الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قال إن الموسيقى التصويرية فن مهدور حقه: خالد الكمار: نجاح موسيقى (البحث عن علا) فاق التوقعات

فى عالم الموسيقى التصويرية توجد العديد من الأسماء التى صنعت موسيقاها صدًى مميزًا فى أذُن المستمع، ويمكن اعتبار «خالد الكمار» واحدًا من تلك الأسماء صاحبة الثقافة الموسيقية الواسعة، والذى استطاع بموسيقاه خلال السنوات القليلة الماضية أن يُحدث فارقًا كبيرًا استحق بسببه أن يحصل على جائزة الدولة التشجيعية العام الماضى، فعلى مدار تلك السنوات أمتعنا بموسيقاه التى ظهرت فى مسلسلات (ليه لأ، وما وراء الطبيعة، والاختيار2، وخلى بالك من زيزى).



 

 كما حصل عام 2019 على جائزة موسيقى هوليوود فى الإعلام عن تتر مسلسل (قابيل) كأول مصرى يفوز بتلك الجائزة المهمة، أمّا فى السينما فله علامات يصعب تجاهلها فى أفلام مثل (موسى، والأصليين، وصاحب المقام) وغيرها، ومؤخرًا، حقق نجاحًا كبيرًا بموسيقى مسلسل (البحث عن علا).. وعن كل تلك النجاحات وعن مشروعاته المستقبلية كان حوارُنا مع الموسيقار «خالد الكمار».. وإلى نص الحوار..

حققت موسيقى مسلسل (البحث عن علا) نجاحًا كبيرًا، وتصدَّر العمل وصُنّاعه (التريند) منذ انطلاق أولى حلقاته.. كيف استقبلتَ هذا النجاح؟ 

- لم يفاجئنى النجاح؛ لأن صناع العمل على أعلى مستوى فنيًا وجماهيريًا، ولا سيما «هند صبرى» التى ينتظر الجمهورُ أعمالها، بالإضافة إلى عرضه على منصة ضخمة بحجم (نتفلكس)، التى دائمًا ما تحقق الأعمال المعروضة عليها انتشارًا واسعًا، لكن ما فاجأنى حقًا هو حجم النجاح، فرَدُّ الفعل كان أكبر من تصورنا جميعًا، وبشكل شخصى وصلتنى آلاف الرسائل التى تُثنى على الموسيقى، الأمر الذى أسعدنى بالتأكيد.

 فى المسلسل تم توظيف عدد من الأغنيات جنبًا إلى جنب الموسيقى التصويرية، الأمر الذى تكرر فى الفترة الأخيرة فى أكثر من مسلسل (مدرسة الروابى، وبيمبو) لماذا اللجوء إلى هذا الأمر؟ وهل يعنى ذلك أن الموسيقى التصويرية وحدها لم تعد كافية كخلفية للأحداث؟

- هو أسلوبٌ متبعٌ فى العالم، ومن ميزته أنه يعطى العمل بُعدًا آخر، لكن هناك نوعية مشاريع يناسبها ذلك، وأخرى لا يناسبها سوى الموسيقى فقط لتعبرعن الأحداث، وفى (البحث عن علا) يختلف الأمر كثيرًا، فالأغنية هنا تم توظيفها جيدًا لتصبح عنصرًا أساسيًا من أدوات الحَكْى، وهو ما لم يحدث فى (مدرسة الروابى)، بالإضافة إلى أن الأغنيات فى (بيمبو) كانت مجرد (إفّيه)، لكن فى (البحث عن علا) بذلنا مجهودًا كبيرًا لتعكس الأغنية الحالة النفسية التى تمر بها البطلة، مما ساهم فى جعل المتفرج يتذكر مشهدًا بعينه من خلال الأغنية التى تم عرضها خلاله.. الطريف أن اختيارات الأغنيات استغرقت وقتًا أطول من الوقت الذى استغرقته فى تأليف موسيقى المسلسل.

 لِمَ لا تستعِن بمطربين فى التترات التى تلحنها؟

- الموضوع له علاقة بتفضيلاتى الشخصية، فدائمًا ما أشعر أن الموسيقى وحدها كافية لخدمة الحدوتة، ولم أشعر يومًا بحاجتى لكلمات مُغناة حتى تصل من خلالها روح العمل الحقيقية.

