الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حمدى ونجلاء هذه قصة تروى عن الحب

وأنت تقرأ هذه الكلمات يكون قد انقضت على عيد الحب أيامٌ معدودات، تلك المناسَبة الموسمية التى نحتفل بها دون أدنى مشاعر فليس للحب وقت فكل لحظة تمتزج فيها البراءة بالصفاء هى لحظة حب وما أقلها..



والثنائى الذى أتحدث عنه هو ثنائى ملهم بالنسبة لى، ولطالما وقعت أسيرة عشق القصص التى يغلفها السكون، فالصدق لا يحتاج لضجيج، ربما لا تكون علاقة مثالية فلا علاقات مثالية فى هذه الحياة لكن المؤكد أنها علاقة مختلفة.. أحدثك يا سيدى عن قصة الفنانة الكبيرة نجلاء فتحى والإعلامى القدير حمدى قنديل، وأنا هنا لا أتحدث عن السيرة المهنية لكلا منهما بل هو محض حديث عن رجل وامرأة وقصة حب لطيفة عاشت حتى مات أحد طرفيها.

وربما تعلم أن قصة زواجهما الشهيرة  أن نجلاء هى مَن طلبت من حمدى الزواج منها، وفى هذا جرأة وثقة لا تمتلكها الكثيرات، جرأة الإقدام على اختيار الرجل الذى تريد أن تكمل معه حياتها وثقة فى نفسها وفى أن الرجل الواقف أمامها لن يحكم عليها أو يُقَيِّمها بمعايير هذه الأيام.. ربما إلى هنا تكون قصة عادية  لكن الزمن أثبت أنها قصة استثنائية، فكانت نجلاء على حق وظلا معًا حتى وفاة حمدى وكانت هى وقت زواجها نجمة لامعة جمالها أخاذ وبراءة وجهها لا يوازيها أحد ولها بَحَّة صوت لا تخطئها أذُن، ومؤكد كان متاحًا لها أن تختار بين عشرات الرجال ومؤكد كان هناك من هم  أغنى أو أشهر لكنها اختارت رجلاً تكبر معه..

وأحيانًا كثيرة أجد نفسى أرى حقيقة شخصية  المرأة من اختيارها ومعاييرها فى الرجال..

وأحب كثيرًا فى نجلاء ليس فقط فنها وأفلامها التى تمثل علامات فى السينما المصرية وإنما أحترم فيها ا نزواءَها واختفاءَها واحترامَها لجمهورها، فهى فنانة تنتمى لفصيلة فنانات يحكمهن ذكاء اختيار وقت الاختفاء مثلها كشادية ونجاة ونورا؛ حيث لم يلمحهن أحد منذ اختفين..

وهكذا تعاملت نجلاء مع زواجها وزوجها فربما تكون مؤمنة بأن ما تحبه تخفيه عن الناس، وفى هذا صدقٌ لو تعلمون عظيمٌ..

ورُغم بساطة قصتهما؛ فإنها لا تخلو من تفاصيل جميلة، فلم يتعامل الثنائى بمنطق (اربطيه بالعيال)؛ فلم ينجبا قط لكنهما ظلا معًا يمثل كل منهما للآخر السَّنَد والوَنس والعِشرة الطيبة حتى آخر يوم فى حياة حمدى، وأظن وإن بعض الظن إثم أن هذا غاية ما يطمح إليه الإنسان السوى.. هذا جُل ما يتمناه حتى ولو لم يدركه.

 ولا أعرف لماذا أتخيل نفسى الآن أنظر لشرفة منزلهما  ولا أرى أن هذا  الثنائى اللطيف يحتفل قَط بعيد الحب، فمن يعتنق الصدق دينًا فى حياته لن يرتوى أبدًا بعلاقات ومناسبات بلاستيكية يلجأ لها الناس عنوة لإثبات الحب وتقديم الهدايا التى عادة ما تكتسى بالأحمر ويكون طرفاها إمّا فى علاقه حديثة  ينطبق عليها المَثل المصرى الشهير (الغربال الجديد له شَدة) أو ربما يكونا زوجين يحاولان إثبات ولاء كل منهما للآخر، وليس فى هذا أى عيب؛ بل العيب أن نحتفل بالحب دون أن نحترمه أو نمارسه فى أفعالنا.

 فالحب يقينٌ وإيمانٌ كامل بمَن تحب وثقة أنه فى صفك لن يخذلك حتى لو خذلت نفسَك.. الحب أمانٌ للطرفين.. وهى جميعًا أرزاق مقدرة ليست من نصيب الجميع، فهناك من يجدها وهناك من لا يبقى له سوى قصص يُكتب فصلها الأخير فى محكمة الأسرة..

 الحب الحقيقى يزداد بالعِشرة وينمو ربما تخدشه الأقساط والأطفال ومشاكل الحياة لكنها لا تقتله، ولا عجب أن من لا يعيشون قصص حب هم أكثر من يؤمنون بالحب ويعطونه بسخاء، ففاقد الشىء هو أكثر من يعطيه..  وختامًا لى عشق أثق أن ألاقيه يومًا بين كل الوجوه العابرة لأعلن أنى حين انتظرت انتصرت على كل الممالك والمدن القاهرة. كقصة حمدى ونجلاء..

كل عيد حب وأنتم عن الزيف أبعد.