الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

روايــة سوناتا عزيزة “الحلقة السادسة”

رياح الشتاء



WINTER WIND

EUDE OP.25NO11 CHOPIN

الدكتورة عزيزة 

عزبة السعداوى 2004

 طلبتنى أمى فى منزلى فى ساعة مبكرة، تصورت فزعة أن مكروها أصابها، رددت بسرعة، نهارك جميل يا أمى، إزيك يا عزيزة هانم، كان صوتها جميلا رائقًا، ألقت علىَّ تحية الصباح بدلال أحبه فى صوتها وقت أن تستيقظ بمزاج جميل فرح، طلبت منى بمحبة وإصرار أن أزورها اليوم للضرورة والأهمية، حاولت أن أفهم منها الأمر الذى أقلقها وأيقظها فجرًا ضحكت ساخرة منى ومن فضولى الذى لم أقوَ على إخفائه وصمتت تنتظر ردى على دعوتها، كأنها لا تعرفنى ولا تعرف قدر محبتى لها، حاكون عندك على العصر، ضحكت بصوت طيب وأنهت المكالمة، وتركتنى بقية اليوم والقلق ينهش قلبى أتساءل، ماذا بكِ يا غالية؟

وصلت إلى السرايا وقت العصر،فوجدتها كعادتهاتجلس أمام البيانو ومسيو شوبان يؤنسها ونغماته الحنون الحزينة المبهجة تحلق فى سماء السرايا، تلون جدرانها بألوان الغبطة، قبلتها وهى غارقة فى ألحانها فلم تنهِ عزفها، تتقافز أصابعها على حنين النغمات مستغرقة تماما فى دوامات الموسيقى. 

لماذا يا أمى رياح الشتاء، لماذا هذا الحزن والغضب، لماذا اخترتِ هذه المعزوفة دون كل موسيقى شوبان التى تحبينها وتسعدك؟ أسئلة خرساء لم أنطق بها، وبقيت صامتة أدبًا حتى تنتهى من موسيقاها كما علمتنى منذ طفولتى البعيدة، صفقت لها بإعجاب ومحبة وقت أن رفعت عينيها وأصابعها عن البيانو مبتسمة سعيدة كأنها تحيى جماهير مسرحها الخاص، رحبت بى وقبلتنى قبلاتها الحانية الصغيرة كعادتنا وقت اللقاء.ودعتنى بفرحة لأعزف معها مقطوعتها الأخيرة فى هذا اليوم، أمرتنى أن أحضر مقعدًا بجوارها لنعزف معًا كمثل كل أوقاتنا الجميلة، رحبت فرحة، فهذه لحظة كانت ومازالت من أسعد أوقات حياتى التى أعيشها معها، وقت أن نلعب أنا وهى معزوفات شوبان التى علمتنى حب موسيقاه ومعنى كل حرف موسيقى من أحرفه، والإحساس بكل نغمة من نغمات موسيقاه، وتقص علىَّ معاناته وفرحته وعذابه وإحباطه ومشاعره المتناقضة المختلفة، التى أفرغها فى موسيقاه العظيمة. 

 جلست بجوارها ووضعنا كفينا وأصابعنا على أصابع البيانو، كل منا تقبض بإصبعها الكبرى على حرف «الدو»، فرحتين كأننا أوركسترا الحجرة الذى سيعزف فى صالة سرايا السعداوى معزوفة شوبان العظيم «فالس الربيع» كما همست فى أذنى، وأسعدنى اختيارها وتغير مزاجها وقت أن جلسنا معًا عما كانت تعانيه وحيدة قبل وصولى، جلسنا معًا أمام البيانو، كأننا أوركسترا الحجرة، هى العازف الرئيسى والمايسترو، وأنا العازف الثانى الذى يتبع أطراف أصابعها كأنها عصا القيادة اللامعة على مسرح الأوبرا، تقودنى بإشاراتها عبر دروب اللحن وسككه وأحلامه المبهجة. همست بصوت خفيض واحد ولم أنتظر الاثنين والثلاث اللذين ستنطق بهما، استعددت واستعدت نغمات وأحرف النوتة الموسيقية التى أحفظها، وانتظرت برهة والثانية وبدأت هى العزف من أقصى يسار البيانو لألحق بها من أقصى يمينه، وانطلقت نغمات «فالس الربيع» فى جنبات الصالة الواسعة، ترسم أحلامًا ومشاعر نتشاطرها ونتقاسمها معًا، أشعر بسعادة جارفة وأنا أعزف هذه الموسيقى الحالمة المبهجة وهى أيضًا كما يرتسم على وجهها الجميل. 

