الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

العالم ينتفض الشعوب ترفع شعار الحد من استخدام الوقود والاتجاه للمشروعات الخضراء

لم يتبق سوى عدة أيام على بدء فاعليات قمة الأمم المتحدة للمناخ (COP27) التى تستضيفها مدينة السلام شرم الشيخ فى الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر المقبل بحضور قادة العالم ومسؤولين وممثلين عن الحكومات لبحث أزمات التغير المناخى ووضع خريطة عمل للحد من هذه التغيرات بعد أعوام من معاناة البشرية كلها من تأثيرات التغير المناخى.



ومنذ عدة أشهرت بدأت التظاهرات الحقوقية تجوب دول العالم للضغط على القادة والمسؤولين لوضع خطط للحد من استخدام الوقود والتوجه إلى المشروعات الخضراء لإنقاذ البيئة والبشرية خاصة بعد ما شهده العالم العام الجارى من ظواهر تغير مناخى طاحنة، من حرائق الغابات وفيضانات، وجفاف الأنهار.. وغيرها.. عسى أن يصل صوت هؤلاء المتظاهرين المطالبين بأحقيتهم فى الحياة وإلى إنقاذ كوكبنا من دماره.

العالم ينتفض

على مدار الأشهر الماضية نظم نشطاء مناصرون للبيئة عددًا من التظاهرات الاحتجاجية فى بعض الدول حول العالم، منددين بالقرارات الحكومية لاستمرار استخدام النفط والغاز وايضًا الطاقة النووية للخروج من أزمة الطاقة العالمية، وكذلك تأجيل المشروعات الخضراء والطاقة النظيفة فى ظل استمرار الأزمات الاقتصادية بسبب الأزمة الروسية – الأوكرانية.

وشهد نحو 450 موقعًا حول العالم إضرابات ومظاهرات ضد تغير المناخ، نظمها آلاف من النشطاء الأعضاء فى حركة «أيام الجمعة من أجل المستقبل» (فرايدايز فور فيوتشر)، مطالبين بدفع تعويضات عن الأضرار الناجمة عن الاحتباس الحرارى.

وكانت العاصمة الألمانية برلين موقعًا لأكبر مظاهرة احتجاجية لنشطاء حركة «أيام الجمعة من أجل المستقبل»، وبلغ عدد المشاركين 20 ألف شخص، حسبما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية (The Guardian) فى 23 سبتمبر الماضى.

ونفذ عشرات الآلاف من شباب الحركة «إضرابًا عالميًا للمناخ» منسقًا عبر آسيا وإفريقيا وأوروبا، فى دعوة إلى تقديم تعويضات للأطراف الأكثر تضررًا من آثار تغير المناخ، وفق المعلومات التى رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وانسحب نشطاء الحركة من المدارس والجامعات والوظائف فى نيوزيلندا واليابان إلى ألمانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، لمطالبة الدول الغنية بدفع تعويضات الضرر الذى يُلحقه الاحتباس الحرارى بالفقراء.

وفى العاصمة البريطانية لندن احتل نشطاء المناخ التابعون لجماعة جست ستوب أويل «Just Stop Oil» نحو 4 كبارى، وذلك عقب مسيرات احتجاجية ضد أنشطة النفط، انطلقت من 25 نقطة حول مركز المدينة.

وجلس المحتجّون فوق جسور واترلو، ويستمينستر، لامبث، إضافة إلى فاكسال، مرددين هتافات «أوقفوا أنشطة النفط»،  حسبما ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية.

كما أغلق المئات من أعضاء جماعة «جست ستوب أويل»، حركة المرور عند كوبرى ويستمينستر، وأمام البرلمان البريطانى.

فى الوقت نفسه، نظم نشطاء مناصرون للبيئة، فى 23 سبتمبر الماضى، احتجاجات من نيوزيلندا واليابان إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، لمطالبة الدول الغنية بدفع ثمن الضرر الذى يلحقه الاحتباس الحرارى بالفقراء.

أزمة الأقليات

وشهدت قمم المناخ الست والعشرين السابقة مشاركة واسعة من مختلف الجماعات الحقوقية دعما للعديد من قضايا حقوق الإنسان ولا يقتصر الأمر فقط على قضايا التغير المناخى.

وتتنوع هذه المشاركة ما بين حلقات نقاشية وندوات ومظاهرات حاشدة فى شوارع المدينة المستضيفة للقمة، ويستغل الحقوقيون وجود قادة العالم خلال فعاليات القمة كى يوصلوا أصواتهم أملا فى إحداث تغيير إيجابى على صعيد الحقوق والحريات.

وتعمل منظمات المجتمع المدنى والحقوقيون، على تنظيم تظاهرات أمام قادة العالم للمطالبة بالحق فى الحياة وكوكب أكثر أمانًا ووفق المنظمات الدولية العالمية، فإن التغيرات المناخية من الحرائق التى تلتهم الغابات إلى المدن التى تشهد حرا شديدا، وصولا إلى جفاف الأراضى الزراعية والسواحل التى تجتاحها العواصف، تتسبب أزمة المناخ فى خسائر متزايدة فى الأرواح وسبل العيش فى جميع أنحاء العالم. ما لم تتصرف الحكومات بجرأة، وبسرعة، للحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة، قد يزداد الوضع سوءا بشكل يفوق الوصف.

