الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2..  منفوخ  الريش أمْ مقصوص الريش!!

كلمة و 1 / 2.. منفوخ الريش أمْ مقصوص الريش!!

مَن هو المطلوب أكثر هذه الأيام المُخرج منفوخ الريش أمْ مقصوص الريش؟  لا تسارع بالإجابة تَمَهَّل قليلًا.



«البقاء للأقوَى».. مقولة صحيحة تمامًا، على شرط أن نحدّد على وجه الدقة ما هى مَعالم القوة بالضبط؟

  القوة فى جانبها الإيجابى تعنى القدرة على التكيف مع الواقع، لم ينقرض «الديناصور» من فرط ضخامته وقوته الجسدية ولكن لأنه لم يستطع التعايش مع العالم الجديد، عدد من  الأصدقاء لا يزالون يعلنون بكل فخر أنهم لم يدخلوا بعد العالم الافتراضى، ولن يدخلوه،    وكأن منصات التواصل الاجتماعى سيتوقف مصيرها عليهم، الدنيا قطار بسرعة الضوء  لا ينتظر أحدًا، إما أن تلحقه فى التوقيت المناسب أو يفوتك للأبد.

 ورغم ذلك؛ فإن مَظاهر الضعف بزاوية ما، من الممكن أن تصبح هى سر ومفتاح البقاء، مثل هذا الفنان الذى يطلق على نفسه «كوميديان»، زملاؤه النجوم يقدرون تمامًا ثقل ظله، ولهذا يحرصون على تواجده  معهم داخل «الكادر» حتى لا يسرق منهم الكاميرا،  بالعكس كلما رآه الجمهور تمنّى أن ينتهى حواره بسرعة حتى يشاهدوا بَعدها نجمهم المفضل.

صَرّحتْ مرّة الفنانة القديرة سناء جميل أن بعض نجمات الشباك من جيلها، بسبب حضورها كُنّ يعترضن على تواجدها فى أى عمل فنى، وقال لى عادل أدهم إن أحد نجوم السبعينيات كان يشترط قبل التعاقد ألا يتم ترشيحه لأى دور؛ خوفًا من أن يسرق منه الجمهور، والغريب أن هذا النجم تحديدًا ظل يبكى عادل أدهم بحرقة بعد رحيله، ربما لشعوره المفرط بالذنب.

المخرج صاحب الإرادة  فى الاستديو مستبعد تمامًا، النجم يريد أن يعمل تحت مظلة المخرج المطيع، الذى ينفذ أوامره، وهكذا قد يتم إقصاء  مخرجين موهوبين، بينما يتواجد هؤلاء الذين يقع اختيار النجوم عليهم، وهم واثقون تمامًا من تنفيذهم للأوامر من دون حتى مناقشة.

الخضوع يصل بالمخرج إلى توصيل رسالة علنية، ليس فقط للنجم الذى يعمل تحت مظلته، ولكن للآخرين، بأنه سيظل دائمًا وأبدًا حريصًا على ألا يغضبهم، وأن مبدأه هو «علشان الشوك اللى فى الورد بحب الورد»، ومع الأسف فإن أغلب نجومنا يفضلون العمل مع هؤلاء الذين يتعاملون بأريحية مع أشواك الورد.

التجربة العملية أثبتت أن النجم حتى يحتل مكانة، ينبغى أن يستند إلى وجهة نظر مخرج. مثلاً فى مرحلة فارقة مع مطلع عقد التسعينيات، تعاون عادل إمام مع المخرج شريف عرفة الذى قدّم خمسة  من الأفلام بدءًا من «اللعب مع الكبار» تأليف وحيد حامد تشعر فيه بروح مخرج لديه عالمه الخاص،  قال لى وحيد إن شريف سأله: «أفلامى السابقة لم تحقق إيرادات، وربما يعترض عادل؟»، رد وحيد: «هذا فيلم شريف عرفة وليس عادل إمام».

   من صالح النجوم أن يدركوا حاجتهم إلى عين مخرج، إلا أن كثيرًا ما تغيب عن الشاشة أسماء مخرجين كبار؛ بسبب اعتراض النجوم، عدد من الأفلام السينمائية المغايرة للسائد اعتمدت على نبض مخرجيها أكثر من سيطرة نجومها، بينما ومع الأسف الشديد المخرج مهيض الجناح، الذى تمّت قصقصة ريشه هو المطلوب؛ لأنه داخل الاستديو «لا بيهش ولا بينش».

 إنها قوة الضعف، هناك مَن يتعامل مع الموهوبين على طريقة النجار والمسمار،  بمجرد أن يرى النجار رأس المسمار ينهال وبلا هوادة بضربات متلاحقة من  «الشاكوش» حتى لا يجرؤ أن يطل برأسه مرّة أخرى،  المخرج منفوش الجناح لا أتصور أنه مرحَّب به الآن، ولكنه زمن المهيض والمقصوص الجناح والريش!!