الثلاثاء 13 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

توظيف الذكاء الاصطناعى للتقليل منها.. صحوة عالمية للحد من الولادة القيصرية

يُعَد تشجيع النساء على الولادة القيصرية دون حاجة طبية أمرًا شائعًا فى كثير من دول العالم ومن بينها مصر. وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الولادة القيصرية باتت الأكثر انتشارًا حول العالم وأن الولادة الطبيعية باتت هى الاستثناء، الأمْرُ الذى يهدد حياة ملايين النساء والأطفال إذا ما تم إجراء هذه الجراحة دون حاجة طبية إليها.



وهناك دراسة جديدة تبحث فى فوائد استخدام الذكاء الاصطناعى داخل غرفة الولادة. إليكم لمحة عن البحث الذى نُشر فى المجلة الطبية «Plos One» فى الآونة الأخيرة، الذى قد يساعد بتحديد نوع الولادة الأكثر أمانًا لكل من الأم ومولودها.

ونجح باحثون من مركز «مايو كلينيك» الطبى الأمريكى، فى تطوير خوارزمية ذكاء اصطناعى تحلل أنماط التغيرات عند المرأة الحامل، وتحدد إمكانية نجاح الولادة الطبيعية وأثرها على الأم ووليدها.

وقال الدكتور أبيمبولا فاميودى، المؤلف الرئيس للدراسة المنشورة فى مجلة «بلوس ون» العلمية إن «هذه هى المرّة الأولى التى نوظف فيها الذكاء الاصطناعى لتقديم المشورة للجهاز الصحى المسئول عن رعاية المرأة الحامل».

وأضاف: «تساعدهم الخوارزمية على اتخاذ القرارات المهمة، ومع تطويرها يمكن أن تكون نتائجها مباشرة، ومع كل معلومة جديدة عن الحامل، تعيد حساب جميع الأخطار المحدقة بالولادة».

وتابع: «يساعد ذلك فى تقليل معدلات الولادة القيصرية، وما يرافق الحمل والولادة من مضاعفات خطيرة على الأم والطفل»؛ وفقًا لموقع يوريكا آليرت.

 تجاوز الحد

وحددت المنظمة نسبة 15 فى المئة كحد أقصى لعدد الولادات القيصرية فى أى بلد، لكن معظم دول العالم تجاوزت هذا الحد.

فبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، تضاعفت معدلات الولادة القيصرية حول العالم 3 مرات خلال 3 عقود.

وارتفعت معدلات الولادة القيصرية حول العالم من 7 فى المئة خلال عام 1990 إلى 21 فى المئة عام 2021، وهو ما يعنى أن واحدًا من كل خمسة أطفال حول العالم يولد عبر جراحة قيصرية.

وتحتل مصر المرتبة الرابعة عالميًا فى عدد الولادات القيصرية بحسب منظمة الصحة العالمية.

ووفقًا لأحدث مسح لمنظمة الصحة العالمية؛ فإن الدول الخمسة الأعلى من ناحية معدلات الولادة القيصرية هى: الدومنيكان بنسبة 58.1 فى المئة، والبرازيل بنسبة 55.7 فى المئة، وقبرص بنسبة 55.3 فى المئة، ومصر بنسبة 51.8 فى المئة، تليها تركيا بنسبة 50.8 فى المئة.

ويتفق هذا المسح تقريبًا مع النسب التى أعلنت عنها وزارة الصحة المصرية فى المسح الصحى الأخير خلال عام 2014.

وأشار مسح لوزارة الصحة إلى أن نسبة الولادة القيصرية فى مصر بلغت 50 فى المئة تقريبًا، وهو ما يعنى أن 5 من كل 10 سيدات مصريات يلدن عبر جراحة قيصرية.

خطر حقيقى

ودعت منظمة الصحة العالمية الطواقم الطبية والقابلات إلى الحد من إجراء تدخلات من شأنها تسريع الولادة، ما لم تكن هناك مَخاطر حقيقية من المضاعفات.

وأصدرت المنظمة دليلاً إرشاديًا جديدًا يُسقط إرشادات سابقة استمرت عقودًا، ويحتوى الدليل الجديد على 15 توصية بشأن معايير رعاية الحوامل.

