الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وسط أعلى معدلات للطلاق فى المنطقة العربية بنسبة وصلت الى 219 ألف حالة سنويا التريث والتخطيط قبل الإنجاب لم يعد حديثا يقال

لم يعد ضربا من ضروب الرفاهية النظر بموضوعية فى نقاط باتت مناقشتها أهمية كبرى، فلم يعد الأمر مقتصرا على رجل وامرأة ينفصلان بعد استحالة العشرة بينهما بل تحولت اليوم قصص الطلاق إلى أزمات تعصف بأطفال الطلاق لتخرج علينا حوادث مروعة لم نعهدها من قبل كأن يتم ترك الأطفال فى الشارع أو على سلم أحد الأقرباء أو لدى عم أو خال جاحد!



 

هنا لم يعد قرار انفصال زوجين خاصا بهما هنا باتت القضية قضية مجتمع بأسره كسر كل طوق لجدران أسرة من الممكن أن يحيا أطفالها حياة يستحقونها حتى لو اختلف أو انفصل والديهما وإن استحالت العشرة والسكن فلماذا تتحول حياة أطفال أبرياء الى عذاب!

لم تأت محض صدفة دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى  للتريث فى مسألة الإنجاب والخلفة بعد الزواج، حتى إنه ضرب مثلا بنفسه ووصيته لابنته بأن تتمهل فى قرار الإنجاب بعد أن تطمئن لزوجها وتتأكد من استقرار حياتها الزوجية. 

اليوم تعج محاكم الأسرة بمختلف قضايا الطلاق والخلع والنفقة ووسط زحام الخلاف تضيع حقوق أطفال صغار فى كثير من الأحوال يتفنن كل طرف  فى الزواج المنتهى كيف ينتقم من الآخر من خلال هؤلاء الأبرياء وكيف يستفيد من ثغرات القانون محامي الأب ليتملص من الإنفاق عليهم حتى لو حالة الوالد المادية تسمح!

اليوم بات لزاما على المجتمع أن يصارح نفسه أى أجيال ننشئ وأى أجيال نريد أن نتباهى بها بين الأمم!

هل العبرة اليوم فى الزواج مجرد إرضاء للأهل والمجتمع أم أنه سكن ومودة ورحمة واستقرار!

هل العبرة اليوم بكثرة الذرية أم أن العبرة بكيفية تربية هذا النشأ وإعطائه كل فرصة للنجاة فى الحياة والوصول لأعلى المراتب!

غضب الكثيرون ولاسيما رجال الدين عندما كانت تتجه الدولة منذ الثمانينيات لتحديد النسل فى الحملةالشهيرة (انظر حولك) والاكتفاء بطفلين وفسرها المتشددون بأن هذه الحملات تقف ضد الدين وإرادة الله وأن كل طفل يأتى ومعه رزقه فلم تنجح تلك الحملة على عكس حملات صحية عدة لاقت اهتماما وأذنا من الشعب.

اليوم وسط زيادة سكانية هائلة وأكثر حالات طلاق فى المنطقة العربية وظروف اقتصادية صعبة تمر على العالم بأسره لا بد أن نسأل أنفسنا سؤالا مهما هل يستطيع غالبية البيوت المصرية اليوم الإنفاق على أكثر من طفلين!؟

ولنتكلم بصفات الإنفاق  على الذرية كما ذكر فى الدين الإسلامى الذى يريد ذرية قوية البنية ذكية العقل وافرة الصحة..

علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل وكيف يكون ذلك متاحا  اليوم لو الأب ليس ميسورالحال ولديه أطفال كثر  وإذا وجد وظيفة واثنتين أين سيجد الوقت للتربية والتواصل مع أطفاله!

فشلت محاولات تنظيم الأسرة أمام جهل الناس والتشبث بآراء متطرفة لأئمة استحوذوا على عقول المصريين لسنوات طويلة تطلق أصواتهم من خلال الزوايا والمنابر فى الجوامع الصغيرة بالقرى والنجوع وحتى الكبيرة والأشرطة الدعوية وقنوات التطرف الوهابى.. لذا لم يعد من باب الحديث لمجرد الحديث النقاش المجتمعى فى تنظيم الأسرة وكيفية إخراج نشء يواكب تطور وتقدم العالم والحفاظ على أطفالنا أيا كانت طبيعة العلاقة بين الوالدين مرتبطين أو منفصلين..

يجب على المجتمع اليوم أن يتكاتف لتخرج أجيال كما ذكر الرسول الكريم  أجيال قوية فإن المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ولم يعد المؤمن هو من يتناكح ويتكاثر بصرف النظر عن كيفية وشكل النشء وهذه الذرية والرسول عليه الصلاة والسلام فى الحروب المختلفة كان يفتدى الأسير عندما يقوم بتعليم عدد من أبناء المسلمين إذن التعليم كان مهما فى بدايات الدولة الإسلامية وكان ركنا هاما من أركانها وليس مجرد الاكتفاء بعدد من ينتمون للإسلام فى هذا الوقت!

