الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و  1/2 .. «ماسبيرو زمان» يعيد كتابة التاريخ!!

كلمة و 1/2 .. «ماسبيرو زمان» يعيد كتابة التاريخ!!

ما نراه بين الحين والآخر على «ماسبيرو زمان» ليس هو كل ما تم تسجيله؛ ولكنه فقط ما تم إنقاذه من براثن الإهمال، سواء عن سبق إصرار وإضرار، أم عن جهل وعدم إدراك لأهمية الماضى، وهو قطعًا عذر أقبح من ذنب.



تستحق هذه التسجيلات دراسات موسعة، تتيح لنا قراءة الزمن بكل أبعاده، وأيضًا تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة التى توارثناها ورددناها؛ بل وفى كثير من الأحيان عممناها، دون أن نتأكد من مدى صحتها، وهل كانت بالفعل هى عنوان الزمن؟.

 بالصدفة شاهدت هذا التسجيل الذى أعاده «ماسبيرو زمان» ويعود توقيت التصوير إلى أكثر من خمسين عامًا، الحوار تم إجراؤه مع المخرج الكبير الراحل نيازى مصطفى، إنه المظلوم الأكبر فى حياتنا السينمائية، فهو أحد أهم البنائين لهذا الفن الوليد، درس مطلع الثلاثينيات الخدع السينمائية فى ألمانيا، وعاد إلى أرض الوطن عام 34 مع بداية السينما الناطقة، ليصبح مسئولًا عن مجمع المونتاج فى استوديو مصر، من بين تلاميذه العمالقة حسن الإمام وصلاح أبوسيف وكمال الشيخ وآخر العنقود شريف عرفة، الذى عمل معه كمساعد ثانٍ.

وكما ظلم نيازى فى حياته فلقد ظلموه أيضًا بعد اغتياله؛ حيث ذبحه القاتل ومثَّل بجثته، لم تتمكن أجهزة الدولة عام 86 وحتى الآن من معرفته، والحادث مقيد ضد مجهول.

نيازى من جيل لم يبحث عن الضوء، ولهذا أرشيفه المكتوب والمسموع والمرئى قليل جدًا، أخرج للسينما أكثر من 100 فيلم، بدأها بفيلمى «سلامة فى خير» 1937 و«سى عمر» 1941 والفيلمان يعتمدان بنسبة كبيرة على الحيل السينمائية، وهو واحد من ثلاثة تجاوزا رقم المائة فى تاريخنا السينمائى، الاثنان الآخران هما هنرى بركات وحسام الدين مصطفى.

قال نيازى إن الريحانى حصل على أكبر أجر فى ذلك الزمان وهو ألف جنيه، كما أنه كان يطيع تمامًا وبلا نقاش المخرج، إلا مرة واحدة اعترض بصوت عالٍ، بعد أن تم تصوير عدد من مشاهد فيلم « سى عمر»، تحجج وقتها الريحانى بضرورة إعادة التصوير، لأن صلعته واضحة، فى لقطات، وتسريحة شعره فى لقطات أخرى لم تكن منضبطة.

حاول نيازى إقناعه بأن كل شيء تمام دون جدوى، ومر نحو شهرين وأعاد نجيب الريحانى كتابة السيناريو، الذى شاركه فيه بديع خيرى، وأدرك نيازى المشكلة، حيث أن الريحانى فى الكتابة الثانية قلص تمامًا مشاهد عبدالفتاح القصرى، بعد أن اكتشف أثناء التصوير أول مرة، أن القصرى هو المسيطر، فحذف 90 % من مشاهده.

غيرة قاسية جدًا ولكن هذه هى طبيعة النفس البشرية حتى مع هؤلاء الذين حققوا نجاحًا استثنائيًا.

سبق وأن روت هند رستم أن إسماعيل ياسين فى فيلم «ابن حميدو» كان يغار من حضورها على الشاشة، ومن خفة دم زينات صدقى، وحكى لى الكاتب المسرحى الكبير أحمد الإبيارى أنه عندما اتفق والده الكاتب الاستثنائى فى تاريخنا الدرامى والغنائى أبوالسعود الإبيارى وشريك إسماعيل ياسين فى النجاح، على تقديم مسرحية «أنا وأخويا وأخويا»، فى منتصف الستينيات، رشح الإبيارى، عبدالمنعم مدبولى للإخراج، ووافق إسماعيل على مضض، قرر مدبولى أن يسند دورًا رئيسيًا  لنجم كوميدى كان صاعدًا وواعدًا فى تلك السنوات وهو نبيل الهجرسى، عند تصوير المسرحية اكتشف إسماعيل أن الصالة تضحك أكثر للهجرسى فطلب تغيير الهجرسى وإعادة التصوير، ثم توافقوا على حل يرضى جميع الأطراف، وهو ألا يخرج نبيل عن النص، ويقدم الدور وكأنه موظف حافظ مش فاهم، وبالفعل، كان أداء الهجرسى باهتًا، وكما هو متوقع سقطت المسرحية ومن بعدها أفل نجم إسماعيل ياسين.

روى لى حسن مصطفى أنه فى بداية ظهوره السينمائى فى فيلم «الحرام» كان هناك مشهد يجمع بين فاتن حمامة وزكى رستم، طلبت فاتن بحجج مختلفة من المخرج هنرى بركات إعادته عشر مرات، وفى المرة الحادية عشرة قال لها زكى رستم على الملأ «يا فاتن ح تعيديه ألف مرة برضه مش ح يبقى مشهدك »، لو تأملنا «ماسبيرو زمان» بدقة، سنكتشف أنه كثيرًا ما يعيد كتابة التاريخ!!