الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد أن حصدت جائزة المُعلم العالمى د.منى طمان: سعيدة بحصول مشروعى على المركز الأول فى مؤتمر المناخ «COP27»

«ابحثوا عن الدروس فى كل شىء، ابحثوا فى كيميا الحياة، اسألوا عن مبادئ الفيزياء التى تجعل المروحية تدور، اسألوا كيف تُحَلق الطيور، اسألوا البَرْق سبب الضربات، اطرحوا الأسئلة تحصلوا على إجابات».. استراتيچية ونهج المُعلم الهندى «أناند كومار» أحد أفضل المُعلمين الرواد فى العالم كما وصفته مجلة مونكول البريطانية، انتهجها فى تعليم طلابه ليدعوهم إلى مزج العلم بالحياة. فالتعلم ما هو إلا إجابة على التساؤلات حولنا. وعلى النهج نفسه سارت هى. فكانت تمزج التعلم باللعب، واستطاعت المزج بين الواقع حولنا وبين العلوم والتطبيق عليها لتخلق عقولًا تبتكر وتفكر وقادرة على الإبداع والتفكير بشكل مختلف. 



فى رحلة إلى محافظة الإسكندرية عَروس البحر المتوسط حاورنا واحدة من علماء مصر التى بدأت رحلتها فى مزج العلم بالحياة منذ تخرُّجها فى الجامعة عام 2001 حتى حصول مشروعها لإعادة تدوير النفايات الإلكترونية على المركز الأول عن فئة مشروعات المرأة فى مؤتمر المناخ «COP27». هى الدكتورة منى أحمد طمان نائب رئيس مجلس إدارة جامعة المستقبل الدولية، ومحاضر واستشارى دولى فى تكنولوچيا التعليم وتطبيقات الذكاء الاصطناعى، ومُحَكّم فى مجموعة من المسابقات الدولية من بينها مسابقة staviey العالمية ومسابقة ikcc للبرمجة.

بدأت دكتورة «منى» رحلتها التعليمية منذ تخرُّجها فى كلية الحاسبات والمعلومات جامعة حلوان بتقدير عام جيد جدًا؛ حيث سافرت بعد التخرج إلى دولة الكويت، وعملت فى مجموعة من الشركات والمؤسَّسَات. ثم تم تعيينها فى وزارة التربية فى منصب رئيس شعبة تحسين الأداء؛ حيث تكون مسئولة عن وضع برامج ودورات تدريبية للهيئة الإدارية وأعضاء هيئة التدريس وبرامج الطلبة. وفى العام 2009 بدأت فى تطبيق فكرة التعليم عن بُعد من خلال مبادرة «صُنّاع التغيير» للطلبة المتعثرين دراسيًا فى الكويت. وكانت قد حصلت على شهادة مدرب معتمد من جامعة ميديست الأمريكية فى black board collaborate أونلاين ثم قامت بتدريب مجموعة من المُدرسات على كيفية تقديم محاضرات أونلاين للطلاب المتعثرين دراسيًا، وكيفية تنمية مواهبهم، وکان لها نتائج رائعة. وفى العام 2010 حصلت على جائزة الإبداع للشيخ صبيح الأحمد. ثم حصلت على جائزة التعليم الإلكترونى عام 2011؛ حيث قامت بتحويل المناهج الدراسية للمرحلة الإعدادية على شكل أسئلة تفاعلية وأفلام كارتون، ووضعتها على فلاش ميمورى وتم توزيعها على الطلاب فى المدارس. وفى العام 2014 قامت بتحويل المناهج لألعاب إلكترونية وتم تكريمها من حاكم دبى لحصولها على المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط فى برمجة الألعاب التعليمية. ثم قامت بعمل عدد من المشاريع والمبادرات بوزارة التربية فى الكويت مثل «نادى المواهب» وهو يدور حول اكتشاف موهبة الطالب وتنميته. وتم تطبيقها على عدد من مدارس الكويت. ثم حصلت على جائزة الابتكار للشيخة فادية الصباح المهتمة بالمبتكرات والمخترعات. وحاليًا بَعد عودتها إلى مصر تولت منصب المنسق العام للمسابقة فى جمهورية مصر العربية؛ حيث تقوم بفرز الطالبات وترشيح من يقوم بتمثيل مصر على مستوى الوطن العربى فى مسابقة الابتكار. وفى العام 2017 أطلقت مبادرة «منهجك لعبتك» التى تستهدف تعليم البرمجة للأطفال من خلال تكويد الألعاب.

