السبت 15 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صاحب أشهر مقطوعات الموسيقى التصويرية فى ربع قرن: خالد حماد: السينما تؤرخ للموسيقى وتكتب لها الخلود

يعتبر الموسيقار الفنان «خالد حماد» من أبرز أبناء جيل الوسط الفنى الذى استطاع أن يضع بصمته ويتحدى نفسه بالتركيز على الموسيقى التصويرية.. وقدم من خلالها إبداعات كثيرة تعيش بيننا لتلك اللحظة ومنها موسيقى مسلسلات (صاحب السعادة، العراف، أوان الورد) وأفلام (ضحك ولعب وجد وحب، عمارة يعقوبيان، معالى الوزير، أصحاب ولا بيزنس، شورت وفانلة وكاب) وغيرها من الأعمال التى شكلت وجدان جيلى التسعينيات والألفينيات.. وكانت علامة مسجلة لسينما ودراما تلك الفترة.



كان لـ«روزاليوسف» هذا الحوار مع أحد أهم أعلام الموسيقى التصويرية فى عصره «خالد حماد».

 

ما الذى جعلك تختار فن الموسيقى التصويرية عن تقديم موسيقى من تأليفك؟

- الأمر كله جاء وليد الصدفة. فالموسيقى التصويرية فن مستقل بذاته، ولكنه أقل حرية من تأليف الموسيقى الخاصة. فعندما يقوم الموسيقى بتأليف مقطوعته يعمل عليها بحرية دون الالتزام بموضوعات معينة أو قيود أو قصة للفيلم أو رؤية للمخرج، بينما الموسيقى التصويرية تعتبر العامل الأساسى الذى يعبر عما يدور فى ذهن البطل وخواطر الراوى والقصة والمشهد والأحداث، بل إنها يمكنها التعبير عن الحالة أكثر من الصورة نفسها. أما عما يميزها عن الموسيقى الفردية فهو أن السينما تسمح بتأريخ الموسيقى وتجعلها تعيش لسنوات على عكس الموسيقى الفردية والتى قد تختفى مع الوقت بعد انتهاء الحفلات وغيرها.

 ولكن كيف كان الأمر صدفة؟ 

- الموسيقى التصويرية تعتبر حلمًا لكل موسيقى، حيث تعتبر خطوة متقدمة بعد تقديم عدد من الأعمال الموسيقية الأخرى، ولكنى أنا فى بداياتى قدمت ألحانى للعديد من المطربين الكبار مع بداية التسعينيات، ورفضوا أفكارى واصفين إياى بـ«الأجنبى».. وبعد عدة إحباطات، بدأت بتقديم موسيقى للإعلانات وفوازير (حاجات ومحتاجات) للفنانة شيريهان، ومنها قفزت إلى خطوة مهمة عن باقى أبناء جيلى، حيث بدأت العمل للسينما بفضل المخرج «عمرو عرفة» والذى بدأت علاقتى به بتقديمنا إعلانات معًا، وقتها قام بترشيحى لأول عمل سينمائى وهو (ضحك ولعب وجد وحب). 

هل مصطلح «أجنبى» جاء بسبب أن تيمة موسيقاك غربية ومتأثرة بأصولك الروسية؟ 

- لا أبدا، فأنا موسيقاى مصرية وشرقية ومتنوعة، ولكن كلمة «أجنبى» تعنى أنها مختلفة عن التيمة أو «الموضة» التى كانوا يسيرون عليها وقتها.. فللأسف كل وقت وله تيمة خاصة يسير عليها المطربون رافضين التغيير عنها. 

 هل هذا سبب عدم تقديمك لأغانٍ والاكتفاء بأغانى الأفلام؟ 

- لا أنكر أن ما حدث سبب لى نوعًا من الانغلاق النفسى فى البداية، ولكنى تعايشت مع الأمر وأدركت أنه كان خيرًا لى. وأكبر دليل على ذلك أن أغلب المطربين الذين رفضونى فى البداية أصبحوا من أصدقائى.. وبين الحين والآخر أقدم أغانى، ولكن أغلبها داخل سياق الدراما ومنها (النور مكانه فى القلوب) و(حبيبى يا عاشق) وغيرها. وفى الفترة المقبلة أفكر بالتركيز على الأغانى قليلا، حتى إننى قدمت أغنية واحدة مع المطرب «على الألفى»، ولكنها ليست فى سياق الدراما وكان اسمها (إحساس بالونس).

 هل المخرج يحجم أفكارك كموسيقى؟

- أحيانًا، هناك مخرجون يستخدمون الموسيقى لسد الخلل الموجود بالحوار، وهناك مخرجون يعرفون جيدًا ما يريدونه من الموسيقى واستخدامها فى كل مشهد عن الآخر للتعبير عن مشاعر معينة وهؤلاء لا يتعدون الـ4 أو 5 مخرجين، ومنهم على سبيل المثال المخرج «مروان حامد».. ومنهم من يضع ثقته بى ويترك لى الأمر تمامًا مثل المخرج «سعيد حامد».

