الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الفرق بين تعاون «مارشميلو» مع عمرو دياب.. ومع نانسى عجرم!

يبدو أن الفنان الأمريكى «كريستوفر كومستوك» الشهير عالمياً باسم «مارشميلو»، وقع فى حب وغرام الموسيقى العربية، وأصبح من المتيْمين بها.



ربما يعود ذلك الأمر إلى النجاح الجماهيرى الكبير الذى حققه مع الهضبة «عمرو دياب» فى أول تعاون له بالشرق الأوسط، فى مثل هذه الأيام وفى نفس الشهر «سبتمبر»، منذ أربعة أعوام، وبالتحديد فى عام 2018، عندما صدرت له أغنية (باين حبيت)، من كلمات «تامر حسين»، وألحان «عمرو مصطفى»، بالتوزيع والرؤية الموسيقية الكاملة لنجم الموسيقى الإلكترونية الشهير «مارشميلو».

أغنية (باين حبيت) على المستوى الجماهيرى حققت ما يزيد على 12 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، وحوالى 30 مليون مرة استماع على تطبيق «أنغامى» الذى ينفرد بإصدارات «عمرو دياب» الغنائية الحديثة، وحقق من خلاله الهضبة أكثر من مليار مرة استماع فى وقت قياسى، وهو الفنان الأكثر استماعاً بشكل عام على هذا التطبيق.

«مارشميلو» هو واحد من رواد صناعة الموسيقى المعروفة بـ«EDM»، وهى اختصار لثلاث كلمات هى: Electronic dance music، ودائمًا ما تكون الأغانى التى يصنعها معتمدة على أشكال الـ«Electronic music»، و«Future bass»، والـ«Progressive house»، أو كل أشكال الـ«House music»، ومؤخرًا الـ«Trap» الذى يحقق شعبية واسعة فى المجتمعات العربية، من خلال الموجة الموسيقية الجديدة فى مجال أغانى «الراب».

أغنية (باين حبيت) كانت برؤية موسيقية كاملة لـ«مارشميلو»، ونشرت الأغنية عبر قناته الرسمية بموقع يوتيوب، واهتمت المجلات العالمية الشهيرة بتغطية أخبارها مثل «بيلبورد» التى قامت بترجمة كلماتها من العربية إلى الإنجليزية حتى يتمكن عشاق الموسيقى من فهم ما يقوله «عمرو دياب»، وهو ما يؤكد لنا أن اللغة العربية واللهجة المصرية، تشكل عائقاً كبيراً فى انتشار الأغانى العربية على نطاق عالمى، نظراً لعدم انتشار اللغة بشكل كافٍ مقارنة باللغات الإنجليزية والإسبانية والفرنسية.

ولكن على النقيض تماماً، الإيقاعات الموسيقية العربية، والآلات الموسيقية الشرقية، عندما يتم استخدامها ودمجها بما يتماشى مع «الموضة» الموسيقية العالمية، فهى تحقق انتشاراً جماهيراً كبيراً، ولنا العديد من الأمثلة من أهم نجوم العالم مثل «شاكيرا» فى أغنية ( Ojos Así) وطريقة استخدام آلة الكمان فى التوزيع الموسيقى، ثم تطور الأمر مع «شاكيرا» فى الحفلات الغنائية إلى الرقص الشرقى على الطريقة المصرية بإيقاعات المقسوم، واستخدام « الزغاريد»، وحفاظ «شاكيرا» على هذا المزج فى العديد من الأغانى جعل لها بصمة مختلفة عن معظم منافسيها فى العالم.

وربما هذا ما فطن إليه «مارشميلو» بعد تعاونه مع «عمرو دياب»، ومن ثم قام بتكرار التجربة مع «نانسى عجرم» فى أغنية (صح صح) الصادرة منذ أسابيع قليلة، ولكن هذه المرة نجد تواجدا قويا للموسيقى العربية فى أغنية «نانسى»، على عكس أغنية «الهضبة»، وأيضا من حيث المشاهدات على يوتيوب فـ«الكفة» تميل لصالح «نانسى» بأكثر من 35 مليون مشاهدة.

وعلى المستوى الموسيقى لم يتخل «مارشميلو»، عما يميزه واستخدم موسيقى الـ«Trap»، ولكنه أيضًا استخدم آلة القانون فى الفواصل الموسيقية بين الكوبليهات، كما أنه بدأ الأغنية بمدخل للوتريات مع القانون والآهات الممزوجة بالمؤثرات الصوتية التى تعطى انطباعاً شرقياً، وبعد مرور دقيقة و34 ثانية، نجد تواجدًا لآلة الطبلة التى تميز أغلب أغانينا.

حتى على مستوى الفيديو المصور كان هناك تأكيد على مفهوم مزج الشرقى مع الغربى، فوجدنا «نانسى عجرم» ترقص بالطريقة الشرقية المميزة، بينما تؤدى المجاميع الاستعراضات الغربية.

أما «مارشميلو» فظهر بقناعه الشهير الذى يغطى وجهه وكان من ضمن أسباب شهرته، ولكنه ظهر كعازف على آلة القانون «الشرقية»، ولم يظهر على «الميكسر» الذى يصنع من خلاله الموسيقى الإلكترونية «الغربية» كما هو المعتاد، وهو ما يؤكد على أن «مارشميلو» بعد تعاونه مع «عمرو دياب» ثم «نانسى عجرم»، أصبح من عشاق موسيقانا الشرقية، وينوى استخدامها بشكل أكبر، بل فتح الأبواب أمامها فى السوق الغنائية الغربية التى ينتمى إليها.