الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد تحويل شرم الشيخ إلى مدينة متكاملة الأركان التكنولوچيا الخضراء.. مستقبل حياة كوكب الأرض

خلال قمة المناخ «COP27» التى عقدت فى شرم الشيخ من 7 إلى 18 نوفمبر الجارى تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، تكرّر مصطلح التكنولوچيا الخضراء، والكثيرون ذهب تفكيرهم إلى الكمبيوتر والإنترنت نظرًا لوجود كلمة تكنولوچيا فى المصطلح، ولكن هى نوع من التكنولوچيا التى تعتبر صديقة للبيئة بناءً على عملية الإنتاج أو سلسلة التوريد الخاصة بها. ويمكن أن تشير أيضًا إلى إنتاج الطاقة النظيفة، واستخدام أنواع الوقود البديلة والتقنيات الأقل ضررًا على البيئة من الوقود الأحفورى، كما تشمل التكنولوچيا الخضراء منطقة واسعة من البحث العلمى بما فى ذلك الطاقة وعلوم الغلاف الجوى والزراعة وعلوم المواد والهيدرولوچيا، وتهدف العديد من التقنيات الخضراء إلى تقليل انبعاثات ثانى أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحرارى الأخرى من أجل منع تغيُّر المُناخ، فيما تعد الطاقة الشمسية واحدة من أنجح التقنيات الخضراء.



تعرف أيضًا بمصطلح «التكنولوچيا المستدامة» وهى تكنولوچيا متطورة باستمرار، ومن المتوقع أن هذه التكنولوچيا ستجلب الكثير من التغييرات والابتكارات إلى الحياة اليومية، وهى تكنولوچيا حديثة، ومن المتوقع أن يكون تأثيرها مشابهًا لتأثير تكنولوچيا المعلومات وما أحدثته من ثورة وتأثير فى العالم، وللحُكم على التكنولوچيا بأنها خضراء يجب أن تتوافر فيها عدة سمات: أولاً الاستدامة، وتعنى أن تكون هذه التكنولوچيا قادرة على تلبية الاحتياجات فى الوقت الحاضر دون التأثير على مقدرات الأجيال القادمة وقدرتهم على تلبية احتياجاتهم. القابلية للاستصلاح أو التدوير وإعادة الاستخدام، وتكون لها دورة حياة متجددة. المساهمة فى التقليل من النفايات وتقليل التلوث. المساهمة فى تطوير وابتكار بدائل للتقنيات والمواد المُضرة فى البيئة والصحة. أن تكون ذات جدوَى حقيقية والمساهمة بشكل جدّى ملحوظ فى حماية البيئة وخَلق فرص عمل جديدة. وأهداف التكنولوچيا الخضراء مصطلح شامل يصف استخدام التكنولوچيا والعلوم لتقديم منتجات أو خدمات ذات كفاءة تشغيلية عالية وتكلفة منخفضة، مع تقليل استهلاك الطاقة والحد من الآثار السلبية على البيئة، والحفاظ على الموارد الطبيعية للأرض وحمايتها من خطر النفاذ، إعادة تدوير المواد كالورق والبلاستيك والبطاريات وما إلى ذلك. 

وتتمثل مبادرة التكنولوچيا الخضراء فى المبانى الخضراء؛ حيث تتميز بطريقة بناء تستغل فيه الطاقة الشمسية وهى طاقة متجددة صديقة للبيئة بحيث تسمح بدخول ضوء الشمس والاستفادة من الضوء الطبيعى، كما تهتم بطريقة عزل المبنى، مما يساهم فى تقليل استهلاك الطاقة الصناعية واستبدالها بالطاقة الخضراء. وهناك توجُّه للحصول على مواد البناء من النفايات المُعاد تدويرها واستخدام مواد غير سامة ومستدامة، وبالتالى فإن المبانى الخضراء تساهم فى تقليل أو إزالة التأثيرات السلبية على البيئة وتخلق تأثيرات إيجابية على الطبيعة، وتمتاز المبانى الخضراء كذلك بجودة الهواء داخلها والاستخدام الفعّال للطاقة والمياه والموارد الأخرى عن طريق استخدام وسائل تكنولوچية حديثة للتحكم بهذه المبانى وإدارتها، كما أن إعادة التدوير وإدارة النفايات تهدف إلى المساعدة فى حل مشكلة النفايات وتأثيرها الضار على البيئة؛ خصوصًا النفايات البلاستيكية، وتفرز النفايات حسب نوعها لتتم إعادة تدوير كل نوع بطريقة مناسبة كالنفايات العضوية، والنفايات البلاستيكية، والنفايات الإلكترونية، والنفايات المعدنية، وما إلى ذلك، ويمكن أن يكون الناتج من عملية إعادة التدوير منتجًا جديدًا من نفس نوع المادة، أو سائلاً يمكن استخدامه لصنع الغاز الحيوى. 

