الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أول حوار مع صاحب لوحات أغلفة المجموعة الأولى من روايات أديب نوبل: محمد مصطفى: حالة الجدل حول أغلفة محفوظ الجديدة كانت متوقعة!

ثارت حالة كبيرة من الجدل فى الوسط الثقافى خلال الأيام الماضية بمجرد أن أعلنت دار ديوان للنشر عن غلافها الجديد لرواية «اللص والكلاب» ضمن مشروعها لطرح أعمال الأديب الكبير نجيب محفوظ برؤية جديدة، بعد حصولها على حقوق نشر أعماله فى أبريل الماضى، وذلك بعد 20 عامًا كانت فيها حقوق نشر أعمال أديب نوبل لدار الشروق.



 

لا يقتصر مشروع نجيب محفوظ الذى أطلقته ديوان على طرح الأعمال بأغلفة جديدة فقط، ولكنها أيضًا شكلت لجنة لمراجعة الاختلافات بين الطبعات المختلفة للروايات ومقارنتها بالمسودات إن توافرت، بهدف خروج الروايات أكثر دقة حفاظًا على تراث الأديب الكبير. وبحسب الروائى أحمد القرملاوى مدير النشر فى الدار، فإن  اللجنة انتهت من مراجعة جميع روايات نجيب محفوظ وتعمل حاليًا فى المرحلة الأخيرة والتى تتضمن مقارنة الطبعات المختلفة من الثلاثية وتدقيق ما بها من اختلافات فى متنها والتى تعتبر المرحلة الأهم لما تمثله الثلاثية من أهمية كبيرة ضمن مشروع محفوظ الروائى.

رجوعًا للجدل المثار حول الأغلفة، فقد تضمنت المجموعة الأولى ضمن مشروع ديوان إطلاق روايات: «أفراح القبة»، «ثرثرة فوق النيل»، «اللص والكلاب» والتى انصبت عليها أغلب التعليقات الغاضبة باعتبارها جاءت كتجسيد حرفى لعنوان الرواية.

لوحات تلك المجموعة هى للفنان التشكيلى الشاب محمد مصطفى، الذى شارك فى العديد من المعارض الدولية والإصدارات العالمية، ونال عن مشاركاته عددًا من الجوائز المهمة.. كما يشارك ضمن عدد من الفنانين فى مشروع نجيب محفوظ، لذلك كان من المهم أن نحاوره لنتعرف على تجربته فى التعبير عن عدد من أعمال أديب نوبل.. وكيف تابع حالة الجدل الكبيرة التى أثارتها أعماله. إلى نص الحوار:

 روايات محفوظ لها هوية بصرية باعتباره كاتبًا كلاسيكيًا.. حدثنا عن تجربتك فى تصميم أغلفة روايات نجيب محفوظ مع دار ديوان؟

ـ أولاً أنا سعيد جدًا بهذه التجربة التى أتاحت لى فرصة التفاعل مع إبداع نجيب محفوظ كفنان بصرى معاصر، وأسجل هذا التفاعل بأسلوبى الخاص، خاصة أن قدرة أعمال نجيب محفوظ على الإلهام لا تزال مستمرة ومتجددة لموجات جديدة من الفنانين وأسعد أننى منهم.

كما أن مشاركتى فى مشروع نجيب محفوظ مع دار ديوان أكسبتنى خبرات جديدة على جميع المستويات سواء الفنية أو التنفيذية، كما دعمتنا دار النشر بثقتها فى رؤيتنا ومناخ أتاح لى التعبير بحرية عما قرأت من أعمال محفوظ، فضلاً عن الدعم الكبير الذى قدمه لى الفنان يوسف صبرى المشرف على المشروع.

 ما رؤيتك كفنان تشكيلى لأغلفة أعمال محفوظ طوال الـ60 سنة الماضية للتونى واللباد وجمال قطب؟

ـ بشكل عام أحب كل أغلفة الفنانين الكبار لأعمال نجيب محفوظ، حيث كانت لوحات الفنان الكبير جمال قطب حولى منذ صغرى وتثير إعجابى دائمًا، وتعرفت بعد ذلك على أغلفة الفنان حلمى التونى التى كانت مدهشة فى احتفائه بالتراث بطريقته الجميلة والخاصة، وبالطبع الفنان أحمد اللباد اسم كبير وتتمتع أعماله بالكثير من الأناقة والرقة.