وفى السنوات المقبلة، يهدد ارتفاع مستوى سطح البحر والنقص الهائل فى الغذاء بدفع مئات ملايين الناس خارج منازلهم. ويؤدى تغير المناخ إلى تفاقم أوجه عدم المساواة بين البشر، وينعكس تأثير عدم الحد من انبعاثات غازات الدفيئة خصوصا على المجتمعات التى تواجه بالفعل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما فى ذلك الشعوب الأصلية وكبار السن والأشخاص ذوى الإعاقة، والنساء والأطفال والفقراء. قد تتعرض قدرة الدول على حماية حقوق السكان الأكثر عرضة للخطر إلى ضغط شديد، وفى كثير من الأماكن، يمكن أن تنهار.

لذلك تقام هذه التظاهرات للمطالبة بالأحقية فى الحياة والمساواة، وحقوق الإنسان بالعيش فى بيئة آمنة، لذلك تتجه المنظمات الحقوقية المهتمة بالأقليات بشكل خاص، سواء كبار السن، ذوى الإعاقة، أصحاب التحولات الجنسية، او مجتمعات الميم للانضمام إلى هذه التظاهرات التى ترى أن التغير المناخى ينعكس تأثيره على هذه الفئات بصورة كبيرة وله تأثير قوى فى نزوح المجتمعات وتغير البيئة المحيطة مما يشكل خطرًا على الأقليات بصورة أكبر.

ويندرج التصدى لتغير المناخ ضمن التزامات الحكومات بحقوق الإنسان، بما فيه عبر خفض انبعاثات غازات الدفيئة بسرعة ومساعدة الناس على التكيف مع آثار أزمة المناخ. فى مؤتمر المناخ لهذا العام كوب 27، على الحكومات اعتماد توصية محددة للتخلص التدريجى السريع من جميع استخدامات وإنتاج الوقود الأحفورى.

هناك إجماع متزايد، بما فيه من «الوكالة الدولية للطاقة» و«الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ»، على أن تلبية الحكومات لأهداف المناخ العالمية مشروط بعدم استغلال النفط أو الغاز أو الفحم. ينبغى للحكومات فى كوب27 أن تلتزم بإنهاء الترخيص لجميع مشاريع الوقود الأحفورى الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، عليها إنهاء جميع أشكال الدعم، بما فيه الإعانات والتمويل الدولى، لاستغلال النفط والغاز والفحم بغية خفض الانبعاثات بسرعة والحد من آثار تغير المناخ على حقوق الإنسان.

رغم الجهود اللازمة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة والتكيّف مع آثار تغير المناخ، ستؤدى أزمة المناخ إلى عواقب مادية واقتصادية ومتعلقة بالنزوح لا يمكن إصلاحها، أو خسائر وأضرار أخرى. البلدان الأكثر عرضة لتأثير تغير المناخ، بما فى ذلك الدول الجزرية الصغيرة النامية، تضغط على الحكومات فى كوب27 لإنشاء آلية تمويل للتعامل مع الخسائر والأضرار الطارئة.

الحق فى التعبير

وفى مقابلة لوكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، مايو الماضى، أوضح وزير الخارجية سامح شكرى، أنه سيتم السماح بتنظيم احتجاجات سلمية خلال مدة إقامة قمة المناخ كوب 27 بمدينة شرم الشيخ، مؤكدًا على أحقية النشطاء الحقوقيين والمهتمين بالبيئة «للمشاركة والتظاهر والتعبير عن آرائهم».

وغالبًا ما تملأ الاحتجاجات شوارع المدن التى تقام فيها مؤتمرات الأمم المتحدة العالمية للمناخ وتستمر لأيام عدة. وأوضح شكرى، الذى سيترأس قمة المناخ، أنه سيتم تخصيص منطقة قريبة من مركز المؤتمرات، الذى يشهد فعاليات القمة، يمكن فيها للنشطاء أن ينظموا ما يشاءون من تظاهرات للتعبير عن رأيهم فى مختلف القضايا بكل أريحية ويسر ودون أى معوقات.

وأوضح شكرى إنه دعا خلال اجتماعات فى الدنمارك حول تعهدات المناخ، فى وقت سابق، المحتجين الذين كانوا خارج قاعة الاجتماع إلى التحدث معه.

ووصف الاجتماع بأنه مثمر، مؤكدًا أن أهداف مصر المناخية «تتماشى مع أهداف العديد من المحتجين»، وأضاف شكرى، «ندرك تأثير المحتجين وتصميمهم والتزامهم بإبقائنا جميعًا صادقين كممثلين حكوميين وأطراف، بحيث لا ينبغى لنا أن نكون منحرفين، ونرتقى إلى مستوى المناسبة، ونتعامل مع هذه القضية المهمة للغاية».

وأوضح شكرى، الذى يحضر حاليًا اجتماعات المنتدى الاقتصادى العالمى فى مدينة دافوس السويسرية، أنه «يجب الآن تنفيذ الالتزامات والتعهدات فى جميع قطاعات جدول أعمال تغير المناخ، سواء كان ذلك فى التكيف أو التخفيف أو التمويل أو الخسائر والأضرار».