 (البحث عن علا) هو العمل الثالث لك على شبكة نتفلكس بعد (ما وراء الطبيعة) والخليجى (وساوس) والمسلسل الأول ينتمى إلى حقبة زمنية قديمة، أمّا الثانى فينتمى إلى بيئة مجتمعية مختلفة.. فهل تكتفى بقراءة السيناريو أمْ تضطر للبحث تاريخيًا ومجتمعيًا لوضع موسيقى مناسبة؟

- بالطبع أبحث تاريخيًا ومجتمعيًا حتى أقترب من روح العمل، وعلى سبيل المثال، فقد رفض القائمون على مسلسل (وساوس) الموسيقى التى قمت بتأليفها لهم أكثر من مرة؛ لأنها تحمل طابعًا مصريًا، حتى قررت أن أشاهد عددًا كبيرًا من المسلسلات الخليجية لأفهم طبيعة موسيقاهم، وبَعدها ألفت موسيقى متأثرة بالطابع الخليجى التى نالت إعجابهم بشدة، أمّا فى (ما وراء الطبيعة) التى تدور أحداثه فى الستينيات، مع جزء (فلاش باك) يعود لعام 1920؛ فقد عكفتُ على الاستماع إلى موسيقى هذه النوعية من الأعمال التى تحمل مزيجًا من الإثارة والتشويق، والرعب، مثل أفلام «هيتشكوك» عالميًا، وأفلام «كمال الشيخ» محليًا، حتى توصلت إلى أن أستلهم أفكارًا من كل ما استمعتُ، لم يتم وضعها بشكل مباشر بالطبع؛ لكنها حتمًا كان لها تأثير فى الأسلوب العام.

تعاونتَ مع مخرجين كثيرين؛ لكن هناك كيمياء خاصة تجمع بينك و«بيتر ميمى».. ما السر؟

- أحترم «بيتر» على المستوى الشخصى؛ لأنه شخص مكافح لأقصى درجة، وقد سعى خلف حلمه حتى حققه؛ ليصبح أهم مخرج فى جيله، فضلاً عن تقارب أعمارنا، وهو ما سمح بوجود أرضية مشتركة بيننا ولا سيما فى الموسيقى التى نستمع إليها، والأفلام التى نشاهدها، وهو الأمر الذى كان سيختلف تمامًا حينما أعمل من شخص ليس من جيلى؛ لأنى سأضطر حينها أن أبحث عن أرضية مشتركة تجمعنا.

 استطعتَ من خلال موسيقى مسلسل (الاختيار2) أن تُعَبّر عن الأجواء الملحمية للأحداث من خلال موسيقى درامية ليست عسكرية.. هل قصدت ذلك؟ وهل ستعتمد النهج نفسه فى الجزء الثالث الذى يجرى تصويره الآن؟

- قصدته بشدة؛ فقد كنتُ أرغب أن أظهر هؤلاء الأبطال من أهلنا وأقاربنا وأصحابنا، وأن أمنحهم بُعدًا إنسانيًا، حتى تصبح المَشاهد الملحمية شديدة الإنسانية، ومليئة بالمشاعر، وفى الجزء الثالث سوف أفعل ذلك بنسبة كبيرة، لكنْ هناك عنصر جديد أضيف للقصة سينعكس على المزيكا، لكننى لن أستطيع البوحَ به الآن. 

تعمل حاليًا على تحضير رسالة دكتوراه عن تنفيذ مشاريع مصرية خالصة تعتمد على الموسيقى دون تدخُّل أفكار أجنبية.. لماذا اخترتَ هذه الفكرة بالتحديد؟

- لأنى أتمنى أن تكون لدينا فى مصر مَدرسة تأليف موسيقى تصويرية معتمدة على الأسلوب المصرى بعيدة عن (الأمركة)، وهو ما لم يتحقق منذ فترة، فقديمًا كانت موسيقى بليغ حمدى تصنع هذا الطابع المصرى، كالموسيقى التى صنعها لفيلم (شىء من الخوف) على سبيل المثال، واستمر ذلك لجيل بَعده، وهو ما يظهر بوضوح فى موسيقى «عمار الشريعى، وحسن أبو السعود، وعمر خيرت» لكن جيل الموسيقيين الذى ظهر بَعد عام 2000 سيطر عليه الطابع الأجنبى.

 وهل ترى أن الإعتماد على الأفكار الأجنبية فى الآونة الأخيرة زاد ليتخطى فكرة الاقتباس ويتحول إلى سرقات؟

- يحدث ذلك منذ قديم الأزل، وفى أغنية (جبار) لـ«عبدالحليم حافظ» توجد مقطوعة منقولة من موسيقى عالمية، فأحيانًا يكون المؤلف متأثرًا بفكرة معينة، لكن ما يحدث الآن بشكل أساسى هو (أمركة الألحان) بما يعنى نزع الطابع العربى عنها. 

 دائمًا ما كان ينظر للموسيقى التصويرية على أنها فن مهدور حقه، على الجانب الآخر يوجد مَن يُقدر هذا الفن ويعتبره شريكًا أساسيًا فى الدراما، إلى أية وجهة نظر تميل؟

- جملة (الموسيقى التصويرية فن مهدور حقه) صحيحة، ففى طفولتى لم تكن هناك وسيلة للاستماع إلى الموسيقى سوى عن طريق ألبومات «عمر خيرت» لكن الوضع تغير قليلاً مؤخرًا بفعل الإنترنت، واهتمام البرامج بمؤلفى الموسيقى مثل برنامج (صاحبة السعادة) مما انعكس على اهتمامات الناس وأحدث صحوة كبيرة.