الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

على حلقات مسلسلة.. ننشر سيناريو فيلم البوسطجى للكاتب الكبير/ صبرى موسى الحلقة "3"

 27 - أسيوط- مدرسة البنات



- داخلي/ نهار

مؤشر طويل فى يد المسز أليس مصوب إلى السبورة حيث كتبت بالطباشير بعض المفردات الإنجليزية.

مس أليس تردد الكلمات

مس أليس: جوت.. شى جوت.

هى خوجاية جافة فى الأربعين وجهها طويل معروق بدون طلاء، وعلى عينها نظارات طبية مستديرة بسلك رفيع.

البنات يرددن الكلمات خلف المسز أليس

البنات: جوت.. شى جوت.. جوت.. شى جوت.. جوت.. شى جوت.

جميلة وسهير فى جانب من الفصل.

المسز أليس: تدير عينيها من خلف نظارتها فى وجوه البنات وهى تردد

مسز أليس: جوت.. شى جوت.

جميلة فى حالة انتظار.. تدير وجهها إلى النافذة بين الحين والحين.

سهير تلاحظ قلقها.. فتنظر إليها فاهمة وتبتسم بمكر.

 28 - فصل بمدرسة الأولاد

- داخلي/ نهار

خليل يرفع إصبعه فى لهوجه واستعجال..

مستر كارتر أمام السبورة يشرح للتلاميذ درسًا فى التاريخ.. وعلى السبورة مكتوب عنوان الدرس «جورج واشنطون»..

المستر كارتر: عايز إيه يا خليل؟

خليل: أعمل زى الناس.

كارتر: كل شوية تعمل زى الناس! أنت إيه؟ الناس قاعد أهه.. اعمل زيه؟

خليل: معلش.. آخر نوبة يا فندي.

كارتر: ياللا روح.. موش تتأخر.

خليل يغادر التختة ويندفع من باب الفصل خارجًا ويغلقه خلفه.

 29 - حوش مدرسة الأولاد

- خارجي- نهار

خليل يهبط سلالم الفصل المطلة على الحوش.

خليل يسير فى الحوش.. ويتسحب تجاه دورات المياه ثم يتسلل خلفها.. خليل يتأكد من أن أحدًا لا يراه.. ثم يقفز من السور خارج المدرسة.

 30 - فوتومونتاج

- خارجي/ نهار

شوارع أسيوط..

خليل يجرى حينا.. ويبطئ حينا.. من شارع إلى شارع.

طربوشه يقع فيطويه ويضعه فى جيبه.. ثم ينعطف فى شوارع جانبية.

ويقفز إلى أغصان الأشجار المدلاة على الجانبين.. سعيد بحريته.

خليل يصل إلى سور مدرسة البنات.

يتطلع إلى نوافذ الفصول العالية.

يخرج من جيبه مرآة صغيرة ويعكس عليها شعاع من ضوء الشمس يوجهه إلى أحد الفصول.

 31 - فصل بمدرسة البنات

- داخلي/ نهار

شعاع الضوء يداعب وجه سهير وجميلة ثم يستقر على وجه جميلة.

وجه جميلة يشرق بالفرحة وعيناها تتجه إلى النافذة.

سهير تنظر إلى جميلة ضاحكة بمكر.

سهير تقطع بوجهها شعاع الضوء كأنها تشاكسها.

جميلة تخجل وتقرص سهير خلسة.

سهير تترك الشعاع يستقر ثانيًا على وجه جميلة، فيعكس وهجًا شديدًا.. لا يرى من الفصل شيء.. ويسمع فى الخلفية صوت المسز أليس تردد المفردات والبنات يرددنها خلفها.

يسمع بوضوح صوت جرس الفسحة.

البنات تتحرك فى الفصل بفرحة وتدخل الكتب وتغلق الأدراج.

مسز أليس تقف بجوار الباب والبنات يخرجن بنظام.