لماذا لا يدرك كل أب وأم أنهما سيحاسبان حسابا عسيرا إذا لم يحسنا تربية أولادهما وكانت كثرة الأولاد وعدد الأطفال هى على حساب حق هؤلاء الأطفال فى أفضل تعليم وأفضل صحة كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت هو حديث صحيح يعنى من ينفق عليهم والقوت هنا لم يقصد به الطعام فقط بل كل مناحى الإنفاق بكل وجه، فكيف لا يكون حتى اليوم لدينا قوانين رادعة لكل أب وأم تطلقا وألقيا أولادهم فى الشارع، وكيف لا يكون لدينا حتى اليوم قوانين ملزمة واجبة ضد من لا يدخل أولاده المدارس فى سن المدرسة أو من يقوم باخراج أولاده من المدرسة قبل إتمام التعليم الثانوى  وكيف لا يكون لدينا قوانين ملزمة رادعة لمن يهمل فى صحة أولاده أو يكون قاسيا معهم ولا ننتظر حتى فقد وضياع هؤلاء الأطفال أو موتهم!وكيف لا يكون لدينا قوانين ملزمة لمن يستغل أطفاله فى العمالة والشغل قبل سن18.

صحيح لدينا بعض القوانين هنا أو هناك ولكنها غير مفعلة بشكل كبير ويتم التحايل عليها بكل طريقة.. سألت الدكتور الأستاذ أحمد حسين عميد كلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر حيث  أكد أن أجيال اليوم يعانون من أمية كبيرة ويقول (اختلط فى الدين الحابل بالنابل وربنا سبحانه وتعالى قال أن المال والبنون زينة الحياة الدنيا ولكن كل شاب يسأل نفسه لماذا يخطط قبل الزواج ويدبر عملا ولا يترك الأمر للقدر ويقول أتجوز وكل شىء برزقه ما ينفعشى ولن تقبل به أى أسرة فتاة وهنا نقول كما تخطط للزواج يجب أن يكون هناك تخطيط فى مسألة الإنجاب أيضا  ولا يترك الأمر كده ويقول كل طفل يأتى معه رزقه لأن ربنا قال أننا يجب أن نفكر ونتدبر فى حياتنا ولما نخلف طابورا من الأطفال لا يعرف الأب والأم كيف هى تربيتهم ماذا ستكون النتيجة سيكونون عبئا على المجتمع والوطن وكما ينظر الدين على أن الذرية نعمة يأمر الأزواج أن يتقوا الله فى هذا النسل والتريث فى الإنجاب ليس به ما يخالف الشرع حتى يهيأ الزوجين نفسيهما لاستقبال هذا الطفل بعد أن يطمئن كل منهما للآخر ويوفرا الرزق اللازم بعد ما أرهقهما تكاليف الزواج مثلا  أو الأقساط والديون.

كما يجب أن يعرف كلا الزوجين أن الزواج مودة وسكن ليس مجرد تنظيف وطبيخ تقوم به الزوجة لأن أى خادمة تستطيع فعل ذلك  وليعلم الرجل أن الزواج ليس مجرد ساعات عمل يقضيها  ويعود لا يتواصل مع أهل بيته ولا يتودد إليهم لأن مقومات الزواج والأسرة ووجود ذرية متزنة هو بيت خال من المشاحنات هادئ متفاهم، نحن اليوم أمام عدة مشكلات لو حدث الطلاق تخيل لو كل زوجين تطلقا وسأقول لديهم طفل واحد كيف ستتم تربية هذا الطفل اليوم وسط كثير من المشاحنات والحروب داخل المحاكم!

الحقيقة عندما يقول الرئيس للناس لا بد أن تتمهل وتتريث فى مسألة الإنجاب بعد الزواج لا بد أن الناس تأخذ هذا الكلام على محمل الجد والاهتمام الكبير لأنه لديه رؤية أوضح لكل ما يمر به البلد.

كنت أعطى دروسا تثقيفية تحت إشراف دار الإفتاء أتحدث من خلالها على وجوب التخطيط قبل إنجاب الأطفال وللأسف هناك من يتحدث باسم الدين فى القرى والمحافظات ويقول ياسيدى خلف ورزقهم على الله صحيح الرزق على الله لكن لا بد أن يكون هناك نقطة نظام فلا بد من التباعد بين فترات الولادة والاكتفاء بعدد أطفال يتماشى مع ظروف هذه الأسرة ومقدرتها وسأقول لك أمرا ألم نسمع اليوم عن حوادث كبيرة ينخرط فيها أولاد ينحدرون من أسر ثرية إذن العبرة هنا ليس فى وفرة المال فقط ولكن وفرة الصبر والجهد والتربية والحوار والوقت لهؤلاء الأطفال لأن المال ليس العنصر الوحيد فى التربية وإخراج أجيال نفاخر بها بين الأمم.