الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لعب فأبدع.. وأدار فوضع «الأهلى فوق الجميع» المايسترو «الصالح» فنان القلعة الحمراء الذى لا يموت

الجلوس على كراسى الأندية الكبيرة إضافة كبيرة، وتضيف كثيرا لرصيده، تجعل اسمه أكثر لمعانًا وبريقًا، ولكن يحدث اتزان بين كرسى النادى، ومن يجلس عليه يكون هو النجم الراحل صالح سليم، لاعب الأهلى السابق ومنتخب مصر، والرئيس التاريخى للقلعة الحمراء، والذى رسم خطا بيانيا بدايته التفانى فى العمل وحب الكيان والإخلاص حتى يصل لقمة الخط البيانى وهو «الأسطورة» صالح سليم.



صال وجال بالملاعب، وكان له أسلوبه الفريد والمميز، داخل الملعب، وكان هذا سببًا فى أن تلهث وراءه الكاميرا والشاشة، لدخوله مجال الفن كبطولة أولى وكان وقوفه أمام الكاميرا كبطل كبير ونجم شباك، تتهافت عليه الجماهير وتمتلئ بسبب قاعات السينما، كما اكتظت المدرجات بالجماهير، لتكون النجومية وخطف الأضواء للأسطورة صالح سليم أسلوب حياة.

ولد صالح سليم يوم 30 سبتمبر عام 1930، والتحق بصفوف ناشئى النادى الأهلى عام 1944، وفى نفس العام انتقل إلى صفوف الفريق الأول وظل يلعب به حتى عام 1963، واحترف فى نادى جراتس النمساوى، ثم عاد مرة أخرى للعب بالنادى الأهلى، وأكمل به مشواره الكروى حتى اعتزاله وتحديدًا موسم؟؟؟؟؟؟؟؟؟، حقق صالح سليم للنادى الأهلى الكثير من الإنجازات والبطولات خلال مسيرته كلاعب، بخلاف إنجازاته مع المنتخب، حيث توج مع الأهلى بـ 20 بطولة مقسمة إلى 11 دورى و8 بطولات كأس، كأس الجمهورية المتحدة، كما أنه صاحب الرقم القياسى فى أكبر عدد من الأهداف التى يحرزها لاعب فى مباراة واحدة، حيث سجل 7 أهداف فى مرمى الإسماعيلى موسم 1958، من 8 أهداف فاز بها الأهلى 1967.

ثم ذهب من الملعب، ليجلس على كرسى الإدارة بالنادى الأهلى، فى عام 1980 واستمر رئيسًا للنادى الأهلى حتى عام 1988، وقرر ترك الساحة ولكن تسببت سوء نتائج الأهلى فى عودته مرة أخرى لرئاسة النادى عام 1990، وكان عام 2002 هو العام الأخير للأسطورة صالح سليم داخل القلعة الحمراء. 

 فلسفة صالح سليم فى الإدارة

كان ينتهج مبدأ واحدًا، وهو «الأهلى فوق الجميع»، لا يعرف المجاملات وما يهمه هو الكيان، وتداخل الاختصاصات غير حاضر فى وجوده، وقوة الشخصية والحب، كل هذه  معانٍ كانت راسخة فى ذهن كل من يحاوره، لذلك تعد فترات رئاسة صالح سليم للنادى الأهلى، هى نبراس مضىء ودليل واجز لكل ما قدم بعده ومن سوف يأتى مستقبلًا، يكفى أن رؤساء الأندية المنافسة تعتبره مثل أعلى.

كان الغرور بعيدًا كل البعد عنه رغم كبريائه وقوته، ويذكر أن قال فى إحدى المرات لولا وجود ستاد مختار التتش، ما كان لـ صالح السليم وجود على ساحة النجومية والشهرة، كما قال أيضًا فى أحدى المناسبات لمن لا يرغب فى التواجد داخل النادى والتجديد «الباب يفوت جمل»، ويرددها الجميع من رؤساء مجالس الإدارات فيما بعد. 

