وزارة الشباب تقدم المبادرات والبرامج لتأهيل الشباب التدريب وصقل المهارات بوابة حديثى التخرج للحصول على فرص العمل

أكد عدد من الشباب حديثى التخرج أن التدريب وتطوير الذات واكتساب المهارات العملية، بوابة مضمونة للحصول على فرص عمل وبدء حياتهم العملية بشكل جيد.

وأشاروا فى تحقيق أجرته «روزاليوسف»، إلى أن العديد من الشباب الخريجين يعانون من الحيرة عقب التخرج والبدء فى البحث عن العمل وتحقيق الذات ومعرفة أهمية الاعتماد على النفس والاستقلال المادى والانطلاق فى حياتهم المهنية، فمنهم من ينمى مهاراته ويلتحق بالتدريبات ويجد الفرصة المناسبة ومنهم من يظل فى مكانه فى حالة من الارتباك والخوف من المستقبل، محاولًا إدراك ما تشهده سوق العمل من متغيرات مستمرة وتحديات جديدة.

 

فى المقابل تقدم وزارة الشباب والرياضة العديد من المبادرات والبرامج لتأهيل الشباب لسوق العمل، كما تقوم بدور حلقة الوصل بين الشباب الباحثين عن عمل والشركات والمصانع المختلفة.

تحديد الهدف

تقول رغدة خالد ـ خريجة 2021 : «خلال دراستى لم أكن محددة هدفًا معينًا وكان أكبر مشكلة بالنسبة لى بعد التخرج هى الاصطدام بالواقع وأن الدراسة النظرية بالكلية مختلفة تمامًا عن سوق العمل، لكن كنت أنمى مهاراتى وأحصل على تدريبات عدة فى تخصصى، فالتجربة والتعلم ساعدانى على الحصول على فرص عمل مناسبة بعد التخرج والاستقرار على هدف معين». 

وتوضح آلاء كمال، أكبر مشكلة واجهتها بعد التخرج فى تخصصى وهو التصميم الداخلى (ديكور) أن مهاراتى تشكلت من %40 مما تعلمته أثناء الدراسة بالكلية، فى حين أن الستين فى المئة الأخرى كانت من التعامل مع عدد كبير من الناس فى سوق العمل ومع الحرفيين، بالإضافة إلى أن الفتيات يجدن صعوبة التعامل فى المواقع بسبب عدم الاصطدام بالواقع فجأة دون تأهيل مسبق. 

وتقول بسنت على: مشكلتى أنه أثناء الدراسة كان كل التركيز على الدراسة النظرية فقط وكنت أخطط للتدريب ثم العمل بعد التخرج بالتالى تخرجت دون خبرة كافية لسوق العمل ومعظم الوظائف تريد خبرة لسنوات وشهادات وخبرات أخرى.

أما ندى ياسر، مقدمة نشرات إخبارية فى إحدى القنوات الفضائية، فتقول: أنا خريجة سنة 2020، فى البداية كانت بعض الأماكن متخوفة من تعيينى والاعتماد علىَّ فهم يرونى قليلة الخبرة لأننى حديثة التخرج، مازلت فى أول الطريق، لكن التحقت بعدة  أماكن وتعلمت وتطورت بها وبعدها أثبت إننى قادرة على الاستمرار والنجاح ووجدت البعض يرى إنى مازلت صغيرة، لكن وجدت أيضًا الداعمين والمشجعين لى ومن نقلوا لى خبرتهم أثناء التدريب وأثبت أنى ناجحة وقادرة على تحمل المسئولية، فالكل أعطانى بعدها التقدير نظرتهم تغيرت لتلك الخريجة الصغيرة.

وتضيف، أن أنسب رد على أى شخص يحبطك ويقلل من قدراتك بعد التخرج هو أنك تعمل على تطوير مهاراتك أكثر وتنجح أكثر ولا تيأس أبدًا لأن أول فترة هى الأصعب وهى التى تحدد من الذى سيستمر فى النجاح وستجد من أحبطوك أصبحوا من المعجبين.

وتقول أسماء أبوبكر، إخصائى أول موارد بشرية فى إحدى المؤسسات الشهيرة: يجب على الطالب بدءًا من الفرقة الثالثة على الأقل أن يحدد هدفًا معينًا يسعى لتحقيقه وأن يلتحق بالتدريبات الصيفية والورش حتى يصقل مهاراته ويتعامل مع الموظفين ويدخل فى أجواء العمل ويندمج معهم، وعليه تجهيز سيرة ذاتية له يذكر فيها كل التدريبات التى حصل عليها لأنها تعتبر سنين خبرة وتعطى السيرة الذاتية ثقلًا وتتيح له فرص عمل أفضل من غيره، وعليه أن يتقدم للعمل فى كل الشركات والمؤسسات الشهيرة حتى يتطور بشكل صحيح وتكون إضافة له، والمهم أيضا إتقان لغة أجنبية مثل الإنجليزية وأيضا إجادة الكمبيوتر.

