من بينهن «دنيا سمير غانم» و«داليا البحيرى» و«رانيا يوسف»: مظاهرات وظواهر نسائية على خشبة المسرح

لا أحد ينكر أن الحركة النسائية على المسرح المصرى كان لها علامات وبصمات واضحة فى مشوار العديد من نجمات الزمن الجميل، واللائى قدمن العديد من العروض المسرحية التى تنوعت ما بين التراجيدى والكوميدى والاستعراضى وأيضاً السياسى.

والآن، يبدو أن تلك الحركة النسائية ستعود من جديد، لنجد أجيالاً جديدة تريد أن تستكمل المسيرة ويكون لهن علامات وبصمات واضحة على خشبة المسرح.

فقد شهدت وسوف تشهد الفترة الحالية إزاحة الستار عن خمسة عروض مسرحية داخل وخارج مصر. يقوم ببطولتها نجمات من الصف الأول منهن «درة» و«روبى» ودنيا سمير غانم» وآخريات.

ورغم عدم وقوف بعضهن على خشبة المسرح من قبل، ورغم أن تلك التجربة هى الأولى من نوعها بالنسبة لهن فإن الحماس على خوضها كان مشجعًا لهن.

وفى السطور التالية نكشف عن هذه العروض وموعد عرضها وبعض الكواليس الخاصة بها وإليكم التفاصيل.

البداية كانت مع النجمة «دنيا سمير غانم» والتى تقدم عرض (أنستونا) للمخرج «خالد جلال» ومن تأليف « كريم سامى» و«أحمد عبد الوهاب». وقد تحدث كشف المنتج «أحمد السبكى» عن العرض قائلاً: «المسرحية استعراضية كوميدية غنائية، تحتوى على 5 استعراضات من تأليف «أيمن بهجت قمر» وألحان «عمرو مصطفى».. وخوض ابنى «محمد أحمد السبكى» لإنتاج العرض بدأ بفكرة تم تطويرها واختيار بطلة العمل التى تعد حالة فى حد ذاتها وخاصة أنها نجمة شاملة فى كل شىء وتخطف الأنظار أينما وجدت ولديها شريحة عريضة من الجمهور».

وأكد «السبكى» أن العرض يلقى نجاحًا كبيرًا للغاية وحضورًا طاغيًا من الجمهور وأحد أهم عوامل النجاح هو وجود مخرج محترف بقدر «خالد جلال».

يُشارك فى المسرحية كل من «بيومى فؤاد» و«سامى مغاورى» و«بسنت صيام» و«كريم عفيفى» وبعض الوجوه الجديدة من مركز الإبداع.

أما ثانى العروض المسرحية التى يتم الاستعداد لها فهى مسرحية (قمر الغجر) للنجمة «رانيا يوسف» من تأليف وإخراج «عمرو دوارة»، حيث يتم عقد الجلسات الأولية والتحضير للبروفات خلال الفترة المقبلة فور الانتهاء من اختيار باقى فريق العمل.

ورغم أن هذه التجربة ليست الأولى لـ«رانيا يوسف» على خشبة المسرح، بل سبقها تجربة كبيرة مع النجم الراحل «سمير غانم» من خلال مسرحية (سمير وعيلته الكتير) إلا أنها توقفت بعدها عن تقديم أى عرض مسرحى لعدم وجود نصوص تناسبها.

كما أن المسرحية مأخوذة عن مسرحية (قمر بنت الغجر) للكاتب «محمود مكى» والتى تحكى عن مجموعة من الطلاب الجامعيين أثناء تواجدهم بأحد المصايف فيختلطون ببعض الصيادين وعائلات الغجر لتنشأ قصة حب بين فتاة غجرية وشاب جامعى هو نجل أحد الوزراء، كما يحتوى العرض على بعض الاستعراضات الغنائية التى ستقدمها «رانيا يوسف» والتى سوف تهتم باختيار أزياء الشخصية والاكسسوارات الخاصة بها، هذا بخلاف جلسات العمل المكثفة مع مخرج العرض.

وتقود العرض الثالث النجمة «داليا البحيرى» من خلال مسرحية (سيدتى الجميلة جدًا) على خشبة المسرح القومى والتى تواصل تحضير البروفات الخاصة بها فى الفترة الحالية استعدادًا لعرضها نهاية العام الجارى.