أمّا المركبات الخضراء فيطلق هذا المصطلح على المركبات التى لا يؤثر استخدامها على البيئة وتساهم فى تقليل الغازات الملوثة فى الغلاف الجوى مثل: ثانى أكسيد الكربون، وأول أكسيد الكربون، وأكسيد النيتروچين، وثانى أكسيد الكبريت، ومركبات الرصاص، وتعد السيارات الكهربائية مثالاً على المركبات الخضراء، ويبذل المختصون فى مجال المركبات الخضراء جهودًا كبيرة لإنتاج أنواع من المركبات تستخدم تقنيات حديثة مثل التكنولوچيا اللا سلكية والمجال المغناطيسى. التكنولوچيا الخضراء تعنى استبدال التقنيات الضارة بالبيئة بتقنيات تساهم فى الحد من الآثار السلبية وغير المستدامة للتكنولوچيا، ويدخل فى مجالها أيضًا الكيمياء الخضراء، وتساهم التكنولوچيا الخضراء فى المُحافظة على البيئة وإيجاد البدائل الصديقة للبيئة، وتقدم الأمل فى عكس آثار تغيُّر المُناخ والتلوث، وتعد طرُق استغلال الطاقة المتجددة من إحدى استراتيچيات التكنولوچيا الخضراء، ويطلق عليها أيضًا مصطلح الطاقة الخضراء.

ومثال على ذلك مدينة شرم الشيخ التى أقيم على أرضها قمة المناخ 2022 مدينة متكاملة الأركان ويحق لها استضافة هذا الحدث العالمى؛ حيث تم تجهيز المدينة بتقنيات التكنولوچيا الخضراء كالتالى: تطوير ورفع كفاءة البنية التحتية الرقمية، مراكز البيانات وغرف التحكم والشبكات الإلكترونية، تشغيل أكثر من 17 قاعة ضمن الاحتياجات الصوتية والمرئية للمؤتمر، إنشاء 19 محطة محمول إضافية بمدينة شرم الشيخ، إرسال 8 محطات متنقلة للتواجد أثناء المؤتمر، إضافة مسار ثالث لربط مدينة شرم الشيخ بالشبكة الفقرية للألياف الضوئية وتعزيز سعة الإنترنت بـ 20 جيجا إضافية بجانب الـ 40 جيجا الحالية والإطلاق الفعلى لتطبيق محمول رحلة المشارك وربطه بعدة خدمات.

والسؤال هنا: كيف تلعب التكنولوچيا الخضراء دورًا فى تحقيق التنمية المستدامة؟ فقد أدى ارتباط التكنولوچيا بحياة الملايين من البشر سواء على مستوى التطبيقات المستخدمة لها أو على مستوى حجم الانتشار بلعب دور مُهم فى إحداث تطوُّر مذهل فى جودة ونمط الحياة المعاصرة؛ وبخاصة فيما يتعلق بحياة الأفراد أو بالبيئة المحيطة بهم إلى جانب تلبية الحاجات والرغبات وبرز اتجاه لتعزيز الجانب الإيجابى للتطبيقات التقنية ورغبة أخرى متصاعدة فى توظيف التكنولوچيا فى الخير والسلام والتنمية. وأطلق على هذا التوجه عدد كبير من المسميات والتى منها التكنولوچيا «الخضراء» أو «النظيفة».

