الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

السؤال الأكثر جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعى البنات عايزه إيه؟

أثار الجدل مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعى فكرة الأم العاملة، ورأى البعض رجالًا ونساءً أنه من الصعب خلق التوازن بين العمل وتربية الأبناء، واختلف البعض الآخر معهم، إن المرأة الناجحة تستطيع أن توازن بين الاثنين..



من المعروف أن الأمهات الآن يقمن بدور الأم والموظفة وصاحبة المشروعات، بجانب الاهتمام أيضًا بالأسرة، ويشاركن فى كل المجالات فى المجتمع، فالوزيرة أم، والسفيرة أم، والمدرسة والقاضية أم، تمسكن بأحلامهن وأدوارهن كأمهات.

وهذا يثبت قدرة المرأة أن التعاون بين أفراد أسرتها يؤدى إلى التوازن المطلوب دون تقصير ويستحققن لقب «سوبر ماما».

ويرى البعض أن الزوج الجيد هو من يعيل الأسرة، وأن المرأة الصالحة هى من تبقى بالمنزل، وأن تكتفى بالشهادة الجامعية وتضحى بأحلامها من أجل سعادة الأسرة.

وبسبب قلة الوعى بين الشريكين عن أهمية الزواج والمشاركة ومعرفة مهام كل شريك ارتفعت حالات الطلاق،  وبلغ عدد حالات الطلاق 254777 حالة طلاق عام 2021، مقابل 222036 حالة طلاق عام 2020، وهذا وفقًا للنشرة السنوية لإحصاءات الزواج والطلاق لعام 2021.

كل تلك آراء موجودة بالفعل فى المجتمع، لذلك قامت «روزاليوسف» باستطلاع آراء بعض الفتيات فيما يسعين إليه، هل تفضل البنت أن تكمل تعليمها وتتزوج، ولا تعمل بمؤهلها الدراسى، أم تعمل وتحقق ذاتها؟ هل غيرت مفاهيم سوق العمل الآن نظرة البنت إلى الزواج وأصبح هدفها تحقيق ذاتها ثم البحث عن شريك الحياة؟.

رانيا رمضان، فتاة عاملة ومتزوجة حديثًا تحكى لنا تجربتها فتقول:

موضوع الزواج تحديدًا للفتيات يتوقف على هدف كل بنت، لأنه لا يوجد قاعدة معينة من المفترض أن نتبعها، ولا يوجد خطأ وصح، لأن كل شخص يبحث عن ما يرضيه، ويميل إليه، هناك فتيات تحب أن تتزوج بعد الدراسة مباشرة، وأخريات يرين أن بعد الدراسة يجب أن تعمل وتحقق ذاتها ثم الزواج، وأنا أفضل أكثر عمل الفتاة سنة على الأقل قبل الزواج حتى تكتسب خبرة فى الحياة، وتبنى حياة عملية جيدة لها، لأن الحياة العملية تعلم الكثير، وده شيء سيفيد الفتاة وأسرتها مستقبلًا بالتأكيد، ويساعد على حل أى مشكلة فى حياتها الزوجية، وأرى أن الفتاة التى تتحمل المسئولية تستطيع أن تجمع بين العمل والزواج وتوفق بينهما دون التقصير فى جانب على حساب آخر.

 بينما ترى شيرين محمد، أنه يجب على كل فتاة أن تدرس وتطور من نفسها وتعمل ويكون لها مصدر دخل ثابت وتتعرف على الحياة وكيف تسير الأمور، وألا تتزوج الفتاة مبكرًا لأنه شيء خطأ من وجهة نظرى، فيجب أن يكون لها كيان ناجح ناضج ومتطور، وأرى أن بعد الزواج والإنجاب من الصعب الموازنة بينهم، لأن بالتأكيد سيكون هناك تقصير فى المنزل أو العمل.

الأولوية كلها يجب أن يكون للأسرة والطفل، خاصة فى سنوات الطفل الأولى، حتى يستطيع الذهاب للمدرسة، يجب أن تقدم له الأم كل الحب والرعاية، لأنه ابنها، لكن العمل هناك البديل عنك، وبعدها بالتأكيد يمكن للمرأة أن تعود للعمل وتحقق النجاح.

 التوازن بين العمل وتربية الأبناء

وتقول سهير علاء، تبلغ من العمر 23 عامًا: بالنسبة لى الاثنان شىء مهم لكن كل شخص يرتب أولوياته، هناك شخص يستطيع التوازن بين العمل وتربية الأبناء فى الوقت نفسه، وشخص آخر لا يستطيع، فأنا مثلًا أريد تحقيق حلمى أولًا، وأن أعمل وأتطور من نفسى وشخصيتى، وأصبح قادرة أن أعتمد على نفسى دون الحاجة لأحد وبعدها يأتى الزواج. 

وأستطيع أن أتحمل المسئولية وأنظم وقتى وأوفق بين العمل والمنزل، ولا أرى أنه يوجد تعارض بينهما إطلاقًا، لأنه لا يوجد شيء يقول إذا تزوجت أو أنجبت لا أستطيع أن أنجح فى العمل، الفتاة الناجحة هى التى تستطيع أن ترتب حياتها وعملها وتتحمل المسئولية كاملة دون أى تقصير.

