السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الصحافة العالمية بين الانتقادات والإشادات هل تصبح الكأس الأكثر إثارة للجدل؟

على مدار 30 دقيقة، استخدمت الدوحة كل إمكاناتها لإبهار العالم، بحفل افتتاح لبطولة تعد الأولى التى تقام فى دولة عربية، ومع ذلك اختلفت آراء الصحف العالمية ما بين الانتقاد والإشادة. اشتمل حفل الافتتاح على برنامج من 7 فقرات، قدمها فنانون عالميون إلى جانب المئات من العازفين والراقصين، وسعت جميعها إلى المزج بين التقاليد القطرية والثقافة العالمية. أما العرض الأهم فى هذا الافتتاح المبهر، فقد حمل عنوان Dreamers (حالمون)، وهى أغنية كانت من أداء نجم البوب الكورى الجنوبى جونغكوك، والمطرب القطرى فهد الكبيسى.



وقالت وكالة أنباء أسوشيتدبرس الأمريكية فى تقرير لها إن البطولة التى تستضيفها قطر، ستكون «أول كأس للعالم لكرة القدم يشهد افتتاحا على غرار دورات الألعاب الأولمبية». ونقلت الوكالة عن المشرف على حفل الافتتاح، الفنان العالمى ماركو باليش، قوله إنه كان يعمل على مدى عام كامل على هذا العرض، الذى استغرق 30 دقيقة قبل المباراة الافتتاحية.

وشهدت هذه البطولة أيضا استخدام العديد من التقنيات الحديثة، لأول مرة فى مجال كرة القدم، أهمها تلك المعروفة باسم «تقنية حكم التسلل شبه الآلى «SAOT»، وتعمل هذه التقنية وفق بيانات ترسلها الكرة الذكية، أو ما سميت بـ«كرة الرحلة» من إنتاج شركة «Adidas» الألمانية. ومن خلال الربط بين الشريحة الذكية الموجودة داخل الكرة و12 كاميرا مُثبتة فى سقف الملعب، يجرى تحديد وقت ركل الكرة فى لقطة التسلل، وهو ما يساعد حكم المباراة على تحديد حدوث التسلل من عدمه، خلال 25 ثانية فقط.

 انتقادات لاذعة

شنت الصحف الألمانية والأوروبية انتقادات لاذعة لمونديال قطر، إلا أن الحصة الأكبر من الانتقادات هذه المرة طالت رئيس فيفا، إنفانتينو الذى اتهم «منتقدى قطر بالنفاق».

وجهت كثير من المواقع الألمانية الرسمية والخاصة انتقادات للبطولة والمباراة الأولى وحول ما قاله رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم إنفانتينو، وكتبت صحيفة «نيو زيوريشر تسايتونغ» السويسرية فى مقال تحت عنوان «كرة القدم جيدة، الغناء سيئ»، حول افتتاح البطولة:

«افتتاحيات البطولات الرياضية تتميز بالفخامة عادة، فى بطولة عام 2014 فى البرازيل افتتح المونديال بعرض مختلط يظهر رياضة قتالية برازيلية على وقع موسيقى للمطربة جنيفير لوبيز، فى عام 2018 جعل فلاديمير بوتين المغنى الإنجليزى روبين وليامز يحلق فى سماء الملعب، وفى افتتاح مونديال قطر لم يكن الأمر مختلفا، إذ غنى مطربون من أنحاء العالم، كما ظهر النجم العالمى مورغان فيرمان فى مشهد يكرر فيه مرارا كلمة «تسامح»».

وحول مقاطعة أو اشتراك فنانين عالميين حفل افتتاح البطولة كتبت الصحيفة التعليق التالى:

«أى شخص يريد التمسك بالمعايير الأخلاقية التى يضعها الفنانون لأنفسهم، ليس عليه دعم مقاطعة كأس العالم لكرة القدم فى قطر فقط، ولكن مقاطعة الفيفا ككل. تظهر العناوين الرئيسية المحيطة بالتحضيرات لحفل الافتتاح أن النقاد غالبا ما يبدون غير متسقين أو منافقين فى الجدل الدائر حول كأس العالم 2022. الغناء سيئ، لعب كرة القدم جيد، مشاهدة كرة القدم أمر جيد».