وفى المجمل كانت كل هذه الأعمال متسقة مع ذوقهم الشخصى وخلفياتهم وحسهم الفنى الخاص، وهذا الأمر يهمنى كفنان معاصر أن يخرج عملى متسقًا مع ذوقى الشخصى وتذوقى لأعمال نجيب محفوظ لتعبر عن رؤية جديدة كما كانت أعمال من سبقونا جديدة ومتفردة عند طرحها.

 كيف تابعت حالة الجدل التى أثارتها الأغلفة على السوشيال ميديا؟

ـ هذه الحالة من الجدل كانت متوقعة لأن التجربة حملت شيئًا من التجديد فى الرؤية لأعمال نجيب محفوظ التى تمثل قيمة كبيرة وارتبطت فى أذهاننا بشكل معين.

تابعت الكثير من الآراء التى تحمل شيئًا من الاستياء عن هذا التجديد أو الرؤية المختلفة فى طرحنا لتصميم الأغلفة الجديدة، وبالطبع لكل شخص حق فى إبداء رأيه بكل حرية، وهذه هى قيمة الفن فى الأصل، ولكننى فى المجمل لم أجد ملاحظات فنية دقيقة وأغلب التعليقات تعبر عن أذواق ووجهات نظر شخصية.

 أغلب الآراء ذهبت إلى أن غلاف « اللص والكلاب» على وجه التحديد جاء كترجمة حرفية للعنوان بعيدًا عن محتوى الرواية وأن ذلك يدل على أن صاحب التصميم لم يقرأها.. ماذا عن تجربتك فى قراءة الرواية ورؤيتك للخروج بهذا التصميم؟ 

ـ اللوحة ليست ترجمة حرفية لعنوان اللص والكلاب على الإطلاق، وأنا كفنان تعبيرى من المهم أن أقرأ كل كلمة فى الرواية قبل رسم الغلاف ولا يمكن الاكتفاء بقراءة مختصر عن الرواية لأن الصورة يمكن أن تكون فى الآخر كلمة بالنص، وبعد التفاعل مع الرواية ككل أبدأ فى طرح أفكارى ورؤيتى البصرية لها. 

أردت تجسيد الصراع الذى يعيشه بطل الرواية سعيد مهران ومصيره، لذلك ظهر فى لوحة الغلاف من ظهره يخفى فى يده سلاحًا للانتقام، وهو مشهد يعبر عن الصراع المحتدم الذى يعيشه.. واخترت الكلاب لأنها صورة استخدمها الكاتب فى روايته ورأيت أنها ستخلق استفهامًا على المستوى البصرى يتسق مع معنى الرواية وصراعها، فضلاً عن العلاقة المتداخلة بين البطل وابنته ثناء وحنينه إلى البيت الذى نشأ فيه الذى يحمل ذكرياته مع أبيه، وشيخه الصوفى كان خطًا محوريًا، وكانت مهمة تجسيدها على الغلاف أيضًا.. وتجسيد الغلاف ككل اعتمد على الرمزية وهو الأسلوب الذى أحبه.وبشكل عام من المهم أن تكون الرؤية المطروحة جديدة كما قلت سابقًا، ومن الطبيعى أن تتجدد الرؤية لأعمال نجيب محفوظ الآن، كما ستتجدد مع أجيال أخرى مستقبلاً يعبرون عن أنفسهم ورؤيتهم.

فنحن كفنانين نتعامل مع قلب حى فى أعمال نجيب محفوظ، ونتفاعل معه بشكل متفرد وذاتى.

 كيف تم الاختيار النهائى للأغلفة؟

ـ تم الاختيار تحت إشراف الفنان يوسف صبرى كنا نقرأ النصوص ونطرح تصورنا المبدئى وتعرض هذه الأفكار على دار النشر لاختيار الملائم منها.

وأرى أن مشروع نجيب محفوظ ملهم على مستويات عديدة، خاصة أن سوق تصميم الكتب كانت تعانى من رتابة شديدة فى الفترة الأخيرة، وجاء المشروع ليحرك تلك المياه الراكدة،  ولكن مشروع ديوان يعطى الفرصة للكثير من الفنانين المتنوعين للتفاعل مع أدب نجيب محفوظ ورؤيته. والميزة الأساسية فى هذا المشروع أن كل شخص كان مسئولًا عن جزء يخصه بين رسم اللوحة وبين التصميم وغيرها.