سهير تجذب جميلة وتحاولان الإسراع فى الخروج.

 32 - حوش مدرسة البنات

- خارجي/ نهار

من وجهة نظر خليل.. على شجرة السور

البنات فى الحوش مجموعات.. واللبس واحد، وبعضهن تجرى خلف الأخري.

جميلة وسهير منفردتان قرب السور وكل منهما سعيدة بالأخرى.. خليل من بين الأغصان يمد رأسه ويصفر.

يرفعان رأسيهما.. وتشهق جميلة حين ترى خليل، وتستدير جارية بخجل وتقف بعيدًا وهى تختلس النظر.

سهير: اخص عليك يا خليل.. كده تخضنا.

خليل: جالى مرسال من النخيلة بيجول أنهم بخير وبسلموا علينا.. جيت أبلغك.

سهير: أييه.. تجوم تيجى من عالسور.. حاكم أنا عارفاك وعارفه مكرك.

خليل يختلس النظر إلى جميلة الواقفة على البعيد.

خليل: موش دى برضه صاحبتك جميلة يابت..؟

سهير: أيوه جميلة.. عاوز منها إيه بجي؟

خليل: ولا حاجة سلميلى عليها جوي.. كل مرة نفط تجف بعيد كده؟

جميلة تنادى سهير.

جميلة: سهير.. تعالى بجه..

بعض البنات تقتربن من المكان للشرب من حنفيات المياه القريبة من السور.

سهير: انزل يا خليل لحسن الوليه أليس تشوفك.. وابعت لهم سلامى مع المرسال.

خليل: طيب.. انى ماشي.. سلميلى عليها جوى يابت.

خليل يختفى من الشجرة.

البنات فى الحوش..

سهير تلحق بجميلة وتسيران معا..

 33 - عنبر نوم البنات

- داخلي- ليل

صفان من السراير المغطاة بالناموسيات..

العنبر غارق فى الظلام.. يضيئه القمر المتسرب من شيش النافذة المفتوح، فتبدو السراير بناموسياتها كأنها صناديق كبيرة بيضاء.. بداخل كل صندوق، فتاة.. عذراء عامرة الصدر بالأحلام.

نسمع ونحن نقترب من آخر سرير بجوار النافذة.. همس بعض البنات فى السراير الأخري.. وضحكات مكتومة.

سهير ترفع ناموسيتها وتهمس للسرير المجاور.

سهير: جميلة.. إنتى نمتي؟

جميلة تخرج رأسها من ناموسيتها

جميلة: موش جييلى نوم.

سهير تنزلق من سريرها بسرعة وتدخل سرير جميلة.. وتتهامس البنات تحت ناموسية واحدة.

سهير: طب خدينى جنبك.

جميلة: مين ده اللى كنتى بتكلميه فى الفسحة يابت..؟

سهير: ده أخويا خليل.. موش عارفاه..؟

(تلتفت لجميلة وتضحك وفى وجهها بمكر)

جميلة: مافكرتش «بحياء» آنى خفت وجريت.

سهير: جاى يبلغنى السلام من النخيلة.. كل مرة تفطى بعيد منه.. موش تجفى تتكلمى معاه؟

جميلة: اتكلم معاه أجول إيه؟

سهير: (بمكر) آنى عارفة بجي.. اديكو تتكلموا سوا.. آنى شايفاه حاطط عينه عليكي..

سهير تتأمل جميلة كأنها تنكشها لتخرج أسرارها.

بجى هوه عايفط من سور المدرسة وهو فى آخر سنة عشان يجول لى بيسلموا عليكى فى النخيلة..؟

جميلة: هوه آنى كنت جلت له يحط عينه علي.

سهير: آنى عارفة بجي.. أمال كل مرة يجول لى (تقلد أخاها) سلميلى عليها جوى يا بت.

جميلة بمزيج من الخجل الأنثوى والمكر.. تضرب سهير على صدرها وتتضاحك البنتان فى همسات مكتومة.