وتقول رنيم هشام، إذا كان العمل بعد الإنجاب سيؤثر على طفلى خاصة أول سنتين بالتأكيد سوف أطلب إجازة من العمل حتى أستطيع الاهتمام به، وبالتأكيد دور الأم ربة المنزل دور عظيم ومن أصعب المهام ورعاية الأبناء أهم شىء، وبعد أول سنتين بالتأكيد سأتابع عملى وأرجع أمارسه بشكل طبيعى، وأرى أن تحقيق الذات والعمل والتطور يفتح أبوابًا لاكتشاف نفسك ويغير فى شخصيتك وله تأثير إيجابى على حياتك وعلى زوجك وأبنائك، والخبرة التى نكتسبها فى العمل أيًا كان المجال ستجعلك سندًا لكل الأسرة، ويفرق بشكل كبير فى تربية الأبناء، لأن الأم تصبح أكثر وعيًا وتستطيع أن تعلم الأبناء كل شيء بشكل ناجح.

وتابعت: العمل شىء يشعر المرأة بالأمان إذا انفصلت عن الزوج، أو حتى إذا كانت متزوجة رجلًا عظيمًا وداعمًا ويمر بظرف صعب، بالتأكيد تستطيع مساندة زوجها وأن تكون سندًا ماديًا ومعنويًا له.

وتقول زينة أحمد، وهى سيدة تبلغ 30 عامًا متزوجة وأم وأيضًا طبيية: الحمد لله أستطيع أن أوازن بين دور الأم والطبيية والزوجة، لأن زوجى داعم كبير لى ومقدر كل جهدى، ونقسم الأيام بيننا فى الطبخ وتنظيف المنزل، ونساند بعضنا فى كل شيء دون الشعور بالثقل لأننا شىء واحد، وابنى نعطيه كل الرعاية، ويكون مع والدتى طول فترة عملنا على حسب كل يوم يختلف، ونقسم أوقاتنا سويًا فيصبح الأمر أسهل، فاختيار زوج داعم ومتفهم وحنون أهم شىء فى الزواج من وجهة نظرى وسر نجاحه.

وتقول دكتور جيهان النمرسى، أستاذ علم النفس جامعة الأزهر ومستشار نفسى وإرشاد أسرى:

الزواج هو الشراكة والعطاء من الطرفين وليس أن يكون طرف واحد فقط هو الذى يعطى، نحن لا نريد أن نهدم الأسر ولكن نريد بناء أسر سوية ناجحة، وأن نعلم أن الأسرة تبنى من الطرفين وليس المرأة فقط، ومؤخرًا بعض الناس يرون أن اهتمام المرأة بكيانها وبحثها عن العمل يعد من الأنانية.

فى السبعينيات كان الزوج عليه كل المهام، وكان هو مصدر للدخل، والأم هى الجبهة الداخلية للأسرة، لكن الآن مع الأحوال الاقتصادية الحالية وتطور العصر المرأة أصبح لها طموح وكيان وتسعى لتحقيق أحلامها، وتبحث عن أى وسيلة حتى تزيد دخل المنزل، وتستطيع أن تساعد عائلتها،  وهناك العديد من السيدات يعملن حبًا فى أزواجهن وللمساعدة المادية فى المنزل وليس لتحقيق الذات فقط، ولكن أيضًا من أجل أولادها ومن أجل زوجها.

 التوازن

والمرأة بالفطرة لديها عاطفة الأمومة وحبها أن تصبح زوجة، ويجب ألا تهمل أطفالها أبدًا، وأن يكونوا أولاً دائمًا، فالتوازن مهم جدًا، وألا يؤثر حبك فى أن تصبحين ناجحة فى العمل على دورك كأم والعكس صحيح، فأول فترة بعد الولادة يجب أن تحصل المرأة على إجازة وبجانب اهتمامها بطفلها تستطيع أن تحصل على تدريبات أونلاين مثلًا، أو أن تحصل على الماجستير، فحين تعود للعمل تصبح متطورة فى مجالها.

المنزل ليس امرأة فقط، هى بالتأكيد لها عامل كبير فى صلاح الأسرة، ولكن المشاركة بين الزوجين مهمة، لأنه منزل للزوجين وليس الزوجة فقط، والابن ليس ابنها وحدها، فيجب ألا يكون الدعم من الزوج ماديًا فقط، مهم أن يكون له دور فى كل جزء فى حياة الأبناء الدراسية والرياضية وكل شيء، والمناقشة مع الأم ومساندة بعضهم، ومن الوارد جدًا تبادل الأدوار نظرًا لمرض الزوج أو الزوجة فيجب أن يكون هناك مودة ورحمة وتفاهم.

وأقول دائمًا إن الاتفاق والاحترام والحوار أهم من الحب فى الزواج، فيجب أن يكون الشريك يحترمك ويحترم شخصيتك ورأيك، وأنت أيضًا نفس الشيء، لأن التوافق فى العقلية يجنبكما أى خلاف مستقبلًا، وأن يكون هناك اتفاق بينكما قبل الزواج على العمل ومواعيده والمهام المتوقع أن يقوم بها الزوج والزوجة، وتقسيم المهام والوقت شىء أساسى لنجاح الزوجين فى حياتهما الزوجية والعملية.