 2020 البوابة نحو العالمية 

وبداية من عام 2020 تصاعدت الأمور وأصبحت د.«منى» أكثر قدرة على تطبيق استراتيچياتها التعليمية بشكل أوسع، فتقول «فترة كورونا كانت فترة مهمة جدًا بالنسبة لى؛ لأننى كنت قد بدأت فى فكرة التعليم عن بُعد منذ عام 2009. وكان عندى خبرة كبيرة فيه فبدأت بالعمل فى مجال التدريس الجامعى للطلاب العرب فى تركيا بشكل أونلاين؛ حيث قمت بتدريس مادة تكنولوچيا التعليم لطلبة دبلوم التأهيل التربوى. وخلال الفترة نفسها فى عام 2020 قمت بتطوير مبادرة «منهجك لعبتك» التى بدأتها عام 2017؛ ولكن هذه المرة على طلاب الصم والبكم وأتت بنتائج رائعة. 

 استراتيچيات تؤهل للتعلم عن بُعد 

تضيف د.منى: «لاحظت خلال فترة الكوفيد أن وضع الطلاب فى مصر غير جيد. لم يكونوا يستفيدون من التعلم بشكل أونلاين فبدأت فى وضع استراتيچيات للتعليم عن بُعد، ووضعت منهج كيف يمكن للتعليم عن بُعد أن يكون ممتعًا ويستفيد منه الطالب بحيث يتناسب مع كل أنماط التعلم. فلقد كان الطالب مجرد مستمع؛ ولكن هناك أنماط تعلم أخرى سمعية وحركية وبصرية، لن يستطيع الطالب الاستفادة منها أونلاين سوى باستراتيچية مُعَينة وطرُق محددة كنت قد وضعتها فى وقت سابق وطبقتها ودربت عليها أعضاء هيئة التدريس فى عدد من الدول حول العالم.

 

فى إندونيسيا والفلبين والهند وتركيا وماليزيا ودول أخرى بشكل أونلاين؛ لكى يتعرفوا على كيفية التعليم عن بُعد واستخدام استراتيچيات حديثة. وفى وقت الكورونا أعطيت نحو 100 محاضرة حول العالم، وعندما قاموا بتطبيقها جاءت بنتائج جيدة وحصلت على لقب أفضل مُحاضر حول العالم عام 2020. وفى بداية عام 2021 قامت جامعة فى الهند من ضمن الجامعات التى قمت بالتدريس فيها لأعضاء هيئة التدريس بعمل مسابقة المُعلم العالمى، وقاموا بترشيحى لتلك الجائزة. وبعد مرورى بعدد من التصفيات لفترة كبيرة التحقت بالنهائيات شهر سبتمبر عام 2022، وحصلت على جائزة المُعلم العالمى على مستوى العالم من بين 50 شخصًا حصلوا على لقب المُعلم العالمى.

 المهارات الإلكترونية

واستطردت طمان: «وفى شهر أغسطس 2022 أطلقتُ مبادرة تمكين إلكترونى للمرأة مع المجلس القومى للمرأة فرع الإسكندرية. وبدأنا بتعليم المرأة عددًا من المهارات الإلكترونية التى تساعدها فى التأهل لسوق العمل، مثل أساسيات الكمبيوتر، ومايكروسوفت أوفيس، والابتزاز الإلكترونى، الجرافيك ديزاين، والتسويق الإلكترونى، والبرمجة، بحيث نقوم بعمل تمكين اقتصادى للسيدات من خلال التكنولوچيا لكى يكن قادرات على العمل من البيت أونلاين. مدة الدورة 9 أشهُر بدأنا منذ 4 أشهُر، ونحصل كل شهر على برنامج بحيث تحصل المتقدمات على كل البرامج المتعلقة بالكمبيوتر وتتمكن من برنامج معين. تستهدف المبادرة حتى الآن النساء من سن 18 إلى 35 عامًا، وذلك فيما يتعلق بتعريفهن بالمهارات التى يمكن أن توفر لهن وظيفة تتطلب الخروج من المنزل بينما سيتم فتح العمر لما أكبر من 35 عامًا فى باقى البرامج التى تستهدف العمل من المنزل. وبما أننى عضو فى المجلس القومى فرع الإسكندرية فنحن بدأنا المبادرة فى محافظة الإسكندرية، ومن المقرر أن يتم تفعيلها على جميع أنحاء المحافظة أولًا ثم نغطى باقى محافظات الجمهورية كما هو متعارف عليه فى أى مبادرة يقوم المجلس بتفعيلها. معنا حتى الآن 20 سيدة مسجّلة بالمبادرة سننتهى من مجموعة منهن ومن المفترض أن نبدأ مجموعة جديدة فى بشاير الخير فى إسكندرية الشهر المقبل.

