السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وزير الشباب قال لـ«روز اليوسف» إن وزارته تتبنى المبادرات الشبابية البناءة وتنفذها على أرض الواقع مبادرة «كن رائد أعمال مبدع» تنمى الفكر الابتكارى للشباب

كل حلم بدايته خطوة، وكل رحلة بدايتها فكرة، هى رحلة بدأت منذ نحو العام ونصف العام لتدريب الشباب وتثقيفهم على مفهوم ريادة الأعمال والابتكار فى جميع النواحى المالية، حيث انطلقت فعاليات المرحلة الأخيرة من مبادرة «كن رائد أعمال مبدع» التى تنفذها وزارة الشباب والرياضة لتمكين الشباب بالتعاون مع الوكالة الإسبانية للتنمية فى محافظة بورسعيد للاختيار ما بين  200 مشروع ابتكارى من جميع المحافظات.



 

عقد المعسكر الأول فى الفترة من 16 إلى 22 أكتوبر الماضى لتصفية 100 مشروع من المشروعات الخدمية، على أن يكون المعسكر الثانى لتصفيات 100 مشروع من المشروعات الصناعية والزراعية خلال شهر نوفمبر المقبل.

2814 مستفيدًا

بدأت مبادرة «كن رائد أعمال مبدعًا» التابعة لوزارة الشباب والرياضة، والوكالة الإسبانية للتنمية فى شهر يونيو 2021، حيث تم من خلالها تدريب 1853 شابًا وفتاة أونلاين عبر برنامج مايكروسوفت تيمز، وتوقفت التدريبات لفترة حتى شهر مايو 2022 لتستكمل الوزارة تدريب 961 شابًا وفتاة بإجمالى 2814 مستفيدًا بالهيئات الشبابية والرياضية على ريادة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات، على أن يتقدم الشباب الحاصلون على التدريب بمشاريع ابتكارية فى المجالات المختلفة «خدمى -صناعى - زراعى - تجارى»، ثم تم تصفية الأفكار إلكترونيًا إلى 200 فكرة.

وفى شهر سبتمبر الماضى تم الإعلان عنهم ليمثلوا المشروعات الأكثر ابتكارًا على مستوى الجمهورية، وتقسيمهم على معسكرين مغلقين للحصول على المزيد من التدريبات المتقدمة فى ريادة الأعمال على أيدى عدد من المدربين المحترفين ورواد الأعمال المهرة.

شارك فى المعسكر شباب من محافظات القاهرة والجيزة ودمياط والإسكندرية وبنى سويف وبورسعيد وأسوان والأقصر والمنوفية وسوهاج والسويس وشمال سيناء وجنوب سيناء والمنيا وكفر الشيخ والشرقية والغربية والإسماعيلية والبحيرة والمنصورة. 

 تدريبات وأنشطة 

بدأ المعسكر بتسكين الشباب والفتيات فى المدينة الشبابية مساء يوم السادس عشر من أكتوبر، لتبدأ جولة متقدمة من التدريبات والأنشطة.. وقدمت الوزارة رعاية فندقية متكاملة للشباب المقيمين فى المدينة إلى جانب توفير التدريبات اللازمة المتعلقة بريادة الأعمال بهدف إنتاج مشروعات جيدة. وتنوعت المشروعات المشاركة فى المعسكر فى إطار التطبيقات الخدمية التى تقدم خدمات للمواطنين، كما شارك الشباب المقيمون فى المدينة الشبابية فى عدد من الأنشطة الجانبية داخل المدينة ما بين عقد جلسات حكائية، وممارسة عدد من الأنشطة الثقافية والفنون مثل الغناء، والعزف، ولعب بعض الألعاب الرياضية. 

