الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

زواج على ورقة جنسية

الحكاية حصلت فى چنيف السويسرية.. عندما سألتْ المذيعة أحدَ الشباب عن مواصفات زوجة المستقبل.. وهل يفضلها سويسرية.. أمْ من إحدى دول الجوار الأوروبى.. وجاءت إجابة الشاب واضحة صادمة، بل أفضلها سمراء أو ريفية.. أو صفراء آسيوية.. وبوضوح وعلى بلاطة.. لن أرتبط بأوروبية أبدًا!



وانقلبت الدنيا هناك.. ليس فى سويسرا وحدها وإنما فى دول الجوار.. فرنسا وألمانيا وإيطاليا..

 

لأن إجابة الشاب الصغير جاءت كالدش البارد فوق رءوس بنات أوروبا اللاتى هن فى بياض اللبن الحليب.. واللاتى يتمتعن بالحلاوة والنضارة والرشاقة والشياكة.. فإذا بإجابة الشاب تطرح علامات استفهام متعددة.. وتفضح بالضبط ما يدور الآن فى مجتمعات أوروبا؛ حيث تتراجع تمامًا الأوروبيات عن فرص الزواج والارتباط.. فى حين تتقدم الإفريقيات والآسيويات وبنات أمريكا اللاتينية!

التراجع والتقدم ليس بسبب عُقدة اللون أو الجنس أو الديانة؛ وإنما بسبب ما ذكره الشاب توضيحًا لعزوف شباب أوروبا عن الارتباط بأوروبيات وتفضيل الجنسيات الأخرى.

البنت الأوروبية اليوم.. وقد نالت قسطًا محترمًا من التعليم.. ليست كالأوروبية زمان.. صارت مرفهة كثيرًا.. لم تعد تقبل العمل بالريف؛ حيث الحياة الشاقة الصارمة.. وحيث يبدأ العمل بالمَزارع والحقول من النجمة.. أو منذ الصباح الباكر.. وحيث تقوم المرأة بكل شىء تقريبًا.. من زرع ورى وحصاد وعناية بقطعان الأبقار والماعز.. فى حين يتفرغ الرجل للعناية بالماكينات وأعمال التجارة وعَقد الصفقات.

فى الريف تقوم المرأة بأعمال وشغل البيت.. وتتولى شئون الزراعة كلها، بالإضافة إلى بعض الأعمال الصغيرة.. كشغل النجارة ودهان البيت وإصلاح المواسير وتربية الأطفال فوق البيعة.

لم تَعُد البنت الأوروبية وقد نالت حظها من التعليم تتحمل مشقة العمل بالريف.. وتفضل العمل بالمدينة حيث الحياة سهلة والعمل بمواعيد محددة فى مكاتب مكيفة ومواصلات مريحة.

فى الريف والجبال الأوروبية؛ حيث يعيش غالبية السكان.. وجد الرجال حلاً عبقريًا لحل أزمة هروب النساء من العمل الشاق.. بالزواج من فتيات آسيويات ومن أمريكا الشمالية وإفريقيا، واللاتى يفزن أيضًا بالجنسية.. وهو زواج مستقر غالبًا ويضمن استمرار العمل الشاق بالحقول.

الخيبة أنهم فى أوروبا؛ حيث يرفعون شعارات المساواة والعولمة والبُعد عن الطائفية والعنصرية؛ لكنهم يحذرون بوضوح من ظاهرة الزواج المختلط.. بحجة أن الأجيال الجديدة والصاعدة لن تكون فى أصالة الأجيال القديمة التى تجرى فى عروقها الدماء الأوروبية الصافية.

أمّا الأجيال الجديدة التى تراها فى الريف والجبال الآن.. والتى تجرى فى عروقها الدماء المختلطة؛ فهى لا تلتفت كثيرًا لمخاوف العواجيز.. مؤكدة أن المستقبل لهم وأنهم جيل واعٍ يحلم بأوروبا جديدة.. وبعيدة عن العنصرية بحق وحقيقى!