 المهرجان العالمى للطفل وتغيُّرات المُناخ 

عندما تم الإعلان عن مؤتمر المُناخ بدأت أطرح الأسئلة على الأطفال، ماذا يعرفون عن تغيُّرات المُناخ؟ وكانت إجاباتهم تتمحور حول الدخان الخارج من المصانع يلوث البيئة. ولا يعلمون ما هو دورهم فى حماية البيئة من التلوث. وبدأت عندها التحدث معهم عن فكرة الفرز من المنبع، ووضّحت لهم كيف نقوم بتلك العملية. وكان أبسط شىء إذا شرب شخص من زجاجة مياه بلاستيكية، يمكن أن يقوم بجمع كل الزجاجات فى كارتونة، وهناك أماكن محددة تأخذها. وهكذا مع باقى المُخلفات. فتعلموا كل شىء عن إعادة التدوير بشكل فعلى، وليس مجرد معلومات يحصلون عليها. وبدأوا فى التفكير كيف يمكنهم إيصال تلك الأفكار للأطفال الآخرين. بدأوا فى عمل ألعاب توعوية من خلال البرمجة، وشاركنا فى المهرجان العالمى للطفل والذى انطلق الشهر الماضى تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة؛ حيث قام الأطفال المصريون بتمثيل مصر أمام الوفود الأجنبية فى المهرجان العالمى للطفل وقدّموا مجموعة من الألعاب التوعوية وأفلام الكارتون التى توعى بأهمية الحفاظ على المُناخ وكيفية المساهمة فى الحفاظ على البيئة. فيما قدّم الأطفال الآخرون فى المهرجان أوراقًا بحثية تتحدث عن تغيُّرات المُناخ.

 جائزة المبادرة الوطنية فى «COP27»

ومنذ ما يقرب من أسبوع حصل مشروعى على المركز الأول عن فئة مشروعات المرأة فى قمة المُناخ «COP27» التابع للمبادرة الوطنية تحضُّر للأخضر. وكنت قد حصلت على جائزة الإبداع الاستثنائى عن هذا المشروع نفسه العام الماضى 2021 من جامعة جلوبال وان العالمية للمبتكِرات والمخترِعات، وكان الوكيل للمسابقة هو مبرة السعد فى الكويت؛ حيث تم ترشيحى للمسابقة وحصلت على الجائزة على مستوى العالم. وتقدمت بنفس المشروع مرة أخرى عام 2022 فى منطقة Blue Zone فى مؤتمر المُناخ، وطورت فيه لكى يتوافق مع المبادرة الوطنية. 

 مشروع إعادة تدوير النفايات الإلكترونية

المشروع عبارة عن إعادة تدوير النفايات الإلكترونية التى يبلغ حجمها عالميًا 50 مليون طن على مستوى العالم سنويًا، يُعاد تدوير 20% منها فقط؛ بينما يُنتج فى مصر 90 ألف طن سنويًا من النفايات الإلكترونية، يُعاد تدوير نحو 7% منها. ولا تتم إعادة تدويرها كليًا، وإنتاج منتج جديد؛ وإنما يتم عمل إعادة تدوير لبعض الأجزاء التى تخرج منها التى يمكن أن يتم إخراج مواد خام منها.