موسيقى شوبان تتصاعد فى صالة سرايا السعداوى، وتتبعثر فقاعات ملونة من أوتار البيانو تملأ البيت صخبًا فرحًا، يعيدنى إلى سنوات طفولتى البعيدة وأيامها الحلوة، تعيدنى طفلة صغيرة بثوبى البسيط الذى كنت أرتديه فى يومى الأول لجلوسى أمام البيانو، حتى فتحت عزيزة هانم، أقصد أمى، غطاءه الثقيل وهمست تنبهنى بحنان لما ستقوله وستفعله، قالت إنى ذكية وشاطرة وسأتعلم منها بسرعة كل ما ستعلمه لى، كنت فرحة ومرتبكة وخائفة، وهى تغمرنى بمحبتها وحنانها وموسيقاها الجميلة، قالت لأمَّه رقية إنها ستعلمنى العزف على البيانو، أمى فتحت فمها ولم تغلقه دهشةً ووجلًا، لا تصدق أن عزيزة بنت رابح ستجلس أمام العفريت- كما تطلق أمى على البيانو- وتفلح فى تحويل صخب الدق العشوائى على أصابعه العاجية إلى نغمات ساخرة شجية مثلما تفعل الست عزيزة هانم.

كنت ألعب يومها فى صالة السرايا أطارد قرص الشمس وألهو مع أشعته الطويلة التى تتسلل من النوافذ العالية الكبيرة، وترسم على أرض السرايا خطوطًا ودوائر، كنت ألقى بدنى الضعيف أمام مسارات الأشعة وخطوطها المستقيمة أكسر اندفاعها وانسيابيتها وخيالها المرسوم على الأرض والجدران، وأرسم بيدى وقدمى وأصابعى وانحناءات جسدى وأطراف جدائلى بريشة الأشعة الوهاجة خيالات ونقوشًا فوضوية على الأرض، تحكى حكايات أخترع تفاصيلها وأحكيها لنفسى وأنا أقفز على أرض السرايا، أعبث بفرحة مع الشمس وأشعتها الساطعة.

