كورة شراب

لأول مرة منذ أن وعيت على كرة القدم وتملك منى حبها أرى النادى الأهلى يمر بتلك الظروف الصعبة والانقسامات الدائرة بين منتفعين مستفيدين وآخرين لم يحصلوا على المنفعة والاستفادة فقرروا محاربة القلعة الحمراء دون مبررات واضحة، من سمح وفتح المجال لأن تصل الأمور إلى ذلك، متى آخر مرة رأينا النادى الأهلى مستباحا للجميع بهذه الطريقة، الكابتن الخطيب يحتاج إلى وقفة مع نفسه لإيقاف تلك المهازل قبل فوات الأوان.

الأهلى منذ إنشائه وهو يمر بأزمات وخلافات داخلية بين أعضاء مجلس إدارته منها ما لم نعرف تفاصيله حتى الآن رغم تعاقب المجالس ورحيل معظمهم عن دنيانا، هذا هو المبدأ المتبع منذ إنشائه، كانت تصلنا معلومات أن هناك خلافات لكن من الصعب الحصول على تفاصيلها، الآن للأسف الخلافات أصبحت خارج غرفة الاجتماعات بل خارج أسوار النادى أيضًا ويتم الحديث عنها فى جلسات عشاء وحفلات وكل شخص له «الشلة» التى تدافع عنه لمصالحها الشخصية والجميع جنب مصلحة النادى، لذلك سنرى إخفاقات أخرى الفترة المقبلة.

الحرب الآن أصبحت بين أحزاب مؤيدة للخطيب وسياسته وأحزاب أخرى معارضة للخطيب وسياسته والسبب فى الاثنين المصلحة الشخصية، هناك بعض المنتفعين من وجود الخطيب لذلك يدافعون بشدة حتى فى الأخطاء، وهناك من تم تجاهلهم لذلك يحاربون الخطيب فى كل قرار حتى القرارات الصحيحة بسبب عدم حصولهم على قطعة من التورتة، بالمناسبة الحزب المعارض معظمه موجه ويحصل على تعليمات ومعلومات مسربة من أعداء الخطيب الذين همش دورهم مؤخرًا.

تفكير ياسين منصور فى خوض انتخابات الأهلى وتسريب معلومة فى هذا الشأن دليل واضح على ما ذكرته فى مقال سابق عن وجود خلافات بين الخطيب ومنصور سببها محاولة بيبو تهميش دور رجال منصور فى شركة الكرة التى قدمت استقالتها، لكن هل يخوض منصور الانتخابات حال ترشح الخطيب لدورة جديدة؟ هذا ما ستسفر عنه الفترة المقبلة، لكن إذا استمر الحال بهذه الوتيرة أعتقد أن الخطيب سيكتفى بالدورتين الحالية والسابقة.

البعض يهاجم النادى بسبب ملابس الفريق الجديدة والبعض الآخر يهاجم بسبب الصفقات، ولم يبحث أحد منهم عن الأسباب الحقيقة لحصول النادى على تصميم شائع من ضمن تصميمات شركة الملابس رغم أن الأهلى يستحق أن يكون له تصميمه الخاص، والبعض الآخر لم يتعمق فى أسباب قلة الصفقات أو خروج بعض اللاعبين للإعارة رغم قيدهم فى القائمة الإفريقية للفريق، الجميع يفكر بشكل سطحى دون البحث عن الأسباب الحقيقة التى بدورها ستجعلك تجد حلولا جذرية لتلك الأزمات.

أخيرًا أزمات النادى الأهلى المستمرة يدفع ثمنها الجمهور فقط، الجمهور الحقيقى الذى يسخر كل طاقته وجهده لدعم الكيان، إذا نظر أصحاب المصالح للجمهور بنظرة سوية وجنبوا مصالحهم الشخصية وقدموا كل الدعم مثل الجمهور، سيتخطى النادى جميع أزماته، هذا لا يعنى أننا نمتنع عن النقد، لكن يجب أن يكون نقدا بناء له معطيات واضحة حتى يصب فى مصلحة القلعة الحمراء.