وتجسد «داليا البحيرى» شخصية «ليزا» بائعة الزهور. المسرحية  مأخوذة عن النص الأجنبى (بيجماليون) للكاتب «جورج برنارد شو» ويدور العرض فى إطار موسيقى استعراضى. يقوم بإخراجه «محسن رزق الله» ويُشارك فى بطولته «أحمد وفيق» و«فريد النقراشى» والاستعراضات من تصميم «مصطفى حجاج».

من ناحية أخرى، بدأت «درة» حضور البروفات الخاصة بمسرحيتها الجديدة (حتى لا يطير الدكان) والتى تُشارك البطولة فيها مع النجم «أكرم حسنى» و«بيومى فؤاد» و«محمد أنور» و«إسماعيل فرغلى» وهى من تأليف وإنتاج «أمير طعيمة» ومن إخراج «أوتاكا».

ومن المقرر أن تعرض المسرحية ضمن موسم الرياض بالسعودية نهاية الشهر المقبل وتدور أحداثها فى إطار كوميدى حول عاشقين، هما «درة وأكرم حسنى» الذى يمتلك دكان والده وبسبب بعض الديون يحاول وحبيبته إيجاد حلول حتى لا يتم الحجز على هذا الدكان. سيضم العرض ثلاثة استعراضات. وجدير بالذكر أن «درة» قدمت من قبل ما يقرب من 6 عروض مسرحية تونسية.

ورغم انتهاء الكاتب والشاعر «أيمن بهجت قمر» من المعالجة الدرامية لمسرحية (سيدتى الجميلة) التى كان من المقرر أن تكون من بطولة «روبى» و«حسن الرداد» ليشاركا بها فى موسم الرياض الشهر المقبل إلا أن «روبى» لم تلتزم بمواعيد البروفات التى تم تحديدها لأكثر من مرة ودائمًا ما تعتذر لانشغالها بتصوير مسلسلها الرمضانى المقبل.

وكشفت الكواليس أن الشركة المنتجة من المقرر أن تعقد جلسة الأسبوع المقبل لتحديد موعد البروفات وحل هذا الأمر فى أسرع وقت ممكن.

وبالعودة لذوى الخبرة لمعرفة آرائهم حول عودة النجمات إلى خشبة المسرح تحدثت إلينا النجمة الكبيرة وسيدة المسرح العربى «سميحة أيوب»  قائلة: «أنا سعيدة بتلك العروض المسرحية وذاك الحراك الجديد الذى يشهده المسرح سواء الخاص أو مسرح الدولة، فإن وقوف النجم على خشبة المسرح له مذاق خاص ويكسر حاجز الخوف بنسبة 100 %.. وإقبال النجمات على تقديم عروض مسرحية يعد تغيرًا كبيرًا وبصمة فى مشوارهن الفنى سوف يكتبها التاريخ، إن كن على قدر من المسئولية تجاه تلك الخطوة الجادة والخطيرة فى نفس الوقت.. عامة لقد توقعت نجاح مسرحية «دنيا سمير غانم» كونها فنانة تمتلك دقة الملاحظة ولديها خفة ظل كبيرة سوف تساعدها على المسرح، كما أن خبرة والدها الفنان الكبير الراحل «سمير غانم» سوف تفيدها كثيرًا فى تلك التجربة».

واتفق مع هذا الرأى الناقد المسرحى «باسم صادق» الذى يرى أن مسرحية (أنستونا) كان من المتوقع لها أن تحقق نجاحًا كبيرًا، كون أن بطلتها فنانة شاملة بمعنى الكلمة ولديها مقومات كثيرة فى الغناء والرقص والتمثيل تفوق القدرات. هذا بخلاف انتقاء فريق العمل بعناية وحرص شديد من أجل خروج العرض بشكل متكامل لا ينقصه شىء هذا بخلاف أن المسرح بوجه عام متعطش للغاية لأى عرض استعراضى وهذا ما كنت آمل أن يحدث منذ فترة طويلة.

وعن تخوفه من فكرة خوض الفنانات اللائى تم ذكرهن فى تلك العروض ووقوفهن على خشبة المسرح لأول مرة قال: «لا يمكن أن نحكم على التجربة، فمثلا «دنيا عبدالعزيز» قدمت أداءً رائعًا فى مسرحية (زقاق المدق) و«لوسى» فى مسرحية (الحفيد) أشعرت الجمهور والنقاد أنها ولدت على خشبة المسرح بسبب أدائها الاحترافى».