الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مخرج الفيلم السورى (رحلة يوسف) يتحدث لـ«روز اليوسف»: جود سعيد: صورت نهايتين للفيلم واخترت الأكثر قسوة

ضمن فعاليات الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائى، عرض لأول مرة الفيلم السورى (رحلة يوسف..المنسيون) المشارك فى مسابقة آفاق السينما العربية، والذى تدور أحداثه داخل أحد مخيمات اللجوء السورية، وقد لاقى الفيلم استحسان الجمهور عقب انتهاء العرض، حيث لمس الفيلم حجم المعاناة التى يعيشها السوريون، وتفاعل الجمهور مع النهاية الحزينة برحيل الأبطال وعدم قدرتهم على مواصلة تحقيق أحلامهم.



 

 فضلا عن الأداء المبهر الذى قدمه الفنان الكبير «أيمن زيدان» وفى السطور التالية نحاور المخرج «جود سعيد» عن كواليس الفيلم، والصعوبات التى واجهته من أجل خروجه إلى النور، وعن التعاون بينه وبين الفنان «أيمن زيدان» للمرة الثالثة.. وإلى نص الحوار

 

هناك الكثير من الأفلام التى تناولت أوضاع اللاجئين منذ أن اندلعت الحرب السورية، لكنك اخترت زاوية جديدة فى تناولك للأحداث، كيف جاءتك الفكرة؟

- جاءتنى الفكرة فى إحدى السهرات التى قضيتها برفقة الفنان «أيمن زيدان» حيث جلسنا سويا نتحدث عن مشروعى القادم، وكان ذلك فى عام 2018، وفى هذا الوقت كانت قضايا اللاجئين مهملة جدا، وكانت الفكرة التى توصلنا لها هى كيف ممكن أن يكون الإنسان لاجئا ليس هربا من الحرب، ولكن بسبب الظروف التى فرضتها عليه الأعراف والتقاليد، وغياب الدولة بمفهومها المؤسسى، وقمنا بتطوير الفكرة عبر 7 سيناريوهات حتى وصلنا إلى النسخة الأخيرة التى قمنا بتصويرها.

 وهل زرت مخيمات حقيقية قبل التصوير؟

- التصوير كله تم داخل سوريا، وبالطبع زرنا العديد من المخيمات، وما لم يلحظه الجميع هو أن هناك مشاهد حقيقية صورتها داخل أحد مخيمات سوريا وقمت بتوظيفها ضمن الفيلم الوثائقى الذى تم تصويره عن البطل «زياد» فى أحداث الفيلم.

 ولماذا اخترت أن تضع اسما فرعيا لفيلمك (المنسيون)؟

- لسببين، أولا خشيت أن يتم تأويل الفيلم فى اتجاهات دينية إذا ما اكتفيت باسم (رحلة يوسف) فيتم ربطها بقصة نبى الله يوسف عليه السلام أما السبب الثانى فهو أن الشخصيات التى ظهرت فى الفيلم هم المنسيون الذين يعيشون على الهامش وتنساهم الحكومات ونستفيد منهم فقط عندما نريد أن نوظف قضاياهم سياسيا.

 قمت بتقسيم الفيلم إلى فصول وعنونت كل فصل بعنوان مختلف فلماذا قمت بهذه الخطوة؟

- لكى أعطى بعدا زمنيا للفيلم، حيث إن الأحداث تدور على مدى سنة كاملة، وهذا التقسيم سهل على المشاهد، وجعله قادرا على تفهم القفزات الزمنية الموجودة فى السيناريو دون أن يشعر بأى ارتباك.

 هذه هى المرة الثالثة التى تجتمع مع الفنان «أيمن زيدان» فى عمل فنى.. فما سر الشراكة بينكما؟ وما الجديد الذى يقدمه فى هذا الدور؟

- بالفعل هذا الفيلم هو التجربة الثالثة بعد (درب السما) و(مسافروا حرب) وهناك علاقة شخصية تربطنى بـ«أيمن» بالإضافة إلى اتفاق رؤيتنا للعالم وتشابه مواقفنا وهذا كله ليس بمعزل عن العلاقة الإنسانية التى تتخطى الصداقة فأنا اعتبر نفسى أحد أفراد عائلته، أما عن الجديد الذى يقدمه، ففى الفيلمين الماضيين كان هو محور أحداث ومحركها، لكن (رحلة يوسف) قصته الأساسية عن الشابين، وظهر هو كراو للأحداث، أو العراب وهى شجاعة كبيرة منه.

 قلت إن التصوير كله تم بداخل سوريا، فهل هناك صعوبات واجهتك أثناء التصوير؟

- لم يحدث باستثناء الظرف العالمى المتمثل فى كورونا وما تبعه من حظر وتوقف عن ممارسة الحياة، فقد أمضينا فى التصوير حوالى عامين ونصف بسبب الكورونا، وأكثر صعوبة واجهتنى فى هذا الصدد هو كيفية الحفاظ على وحدة الفريق سنتين ونصف.

 وماذا عن الصعوبات الإنتاجية؟

- الفيلم ينتمى إلى نوعية الأفلام صاحبة الميزانية المنخفضة، ولا أحد يتخيل أن نجمًا بقدر «أيمن زيدان» يحصل على أجر بما يعادل أقل من 2000 جنيه، وقد كان التصوير أشبه بجمعية خيرية، فكل من لديه شيء كان يجود به، فعلى سبيل المثال تم استخدام سيارتى الشخصية فى أكثر من مشهد.

ولماذا لم تقدم فيلمك لإحدى الجهات المانحة لتحصل على تمويل؟

- لا أظن أى جهة مانحة للدعم لديها الحرية فى دعم فيلم تم تصويره فى داخل سوريا.

 استخدمت الأغانى الشعبية المصرية بكثرة ضمن أحداث الفيلم هل استمديت ذلك من الواقع؟ أم كان لديك رسالة معينة ترغب فى إيصالها؟

- الأغانى المصرية الشعبية تسيطر بشكل كامل على السوريين سواء داخل المخيم أو خارجه، وإذا كانت الأغانى الكلاسيكية القديمة محفورة فى ذاكرتنا فإن أغانى المهرجانات هى التى يرقص عليها الناس فى أفراحهم، وبالتالى وجود هذه الأغنيات داخل المخيمات حدث طبيعى وغير مقحم.

 صورت نهايتين للفيلم ثم اخترت أن تعرض النهاية الأكثر قسوة، ما هى النهاية الأولى، ولماذا قررت أن تجنح إلى القسوة فى النهاية؟

- النهاية المستبعدة كانت عدم مقتل الشاب والفتاة وقدرتهما على مواصلة الحلم، لكننى قررت أن أبتعد عن النهايات السعيدة، وأن اختار نهاية صادمة وأكثر قسوة حتى يتم حفرها في وجدان المشاهد، وأن يظل متذكرا معاناة اللاجئين وقضاياهم.