فى مهرجان الموسيقى العربية 31: الأصالة فى مواجهة القبح
هبة محمد على
أيامٌ قليلة تفصلنا عن بدء الدورة الـ 31 من مهرجان الموسيقى العربية، الذى يعد بمثابة عيد سنوى يجتمع فيه كل محبى الفن الأصيل، فى محاولة منهم لمواجهة طوفان من القبح المستشرى فى كل مكان؛ حيث يلتقى من خلاله كل عشاق الطرب بكوكبة مختارة من فنانى مصر والعالم العربى، كما يجتمع الباحثون وطلاب الأكاديميات المتخصصة لحضور المؤتمر العلمى المصاحب له، وعلى مدار 15 يومًا متتالية فى الفترة من 20 أكتوبر حتى 3 نوفمبر، تضاء 6 مسارح بثلاث محافظات.
فى القاهرة على مسرح النافورة والمسرح الصغير، ومسرح الجمهورية، ومسرح معهد الموسيقى العربية، كما تقام حفلات داخل مسرح سيد درويش بأوبرا الإسكندرية، وأوبرا دمنهور بمحافظة الشبحيرة.. وفى السطور التالية نتعرف على أبرز ملامح تلك الدورة وما بها من مفاجآت.
حفلات فردية وأحكام قضائية
ستشهد هذه الدورة زخمًا كبيرًا وحضورًا ضخمًا لعدد كبير من كبار النجوم؛ حيث تضم 39 حفلًا غنائيًا بمشاركة 99 فنانًا من 9 دول عربية، هى: المغرب، الأردن، لبنان، سوريا، العراق، البحرين، السعودية وتونس، إضافة إلى مصر.
وإلى جانب نجوم الأوبرا الذين يعرفهم جيدًا الجمهور المداوم على حضور فعالياتها مثل (وليد حيدر، ومصطفى النجدى، ورحاب عمر) يُعد الكينج «محمد منير» الذى سيحيى الليلة الرابعة عشرة هو أحد أهم الفنانين المشاركين فى المهرجان، بالإضافة إلى الموسيقار «عمر خيرت» والفنانة «أصالة» التى تحيى حفل الختام، والملاحَظ أن تلك الأسماء الثلاثة وحدها هى من ستغنى منفردة فى ليلتها بخلاف ما هو متعارف عليه، بعكس بقية النجوم: «هانى شاكر، صابر الرباعى، عاصى الحلانى، مدحت صالح، محمد الحلو، على الحجار، عفاف راضى، كارول سماحة، ملحم زين، رامى عياش، جنات»، بالإضافة إلى مشاركة «راغب علامة وديانا حداد» فى إطلالتهما الأولى بالمهرجان؛ حيث يشاركان به لأول مرّة.
وكانت أزمة قد طرأت تسببت فى عدم مشاركة الفنان الشاب «محمد الشرنوبى»، الذى كان مقررًا له أن يشارك فى إحياء الليلة التاسعة من ليالى المهرجان؛ حيث طفت على السطح مرة أخرى خلافاته مع المنتجة وخطيبته السابقة «سارة الطباخ»، مما ترتب عليه إلغاء تعاقد الأوبرا معه بناء على الحكم الصادر لصالح المنتجة «سارة الطباخ» الذى يؤكد على أن شركتها هى الوكيل الحصرى لأعماله طبقًا للعقد المبرم بينهما، وبالتالى أى تعاقد له منفردًا يعتبر باطلاً، ورغم تقديم «الشرنوبى» مستندات تؤكد سلامة موقفه القانونى، وصدور أحكام قضائية نصت على فسخ عقد الوكالة؛ فإن الأوبرا قد آثرت السلامة وقررت التراجع عن مشاركة الفنان فى المهرجان؛ لا سيما أنه قد واجَه شبح إلغاء حفله فى الدورة الـ28 التى أقيمت عام 2019 بسبب شكواها ضده، مما اضطره إلى إحياء الحفل بعد التنازل عن أجره، وكما يقولون: (مصائب قوم عند قوم فوائد)؛ حيث تسببت هذه الأزمة فى أن تغنى الفنانة «ريهام عبدالحكيم» فى ليلتين من ليالى المهرجان، إحداهما فى الليلة الثانية حيث موعد حفلها الأصلى، والمرة الثانية فى الليلة التاسعة كبديلة لـ«الشرنوبى».