كنت أذهب برفقة أمى إلى السرايا وأبقى فيها ساعات طويلة أنتظر أمى التى تقضى وقتها هناك تساعد فرحة فى أعمال المطبخ، بعدما طلبت الهانم من أمى أن تأتى بى معها للسرايا وقت أن تذهب لقضاء حاجات الهانم وخدمتها، ارتبكت أمى من طلب الهانم وتعثرت الموافقة على شفتيها القشفتين، أمى خافت من شقاوتى وعفرتتى وجموحى، خافت منى على منقولات السرايا وفرشها الأنيق الغالى، خافت من أن أحدث جلبة وصخبًا مزعجين يطردها بسببهما البيه هى وأبى من خدمته ومن العمل فى السرايا، لكن الهانم طمأنت أمى وقالت لها إنى طفلة لطيفة وإنها تحبنى وتسعد بوجودى، وصحبتى تؤنسها فى السرايا الخاوية، وشرحت لأمى ببساطة ورقة أنها تقضى نهارها الطويل وحتى يعود البيه من أعمال آخر اليوم وحيدة لا تجد من يؤنسها، ونظرت إلى أمى نظرة شارحة لكل أحزانها دون أن تنطق. أمى وقتها كادت تبكى،بل بكت فعلًا وقت أن قصت على أبى الحوار الذى دار بينها وبين عزيزة هانم، قالت له إن كلام الست الهانم حرق قلبها وأحست حزنها ووحدتها وبؤسها بعدما فقدت كل أجنتها، وعجزت عن الإنجاب ومنح البيه الطفل الذى يتمناه. قالت أمى إنها أحست أن الهانم تتعفف عن شكوى حالها ووحدتها لرقية زوجة الخولى،لذا قالت ما قالته وعبَّرت بطريقة أنيقة مثلها عن احتياجها إلى صحبة الصغار الذين يملؤون الدار ونسًا وحياة، أبى قال لأمى لا تكسرى بخاطرها يا رقية واتركى لها البت عزيزة فى السرايا كما تشاء، تؤنسها وتأخذ بحسها. وهمس: سبحان موزع الأرزاق. لكن أمى رقية زوجة رابح لم تطِع أبى ولم تنفذ أوامره، وبخلت بصحبتى على الهانم، حتى زجرها أبى وصمم بعد عدة أسابيع انتظرتنى فيها الهانم، لكن أمى تحججت بأى شيء ومنعتنى عنها كأنها خائفة أن تفقدنى!

نادتنى عزيزة هانم وأنا ألعب فى الصالة أطارد أشعة الشمس وألاحق خيالاتى المبعثرة. كانت تجلس أمام البيانو، قفزت لحضنها، سحبت كفىَّ الصغيرتين ووضعتهما على البيانو، وهمست: إنتى ذكية وشاطرة وحتتعلمى بسرعة. وبدأنا أول درس وأول نغمات تخرج من أطراف أصابعى، وهى تضحك لأنى أذكرها بطفولتها ودروس مسيو جاك.

 وتتصاعد نغمات «فالس الربيع» بفقاعاتها الملونة تحتوينا معًا، تخطفنا بداخل أعاصير الألوان المرحة الفرحة، تتسارع أنفاسنا وتتلاحق ضربات قلوبنا وتتراقص أرواحنا على نغمات الموسيقى، حتى انتهينا منها فصفقت كل منا للأخرى، وخطفتنى فى حضنها وسرعان ما أغلقت البيانو كأنها تودعه وداع الأحباء على أمل لقاء فى اليوم التالى، وخرجنا إلى الشرفة الكبيرة لنقضى سهرتنا مثلما تحب وأحب أنا أيضًا.

خير يا حبيبتى؟ سألتها أنتظر شرحًا لاستدعائها النهارى المفاجئ. حالًا حافهمك، أولًا وقبل أى حاجة، لازم تيجى تقعدى معايا هنا، السرايا واسعة عليا ومستنياكى،تبيعى بيتك فى المنصورة وتيجى، وإن كان على شغلك فى الجامعة هما خطوتين والمشوار قريب.

وبحسم وإصرار نظرت إلىَّ وهمست: مابقاش ينفع تقعدى لوحدك وأقعد لوحدى، مابقاش ينفع. ابتسمت ولم أوافقها، لكنى انتظرت نهاية حديثها، طيب وثانيًا؟ حالًا حافهمك. وذهبت إلى حجرتها وعادت مسرعة تحمل صندوقًا خشبيًا كبيرًا، ووضعته بيننا على الكنبة وفتحته، لأجده من نظرة سريعة مليئًا بالأوراق والدفاتر والخطابات. إيه دا؟ سألتها.

