مدرسة الكاريكاتير.. تــاج.. عندما يصبح الكاريكاتير لوحة تشكيلية!

من ملاحظاتى الشخصية ومن متابعتى لأغلب فنانى الكاريكاتير فى مصر منذ مطلع التسعينيات وحتى الآن، وجدت أن الفنان الكبير عبدالعزيز تاج الشهير بتاج هو رسام الكاريكاتير الوحيد فى مصر الذى عمل فى جميع الصحف القومية كـ«الأخبار والأهرام والجمهورية وروزاليوسف ودارالهلال»،  كما نشر رسومه فى العديد من المجلات المصرية والعربية مثل «روزاليوسف وصباح الخير وحواء وحريتى والكواكب والشباب وأخبار النجوم وسمير وعلاء الدين والعربى الصغير»

 

وكان أحد أعمدة مجلة كاريكاتير المرحلة الأهم فى حياته الفنية، حيث كانت رسومه تزيِّن صفحات المجلة وكان يرسم صفحتين بالداخل إلى جانب الرسوم المصاحبة للمواضيع والموتيفات، كما كان يقوم برسم الغلاف أيضًا فى بعض الأحيان.

تاج ابن مدرسة «روزاليوسف»  أشهر مدارس الكاريكاتير فى مصر والوطن العربى والتى كان لها أثر واضح فى تحديد وصنع شخصيته الفنية المستقلة، حيث بدأ مسيرته الفنية كرسام كاريكاتير محترف فى مجلة «صباح الخير» وهو لا يزال طالبًا فى كلية الفنون الجميلة بعد أن أعطاه الفنان حسن فؤاد «صانع النجوم» الفرصة ليظهر مع كتيبة رسامى الكاريكاتير من الجيل الثالث مثل جمعة فرحات ومحسن جابر ومحمد حاكم ودياب ورمسيس ويوسف فرنسيس.

عمل تاج فى جريدة الجمهورية والتى كان يرأس تحريرها الكاتب الصحفى محسن محمد وكان ينشر من 5 إلى 7 كاريكاتيرات يوميًا فى تجربة غير مسبوقة وفى هذا التوقيت حدثت أزمة دبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب بسبب كاريكاتير كان قد نشره فى الجريدة حيث رسم (بيجين) رئيس وزراء إسرائيل واتهمه بالنازية، كما رسم الكاريكاتير اليومى أيضًا من خلال مساحة مخصصة له بالصفحة الثانية فى جريدة الأهرام.

اهتم تاج بتوظيف عناصر الزخرفة فى تنفيذ الكاريكاتير واستخدم موهبته التشكيلية فى إثراء اللوحة الكاريكاتيرية وتزيين الرسم بالزخارف والتفاصيل المكملة للكاريكاتير مثل اكسسوارات الشخصيات والملابس والخلفيات وحتى البرواز المحيط بالكاريكاتير وبالونة الكلام ليقدم لنا لوحة كاريكاتيرية تشكيلية مكتملة العناصر غنية بالتفاصيل والأشكال الهندسية البسيطة والألوان المبهجة التى تخطف العين..

خاض الفنان الكبير تجربة تقديم البرامج حيث قام بعمل أكثر من برنامج كاريكاتير وحقق نجاحًا كبيرًا ومنها برنامج كاريكاتير ونجوم..

أخلص الفنان الكبير تاج (أطال الله عمره) لمهنة الكاريكاتير ومارسها بإتقان وتفانٍ على مدار أكثر من خمسين عامًا من الإبداع والعطاء وحافظ على وجوده واستمراره بنفس قوة بداياته اللامعة فى مجال الكاريكاتير ومن خلال مسيرة فنية زاخرة وأسلوب يندر أن يتكرر في تاريخ الكاريكاتير.