 34 - قرية كوم النحل

- خارجي/ نهار

الشتاء على الحقول.. مطر إن وجد أو عاصفة تطيح بسيقان النباتات العارية من الأوراق.

تدخل الكادر أقدام مشققة حافية مفلطحة تدوس على الأرض المبللة وتلتحم بها وتسير عليها بخطوات ثقيلة.

الكاميرا تتابع الأقدام لحظة.. ثم تتراجع لنرى جسد السقا بأكمله ينوء تحت ثقل قربة الماء.

«السقا فى هذه الحكاية عجوز أخرس يرمز للزمن البطيء البارد السلبي.. يتحرك حاملاً قربته فى شوارع القرية الضيقة..)

 35 - أمام مسكن عباس

- خارجي/ نهار

باب البيت من بعد وهو مغلق.. السقا يدخل الكادر متجهًا إلى الباب.

السقا يدق الباب بكفه.. ثم يعدل من وضع القربة على ظهره وينتظر.

 36 - مسكن عباس

- داخلي- نهار

عباس فى غرفته أوشك أن ينتهى من تناول طعامه..

نلاحظ أن الغرفة قد دبت فيها الحياة الجدران نظفت إلى حد ما وألصقت عليها صور مقطعة من مجلات أفرنجى وعربي.. لنساء جميلات ومناظر طبيعية.. والترابيزة فرش عليها ورق أبيض وفى جانب منها بعض الروايات والمجلات إلى جوار علبة السلمون الفارغة وطبق وخبز أو جرجير.. بقايا طعام الغذاء.. 

 عباس يغادر الغرفة إلى الحوش.. ويسأل قبل أن يفتح.. مين.. ؟ فيسمع همهمة السقا الأخرس فيفتح الباب.. ويدير ظهره قبل أن يدخل السقا ويعود إلى غرفته.. 

 السقا يدخل نازلا بقربته فى الحوش الوطئ بصعوبة ويتجه إلى حنفية الماء ويرفع طرف قربته ويصب الماء فيها فتفرغ القربة وتنهدل على كتفه وظهره.. عباس فى غرفته انتهى من الطعام يأخذ العلبة الفارغة فى يده ويغادر الغرفة إلى الحوش ويلقى بالعلبة الفارغة فى عين الفرن.. 

 العلبة الفارغة تسقط فوق مجموعة مماثلة من العلب الفارغة تسيل من عين الفرن وتتساقط أسفله بشكل يوحى بكثرتها وتكرار ذلك النوع من الأكل المحفوظ ومرور الزمن.. 

 عباس يتأمل السقا لحظة قبل أن يعود إلى غرفته ويلبس جاكتته وطربوشه ويعتدل متهيئا للانصراف.. 

 ويغلق باب غرفته وهو يقول للسقا

 عباس : جاى بعد الأكل ما خلص.. حماتك ما بتحبكش الظاهر يا عم درويش 

 السقا الأخرس يدير إليه وجهه العجوز يحاول التعبير بابتسامة تكشف عن سنته الذهبية وهو يخرج من خلف أذنه قطعة طباشير، وبينما عباس يتقدم من الباب الخارجى ويغادر البيت.. 

 يتقدم السقا إلى ضلفة الباب ويرفع الطباشيرة ويخط خطا جديدا تحت عدد من الخطوط تعبر عن حساب الماء.. 

 الكاميرا تثبت لحظة على الخطوط الطباشيرية..

 37 – سكة داخل البلد

– خارجى / نهار 

 العمدة وعباس يسير أن تجاه وسعاية السوق.. وعباس يجر حمار البوسطة خلفه وعليه الحقيبة.. وجه عباس منفعلا رافضا.. عباس: لا يمكن يا عمدة.. شيل الكلام ده من دماغك نهائى الاثنان يبدوان فى حالة عصبية.. 

العمدة: خليك مهاود يا عباس أفندى.. ناظر الزراعة أهو موظف حكومة ومتغرب زيك برضه.. 

