الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خلال حفل افتتاح مصنع كفر الشيخ الرئيس السيسى يدعو القطاع الخاص للاستثمار فى مشروعات «الرمال السوداء»

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى الأربعاء حفل افتتاح مجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء بمدينة البرلس فى محافظة كفر الشيخ.



حيث يعد مصنع الرمال السوداء بكفر الشيخ، هو الأحدث من نوعه على مستوى العالم باستخدام تكنولوجيا التعدين المتطورة، ويعتبر إضافة جديدة لسلسلة المشروعات القومية الكبرى التى تهدف إلى تعظيم الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية، وتحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة من الرمال السوداء، التى تستخدم فى العديد من الصناعات الدقيقة مما يفتح الآفاق لاستثمارات جديدة تدعم الاقتصاد الوطنى وعملية التنمية الشاملة.

رمال من ذهب 

وخلال الافتتاح عُرض فيلم تسجيلى بعنوان «رمال من ذهب»، حيث استعرض الفيلم التوجيهات التى أعطاها الرئيس السيسى لتنفيذ بنود استراتيجية مصر المستدامة 2030 يتقدمها الاستغلال الأمثل لثروات مصر الطبيعية وفى القلب منها الرمال السوداء.

وأوضح الفيلم التسجيلى أن الرمال السوداء تشكل ثروة طبيعية تتجلى بالكثبان الرملية على الشريط الساحلى الممتد بطول 400 كيلومتر بين مدينتى رفح فى سيناء وأبى قير بالإسكندرية، وكذا مواقع أخرى للرمال السوداء فى جنوب منطقة برنيس وبحيرة ناصر.

الكراكة تحيا مصر

 تعد المعادن المستخلصة من الرمال السوداء ركيزة أساسية لمجالات صناعية عديدة ومن بينها صناعة السيراميك، والخزف والدهانات، وهياكل الطائرات والسيارات، علاوة على الصناعات الإلكترونية والتكنولوجية المتنوعة.

ويعد المجمع الصناعى فى منطقة البرلس الذى يقع على مساحة 80 فدانًا يضم 6 مصانع لفصل المعادن من ركاز الرمال السوداء، حيث بدأت المرحلة الأولى للتعدين من كثبان البرلس الممتدة على الشريط الساحلى بطول 16 كيلومترًا بإجمالى 3500 فدان، وذلك باستخدام الكراكة «تحيا مصر» هولندية الصنع، وهى أول كراكة تعمل بالطاقة الكهربائية وصديقة للبيئة وتقوم بدفع المياه فى اتجاه الكثبان الرملية فتنساب إلى قاع البحيرة الصناعية، بالإضافة إلى أعمال تكريك بعمق يصل إلى 18 مترًا لتسحب الماء المختلط بالرمال إلى المضخة الرئيسية بالكراكة ليعاد ضخها مجددًا إلى مصنع التركيز العائم داخل البحيرة مرورًا بخطوط الأنابيب، منوهًا إلى سعى مصر لتوطين المزيد من الصناعات وفق أحدث التقنيات.

أرقام وحقائق حول المشروع

أسهم المشروع فى توفير أكثر من 5 آلاف فرصة عمل، ومن أهم المعادن المستخلصة من الرمال السوداء تتمثل فى الإلمنيت، والزيركون، والجارنت، والروتايل، والمونازيت، والماجنتايت.

ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع «الإلمنيت» نحو 298 ألف طن فى العام، ولمصنع «الزيركون» نحو 25 ألف طن فى العام ولمصنع «الجارنت» نحو 12 ألف طن فى العام، ولمصنع «الروتايل» نحو 11 ألف طن فى العام ولمصنع «المونازيت» نحو 145 طنًا فى العام.

ويبلغ صافى الموارد القابلة للتنجيم فى المشروع 238.5 مليون طن، حسبما أوضحت الشركة المصرية للرمال السوداء بمتوسط تركيز للمعادن الثقيلة يبلغ 3.39% تكفى للتشغيل لمدة حوالى 16 سنة بمعدل استغلال يبلغ 15 مليون طن/ سنة، وسيمثل إنتاج الشركة المتوقع حوالى 3-5% من الإنتاج العالمى.

تم تأسيس الشركة المصرية للرمال السوداء كشركة مساهمة مصرية وبمساهمة كل من جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وهيئة المواد النووية، وبنك الاستثمار القومى، ومحافظة كفر الشيخ، والشركة المصرية للثروة التعدينية.

رسائل الرئيس 

وفى مداخلة خلال افتتاحه مشروع مجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء بكفر الشيخ، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى القطاع الخاص والشركات المحلية إلى المساهمة والاستثمار فى المشروعات المتعلقة بتعظيم القيمة المضافة من الرمال السوداء فى ضوء حجم الاحتياطى الكبير، وكذلك حجم الطلب العالمى المتزايد على هذه المنتجات التى تدخل فى العديد من الصناعات.

