الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فنانون فى طى النسيان وآخرون يرفعون شعار «لسة الأمل موجود»: ممثلون مع إيقاف التنفيذ

يبدو أن ما يمر به بعض الفنانين من قلة العمل والبحث عن مصدر رزق آخر غير الفن والتمثيل، يجعلنا نتذكر حلقة درامية ومأساوية وحزينة فى مسلسل (اللقاء الثانى) للفنانة «بوسى» وهى حكاية (عرش البطولة)، حيث جسدت دور فنانة كبيرة تناساها المنتجون والمخرجون لسنوات طويلة عاشت فيها وحيدة، لتصاحبها فى وحدتها وابتعادها عن الكاميرا والأضواء والجمهور، خيبة الأمل والحسرة.



وما أشبه الخيال بالواقع، فهناك الكثير من الوجوه التمثيلية سواء من النجوم التى أفنت حياتها للفن كـ«حسن يوسف» و«سميرة أحمد»و«سيف عبدالرحمن» أو من الوجوه الشابة التى مازالت تشق طريقها فى هذا الطريق يعانون من البطالة، وما يتبعها من ضيق الحال، حيث إن التمثيل هو مصدر رزقهم الوحيد فى الحياة. فيخرج البعض منهم عن صمته ويطالب شركات الإنتاج والمخرجين بالنظر إليهم بعين الاعتبار، وأنهم بصحة جيدة ومازالوا قادرين على العمل.. فى السطور التالية نزيح الستار عن شكوى بعض من هؤلاء الفنانين بسبب ما وصلوا إليه.

فنانون ينتظرون قبله الحياة

النجم الكبير «حسن يوسف» تحدث إلينا قائلاً: إن السوق قد تغيرت بعض الشىء وأن تلك الأزمة القائمة نابعة من اختفاء بعض الأعمال الفنية التى كانت تنتج فى السابق كالمسلسلات الدينية وأيضاً التاريخية والتى كانت تعتمد فى المقام الأول على فنانين يجيدون اللغة العربية بطلاقة، أما ما نعيشه الآن فهو فرض نوعية من الأعمال أصبحت تعتمد على الشباب أكثر كموضوعات الأكشن والرومانسية وبعض الأعمال الاجتماعية.

وكشف أنه لم يتلق أى عروض فنية منذ سنوات، رغم أنه لم يعلن اعتزاله للفن أو التمثيل.

نفس الأمر بالنسبة للفنانة «سحر رامى» التى لم تتلق هى الأخرى أية عروض فنية منذ عام 2018 ولم تعرف سبب ذلك! رغم أنها تتمتع بصحة جيدة ومازالت قادرة على العطاء الفنى.

ولكنها ترى أن السوق الدرامية والسينمائية أصبحت تعتمد على وجوه بعينها يتم تكرارها فى أكثر من عمل فى وقت واحد، وهذا أمر غريب بالنسبة لها خاصة فى ظل تواجد نجوم ونجمات أصبحوا لم يعملوا على الإطلاق.

وحول فكرة السعى وراء العمل قالت إنها تخجل من ذلك فمكانتها وتاريخها الفنى لا يسمحان لها بأن تطلب من أحد أن يسند لها دورا، خاصة أنها مازالت موجودة، والمنتجون والمخرجون يعلمون ذلك.

أما الفنان «محمود عامر» فقد أكد لنا أنه حين تحدث فى أحد البرامج التليفزيونية بأن هناك فنانين يعانون من البطالة لم يقصد بهذا الإساءة لأحد أو «التسول»، بل بالعكس فمقصده من هذا الحديث كان نابعًا من فكرة حبه الكبير للفن والتمثيل فتلك المهنة هى ملاذه الوحيد وسبب سعادته من خلال تجسيده للأدوار المختلفة.. ولكن إعطاء المنتجين ظهورهم لبعض الوجوه وهو من ضمنهم جعله يعانى بعض الشىء وأيضاً تأثرت حياته بشكل كبير من الناحية المادية خاصة أن التمثيل هو مصدر رزقه الوحيد. من هنا وجه رسالته إلى المنتجين القائمين على الصناعة فى مصر أنه بكامل صحته ويستطيع العمل فى ظل ظروف العمل القاسية التى تستغرق ساعات طويلة فى التصوير.