 والأوضة مالهاش عوزه عندك بدل ما هى مجفولة على الكراكيب.. يسكنها الراجل تلمة. 

 عباس : يعنى عاوز نأجر البيت مرتين يا أخى..؟! 

 على العموم أنا ما أقدرش أسكن مع حد 

قبل الدخول إلى الوسعاية بالسوق.. يتوقفان.. وقد وصل احتدادهما إلى مداه.. 

 العمدة : يجى أنا جايلك بالإنسانية يا عباس أفندي.

 خليك مهاود وبلاش تنشف رأسك معاى أحسن لك.. 

 عباس :(منفعلا) أحسن لى يعنى إيه.. ؟ 

 بقى يا عمدة أنت بتهددني.. ؟ 

 العمدة : لع.. ما بهددكش.. بس تعمل حسابك أنى كبير البلد وأجدر أنغص عيشتك فيها. 

 عباس : كده هه.. طيب يا عمدة أما أشوف هاتنغص عيشتى إزاي.. ؟ حا، يا حمار حا.. 

 عباس يركب حماره.. ويدير ظهره للعمدة.. ويدفع بالحمار تجاه الساحة.. بينما العمدة يحدق خلفه بغيظ.. 

 العمدة : سايبنى وماشى يا عباس أفندي.. طيب يا ناظر البوسطة.. آنى وأنت والزمن طويل.. !

  38 – مكتب البوسطة

– داخلى /نهار

 عباس يدخل من الباب مندفعا وهو بيرطم.

ناظر المحطة يستقبله داخل المكتب على الباب.. 

 عباس: يا باي.. أعوذ بالله.. دى بلد دي.. 

 ناظر المحطة : ابن حلال.. ما لقيتكش كنت ماشي.. مالك.. ؟ 

 عباس: الراجل الدون عمدة كوم النيلة، عاوز يأجر البيت مرتين.. 

 حتة خرابة مأجرها لى بأربعة ريال وفيها أودة قافلها وواخد مفتاحها.. جاى النهاردة يستأذننى عشان يأجرها لناظر الزراعة شفت بجاحة أكثر من كده.. وفى الآخر يهددنى ابن الفرطوس. 

 عباس يلقى بحقيبة الخطابات على الترابيزة بجوار كوم من الخطابات.. 

 ناظر المحطة : عبدالسميع وهدان.. حاتقول لى عليه.. أنا ما حذرتك منه.. 

عباس وناظر المحطة يجلسان فى مدخل المكتب وهما يواصلان الحديث 

 

 ناظر المحطة : ولما أنت عالحال ده ما بتجيش تزورنى ليه؟ 

 عباس : ما هو مشوارك صعب برضه يا عزيز.. والسكة كلها تراب وبتبقى نيلة بالليل.. كفاية عليا مشوار النهار.. 

 صوت فلتس : سعيدة عليكو.. 

 يظهر معوض فلتس، قصير نحيل ضئيل داخل بدلة متهدلة، يحمل حقيبة أوراق قديمة منتفخة.. كثير الكلام والحركة.. 

 يتجاهل عباس تحية فلتس فيندفع فلتس بفهلوة ونفاق بالتحية لناظر المحطة.. 

 فلتس : ده إيه النور ده.. مرحبا يا عزيز افندي.. (يصاحفه بحماس).. 

 يتوجه معوض لعباس مصافحا فيصافحه عباس باقتضاب ويسحب يده بسرعة.. 

 فلتس : شوف يا خويا الراجل بيسلم عليا إزاى،ما توصيه علينا يا عزيز أفندى 

 عزيز : أتوصى بفلتس أفندى يا عباس أفندى سلامو عليكو.. 