 الرياضة والسياسة

أكثر ما ناقشته الصحف الألمانية والأوروبية الناطقة بالألمانية طال تصريحات رئيس الفيفا جيانى إنفانتينو. إنفانتينو اتهم منتقدى طريقة معاملة قطر للعمال المهاجرين بـ«النفاق»، مضيفا أن التعاون هو السبيل الوحيد لتحسين حقوق الإنسان.

وفى ملاحظات مطولة غاضبة أحيانا، جاءت فى مستهل مؤتمر صحفى فى اليوم السابق على انطلاق البطولة، هاجم إنفانتينو المنتقدين الأوروبيين للدولة المضيفة فيما يتعلق بقضايا العمال الوافدين وحقوق المثليين. وقال «أنا أوروبى. وبسبب ما فعلناه على مدى 3000 عام فى جميع أنحاء العالم، يجب أن نعتذر لمدة 3000 سنة مقبلة قبل إعطاء دروس أخلاقية». وأضاف «أجد صعوبة فى فهم الانتقادات. علينا أن نستثمر فى مساعدة هؤلاء الناس، فى التعليم ومنحهم مستقبلا أفضل والمزيد من الأمل. يجب علينا جميعا أن نثقف أنفسنا، فالكثير من الأشياء ليست مثالية ولكن الإصلاح والتغيير يستغرقان وقتا». ومضى يقول «هذا الدرس الأخلاقى الأحادى الجانب نفاق محض».

ردا على تصريحاته كتبت صحيفة «زود دويشته تسايتونغ» التى تصدر فى جنوب ألمانيا مقالا بعنوان «أكبر منافق هو نفسه»، جاء فى مقال الرأى الذى كتب بطريقة فيها الكثير من التهكم:

«مقاطعة كأس العالم غير مكلفة، لأن البطولة جاءت على حساب العمالة الرخيصة من بنغلاديش، لكن شراء قميص رياضى يكلف 3 يوروهات من خياطة بنغلاديشيات، ليس مكلفا أيضا. الأمور تصبح أكثر تعقيدا حين يحاول انفانتينو استعمالها لتلميع وجه قطر. المثل الأعلى للكيل بمكيالين يجلس على عرش الفيفا».

وفى نفس الصحيفة نشر مقال حول انتقادات منظمة العفو الدولى لما قاله رئيس الفيفا فى مؤتمره الصحفى، إذ نقلت الصحيفة ما قاله متحدث باسم المنظمة الدولية:

«إن على الفيفا أن تدفع حقوق العمال المهاجرة الذين جعلوا من البطولة ممكنة. لا ينبغى معاملة حق المساواة والتعويض على أنها صراع ثقافى. يجب تعويض العمال وأسرهم مباشرة من صندوق تراث الفيفا. «إذا أراد الفيفا إنقاذ شىء ما من هذه البطولة، فعليهم استثمار جزء كبير من الستة مليارات دولار».

 إشادات

على جانب آخر، أشادت صحف عالمية أخرى بحفل افتتاح بطولة كأس العالم قطر 2022، وذلك بعد أن لفت أنظار الجميع بحضور مورجان فريمان الممثل الشهير، وكذلك الأجواء العربية المميزة.

وأشارت صحيفة موندو ديبورتيفو الكتالونية إلى تركيز دولة قطر على إظهار هويتها فى حفل الافتتاح، وتوضيح صعوبة الرحلة التى استمرت لـ12 عامًا حتى يقام هذا المهرجان العالمى.

ووضعت صحيفة ديلى ميرور عنوانًا تقليديًا «انطلاق كأس العالم 2022 أخيرًا فى دولة قطر التى ترحب بالإكوادور فى المباراة الافتتاحية».

أما صحيفة ديلى ميل فقد عنونت «قطر تظهر انفتاحها على العالم فى حفل الافتتاح بعد 12 عامًا من الاستعدادات.. ركلة البداية ستكون بعد ساعة».

كما دشنت صحيفة ذا صن البريطانية عنوانًا مميزًا «تتجاهل قطر الجدل حول كأس العالم بحفل افتتاح مذهل، البطولة تنطلق أخيرًا».

وفى إيطاليا، قالت صحيفة لاجازيتا ديلو سبورت «عرض رائع فى افتتاح كأس العالم بأضواء وأعلام وتمائم وضيف خاص (غانم المفتاح) ومورجان فريمان كراوى لحفل الافتتاح».