من جهته يقول أحمد البيلى، خبير التنمية المستدامة: إن سوق العمل عبارة عن عرض وطلب، يجب أن يكون الشخص واعيًا لمتطلبات السوق ومن وجهة نظرى يجب التركيز على أهمية مدارس التكنولوجيا التطبيقية لأنه حتى يحدث ثورة فى مجال الصناعة يجب أن يتوفر لدينا عامل فنى يستطيع التعامل مع الماكينات والعمل بالمصانع. 

مشوارى

فى السياق تقول منال جمال، وكيل وزارة الشباب والرياضة، رئيس الإدارة المركزية للمشروعات وتدريب الشباب بالوزارة: إن الوزارة تقدم بتوجيهات من وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى، حزمًا تدريبية من خلال الإدارة المركزية للمشروعات وتدريب الشباب لتأهيل الشباب لسوق العمل، وذلك من خلال عدة برامج تدريبية مثل برنامج «مشواري» الذى تنفذه   الوزارة فى 15 محافظة تحت رعاية رئاسة مجلس الوزراء بالشراكة مع اليونسيف لتمكين النشء والشباب من سن 10 إلى 24 عاما خاصة الفئات الأكثر احتياجًا.

ويهدف البرنامج لتنمية مهارات الاتصال وطريقة كتابة السيرة الذاتية وإجراء المقابلات الشخصية وأيضا التوظيف والتفكير الابتكارى وكيفية إنشاء المشروعات الصغيرة للشباب والادخار للنشء وتحديد المسار المهنى وتقديم الدعم والتدريبات لتلبية السوق وتأهيلهم لسوق العمل، وأيضا نقدم تدريبات للشباب فى ريادة الأعمال ونقيم ندوات عنها وعن كيفية إنشاء المشروع وتطويره ودراسات الجدوى وكيفية التسويق للمشروع.

«طور وغير»

وتضيف،  منال جمال، يوجد برنامج يسمى «طور وغير»، وهو يعد أول منصة إلكترونية تعليمية مجانية تقدم تدريبات ومحاضرات فى مختلف المجالات يقدمها مدربون متخصصون ومتاح تسجيلها فور الانتهاء من المحاضرة للاستفادة منها فى أى وقت، هى مقدمة من الإدارة المركزية للمشروعات والتدريب بوزارة الشباب بالتعاون مع شركة مايكروسوفت مصر ومؤسسة كير مصر، والهدف منها تطوير مهارات الشباب واكتساب خبرات جديدة ومحو الأمية الرقمية، ومن التدريبات التى تتيحها المنصة:  البرمجة والتسويق والمبيعات والموارد البشرية والتكنولوجيا لأنها أصبحت شيئا أساسيا للتميز فى أى مجال، وأيضا يوجد الاستشارات المهنية والتوظيف والمهارات الحياتية والعمل الحر وهو  يدربهم على العمل أونلاين  من المنزل والإكسيل الحسابى أيضا مهم لكل المجالات المالية وكل القطاعات خاصة المحاسبة.

بالإضافة إلى تقديم دورات عن الذكاء الاصطناعي؛ لأنه أصبح أولوية فى عدة مجالات مثل تنمية مهارات التحليل والتفكير المنطقى ويساعدهم على فهم أنماط التقنية الحديثة وأنظمة الروبوتات بشكل عام، وللحصول على تلك الدورات التدريبية من المنصة يمكنك تسجيل عميلة الدخول بالبريد الإلكترونى على موقع مايكروسوفت أو عن طريق الصفحة الشخصية على فيسبوك، ومن ثم الالتحاق بالدورة التى تريدها.

«ملتقيات التوظيف»

وتشير إلى أن وزارة الشباب والرياضة تقيم ملتقيات توظيف بالتعاون مع شركات القطاع الخاص، حيث نعلن عن الشركة والوظائف المتاحة بها فى مراكز الشباب أو عن طريق موقع وزارة الشباب حيث يتم التقديم «أونلاين» عبر الموقع، وأيضا نقيم يومًا مفتوحًا للشركة داخل مراكز الشباب، فالوزارة وسيط بين الشركات والشباب، وتوجد شركات تطلب مؤهلات عليا ومصانع تحتاج عمالة ومؤهلات متوسطة وأيضا فى شركات الأمن والمبيعات، وأكثر الوظائف المطلوبة هى العمالة الفنية والكول سنتر والمبيعات.

القوى العاملة 

من جانبها, تصدر وزارة القوى العاملة نشرة قومية للتشغيل نصف شهرية تتضمن الفرص المتوفرة فى شركات القطاع الخاص فى المجالات جميعًا، وعلى مستوى جميع المحافظات، وأيضا تعقد ملتقيات توظيف تتضمن فرصًا لذوى الاحتياجات الخاصة، وتوفر المديريات ومكاتب التشغيل التابعة للوزارة فرص عمل للشباب فى المحافظات.