمن أساسيات مشروعها، عكس «شاكيرا» الكولومبية التى اقتبست رقصاتنا وأحيانًا إيقاعاتنا واعتمدتها كمنهج فنى عبر مشوارها الغنائى الطويل، كما أنها تجيد مزج الثقافات الموسيقية المختلفة، وتقوم بهذا المزج بعد دراسة كافية، ولذلك هى أعظم من قدم أغنيات فى تاريخ كأس العالم حتى الآن، وربما سيكون هذا الأمر ممتدًا إلى الأبد!