لاندماج

وفى جولة لـ«روزاليوسف» داخل المعسكر تحدثنا إلى الشباب المشارك فى البرنامج ليحكى لنا عن تجربته ووجه الاستفادة منها، فيقول عبدالرحمن أحمد صابر من محافظة الجيزة 20 سنة طالب فى السنة الثالثة بكلية التجارة جامعة القاهرة، وصاحب مشروع «techno-food»: اكتشفت أن هناك مجالًا جديدًا يُدعى «ريادة الأعمال» وأحببته، فلم أكن على دراية بالأمر، ولكن عندما بدأت أبحث وجدت كنزًا لم أكن ألاحظه رغم أنه أمامى طوال الوقت. وعندها توجهت لمجال ريادة الأعمال وتعلمت كيف أنتج فكرة مشروع وتنفيذه بطريقة صحيحة على أرض الواقع. وعندما التحقت بالمعسكر تغيرت فيّ العديد من الأشياء وتعلمت دروسًا كثيرة. فأنا لم أكن شخصًا اجتماعيًا، ساعدنى المعسكر على تكوين صداقات جديدة من محافظات مختلفة، وتكوين علاقات، والاندماج مع الآخرين، كما ساعدنى على تنظيم يومى بشكل جيد، فأصبحت أستيقظ باكرًا وأنام باكرًا، أما مشروعى فتعتمد فكرته على استخدام تكنولوجيا الروبوتات فى إنتاج طعام صحى للجمهور.

 الدعم النفسى

وخلال جولتنا التقينا أسماء شعبان محمود 32 عامًا من محافظة بنى سويف حاصلة على بكالوريوس تجارة وتعمل كمدرب tot وهى صاحبة مشروع «أنا جنبك»، وهى عيادة نفسية افتراضية. والتى تقول: «عرفت عن برنامج ريادة الأعمال من مديرية الشباب والرياضة بمحافظة بنى سويف، لم لا؟ سأخوض التجربة، وبعد التحاقى بالتدريب لم أكن مواظبة على الحضور بشكل جيد نظرًا لظروف عملى، ولأننى كنت جديدة على عالم ريادة الأعمال لم أكن قادرة على إخراج أفكار لمشروعات، ولكن ساعدنى المدرب كثيرًا، فتجربة المعسكر مفيدة جدًا لى، فهى جعبة من العلاقات والثقافات المتنوعة، علاوة على دعم المدربين ومساعدتى على ترتيب مشروعى بشكل أدق وأفضل ليخرج للنور بشكل أكثر جودة، أما مشروعى فهو عيادة نفسية افتراضية تقدم خدمات نفسية للأشخاص المحتاجين للدعم. واتتنى الفكرة عندما انتحرت إحدى معارفى، فأدركت أن الأمر لم يعد بعيدًا، وإنما يقترب منا تدريجيًا، وتمثل عيادتى النفسية الوسيلة التى يستطيع فيها الأشخاص التخلص من الأحمال النفسية والوصمة الاجتماعية للمرض النفسى. 

خطوات النجاح

ويقول أحمد إيهاب عزت 21 عامًا من محافظة الشرقية طالب فى الفرقة الرابعة إدارة الأعمال بجامعة الأزهر الشريف صاحب مشروع (ع الباب)، إنه كان يحلم أن تكون له شركته الخاصة وجاءتنى الكثير من الأفكار للمشاريع منذ سن صغيرة، لكننى لم أكن أعرف كيفية تنفيذها، وهل هى قابلة للتنفيذ على أرض الواقع أم لا، ولم أكن أعرف كيفية تنفيذ خطة العمل للمشروع. وكانت تلك هى الصعوبات التى واجهتنى إننى أملك الأفكار، لكننى غير قادر على تنفيذها. عندئذ بدأت أفكر أن أحتك بمجال ريادة الأعمال وقررت دخول كلية أدرس فيها ريادة الأعمال والتحقت بكلية إدارة الأعمال، وكانت الخطوة الثانية فى مشوارى هى الحصول على العديد من التدريبات المتعلقة بريادة الأعمال. وكانت تواجهنى نفس الصعوبات وهى عدم قدرتى على ربط المعلومات النظرية وتطبيقها على الفكرة. وكان هذا أكبر تحدٍ لى. كانت نقطة التحول عندما رأيت منشورًا على صفحة الوزارة عن منحة «كن رائد أعمال» فقدمت فيها مباشرة، وكانت المشكلة الوحيدة أن مواعيد برنامج المنحة مع مواعيد الامتحانات، ولكن كون التدريب أونلاين ويتم التطبيق فيه عمليًا شجعنى على استكماله. تعلمت فى التدريب ابتكار أفكار لمشاريع بشكل قابل للتنفيذ، وكان المحاضر د. صفا سلامة يبذل جهدًا كبيرًا معنا لكى نستفيد بأكبر شكل. وخلال 15 يومًا عرفت أن أغلب أفكارى غير قابلة للتنفيذ، كما عرفت كيف أختار الأفكار المناسبة للناس لعمل فكرة مشروع ناجحة. وفى نهاية الـ 25 يومًا من التدريب قدمت فكرتى، ووصلت لمرحلة النهائيات من بين أفضل 200 فكرة على مستوى الجمهورية.