تمثل فكرتى مشروعًا قوميًا يستهدف تشغيل أيدى عاملة كبيرة، وهى عبارة عن ورشة كبيرة تمر بثلاث مراحل لإعادة التدوير: المرحلة الأولى هى استخراج الأجزاء السليمة من الأجهزة وتصليح أجهزة أخرى بها. والمرحلة الثانية وهى الأجهزة الإلكترونية المعدمة تمامًا وغير قابلة للاستخدام. سنقوم بإعادة تدوير أجزائها الزجاج والبلاستيك كما سيتم استخراج المعادن الموجودة فى البوردة من دهب وبلاتينيوم وكروم وتحويلها لمواد خام. هناك شركات تقوم بالفعل بهذه الخطوة؛ لكنها تقوم بها بشكل غير آمن من خلال استخدام المواد الكيماوية فى استخراج المعادن الأولية؛ لكن هناك تقنيات جديدة مطبقة فى بلچيكا لاستخراج المعادن بطريقة آمنة نستطيع استخراج المواد الأولية من البوردات دون استخدام مواد كيميائية تضر بالبيئة. أمّا المرحلة الثالثة وهى المرحلة التى قمت بتنفيذها فى جهازى واستفدت فيها من الطابعة «printer». فعندما تتلف الطابعة يكون من الصعب تصليحها؛ ولذلك قمت بإعادة تدويرها بتحويلها لمنتج قابل للاستخدام. أقوم بإرسال الكافر البلاستيكى الخارجى لشركات إعادة التدوير وصممت من الأجزاء الداخلية جهاز قاطع ثلاثى الأبعاد أو CNC machine وقمت ببرمجته بحيث عندما أقدم له أى رسمة على الكمبيوتر يقوم الجهاز بتقطيعها. أعطيه أمر start فيبدأ الجهاز المصمم فى إعادة تدوير النفايات الإلكترونية يصمم ويتحرك ويقطع الرسومات بقاطع ليزر يُستخدم على الخشب والنحاس والمعدن والجلد وأحيانًا فى اللحام. ويقدم لنا الشكل النهائى فى صورة 3D. وفى تلك الحالة تكون النتيجة زيرو نفايات وأنتجت جهازًا جديدًا من الأجهزة الإلكترونية التالفة وبرمجته بسعر أقل كثيرًا من سعره فى السوق. فمن خلال إعادة التدوير استطعت انتاجه بنحو من 2% إلى 5% من ثمنه الأصلى وبالطبع عندما سيتم إنتاجه بشكل احترافى سيحتاج موتورات أقوى.

 جهاز مخصّص لتمكين المرأة 

تقدمت بهذا الجهاز فى المسابقة فى فئة المرأة لأن استخدامه بسيط جدًا. فيمكن لأى سيدة أن تستخدمه وتُديره من خلال التطبيقات على الكمبيوتر. وتقوم بعمل أى تصميم عليه بسهولة؛ حيث يقوم التطبيق بتحويل التصميم لثرى دى ويبدأ الجهاز فى قطع الشكل فيخرج لنا شكلاً ثلاثى الأبعاد. وتُستخدم المنتجات الواردة من الجهاز فى الديكورات والإكسسوارات. والأثاث. فيستهدف المشروع السيدات اللاتى يمكن أن يشترين الجهاز بسعر بسيط ويعملن به من البيت فى صناعة منتجات الديكورات والتصاميم المختلفة وبيعها. وهى نفس فكرة مكنة الخياطة فى الماضى. أن تستطيع أن تنتج من خلالها وتشغلها وتبيع المنتج ولا تحتاج احترافية؛ وإنما تشغيلها بسيط جدًا كأنك تقوم بالضغط على Print.

 آراء المستثمرين وتطورات المشروع

لقد حاز المشروع على إعجاب كل زوار معرض Blue Zone؛ حيث حضر العرض ممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمة الفاو. وكان هناك عدد من الشركات الأخرى من بينها شركة يابانية تفاجأت برد فعلها. فرُغْمَ تقدُّم اليابان؛ خصوصًا فى مجال الإلكترونيات؛ فإنهم أبدوا ردة فعل جيدة جدًا عند رؤية مشروعى. حتى الآن ليس هناك خطوات فعلية بخصوص الدعم المادى أو التمويل ربما يكون هناك أى تواصل بَعد المؤتمر. أتمنى أن يقوم مستثمرون بدعم المشروع لأنها فكرة سيتم تشغيلها بشكل وطنى؛ حيث سيتم تشغيل أيدٍ عاملة فى عملية الفرز وإعادة التدوير، وأيضًا إنتاج أجهزة جديدة ومعادن. علاوة على هذا لقد طورت موبايل أبلكيشن متصل بالمشروع، لكى يقوم أى شخص لديه نفايات إلكترونية فى المنزل بالتسجيل على التطبيق والتواصل مع الشركة لبيع النفايات الإلكترونية. ونحن نرسل له عربة نأخذ منه النفايات. ومن ناحية أخرى سيكون هناك تواصُل بيننا وبين شركات إعادة التدوير. فالأجزاء البلاستيك التى نستخرجها مثلًا نرسلها لشركات إعادة تدوير البلاستيك والمعادن لشركان المعادن وهكذا.