دا الحكاية كلها. أجابتنى إجابة مبهمة لتزيد اللحظة غموضًا. دا جوابات ومذكرات وتفاصيل، حكايات طويلة، أخيرًا بعد كل العمر ما مر عرفت أولها وآخرها وإيه اللى حصل وإيه اللى ما حصلش. أتابعها بدهشة لا أفهم إلى أين ستقودنا كلماتها المبعثرة وصوتها المرتعش، وأضافت، دا الصندوق اللى كان فى خزنة البنك، اللى جبناه أنا وإنتى من سنين بعد رشيقة هانم ما إدتنى مفتاح الخزنة، فاكرة؟ هززت رأسى،فاكرة، أنا سبت الصندوق مقفول سنين خايفة أفتحه، لغاية ما الأيام جريت ومابقاش ينفع يفضل مقفول، خدى الصندوق يا بنتى، خديه وحافظى عليه واقرى المكتوب كله وافهميه كويس، لم أمد يدى صوب الصندوق، وبقيت مرتبكة لا أفهم ما تقوله ولا ما تقصده.

لم تترك لى مجالًا لألاحقها بالأسئلة، همست، خديه يا بنتى، وفجأة، تكدرت حالتها النفسية وتلاشت ابتسامتها وانطفأت روحها، وهمست بصوت موحش خرج من بئر حزنها الدفين، الحكاية قديمة يا عزيزة، لها بدايات كثيرة بدايات غريبة، وكل بداية تقودنا إلى نفس النهاية. تباطأت أنفاسها كأنها ترفع حجرًا ثقيلًا يجثم على قلبها، وقبل أن ألاحقها بأسئلتى التى أثارتها كلماتها فى نفسى، همست بصوت تعب تقرأ رأسى ومشاعرى، ما تفكريش كتير وما تتعبنيش بأسئلتك، اقرى كل الأوراق اللى فى الصندوق دى وإنتى حتفهمى كل حاجة. وصمتت، حدقت إلى وجهها بعض الوقت أنتظر ما قد تضيفه، لكنها لم تضف حرفًا وتململت فى مكانها كأنها تطالبنى بالرحيل.

وسرعان ما ودعتها وصندوقها على ذراعى، وهى تؤكد علىَّ  بإصرارها العنيد الذى أعرفه، حاستناكى تقفلى البيت فى المنصورة وتيجى إنتى والصندوق، ما تتأخريش يا عزيزة. ودعتها صامتة ورأسى يفكر طيلة الطريق لبيتى فى كل ما أعرفه عنها وعن حياتها، وأسئلة كثيرة تلاحقنى عن الحكاية التى تقصدها وبداياتها الكثيرة، الحكاية الخفية وأسرارها، لكنى والحق أقول مهما جمع خيالى وحلق بعيدًا عن كل المتصور والمتوقع، لاستحال عليه وعلىَّ أن نتوقع الحكاية التى قررت عزيزة هانم المنيرى أن تكشف لى سرها وتقاسمنى همها ووجعها، وتحكى لى تفاصيلها المدهشة.

أستعيد كلامها معى فى تلك الليلة الطويلة، كل الحكايات التى ستعرفينها من هذا الصندوق عبارة عن حكاية واحدة غريبة، حكاية غريبة ربما لم يعش مثلها إلا أنا فى هذا العالم المزدحم ببشره الكثر، حياة كل منا يا عزيزة ليست إلا حكاية نعيش فيها، نحن أبطالها الوحيدون، والباقون كلهم يلعبون أدوارِا ثانوية لخدمة البطل، هل يملك أى منا أن يغير قدره ومصيره؟ وهل يعرف أى منا قدره ومصيره ليغيرهما؟

وأعود إلى أوراق الصندوق التى رصصتها على مكتبى وأنظر إليها طويلًا، أتساءل لماذا؟ لماذا قررتِ يا حبيبتى أن تشاركينى الحكاية ووجعها وحزنها؟ لماذا يا عزيزة هانم؟ أسئلة كثيرة حيرتنى ولم أعرف إجاباتها، حتى أبلغتنى فرحانة بعد شهور طويلة أنها تتلعثم فى كلامها وتنسى كثيرًا و.. أخبرنى الطبيب بإصابتها بالألزايمر، قال إنها فى بدايات المرض لكنها ستصل أخيرًا إلى نهاياته الموجعة.