عباس : أنت يا أخينا عايز منى إيه.. ؟ مالك ورايا كده من ساعة ما حطيت رجلى فى البلد.. ؟ 

 فلتس :(مندهشا) ديهدي.. ده أنت يا عباس أفندى شايل من ناحيتى جوى يا راجل، ليه كده..؟ 

 صوت عباس يعلو من انفعاله المتزايد فيلفت نظر بعض العابرين بالساحة.

 عباس: يا عم أنا مليش فى الكونكان ولا فى الكومي.. ولا فى التلات ورقات.. وكمان ما بسكرشى باشرب ليسون وقرفة وشاى وحاجات من دي.. حتى الدخان ما ما أتعاطاهوش. يعنى بصراحة كده ما انفعلكش.. حل من ورايا يا أخي.. 

 فلتس : هو أنا يعنى كنت ضربتك على إيدك.. ما الدار مفتوحة يا أخى واللى هايجى أهلا وسهلا.. 

 عباس يستدير فجأة ويشير تجاه رشدى فراش البوسطة فتفاجأ بوجوده لأول مرة داخل المشهد جالسا على قرافيصه فى جانب وهو يسمع بانتباه لكل ما يدور.. 

عباس : بص شوف.. أهو قاعد لى أهه.. مطرطألى ودانه وعينيه واسعين وقارن لى كدهه ومستني.. 

 الود وده يلاقينى داخل طالع فى بيتك ليل نهار.. 

 أسكر والعب ويروح يطخنى البلاغ.. عايزنى أحصل اللى سبقني.. قريب العمدة يا سيدى ورئيس مباحث البلد.. 

 الخفير صامد بارد كأن انفعال عباس المكبوت الذى بدأ ينفجر أمامه.. موجه لشخص غيره.. معوض فلتس يغير موضوع الحديث مداعبا.. 

 فلتس : ديهدى أنت واخدها جد كده ليه.. 

 يا جدع فك عن نفسك ما حدش مستقصدك أنت اللى نكدي.. والنبى يا شيخ لا هاديك بهدية معتبرة.. 

 يفتح فلتس حقيبته المنتفخة ويخرج منها قطعة قماش يناولها لعباس.

 حتة قماش بوبلين لقطة.. تفصلها جلابية، بدل البدلة اللى زامت روحك فيها دي..

   هذا الاقتراح يزيد عباس هياجا.. 

 عباس : جلابية يا معوض يا فلتس.. ؟ 

 رشدى الفراش ينهض من جلسته.. 

 رشدى : يا عم فلتس سيبك منه.. ده حاكم طالع فيها.. 

 بكرة الزمن يفوت ومناخيره تيجى الأرض..(للبوسطجي) أنا مروح.. ميعادى خلص كده.. !

 رشدى يغادر المكتب.. 

 عباس يحدق مذهولاً خلف رشدى الفراش وقد صعبت عليه روحه، واحتبس الانفعال فى حلقه لا يستطيع الكلام، ثم يفجر صائحا..   عباس : مناخيرى تيجى الأرض.. ؟ 

 مناخيرى تيجى الأرض يا ابن الحمار.. طب مناخيرى موش حاتيجى الأرض أبدا.. وأما أشوف بقى يا نا يا أنتى يا بلد.. 

 يوشك أن يجهش بالبكاء فينفلت بسرعة وينحنى على المكتب.. فلتس يدس قطعة القماش فى الحقيبة بسرعة ويخرج بدلا منها زجاجة براندى ملفوفة بالسلوفان.. 

 عباس منحنى على الترابيزة أمام الجوابات، وراسه بين يديه.. ونسمع صوت إجهاشه.. فلتس يطل عليه ثم يقترب بسرعة ويضع زجاجة الخمر إلى جواره.. 

 فلتس : خالى دى جنبك.. يمكن تعوزها ده أنت حالتك بقت صعبة قوى ؟!