واعتبرت أن المعيار الذى تعتمده المستشفيات لتسريع الولادة، بتمديد عُنُق الرَّحم أقل من 1 سم فى الساعة يمثل خطرًا، قائلة إن الإرشادات القديمة ربما تكون غير واقعية بالنسبة للنساء وغير دقيقة، وقد تؤدى إلى نتائج سلبية على العملية.

وقال مدير الصحة الإنجابية والبحوث فى منظمة الصحة العالمية، إيان إسكيو، إن كثيرًا من الأمهات يرغبن فى أن تكون الولادة الطبيعية خيارًا لوضع مواليدهن دون أى تدخُّل طبى.

وتابع: «حتى لو كان التدخل الطبى مطلوبًا أو ضروريًا؛ فإن إشراك المرأة الحامل أمر مهم فى اتخاذ القرارات بشأن الرعاية التى تتلقاها».

وتقول منظمة الصحة العالمية إن 140 مليون ولادة تحدث سنويًا، معظمها غير معقدة، لكن نسبة متزايدة من النساء يتعرضن لتدخلات طبية غير ضرورية وغير ملائمة باسم «تجنب المَخاطر».

وأضافت إن معدل عمليات الولادة القيصرية مرتفع للغاية.

ويحقق الأطباء أرباحًا اقتصادية من جراء تشجيع ملايين النساء حول العالم على الولادة القيصرية دون حاجة طبية مُلحة للخضوع لها.

فالولادة القيصرية أغلى ثمنًا كعملية، كما أنها توفر وقتًا للطبيب ليتمكن من إجراء المزيد من العمليات فى اليوم الواحد. كذلك تحقق ربحًا للمستشفى الذى تُجرَى فيها العملية، وهو ما يمكن ملاحظته من تباين معدلات الولادة القيصرية بين المستشفيات العامة والخاصة، فبحسب الجمعية المصرية لأطباء النساء تستغل المستشفيات الخاصة ارتفاع تكلفة الولادة القيصرية مقارنة بالولادة الطبيعية؛ حيث تصل معدلات الولادة القيصرية فيها إلى 80 فى المئة، فى حين لا تتجاوز نسبة 40 فى المئة فى المستشفيات الجامعية.

 مضاعفات غير مبرَّرَة

وقد تخلف الولادة القيصرية غير المبرّرة طبيًا مضاعفات تعانيها الأم والجنين على المدى الطويل، «بالنسبة للأم؛ هذه عملية كبيرة وبالتالى لا بُد من الخضوع لعملية تحت تأثير مخدر، وللتخدير مضاعفات، كما أن الأم لا تتحرك خلال فترة ما بَعد العملية وبالتالى يمكن أن تحدث لها جلطات، كما أنه من الممكن أن يدخل جزء من السائل الأمنيوسى على الأوعية الدموية ويسبب جلطة، ويمكن أيضًا أن تتعرض الأم لنزيف شديد أثناء الولادة وهو ما قد يعرضها للإصابة بمرض الأنيميا فيما بَعد. وعلى المدى الطويل، بالخضوع لعملية ولادة قيصرية نكون قد حكمنا على رحم الأم بالضعف نتيجة الجرح الذى يتم فتحه فى الرحم والأنسجة عمومًا خلال عملية الولادة القيصرية».

ويمكن أن تسبب الولادة القيصرية أحيانًا المشاكل التالية عند الأطفال مثل جرح فى الجلد، قد يحدث هذا بشكل عَرَضى أثناء فتح رحم الأم، لكن عادة ما يكون طفيفًا ويشفى دون أى مشاكل. وصعوبات التنفس، وهى غالبًا ما تؤثر على الأطفال المولودين قبل 39 أسبوعًا من الحَمل؛ عادة ما تتحسن بعد بضعة أيام وستتم مراقبة طفلك عن كثب فى المستشفى.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، من المتوقع أن تصل نسبة الولادة القيصرية حول العالم بحلول عام 2030 إلى الثلث، أى ما يعادل 29 فى المئة من بين كل الولادات حول العالم.

وهذه النسبة تعنى أنه فى عام 2030، ستجرى 38 مليون حالة ولادة قيصرية حول العالم، معظمها سيكون فى الدول الأفقر.

وسيكون لمنطقة شمال إفريقيا بما فيها مصر النصيب الأكبر من هذه النسبة، إذ يتوقع أن تبلغ نسبة الولادة القيصرية فى هذه المنطقة 48 فى المئة بحلول عام 2030، بَعد شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وغرب آسيا.