السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و  1 / 2 .. ماذا أكلت أم كلثوم؟

كلمة و 1 / 2 .. ماذا أكلت أم كلثوم؟

الجمهور العربى تابع فى العديد من البرامج تفاصيل حياة وخناقات الفنانين، التي تنشرها «الميديا»، يسعى بعضهم لإمداد الصحافة والفضائيات ببعض منها ظنًا منه أن هذا يؤدى إلى زيادة مساحة الاهتمام والشغف الجماهيرى، تغيَّر الزمن الذي كان يحرص فيه الفنان، أن يظل بعيدًا عن الجمهور، الناس لا تتعامل معه كحالة إنسانية بشرية يحب ويكره وينجب ويتزوج ويُطلّق، ولكنهم يفضلونه كائنًا مثاليًا.. تلك كانت هى صورة الماضى.



عدد من الفنانين وكبار الإعلاميين بين الحين والآخر باتت خطتهم لكسب ود الجماهير تتلخص فى العمل على شيوع أخبار تؤكد الجانب الخيرى المعطاء؛ خصوصًا أن تلك الانطباعات المبدئية تلعب دورًا إيجابيًا عند دائرة واسعة من الجماهير، لديها (ترمومتر) خاص للفنان تحدد بَعده درجة الحب.

لو عُدنا للزمن الماضى الذي نطلق عليه دائمًا تعبير (زمن الفن الجميل)، وإن كنت أرى أن كل زمن به الجَمال والقبح، ولا يمكن أن يُصبح فقط لدينا زمن يحتكر الجمال وآخر هو عنوان القبح، فى الزمن الماضى كان هناك غطاء لا يمكن اختراقه يغلف حياة المشاهير، ويحرص الفنان على ترسيخه، روت لى الإذاعية الكبيرة الراحلة آمال فهمى حكاية لها مع أمّ كلثوم مَرَّ عليها قرابة 65 عامًا.

 كان أغلب المذيعين الذين ينقلون للجمهور حفلات (السّت) على الهواء عبر أثير الإذاعة، يقدمون كلمات الأغنية ويتحدثون قليلًا عن المؤلف والملحن ثم تأتى لهم الفرصة بين الوصلتين لوصف فستان أمّ كلثوم، ولكن لا أحد منهم يتجاوز أكثر من ذلك، إلا أن آمال فهمى، غلبتها الحاسّة الإعلامية، وقررت أن تبحث عن الجديد الذي من الممكن أن تقوله للمستمعين، وعلى طريقة أرشميدس هتفت «وجدتها وجدتها»، وكانت ضالتها المنشودة أنها استغلت علاقتها بسعدية وصيفة أمّ كلثوم، وعرفت منها ماذا أكلت سيدة الغناء العربى قبل الحفل فى وجبة الغداء، وقبل أن تفاجئ آمال الجمهور بهذا السبق الإذاعى، قررت أن تطرح المفاجأة على أمّ كلثوم فى الاستراحة، وقبل رفع الستار بلحظات قالت لها (أنا عرفت انت أكلت إيه قبل الحفل) ردت عليها بكل ثقة (لا أحد يعرف يا شاطرة ماذا أكلت أمّ كلثوم) فاجأتها بقولها (ربع دجاجة وكوب عصير برتقال ورغيف خبز أسمر وطبق أرز وآخر سَلطة)، وهاجت وماجت أمّ كلثوم بَعد أن افتضح سرُّها فهى تأكل وتشرب مثلنا، ولم تستطع المذيعة أمام فيضان الغضب من إذاعة سبقها على الناس، واكتفت بأن وصفت مثل الآخرين للمستمعين فقط لون الفستان، وفى الاستراحة الثانية استدعتها أمّ كلثوم إلى غرفتها فى كواليس المسرح، وقالت لها أنها كانت تعتقد وهى صغيرة أن كبار الفنانين أقرب إلى الأساطير، عندما يعلم الناس ماذا أكلت وكأنها تنقل أمّ كلثوم من السماء فى لحظات إلى الأرض. تابع الآن كثرة الظهور البرامجى والجرأة فى الإعلان عن تفاصيل حياة النجوم المادية والعاطفية والشخصية، ربما تحقق لهم تلك البرامج، أموالًا تدفعها الفضائيات مقابل الإعلان عن الأسرار، إلا أنها على الجانب الآخر تخصم الكثير من الألق الشخصى للفنان.

لا أوافق قطعًا على أن يبتعد الفنان عن الناس وكأنه كائن أسطورى، فلقد قلصت (الميديا) تلك المسافات بين الفنان والجمهور، ولكن أيضًا أرى أن الكثير مما أقرأه عبر (السوشيال ميديا) أساء إلى عدد كبير من النجوم بَعد أن باتت اللعبة فجّة وسيئة بل وفى أحيان كثيرة مهينة أحيانًا!.