بينما اكتفت صحيفة كورييرى ديلو سبورت بعنوان قصير «حفل مذهل لانطلاق كأس العالم 2022». وكذلك الحال بالنسبة للصحافة الفرنسية وعلى رأسها صحيفة ليكيب التى عنونت «قطر تطلق نهائيات كأس العالم بحفل مميز».

وقالت صحيفة ذا صن عن حفل الافتتاح، إنه مميز، ولن يُنسى مع الألعاب النارية والأجواء المميزة بالرقصات العربية والحضور الجماهيرى الكبير، حيث إنه يعتبر من بين أفضل الحفلات الافتتاحية للمونديال تاريخيًا.

ورأت صحيفة نيويورك بوست إن مورجان فريمان خطف الأضواء فى حفل افتتاح كأس العالم 2022 المميز بقطر، وذلك بعد أن شارك الفائز بجائزة أوسكار بالحدث المُتابع من جميع جماهير كرة القدم.

وأشارت تيليجراف فى تقريرها عن حفل افتتاح كأس العالم قطر 2022، إلى أن قطر نجحت فى تنظيم حفل افتتاح مميز، وذلك من دون التراجع عن إنفاق أى مبالغ على الحفل للظهور بأفضل صورة، وكذلك تواجد مورجان فريمان الممثل الشهير فى مقدمة مُحيى الحفل.

وسلطت صحيفة آس الإسبانية الضوء على تعقد موقف منتخب قطر فى كأس العالم 2022، وخاصة أن العنابى صاحب الأرض، وينتظر مواجهة السنغال وهولندا فى مباراتين صعبتين بعد الأداء الباهت الذى ظهر به فى ليلة خسارته بثنائية أمام الإكوادور بافتتاحية المونديال.

 مورغان فريمان

وتعرض الممثل ​مورغان فريمان​ لانتقادات بسبب مشاركته فى حفل افتتاح كأس العالم لكرة القدم فى قطر. وكان الممثل البالغ من العمر 85 عامًا قد بدأ حفل افتتاح مسابقة كرة القدم من خلال سرد المقطع الافتتاحى فى استاد البيت فى الدوحة. وقال للحشد: «نجتمع هنا كقبيلة واحدة كبيرة والأرض هى الخيمة التى نعيش فيها جميعًا».

وقد رفض العديد من المشاهير مثل دوا ليبا وشاكيرا الأداء فى هذه البطولة لإظهار دعمهم ضد انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة فى قطر.

ولقد تم انتقاد فريمان على تويتر، حيث كتب أحد المغردين: «ما قام به مورغان فريمان محبط للغاية، بعض الناس سيفعلون أى شىء مقابل المال».

 هجوم شرس على ميريام فارس

تصدرت ميريام فارس وأغنية «توكو تاكا» تريند موقع «تويتر»، بعد ساعات من طرحها على يوتيوب، وتخطت المشاهدات على موقع الفيديوهات الشهير للأغنية حتى الآن حاجز 7,9 ملايين مشاهدة.

وشارك فى غناء «توكو تاكا» مع الفنانة اللبنانية ميريام فارس، النجمة العالمية نيكى ميناج والكولومبى مالوما.

وتعرضت مريام فارس لموجة واسعة من الانتقادات عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعى فى الساعات القليلة الماضية، بعد انتشار المقطع الترويجى لأغنية Tukoh Taka، والتى تعد ضمن الإصدارات الموسيقية لاتحاد كرة القدم الدولى «فيفا» لكأس العالم قطر 2022، والتى انطلقت عبر المنصات الرقمية فى 18 نوفمبر.

وانتقد عدد كبير من الجمهور، أغنية ميريام فارس المشاركة ضمن فعاليات كأس العالم، حيث أشار العديد من المتابعين إلى محاولة تقليدها للمطربة الكولومبية شاكيرا فى الغناء والرقص والزى، وهاجمها البعض بسبب أن الأغنية لا تعكس الهوية العربية كون المونديال يقام لأول مرة على أرض عربية فى قطر.

وهى محاولة تقليد لأغنية Waka Waka التى غنتها شاكيرا فى افتتاح كأس العالم إفريقيا 2010، وحصدت أكثر من ثلاثة مليارات مشاهدة.