رموز الفن والطرب على قائمة التكريم
تكريمات رموز الفن والطرب الذين أثروا الحياة الفنية بإبداعهم جزءٌ لا يتجزأ من دور المهرجان، وفى هذا العام تقرر تكريم 17 شخصية على رأسهم اسم الموسيقار الراحل «على إسماعيل»؛ وذلك احتفاءً بمرور مائة عام على ميلاده، بالإضافة إلى اسم الناقد والمؤرخ الموسيقى الراحل الدكتور «زين نصار» أستاذ النقد الموسيقى بالمعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون وعضو اللجنة العلمية بالمهرجان، الذى وافته المنية قبل نحو شهرين أثناء التحضير للدورة الـ31، كما تقرر تكريم الإعلامية والفنانة والمنتجة «إسعاد يونس» والفنانة «صفاء أبوالسعود» والفنان «راغب علامة» والموسيقار «مودى الإمام» والموسيقار «حسين فوزى» والموسيقار الدكتور «ماجد عسكر» والموسيقار الكويتى «يعقوب الخبيزى» والفنان البحرينى «أحمد الجميرى»، ومن الشعراء تقرر تكريم «شوقى حجاب، وهانى عبدالكريم»، بالإضافة إلى تكريم عازف الناى «عاطف إمام» والباحث الدكتور «صالح رضا» والباحث الأردنى الدكتور «نبيل الدراس» والدكتورة «رشا طموم» الأستاذ بقسم النظريات والتأليف الموسيقى بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان ورئيس اللجنة العلمية بالمهرجان، بالإضافة إلى فنان الخط العربى «محمد يوسف عبداللطيف المغربى».
المؤتمر العلمى والمسرح الغنائى
وكما أن المهرجان فرصة كبيرة لمحبى الطرب والغناء؛ فهو فرصة أيضًا للباحثين الموسيقيين ليقدموا رؤيتهم المختلفة عن التطورات التى حدثت فى عالم الموسيقى والغناء، لذا وجهت الأوبرا الدعوة لأساتذة وطلاب الأكاديميات المتخصّصة لحضور فعاليات المؤتمر المصاحب للفعاليات الفنية بالمهرجان، الذى يناقش هذا العام موضوع (المسرح الغنائى.. علامات فارقة فى مسيرة الموسيقى العربية) من خلال عدة مَحاور، ويشارك فى هذا المؤتمر 39 باحثًا من 15 دولة عربية، ولا تقتصر المشاركات هنا على الدول العربية فقط؛ حيث يشارك فى المؤتمر باحث ألمانى.
المؤتمر ليس هو الفعالية الموازية الوحيدة للمهرجان؛ حيث يصاحبه أيضًا معرض لفنون الخط العربى بـ(قاعة صلاح طاهر) للفنون التشكيلية ويضم إبداعات الفنان المكرّم «محمد يوسف عبداللطيف».
اكتشاف المواهب وذوى القدرات الخاصة
من الجميل أن يشارك المهرجان فى اكتشاف الأصوات الواعدة، والقادرة على تقديم القوالب الموسيقية، والطربية فى مسابقة تحمل اسم الدكتورة «رتيبة الحفنى»، فلا يخفى على أحد الدور الكبير الذى لعبته الدكتورة الراحلة «رتيبة الحفنى» فى إثراء الفن المصرى بأعمال خالدة، وسوف تشهد هذه الدورة 3 مسابقات رسمية، الأولى بعنوان «مسابقة التميز للهواة فى العزف المنفرد على جميع الآلات الموسيقية لجميع الأعمار»، والمسابقة الثانية تحت عنوان «مسابقة رتيبة الحفنى فى الغناء العربى للشباب ذوى القدرات الخاصة».
أمّا المسابقة الثالثة فتحمل عنوان «مسابقة الغناء العربى للأطفال من سن 6 سنوات حتى الـ14 عامًا».