 الخطوات القادمة 

من ناحية نستعد الفترة المقبلة لعمل جهاز جديد للمُخلفات الإلكترونية، ومن ناحية أخرى بدأت خطوات فعلية فى تدريب الأطفال على كيف يكونون مدربين أونلاين للبرمجة؛ لأن أكثر شخص قادر على تدريب الطفل هو طفل مثله. وهى فكرة تشجع ريادة الأعمال للأطفال. فيستطيع الطفل أن يقوم بالتدريب ويحصل على نقود فى المقابل.

بدأت بتطبيق الفكرة على الأطفال المُدَريين معى بشكل احترافى من جميع أنحاء الجمهورية على البرمجة وعلم الروبوتات والأنيميشن. قمت باختيار المحترفين منهم وعلمتهم مهارات التدريب ومن المقرر أن نقوم بتسجيل الكورس مع منصة المنتور الأسبوع المقبل أو الذى يليه. سيكون الكورس أونلاين متاحًا للجميع على مستوى الوطن العربى. تتراوح أعمار الأطفال ممن يقدمون الكورس بين 10، 11، 14، 18 عامًا. وبالطبع سيكون الطفل المدرب قدوة لباقى الأطفال. وهو ما يُغير من طريقة تفكير الطفل ويعلمه ريادة الأعمال ويوفر له دخلاً. وأنا بالفعل لدىّ مساعدون من الأطفال فى شركة التدريب الخاصة بى، ويحصلون على راتب شهرى؛ حيث يقومون بتدريب أطفال آخرين. وهناك آخرون ممن تعلموا الانيميشن جرافيك بدأوا بالفعل فى عمل دعاية لشركات أخرى.

 نصيحة للمرأة فى تنظيم الوقت وتحقيق النجاح 

إننى أمٌّ لأربعة أولاد الابن الأكبر فى العام الثالث فى كلية طب الأسنان، وعندى كل المراحل العمرية. الأمر يتعلق بكيف يمكن للمرأة أن توفق بين البيت والنجاح فى العمل. تستطيع فعل ذلك؛ لكن بالطبع هناك جزء من التضحيات ستقدمه. لا بُدّ من تنظيم الوقت، ووضع جدول زمنى للعمل. أحب أن أحقق أهدافًا صغيرة بشكل يومى وأسبوعى وشهرى. وهناك عادة غيّرت كثيرًا من طريقة تفكيرى، وهى ألا تتركى نفسك لوقت الفراغ. فكلما أدركت أن لدىّ وقت فراغ أقوم بتعلم شىء جديد بدلًا من الحديث على الهاتف أو التواجد على السوشيال ميديا. وأقرأ كتبًا جديدة، وأفكر فى مشاريع جديدة. وهذا هو ما يدفعنى للنجاح. وأيضًا فى الوقت نفسه أنجح كأمّ وكزوجة، وأيضًا يحاول الأولاد أن يتعلموا أمورًا جديدة باستمرار.

 نصيحة للآباء فى علاقتهم بالأبناء

على الآباء أن يهتموا بالغذاء العقلى لأبنائهم، ولا يضغطوا عليهم فيما يتعلق بالتفوق الدراسى. فهناك الكثير ممن تفوقوا فى الدراسة وحصدوا المراكز الأولى؛ لكنهم لم يحققوا أى نتيجة. فالمهم هنا هو أن نثقل الأبناء بمهارات متعددة. فكلما كان للشخص أكثر من مهارة استطاع النجاح، وهذا ما نفعنى. فبَعد أن حصلت على بكالوريوس الحاسبات والمعلومات، أكملت الماچستير والدكتوراه فى علم النفس التربوى. ورُغْمَ اختلاف المجالات؛ فإننى عندما دمجت التعليم بالتكنولوچى نتج عنها أننى استطعت الحصول على الجوائز. فكلما كان لدَى الشخص خبرات مختلفة فتح أمامه فرصًا أكبر لنجاحات مختلفة. فعلى الآباء أن يزرعوا فى الأبناء تعلم مهارات جديدة مثل البرمجة. فهى مهارة مهمة جدًا فى تحفيز التفكير الإبداعى. فمثلما كانت الألعاب الإلكترونية سببًا فى تدمير خلايا المخ ومهارات التفكير عند الأطفال على مستوى العالم، فيصبحون مدمنين إلكترونيًا. فإن البرمجة تنمى مهارات التفكير والإبداع.