لم يكن بنفس القوة

فيما كان لأحمد منتصر سباعى محمد 22 عامًا من محافظة الجيزة وصاحب مشروع «عمولة» المتخصص فى قطاع المقاولات الخدمية رأيًا مختلفًا إذ يقول: «عرفت عن التدريب وأنا فى عامى الأخير فى كلية التجارة بمحض الصدفة أثناء تصفحى لموقع التواصل فيسبوك، ولأن مجال البيزنس من تخصصى الدراسى التحقت به. كنت أعمل فى شركة مقاولات إلى جانب دراستى، وكنت أسمع عن ريادة الأعمال من خلال برامج مثل «هنا الشباب» حتى واتتنى الفرصة عن طريق الصدفة عندما جاء ميعاد التربية العسكرية فى الكلية، وكان لابد أن آخذ إجازة أسبوعين من العمل وعندها وبمحض الصدفة صادفت مسابقة عن ريادة الأعمال فالتحقت بها. ولأنه كانت لدىّ خبرة من كورس ريادة أعمال سابق قررت الالتحاق وخوض التجربة. كنت أذهب للتربية العسكرية صباحًا والتدريب مساءً، وهناك التقيت بأعظم مدرب د. محمد عبدالعاطى ساعدنى على بناء خطة واستراتيجية كاملة لـ start up من الصفر وحتى النجاح. وقدمت مشروعى وتأهلت من ضمن الـ 200 فكرة فى معسكر بورسعيد على أمل تكملة الطموح، وكنت كانت البداية بالنسبة لى مبهرة جدًا، وتعلمت الكثير حول ريادة الأعمال خلال الـ 15 يومًا التى قضيتها فى التدريب المبدئى. باختصار يمكننى القول أحمد قبل التدريب كان طالبًا عاديًا يعمل فى شركة مقاولات إلى جانب دراسته، وبعد التدريب يستعد لإطلاق شركة المقاولات الخاصة به، ويكون أحد رواد الأعمال المميزين فى السوق. 

تنمية مهارات الشباب

ومن جانبه أوضح الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، فى تصريح إلى «روزاليوسف» حرصه الكامل على تبنى المبادرات البناءة وتنفيذها على أرض الواقع خدمة للشباب والنشء فى جميع محافظات الجمهورية، مشيرًا إلى توسع الوزارة فى برامج تنمية مهارات الشباب وإعدادهم لمتطلبات سوق العمل، وتشجيعهم للإقبال على المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال.

وأكدت منال جمال وكيل الوزارة ورئيس الإدارة المركزية لتمكين الشباب، أنه من خلال معسكرات التصفيات تم تدريب أصحاب الأفكار على المهارات اللازمة لرواد الأعمال، واختيار الشركاء والقيادة الإدارية وكيفية صنع العلامات التجارية والتسويق للشركات الناشئة، وإعداد نموذج العمل الأولى لمشروعاتهم وإدارة الماليات ومهارات العرض. وفى اليوم قبل الأخير تم عقد لجان تحكيم من متخصصين من الجهات الشريكة بمبادرة رواد النيل لتصفية المشروعات، وسيتم اختيار40 فكرة مشروع للاحتضان وتقديم خدمات تطوير الأعمال غير المالية والتواصل مع الجهات التمويلية الشريكة.