الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عقدة الخواجة!

لم تحصل مصرُ فى تاريخها الحديث على بطولات كروية.. سوَى بمعرفة الدكتور محمود الجوهرى والمُعلم حسن شحاتة.. ودعك من الخواجات الذين مرّوا بالفريق مرور الكرام.. وتحت إشراف الجوهرى وشحاتة عرفنا الأنياب الحقيقية.. ولم نعرف الدفاع والخطط الدفاعية سوَى فى مباريات بعينها.. عندما لعبنا فى مواجهة الإنجليز والهولنديين.. لكننا كنا فريقًا هجوميًا مرعبًا فى جميع البطولات القارية التى شارك فيها المنتخب.



المدرب الوطنى ضرورة.. بشرط أن يكون من عَيّنة الجوهرى وشحاتة وليس من صنف البدرى الذى تجنّب المواجهات وابتعد عن الماتشات.. وليس من صنف إيهاب جلال قليل الخبرة بالمواجهات الإفريقية.. وطبعًا ليس من صنف «كدابين الزفة» من عيّنة هانى وسلامة ومحسن الذين باضت لهم فى القفص فتولوا فى ظروف استثنائية وهم أبعد ما يكونون عن الخبرة والكفاءة!

المدرب الوطنى يتقاضى الملاليم ويقبض بالمصرى.. والبهوات دفعوا ملايين لخواجة مغامر.. وحسن شحاتة بجلالة قدره تقاضى بالجنيه المصرى ما يعادل 3 آلاف دولار فقط شهريًا، فحصل لنا على البطولة الإفريقية ثلاث مرات.. والجوهرى العظيم لم يعرف لغة الدولار أبدًا.. رغم أنه عالمى بكل المقاييس!

الخيبة.. أننا أصحاب سوابق فى استجلاب المدربين نص الكم.. الذين ليس لهم فى الطور أو الطحين.. بدليل الخواجة كوبر الذى كان يتقاضى عندنا مائة ألف دولار شهريًا.. فلما ذهب ودرب أوزبكستان تقاضى خمسين ألفًا فقط لا غير.. ليثبت بالصوت والصورة أن الاستعانة بالخواجة مريبة حبتين.. وهم يعرفون أن مسئولينا عندهم عُقدة الخواجة.. وهى العُقدة التى تجعلهم يتصورون أن كل الخواجات شرفاء وأولاد أصول.. مع أن فيهم الحرامى والنصاب ومحترفى الثلاث ورقات.. وفيهم الغشاش الذى يدّعى معرفته بفنون الكرة وأنه خبير وعليم ببواطن اللعبة.. مع أنه مجرد مساعد مدرب من الدرجة العاشرة!

أعرف واحدًا من إياهم.. يكاد يكون مقيمًا فى حمّام السباحة فى الفندق الفخيم.. وهو جالس يفكر ويفكر.. لا تعرف إن كان ذهنه مشغولاً بالكورة.. أمْ أنه يفكر فى الطريقة المثلى لاستثمار أمواله.. وقد انفتحت له طاقة القدر وابتسمت الدنيا.. وبدلاً من السفر سوّاح فى بلاد الله مساعدًا للمدربين استقر به المقام أخيرًا مدربًا أوحد لفريق مصر الوطنى.. يساعده مدرب خواجة ويساعد المساعد مدرب مصرى باضت له فى القفص وهو يسهر يوميًا فى الفندق طيلة الإقامة!

إن الجواب يُقرأ من عنوانه.. والبطولة الإفريقية تدق الأبواب بشدة.. وفريقنا الكروى يواجه أزمة.. هو الأخير فى مجموعة تضم إثيوبيا ومالاوى، ولن ينقذ الموقف سوى مدرب وطنى.. والحكاية ليست فى آلاف الدولارات التى ننفقها على الخواجة.. فى صورة رواتب ومكافآت والشقة والعربية والمترجم؛ لكنها حكاية الخيبة القوية التى حطت علينا.. ونحن نعانى الأزمة الاقتصادية والمسئولين عن الكورة أشبه بموظف حكومى كَحْيان.. يشحت من طوب الأرض ويشد الحزام مع أهل بيته.. ومع هذا يبعثر الأموال الميرى على الفاضية والمليانة.. وقد انكشفت المدربون الخواجات.. والمدرب الوطنى أكثر حرصًا على الفريق أكثر من حرص الخواجة على الأموال.. المدرب الوطنى يلعب بالبيضة والحَجَر.. عليم ببواطن المنتخبات الإفريقية.. على اعتبار أن إفريقيا كتاب مفتوح.. بفضل الاحتكاكات الكثيرة بين الدول والأندية.. والحل هو المدرب الوطنى الرخيص وعلى قد فلوسنا.. أو كما تقول الحكمة الإعلانية.. ليه تدفع أكتر.. لما ممكن تدفع أقل؟!