الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الجيش.. صمام (الأمان الغذائى) للمصريين

أتذكر جيدًا.. حالة الخوف التى سادت الشارع المصرى مع الانفلات الأمنى الذى ساد الشارع بالتزامن مع تطور تظاهرات الـ25 من يناير 2011.. وقتها كنت متواجدًا بأحد الإحياء السكنية (الشعبية) القريبة من نيل المعادى..كانت وجوه الناس فى الشارع يكسوها الهلع..الهلع من كل شىء أولها انعدام (الأمان) وثانيها الخوف من عدم وجود (العيش) ،خاصة أن جميع المحلات وبدون تنسيق أغلقت أبوابها لخوف أصحابها على أنفسهم وعلى بضاعتهم.



توزيع الخبز

فى هذا اليوم (ومع الساعات الأولى للانفلات) الذى كنت متواجدًا فيه بالشارع متابعًا لما يحدث بصفتى المهنية وما بين إغلاق المحلات والمخابز أبوابها (كان علىَّ ما أتذكر فى الساعة الـ5 مساءً فى هذا اليوم) وبين حالة التخبط والهلع وقبل رفع أذان العشاء فى هذا اليوم فوجئ سكان المنطقة التى أتواجد بها بسيارات الجيش تفتح أبوابها الخلفية لتوزيع الخبز على المواطنين مجانًا بالتزامن مع انتشار رجال قواتنا المسلحة فى كل شبر من أرض الوطن وقتها لفرض السيطرة الأمنية وبث الطمأنينة فى النفوس..وهو ما حدث بالفعل لتفتح المحلات أبوابها فى صباح اليوم الثانى وتبدأ أفران الخبز فى إشعال نيرانها مرة أخرى لتوفير (العيش).. بعد أن اطمأن الجميع أن للبلد جيشًا يحميها.

ما حدث من الجيش لمواجهة تداعيات الانفلات الأمنى فى 2011 وما تبعها من أحداث طويلة مرت على مصر (كانت فيها على حافة الانهيار) ثبت أنه صمام أمان الغذاء للمصريين ،كما أنه الدرع والسيف لحمايتهم..وكما كانت السيطرة موجودة مع الانفلات الأمنى.. كان التواجد دائمًا لحماية الشعب من انفلات الأسعار الذى يحدث لظروف وأسباب مختلفة والجاهزية الدائمة لتوفير مظلة الرعاية الاجتماعية لكل مواطن يحتاج لذلك.

توفير السلع بأسعار مخفضة

على سبيل المثال.. لم تكن القوات المسلحة بعيدة عن هموم الأسر المصرية من تدبير مستلزمات عيد الأضحى.. ليتم – حسب بيان رسمى- ضخ السلع بأسعار مخفضة لكل محافظات مصر.. حيث أشار المتحدث العسكرى أنه فى إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين وتوفير السلع الغذائية بأسعار مخفضة بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامرها لهيئة الإمداد والتموين للقوات المسلحة بتجهيز أكثر من مليون حصة غذائية وتوزيعها بنصف الثمن على جميع محافظات الجمهورية التى تقع فى نطاق الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية. وحرصت هيئة الإمداد والتموين للقوات المسلحة على الإعداد والتجهيز الجيد للأصناف لتقديمها إلى أبناء القرى والتجمعات السكانية الأكثر احتياجًا على مستوى الجمهورية، حيث تم تسيير أسطول من شاحنات النقل المجهزة وقطارات السكة الحديد لجميع المحافظات.

وقال المتحدث العسكرى إن ذلك انطلاقاً من المسئولية الاجتماعية للقوات المسلحة والمشاركة فى تخفيف العبء عن كاهل المواطنين وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.

الدعم والدور المجتمعى

ما قامت به القوات المسلحة قبل عيد الأضحى هو حلقة من سلسلة الدعم والدور المجتمعى الذى تقوم به، فعلى سبيل المثال أيضًا وبالتزامن مع موجه الغلاء التى سادت قبل شهر رمضان الماضى، قامت بتوفير السلع الأساسية، وأصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامرها بتوفير كميات كبيرة من السلع الغذائية الأساسية التى تلبى احتياجات المواطنين فى شتى أنحاء الجمهورية.

وقامت هيئة الإمداد والتموين وقتها من خلال إدارتها التخصصية بتجهيز وتعبئة أكثر من مليون ونصف مليون عبوة غذائية لطرحها فى الأسواق بنسبة خصم تصل إلى 60 % ودفعها إلى جميع المحافظات التى تقع فى نطاق الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية.

وفى سياق متصل قام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بضخ المنتجات من جميع السلع إلى السوق المحلية عبر 1200 منفذ متحرك و 212 منفذًا ثابتًا فى جميع المحافظات ومضاعفة كميات المعروضات لتلبية مطالب الأسرة المصرية بأسعار مناسبة.

منافذ القوات المسلحة

كما كثف جهاز الخدمات العامة للقوات المسلحة وقتها من جهوده بتوفير السلع الأساسية من جميع الأصناف لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين من خلال 62 مجمعًا وفرعًا فى جميع أنحاء الجمهورية، وشهدت المنافذ إقبالًا لجميع فئات الشعب على مستوى محافظات الجمهورية والذين أشادوا بجهود قواتهم المسلحة فى توفير احتياجاتهم من السلع الغذائية، وأعربوا عن ثقتهم فى جودة المنتجات المعروضة وكمياتها الوفيرة، فضلًا عن توفير حصص مجانية بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى تم توزيعها على 30 ألف أسرة بجميع أنحاء الجمهورية.

مواجهة كورونا وآثار السيول

تحصين المصريين ضد الخوف لا يقتصر فقط على الجهود القتالية وتوفير الغذاء والمشاركة الكبيرة فى عمليات التنمية والمشروعات القومية من قبل الجيش، ولكن مع أى أزمة أو طارئ كان له التواجد القوى، فمثلاً مع طغيان وباء كورونا كانت القوات المسلحة بمستشفياتها تفتح أبوابها لاستقبال المصابين ،علاوة على توفير جميع مستلزمات الوقاية بأسعار مخفضة فى جميع محافظات مصر علاوة على عمليات التطهير والتعقيم لجميع المؤسسات والمرافق الحيوية.

القوات المسلحة وقت أزمة كورونا عقدت العديد من الندوات فى أماكن مفتوحة روعى فيها اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية، وقواعد التباعد الاجتماعى، وذلك لتوعية المواطنين بمخاطر انتشار الفيروس، بالإضافة إلى تكريم عدد من أطباء وزارة الصحة والسكان المتميزين فى مكافحة فيروس كورونا، تقديراً لتضحياتهم وتفانيهم فى أداء عملهم، فضلاً عن فتح عدد من النقاط التى يتم خلالها توزيع الماسكات الطبية المجانية على المواطنين، وتقديم الخدمات الطبية الأولية كقياس درجة الحرارة ونسبة الأكسجين فى الدم، للاطمئنان على صحة المواطنين، وحثتهم على البعد عن التزاحم، واتخاذ جميع إجراءات الوقاية والحماية الفردية.

الجيش كذلك كان حاضرًا وبقوة لمواجهة الخوف من آثار سلبيات الكوارث الطبيعية، نذكر منها على سبيل المثال ما تم من دعم لأهالينا فى أسوان والبحر الأحمر وسوهاج خلال مواسم الأمطار الأخيرة وتوفير جميع الدعم من أغذية وبطاطين وإعادة بناء المنازل التى تم هدمها وغير ذلك.