الفت سعد
أحلف بسماها .. استراتيجية المناخ ومنظمات المجتمع المدنى «2»
كشفت مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27» التى جمعت كل منظمات المجتمع المدنى المعنية بالبيئة فى بوتقة واحدة عن إلمام تلك المنظمات بما حدث ويحدث على الواقع من آثار سلبية نتيجة التغيرات المناخية سواء فى المناطق الزراعية أو الساحلية وحتى الصحراوية.. فعندما أقام المكتب العربى للشباب والبيئة المؤتمر الهام لإطلاق المبادرة تم خلاله جلسات استماع وحلقات نقاشية قام بها ممثلو الجمعيات الأهلية من 20 محافظة أمام أهم علماء وخبراء البيئة فى مختلف المجالات.. وبالفعل قدم كل ممثل عن مجموعة جمعيات من كل محافظة من خلال منصات التحديات التى يواجهونها ومحاولات تقديم الحلول، مستعينين بأساتذة الجامعات والبحث العلمى ليس ذلك فقط ولكن كثير من الجمعيات أعدت مشروعات منها ما أقيم ومنها ما تعثر لعدم توافر التمويل.
من أهم المنصات التى كشفت عن الآثار المناخية منصة شمال سيناء، حيث أوضح عبدالله حجاوى رئيس الجمعية الاهلية لحماية البيئة؛ وصاحب الباع الطويل فى خدمة البيئة رسميا وشعبيا، أن التغيرات المناخية والإرهاب كان لهما آثار كبيرة على الحياة الطبيعية فى شمال سيناء.. وقدم أساتذة الجامعات مع حجاوى حلولا تتطلب تدخل الدولة مثل إمكانية استعادة زراعة الزيتون وأصناف جديدة من النخيل الذى تقوم عليه 10 أنواع من الصناعات منها تصنيع التمور والاستفادة من زعف النخيل، وأشاروا إلى تمتع شمال سيناء بزيادة نسب السطوع الشمسية يمكن بها إقامة محطة للطاقة الشمسية والتوسع فى صناعة الخلايا الشمسية.. والمفاجأة فيما أشار إليه الأساتذة المتخصصون عن اكتشاف نبات يساعد فى الحد من التلوث البيئى خاصة بقع الزيوت السامة التى تنتج من السفن.
منصة أسوان أوضحت تعرض كثير من القرى هناك للسيول مما يتطلب إنشاء مجارٍ للسيول وإزالة المبانى السكنية لعدم تدميرها كما حدث العام السابق.. كما أشار الباحثون إلى أنظمة جديدة تعلى من كمية ونوعية المحاصيل التى تأثرت بزيادة درجات الحرارة والجفاف.. أما منصات المحافظات الساحلية فكانت المعاناة متشابهة وهى ارتفاع منسوب مياه البحر وتآكل الشواطئ وتناقص الثروة السمكية وزيادة نسبة الملوحة مما أثر على مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية.
ما يهمنا أن منظمات المجتمع المدنى هى أكثر من تعبر عن مدى تأثر المجتمعات المحلية بالتغير المناخى ومدى حاجتها الفنية والمادية للتوسع فى مشروعات التخفيف والتكيف، وقد كشفت جلسات الاستماع عن مدى تقدير العلماء الحاضرين لجهود الجمعيات الأهلية التى طرحت عشرات المشروعات جديرة بالعرض خلال مؤتمر المناخ القادم فى شرم الشيخ.