هل التكنولوجيا أثّرت بالسلب على فن الموسيقى التصويرية؟ 

- التكنولوجيا سلاح ذو حدين فى كل شىء، فعلى الرغم من أنها سهلت الكثير من التقنيات التى لم نكن لنصل إليها منذ سنوات إلا بشق الأنفس واختصرت خطوات كبيرة. إلا أنها ساهمت أيضًا فى دخول غير الموهوبين فى المهنة والذين قد يقوموا ببعض النغمات والتركيبات الإلكترونية دون دراسة أو حس فنى. فالمبدع يقوم بكل التفاصيل بيده، ودخلاء المهنة أثروا بالسلب على المهنة بشكل عام. وبالمناسبة الإنتاج هو السبب فيما نحن فيه لأن الموهوب له سعر غالٍ، فيقومون باللجوء لغير الموهوبين. 

 ما أكثر المشاكل التى تقابلك حاليا؟ 

- عدم تقدير الوقت، ففى الصناعة يتم وضع جدول زمنى محدد ولا نسير وفقًا له. فمراحل التصوير تستغرق وقتًا طويلاً، بينما لا أحد يهتم بمنح وقت كافٍ لمراحل ما بعد الإنتاج وهى الموسيقى والصوت وتصحيح الألوان، مما ينتج عنه ضغط كبير فى الوقت. وطوال عمرى الفنى تقريبًا أقع تحت هذا الضغط بالوقت، إلا فى عملين مع المخرج «رامى إمام» وهما (صاحب السعادة) و(العراف) لأنه بدأ الاتفاق عليهما وتنفيذهما مبكرًا وفقًا لجدول زمنى محدد.

 ما الجديد عندك؟ 

- أضع اللمسات النهائية على موسيقى فيلم (الباب الأخضر) للمخرج «رءوف عبدالعزيز» وهو عن سيناريو للراحل القدير «أسامة أنور عكاشة». وفكرة تقديم موسيقى لقصة كتبها هذا الكاتب العظيم ولا تزال تصلح لوقتنا الحالى أمر به تحدٍ كبير.

لماذا لا يتم تقديم فيلم موسيقى من وجهة نظرك؟

- الأمر لا يصلح هنا إطلاقًا، فالمشكلة ليست فى الموسيقى، ولكن المشكلة عدم وجود نجم يستطيع الغناء والرقص معًا.. فلو كنا نرغب فى تقديم عمل سينمائى موسيقى يحاكى أفلام الغرب الناجحة يجب أن يكون لدينا تيمة النجم الذى يستطيع أن يغنى ويرقص باحترافية.. فنحن لدينا مطربون ممثلون، ولكنهم ليس لديهم الحركة المطلوبة. فكان هناك مشروع مسرحية استعراضية غنائية كان سيقدمها «أحمد مكى» وتحمست كثيرًا لها ولكنه عندما قدم البروفة الأولى وجدنا أنه قد لا يتماشى مع تقديم أغانى المسرحية، فتوقف المشروع. ولدىّ أمل فى الجيل الجديد الذى يقوم بتدريبه المخرج «خالد جلال» لأنه يدربهم على جميع الفنون.

 تم تكريمك مؤخرًا فى مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة فكيف استقبلت هذا التكريم؟

- فخور به جدًا خاصة أنه تكريم جاء من مهرجان أقاموه شباب مصرى. فأنا  لمست خلال تواجدى معهم المجهود والحماس الذى يملؤهم للوصول لنقطة النجاح والتطوير من أنفسهم، فأنا أيضًا أقوم بإنشاء مهرجان خارج مصر وألمس جيدًا المشاكل التى تواجه هؤلاء الشباب وأعلم مدى معاناتهم.

 قدمت عددًا كبيرًا من الموسيقى التصويرية لأفلام قصيرة فهل مازلت تؤمن بتلك المشروعات أم أنك اكتفيت بعد الوصول للأفلام الطويلة؟ 

- لولا عملى بالفيلم القصير ببدايتى لم أكن سأصل لتحقيق النجاحات فى الأفلام الطويلة ويتم صنع اسمى، فأنا بدأت العمل بأفلام مشاريع الطلبة لأصدقائى بأكاديمية الفنون، وبعدها قدمت خلال مشوارى الفنى عددًا كبيرًا من الأفلام القصيرة. وبالمناسبة ذلك لم يقتصر على بداياتى فقط فأنا أحب حتى الآن العمل مع الشباب فى الأفلام القصيرة، لأنها تطلق حرية أكثر للفنان دون التقييد بمعايير السوق التى تحكمها صناعة السينما، وبالمناسبة لقد حصلت على جائزة الدولة التشجيعية من قبل عن الموسيقى التى قدمتها بأحد الأفلام القصيرة.