الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مدرسة الكاريكاتير.. رمسيس.. ملك الكاريكاتير التليفزيونى

أكثر ما كان يدهشنى فى تجربة فنان الكاريكاتير الأشهر رمسيس (1946-2013) هو قدرته على الاستمرارية طوال هذه السنين، سواء فى تقديم برنامجه الشهير «يا تليفزيون يا» فى التليفزيون المصرى لأكثر من 20 عاما أو تجربته فى الصحافة منذ أن بدأ مشواره الفنى بالعمل كرسام كاريكاتير فى مؤسسة روزاليوسف العريقة وعلى صفحات مجلة صباح الخير حيث كان يقوم برسم صفحتى كاريكاتير عن التليفزيون والسينما والمذيعين والمذيعات من خلال باب كاريكاتير ثابت بعنوان «يا تليفزيون يا» ومنها خرج اسم برنامجه الشهير بعد ذلك.



برنامج «يا تليفزيون يا» واحد من أشهر برامج التليفزيون المصرى الذى كان يعرض فى شهر رمضان كل عام على مدار أكثر من 20 عاما ليصبح إحدى علامات البرامج التليفزيونية التى حققت نجاحًا كبيرًا عند المشاهدين.

وبمجرد سماع موسيقى تتر البرنامج نتذكر على الفور أجواء وطقوس شهر رمضان وكل ما هو مرتبط برمضان ومنها «يا تليفزيون يا» الذى ارتبط أيضا بهذا الشهر الكريم.

جاءت فكرة برنامج «يا تليفزيون يا» عندما طلبت الإعلامية الكبيرة سامية صادق- التى كانت تعمل رئيسًا للتليفزيون حينها- من الفنان رمسيس أن يقدم برنامجًا حواريا يتخلله فقرات بالكاريكاتير يرسم فيها ضيوف الحلقات تحت عنوان مع رمسيس، ولكنه طلب أن يكون اسم البرنامج «يا تليفزيون يا» وهو اسم الباب الأسبوعى الثابت الذى كان يرسمه الفنان فى مجلة صباح الخير، وبالفعل انطلق رمسيس وبدأ عرض أولى حلقات البرنامج عام 1984 ونالت الحلقة إعجاب الجمهور وأصبح البرنامج من أهم وأشهر البرامج الرمضانية وبرامج المنوعات عمومًا ليستمر عرضه لأكثر من 20 عاما.

استضاف رمسيس فى برنامجه عشرات النجوم وأشهر الشخصيات فى عالم الفن والصحافة والإعلام والأدب والرياضة وكان من ضمن ضيوف حلقاته فريد شوقى وفؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولى ومحمود يس ومحمود عبدالعزيز ونور الشريف ويحيى الفخرانى وسمير غانم ومحمد صبحى وسهير البابلى واسعاد يونس ونادية الجندى وأشهر الكتاب الصحفيين مثل أنيس منصور ولويس جريس ومحمود السعدنى وصلاح منتصر ومكرم محمد أحمد وإبراهيم نافع كما سجل حلقة مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى مكتبه وهو الذى لم يكن يظهر فى أى برامج تليفزيونية وسجل حلقة أيضا مع الفنان الكبير عادل امام فى مطار القاهرة قبل سفره بدقائق إلى أمريكا لعرض مسرحيته هناك.

اعتمد الفنان رمسيس فى تقديم البرنامج على رسم الضيف بالكاريكاتير أثناء حواره معه مع إضافة تعليقات مقتبسة من كلمات أغنية أو «إفيه» شهير من أحد الأفلام المصرية القديمة، ليقوم الضيف بالرد على هذا الكاريكاتير والتعقيب عليه..

لم يقتصر البرنامج على استضافة الفنانين فحسب، بل قام باستضافة العلماء والباحثين والمثقفين والحاصلين على جوائز الدولة التقديرية وكان يقوم بالتسجيل معهم فى منازلهم وكانت خطوة مهمة فى تطوير البرنامج الذى تغير أكثر من مرة فى الشكل والمضمون من خلال مواسم متتالية وتخلى بالتدريج عن فكرة كونه مجرد برنامج منوعات ترفيهى من برامج رمضان حيث كان يستضيف النجوم والنجمات وأسرهم ليتحدثوا عن حياتهم الخاصة والأسرية وأعمالهم الفنية والمواقف التى مروا بها حتى حدث التغيير على مستوى المضمون والضيوف، فالتطور الذى طرأ على محتوى البرنامج لم يكن من فراغ، بل كان نتيجة وعى فطرى من جانب مقدم البرنامج وشعوره بضرورة إلقاء الضوء على دائرة أوسع من الضيوف مثل مثقفى وعلماء مصر. 

وإلى جانب مهارته فى تقديم البرامج التليفزيونية كمحاور ورسام كاريكاتير كان الفنان رمسيس يقوم بعمل شو ترفيهى فى برامج أخرى غير «يا تليفزيون يا» ورسم البورتريهات الكاريكاتيرية بسرعة واحترافية مدهشة أثناء إقامة الحوار، وهو ما جعل وزارة السياحة تستعين به فى تنشيط السياحة الخارجية وكان يمكث فى الجناح المصرى فى ألمانيا لرسم الزائرين بالكاريكاتير.

كان الفنان رمسيس مواكبا للأحداث الفنية وتخصص فى رسم الكاريكاتير المرتبط بالتليفزيون والسينما والفن بصفة عامة حيث كان أكثر انتماءً للتليفزيون وكان التليفزيون مسيطرا على معظم أفكار الكاريكاتير وهو ما جعله يطلب تسمية البرنامج بإسم الصفحتين اللتين كان يرسمهما فى مجلة صباح الخير بعنوان «يا تليفزيون يا».

رمسيس.. واحد من أشهر رسامى البورتريه الكاريكاتيرى، رسم معظم فنانى ومثقفى ونجوم مصر من المشاهير سواء فى الصحافة أو فى البرامج أو «لايف» فى المناسبات والاحتفالات والمؤتمرات كما رسم الجمهور العادى فى ملاهى الأطفال وكان حريصا على إشاعة البهجة فى أى مكان يحل فيه وكان يجد سعادته فى رسم المحيطين به وإهدائهم الكاريكاتير الذى يحمل اسم أشهر محطة وأشهر رسام كاريكاتير فى مصر؛ رمسيس!!