 39 - حوض مدرسة الأولاد – خارجى / نهار 

 مستر كارتر يصفر.. الطلبة يتجمعون فى الطابور.. الطابور يكتمل والمستر كارتر ينظمه.. خليل فى الطابور 

المستر كارتر: النهارده راح نشوف خزان أسيوط.. دى الرحلة اللى وعدتكو بيه راح نقابل هناك مهندسين، وعايز كله نظام، اللى عايز يسأل حاجة.. لازم يسأل أنا الأول.. مفهوم..؟

بعض التلاميذ يهمهمون فى الطابور

طلبة: ودى فسحة كيف دي..؟!

ماكلتنا شفنا الخزان فى رحلتين جبل كده..

طالب: عاوزين نروح المنتزة.

طالب آخر: لع واعر جوى يا وله.. عاوز تروح المنتزه

يا فالح- عشان الحد ده فيه مضدرسة البنات هناك..

مستر كارتر يأمر الطابور بالانتباه مستخدمًا الصفارة..

خليل وسط الطابور ينتبه عند سماع الصفارة..

مستر كارتر: انتباه.. يمين در.. معتدل مارش..

 

 40 - شوارع فى أسيوط

خارجي/ نهار

طابور الأولاد يغادر المدرسة ويسير فى الشارع الضيق المرصوف بمكعبات البازلت.. بينما المستر كارتر يقوده..

لا يوجد فى الشارع مارة تقريبًا.. وعلى الجانبين دكان أو اثنان، وبيوت قديمة.. الطابور يغادر الشارع.. وينعطف يمينًا حتى يختفى عن أنظارنا ونحن نتابعه من الخلف.

خليل فى الطابور ينظر يمينًا ويسارًا.. الطابور يعبر شارعًا جانبيًا.

خليل يسقط كتابا ويخرج من الطابور ويلتقطه، ثم يدخل الطابور عند المؤخرة.

الطابور ينعطف فى شارع جانبي.

خليل يقفز من الطابور ويختبئ فى باب بيت.

خليل يجرى من جانب إلى جانب وينعطف فى شوارع فرعية.

 

 41 - المنتزه وكشك الموسيقي

- خارجي/ نهار

خليل يدخل الحديقة جاريا.. حديقة عامة أسيوط.. بوسطها كشك الموسيقي.. الفرقة الموسيقية النحاسية تعزف لحنًا شائعًا (1935) حول الكشك تجلس البنات فى نصف دائرة تتوسطهن المسز أليس.. تشتغل فى لوحة كانفاه والبنات يشتغلن معها فى حركة موحدة.

خليل يدور بين الأشجار مقتربًا من كشك الموسيقى محاولاً أن يلفت نظر جميلة بحذر.. يخرج المرآة من جيبه ويعكس بها ضوء الشمس.

الشعاع من ضوء الشمس يتجول على وجوه البنات ثم يستقر على وجه جميلة، ويتراقص عليه.. سهير بجوار جميلة تلاحظ الشعاع فتدير وجهها تجاه مصدره.

خليل بين الأشجار وفى يده المرآة الصغيرة يعكس عليه ضوء الشمس.. سهير تبتسم بمكر بينما جميلة تبدو محرجة وهى تنظر ناحية المسز أليس الجالسة تحرسهن من خلف نظارتها.

المسز أليس تحرك عينيها بين البنات كأنما شعرت بأن شيئًا غير عادى يحدث.

ترى الشعاع على وجه جميلة فتقف بسرعة وتتجه ببصرها إلى مصدره بين الأشجار.

خليل ينسحب بسرعة ويتسلل مبتعدًا.

خليل يدور فى الحديقة، ثم يعود من اتجاه آخر ويختبئ بين الأشجار ويتطلع ناحية جميلة.

 42 - حوش مدرسة الأولاد

- خارجي/ نهار

الأولاد فى الحوش يلعبون كرة السلة أو الفولى بول.

خليل على سلم الحوش يكنس ويمسح السلم كعقاب..

43 - حوش مدرسة البنات

- خارجي/ نهار

البنات فى الحوش يرحن ويجئن.. سهير تسأل بعضهن عن جميلة.