ولم تكن تلك الأسماء الوحيدة التى لم نعد نراها على الشاشة، بل سبقهم الفنانون الكبار «سميرة أحمد»، و«سيف عبدالرحمن» الذى كشف هو الآخر عن حاجته للعمل. كذلك «علا غانم، ندى بسيونى، بثينة رشوان، سيد صادق، رضا حامد، صفوة، ميسرة».. وغيرهم.

وجوه شابة فى طى النسيان

لم يقتصر الأمر على فنانى الزمن الجميل أو أصحاب الخبرة الطويلة فى الفن، وإنما لحق الأمر بالشباب خاصة بعض الوجوه التى عاشت حالة من الازدهار والتألق وقت طفولتها ليتحول الأمر بعد ذلك لمأساة.

«شريف إدريس»، ذلك الوجه الطفولى الذى شارك فى عدد كبير من الأعمال الدرامية والسينمائية الكبيرة ووقف أمام عمالقة النجوم، كان من أهم أعماله مسلسل (أرابيسك) أمام الفنان الكبير «صلاح السعدنى» وفيلم (كل هذا الحب) مع النجم الراحل «نور الشريف».

ليتغير قدره، ويصبح فى طى النسيان، أو على أفضل تقدير يشارك فى مشاهد معدودة فى مسلسل كل عام أو عامين. وصل الأمر بـ«شريف إدريس» لما يقترب من المأساة، بسبب ضيق الحال والأزمات المادية، مما جعله يطالب فى منشور كتبه على صفحته الخاصة بأى فرصة لأى عمل أيًا كان من أجل الإنفاق على أبنائه وأوضح أنه لن يستطيع متابعة الردود التى ستأتيه لأنه سيبيع هاتفة المحمول من أجل حاجته للمال.

أما «فادى خفاجة» أو «شرف الدين» أحد أبطال مسلسل (يوميات ونيس) فمازال يعانى من قلة العروض الفنية عليه وأن هذا الأمر أدخله فى موجات من الاكتئاب، خاصة لأنه يتابع كم المسلسلات التى يتم إنتاجها طوال العام والتى لم يجد لنفسه مكانًا فيها.

وكشف أن جيل الثمانينيات وبالأخص أبناء جيله الذين صعدوا فى عمر صغير يعانون من حالات يأس وإحباط، وذلك بسبب قلة الفرص رغم أنهم موهوبون ولديهم تاريخ فنى يشهد على ذلك.

بينما صرح لنا «كريم الحسينى» الذى بدأ حياته الفنية بالوقوف طفلاً أمام الفنانة الكبيرة «نجلاء فتحى» فى فيلم (الجراج) بأنه قد عانى هو الآخر من التجاهل، وعدم تلقيه أى عروض فنية، ومع تفاقم الأزمة وضيق الحال والتزامه بمسئوليات أسرية قرر فتح مشروع سيارة لبيع المشروبات الساخنة على أحد الطرق السريعة.

وأضاف: إن المشروع جاء فى محاولة منه للعمل وعدم الاستسلام لفكرة اليأس والإحباط التى من الممكن أن يمر بها الإنسان فى بعض الأوقات.

وأكد أن هذا المشروع لم يغنِه مطلقًا عن التمثيل والتأليف أو حتى الإخراج خاصة أنه عاشق لهذه المهنة بشكل كبير، وكان يحلم دائمًا بأن القادم أفضل.

وبالفعل، يعود «الحسينى» للتمثيل مرة أخرى من خلال فيلم (الحب بتفاصيله) الذى يشارك فيه مع «محمد نور» و«ملك قورة» وما أسعده أكثر توليه وحدة الإخراج الثانية للفيلم.. هذا بالإضافة إلى مشاركته فى مسرحية (زقاق المدق).