فى تلك اللحظة ودموعى متحجرة فى عينى تنتظر ذهاب الطبيب لتنهمر سيولها، فى تلك اللحظة تذكرت صندوق رشيقة هانم وأوراقه، وتذكرت إلحاحها علىَّ لأسكن السرايا وحضنها، وفهمت كل ما شق علىَّ فهمه وقتها، وعرفت لِمَ سلمتنى عزيزة هانم أوراقها، تخشى عليها من نسيانها، سلمتنى الصندوق لأحفظ الحكاية قبل أن تضيع فى غياهب مرضها مثل كل شيء آخر سيضيع ويتلاشى.

هل كنتِ تعرفين يا عزيزة هانم بأمر مرضك؟ وماذا سيصيبك؟ لم أسألها تلك الأسئلة لأنى واثقة بأنها لم تكن تعرف، لكنى واثقة أيضًا بأنها تملك دائمًا البصيرة لترى ما لا يراه غيرها، وتتصرف على هذا الأساس التصرفات الصحيحة و.. وها هى قبل مرضها وقبل النسيان وقبل بداية رحلة النهاية سلمتنى الصندوق الذى تتبعثر أوراقه أمامى على مكتبى الآن لأعرف الحكاية وأحفظها من النسيان، هذا على الأقل ما أفهمه الآن حتى تفصح لى فيما بعد عما تريده منى بالضبط، وسرعان ما أغلق بيتى فى المنصورة وأنتقل إلى السرايا وغرفة نومى القديمة، التى منحتها لى بكل محبتها لأعيش معها ومع صندوق حكاياتها وأسراره.

أرتب الأوراق والدفاتر، خطابات قديمة، دفاتر مذكرات، قصاصات ورق بالعربية والفرنسية و.. أفك الرباط البالى القديم الذى يربط الخطابات الكثيرة، أحدق إلى المظاريف الصفراء الشاحبة البالية، وأسماء المرسل إليهم وعناوينهم، والبلاد التى أرسلت منها الخطابات وأسماء المرسلين، أتصفح الدفاتر وصفحاتها، أطالع قصاصات الورق وما هو مدون فيها، ولا أصدق ما أراه، و.. أسمع نغمات «البالادا» الأربع تتصاعد بين جنبات السرايا وأسمع دقات السابعة مساءً، وأرى كأن عزيزة هانم تجلس أمام البيانو تضرب بكل قوتها وغضبها على أصابعه وأوتاره، تنفس عن غضبها وتعبر عن حزنها، وتبكى وتصرخ بالنغمات، وأفهم لأول مرة فى حياتنا سر علاقة عزيزة هانم والبيانو الأبيض، ونيسها فى الليالى الصعبة والأيام الموحشة وعلاج روحها من قسوة الذكريات والحكايات التى عاشتها والتى لم تعشها.. و.. وأفهم أيضًا لأول مرة ما الذى جمعنا ولماذا؟ وكيف ساقتنا أقدارنا للقاء لم نفهم أسبابه حتى هذه اللحظة، هى عرفت وقت أن تسلمت الصندوق من رشيقة هانم وقررت أن تسلمه لى لماذا جمعنا القدر، عرفت ولم تقل وتركت لى الأحجية مغلقة حتى أعرف حلها وحدى مثلما أفعل الآن.

لماذا التقينا يا عزيزة هانم؟ وجمع بيننا الاسم والمحبة وجمعت بينا أقدارنا؟ هذا ما عرفناه أنا وهى أخيرًا، بعد سنوات كثيرة من لحظة اللقاء الأولى، التى قادتنا لهذه اللحظة الغريبة التى أعيشها الآن وكلى ارتباك وحيرة وحزن.

وأنتقى من صندوقها أول ورقة تقع فى يدى بحرص شديد خوفًا على نسيجها المهترئ والخط المطموس و.. تنهمر دموعى فيضانًا، أبكى وأبكى وأبكى.