وتقوم التكنولوچيا الخضراء بدور فاعل وقوى فى بروز الاقتصاد الأخضر كمَدخل جديد فى التعامل الكفء فى مجال تطبيقات التكنولوچيا فى مجال الصناعة، وهو ما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد الوطنى، ومعالجة الأضرار البيئية والصحية على الإنسان والبيئة المحيطة به، وعلى الرغم من عدم نشر الكثير من الدراسات المحايدة حول التأثيرات الصحية للتطبيقات التكنولوچية؛ فإن ذلك لا يعنى انتفاء الضرر بالضرورة، ومن ثم فإن هناك محاولة كذلك للحد من احتمالية إحداث الضرر أو الإصابة على المَديين القصير والبعيد.

وتلعب التكنولوچيا الخضراء دورَ المحرك الجديد للنمو الاقتصادى عن طريق توفير وظائف جديدة والقضاء على البطالة، وبيئة صحية ملائمة، وترشيد الموارد الطبيعية وجعل البيئة أكثر أمنًا، ولمّا كانت التأثيرات البيئية عابرة للحدود فإنها فرضت فى الوقت نفسه أهمية التعاون الدولى؛ وبخاصة من جانب الدول المتقدمة لمساعدة الدول النامية فى تبنّى برامج التكنولوچيا الخضراء؛ خصوصًا فى ظل نقص التمويل اللازم فى تلك الدول والعمل على الحد من المشكلات البيئية المرتبطة بالصناعة والانبعاثات الناتجة عنها والاستفادة من المواد الخام والطاقة.

وتلعب الحكومات دورًا فى تشجيع تبنّى التكنولوچيا الخضراء بين الأفراد أو الشركات عن طريق تقديم تسهيلات بنكية أو إجرائية، ومن ثم قد يعانى الفقراء من نقص التمويل اللازم الذى سيؤثر فى صحتهم وبيئتهم المحيطة. ويصبح المَخرج الوحيد من تلك الأزمة هو ضرورة الاعتماد على الإبداع والابتكار فى تبنّى تطبيقات تكنولوچية أكثر تطورًا فى مجال إنتاج الطاقة وتطوير ورفع كفاءة البنية التحتية لتكنولوچيا الاتصال والمعلومات وترشيد استخدام الطاقة باستخدام تكنولوچيا منخفضة الاستهلاك لها، وإطلاق المبادرات ورفع الوعى بأهمية ذلك ومردوده على الاقتصاد الوطنى والعمل على دعم برامج البحث والتطوير فى مجال تطبيقات التكنولوچيا الخضراء.

وفى النهاية يمكننا تعريف التكنولوچيا الخضراء بأنها عبارة عن مصطلح شامل يستدل به إلى كيفية توظيف وتسخير التكنولوچيا والعلم بشكل عام لوقاية البيئة والحفاظ عليها، وتتعدد الأدوات المدرجة تحت ذلك بما فيها الرصد البيئى والكيمياء الخضراء وغيرهما الكثير والكثير، ومثل هذا النوع من التكنولوچيا يسهم فى إحياء النظام البيئى التالف ويبعث به الحياة مجددًا، ولذلك يمكن تسميتها التكنولوچيا النظيفة أيضًا.. بالإضافة إلى ما تقدم فإن مصطلح التكنولوچيا الخضراء مجال حديث حظى بسرعة فائقة بالتطور والنمو فى مختلف أنحاء العالم؛ حيث ترك أثرًا واضحًا فى مدى إدراك الأشخاص لأهمية البيئة وأثرهم السلبى الواضح على البيئة، وبناءً عليه فإنها تكنولوچيا تشجع وتحفز على إنتاج توليد طاقة نظيفة وإنتاجها بأكثر الطرُق صداقة مع البيئة، بالإضافة إلى ترميم التالف من البيئة وإصلاحه، ووضع الحلول والاحتمالات المناسبة فى حال وقوع ضرر ما.