ووجه الرئيس السيسى الجهات المعنية بإتاحة كافة البيانات للجميع حتى يتمكنوا من الدخول والاستثمار فى هذا المجال الواعد، مشيرًا إلى أن شركات القطاع الخاص التى عملت فى تنفيذ هذا المشروع كانت محلية واكتسبت خبرة هذا المسار، لافتًا إلى أنه تم توفير ما نسبته 60% من مستلزمات المشروع من خلال منتجات مصرية والباقى تم استيراده من الخارج وبالتالى يمكن لهذه الشركات الاستفادة من الخبرة المكتسبة فى تنفيذ المزيد من التوسعات فى هذا المجال.

ولفت إلى أن الدولة انتظرت المشروع طويلًا وتابعت تنفيذ خطوات على مدى أكثر من ثلاث سنوات حتى وصلت فيها المعدات وتم استخدامها لتنفيذ المشروع، كما حرص الرئيس السيسى على الاطمئنان على جميع الإجراءات الاحترازية المتخذة لضمان سلامة العاملين فى هذا المشروع بحيث لا يكون هناك أى تأثير سلبى على صحة العاملين فى المشروع من خلال الاحتياطيات المتخذة فى هذا الشأن.

جولة تفقدية 

وقام الرئيس السيسى بجولة تفقدية بمجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء بمدينة البرلس.. واستمع الرئيس إلى شرح من المهندس حسن الشامى بشركة حسن علام للإنشاءات (الشركة المنفذة للمشروع)، حيث أوضح الشامى أن مصنع التركيز تم إنشاؤه على مساحة إجمالية 62 فدانًا ويتكون من 4 أجزاء رئيسية بداية من البحيرة الصناعية بإجمالى مسطح 83 ألف متر بعمق 5 أمتار، وكراكة تحيا مصر (كراكة كهربائية هولندية الصنع بمعدل تكريك 2500 طن/ساعة) فضلًا عن المصنع العائم بإجمالى مسطح 2800 متر، والخاص باستخلاص الركائز بمعدل 158 طنًا /ساعة ومنطقة تجميع الرمال الصفراء والشوائب التى تستخدم فى أعمال التسويات والردم خلف الموقع.

وأشار المهندس حسن الشامى -خلال شرحه للرئيس السيسي- إلى أن طريقة تنفيذ المصنع العائم كانت تمثل تحديًا كبيرًا كونه أول مرة يتم تنفيذه فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قائلًا: «توصلنا إلى طريقة مبتكرة تمكننا من العمل على التوازى فى تجهيز البحيرة الصناعية لاستقبال «كراكة تحيا مصر»، وفى نفس الوقت نجمع وننشئ المصنع العائم وذلك عن طريق عمل حوض جاف باستخدام الستائر اللوحية المزدوجة بعمق 20 مترًا».

وعقب ذلك استمع الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى شرح مفصل من المهندس رضا حماد المدير التنفيذى للشركة المصرية للرمال السوداء، عن مجمع مصانع الفصل والذى أقٌيم على مساحة 80 فدانًا ويحتوى على مجموعة من المنشآت والمناطق الصناعية.

كما تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسى مبنى المعامل والبحوث بمجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء، واستمع إلى شرح من الكيميائى سمير عبد الستار بدوى حول معمل فصل المعادن.

وقال الكيميائى سمير عبد الستار بدوى إن المعمل يتضمن إجراء الاختبارات الكيميائية اللازمة لتحديد نسبة المعادن الثقيلة وبمساعدة فريق التخطيط لتحديد الأماكن الغنية بالرمال السوداء، بالإضافة إلى متابعة العمليات الإنتاجية بمجمع مصانع الفصل والتركيز وذلك لضمان مطابقة المنتجات للمواصفات القياسية العالمية.

كما استمع الرئيس السيسى إلى مسئول معمل تحليل العناصر بالأشعة السينية الذى قال «إن الغرض من المعمل قياس تركيز العناصر الموجودة فى الخامات المعدنية المختلفة ومراقبة جودة الإنتاج».

واستمع الرئيس إلى مسئول معمل البحوث والتطوير، الذى قال «إن المعمل ينقسم إلى جزأين؛ الأول لتحضير العينات طبقًا للمواصفات المطلوبة لكل معمل وفيه يتم تجفيف العينة باستخدام الفرن الكهربائى، بعد ذلك تقسيم العينة إلى عينات أصغر تحمل نفس خواص العينة الأصلية باستخدام المقسمات تتبعها عملية الغربلة لإزالة الأحجام غير المرغوب فيها باستخدام المنخل الهزاز ثم إرسال العينات إلى المعامل المختلفة للبدء فى إجراء الاختبارات اللازمة».

وفى ختام الجولة التفقدية، استمع الرئيس السيسى لشرح المهندس إسلام سيالة المسئول عن وحدة التعبئة والتخزين، والهدف منها تعبئة 4 منتجات نهائية بعد إجراء عمليات الفصل والتركيز عليها فى مصانع الفصل المختلفة.. وأوضح أن الوحدة تحتوى على 4 وحدات للتعبئة (تعبئة منتج الجارنيت وتقوم بتعبئة بطاقة إنتاجية 67 طنًا / يوم)، (وحدة تعبئة منتج الزيركون وتقوم بتعبئة المنتج بطاقة إنتاجية 104 أطنان/ يوم)، و(وحدة تعبئة منتج اللفوكسين بطاقة إنتاجية 16 طنًا/ يوم)، و(وحدة تعبئة الروتيل بطاقة إنتاجية 33 طنًا/ يوم).