 الأهلى أعور وسط عميان

فى بداية التسعينيات، كان قطار الأهلى جامحا لا توجد محطات يقف فيها، أكالًا الأخضر واليابس، فوزه بلقب الدورى العام، من المسلمات، ونيل اللقب بفارق ضئيل عن أقرب منافسىه أمر نادر الحدوث، فى تلك الفترة حمل الدرع 7 مرات متتالية، فى سنوات سميت بالنسبة للقطب الأخرى فى الكرة المصرية نادى الزمالك، «بالسبعة العجاف».

حصل المارد الأحمر، على الدورى موسم 1993، واستمر اجتياحه للمسابقة واحتفاظه بالدرع حتى عام 2000، وحين سأل الراحل صالح سليم رئيس الأهلى، فى ذاك الوقت، لم يتشدق بعبارات التميز والتفوق والنظام وإدارته وأسلوبه، ولكنه قال جملة واحد ستظل عالقة بالأذهان على مر التاريخ وهى «الأهلى أعور وسط عميان».

 ما تنفذوش كلامى لو مش صح

 عندما ترتدى الثقة الشديدة بالنفس رداء الثقة والخبرة والقوة، تتمثل فى العبارة الساحرة الذى قالها صالح سليم، للاعبى فريق الكرة بالنادى الأهلى، حيث طالب اللاعبين بعدم الاحتكاك لفظيًا داخل الملعب مع المنافس، والرد يكون بالأداء هذا ما يحرج المنافس ويكون ردًا قاسيًا عليه، كما تناول القصة المثارة حاليًا بين المدرب واللاعب والحكم، حين قال لفريقه، نحن «خدامين للحكام»، ولا يجوز التطاول عليهم ويجب والامتثال لقرارات الحكم أمر واجب النفاذ داخل البساط الأخضر لو كان غير صحيح، كونه بشرًا ويأخذ قرارات مصيرية فى أقل من ثانية لذلك تحمل الصواب أو الخطأ.

 صدام صالح سليم مع الجنرال والعميد

شعار قام الراحل صالح سليم، أسطورة النادى الأهلى، فى رفعه أمام الجميع وهو «المبادئ لا ينبغى أن تدوسها الأقدام والأخلاقيات لا يجب أن تسقط من أجل لاعب أو نتيجة مباراة»، ولم يكن هذا شعارًا زائفًا بل كان حقيقيًا وتم تطبيقه فى أكثر من موقف مثل، حين رفض الجنرال الراحل محمود الجوهرى المدير الفنى الأسبق للأهلى، إسناد مسئولية الإشراف على كرة القدم للكابتن حسن حمدى، وتضامن فى حينها 16 لاعبًا، مع الجوهرى، ورفضوا التدريب، فما كان من الإدارة إلا أن قبلت استقالة الجوهرى، وأوقفت اللاعبين المتمردين لمدة شهر.

كان للعميد حسام حسن نجم مصر والأهلى والزمالك السابق، موقفًا أيضًا حين كان لاعبًا فى صفوف القلعة الحمراء، حين تم إيقافه 6 أشهر من قبل الراحل صالح سليم، عام 1994، حين قام حسام حسن، بخلع الفانلة، وإلقائها أرضا ثم الخروج من الملعب باصقا على الفانلة، ليسأل صالح سليـم، آلان هاريــس المدير الفنى للأهلى، فى تلك الفترة، عما إذا كان حسام حسن هو أهم لاعـــب فى الفــريق، وكانت الإجابة قاطعة بنعم كونه هداف الدورى، ومن أهم اللاعبين، ليستكمل حديثه هل يمــكن أن نخسـر الــدورى لو ابتعـد حســـام حسن، عن المباريات القادمة لتتكرر الإجابة بنعم، ليكون رد الأسطورة صالح سليم «إذن سيتم إيقاف حسام، حتى لو كان الثمن بطولة الدورى»، باختصار شديد، إنه صالح سليم.