السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
تطوير التعليم يواجه حربا شرسة ومنظومة التأمين الصحى الشامل تتعرض للتجاهل مشروعان للطبقة المتوسطة يحاربهما الجميع

تطوير التعليم يواجه حربا شرسة ومنظومة التأمين الصحى الشامل تتعرض للتجاهل مشروعان للطبقة المتوسطة يحاربهما الجميع

أكثر المتابعين للطفرة الاقتصادية التى تحدث فى مصر يقولون إنها طفرة هائلة وعظيمة لكنها تخدم الطبقات الفقيرة جدا والكادحة التى انتقلت من العشوائيات الخطرة إلى أماكن معيشية تليق بالمصريين ويحصلون على مساعدات تكافل وكرامة ويتم علاجهم فى مستشفيات مطورة وتعليم أبنائهم فى مدارس مجددة ويقولون أيضا أن من استفاد إلى جانب الطبقات الكادحة هناك طبقة العمال والمهندسين التى تعمل فى المشروعات الكبرى والمدن الجديدة.



 

أما المستفيد الأكبر فهم الأغنياء الذين لديهم القدرة على شراء مساكن فى العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة وغيرهما. 

بينما أهملت الدولة تمامًا الطبقة الوسطى التى تعلم أولادها فى المدارس الخاصة وتعالجهم فى المستشفيات الخاصة ولا تحصل على التموين وبالتالى تعانى دائما من ارتفاع أسعار الكهرباء والإيجار والبنزين والمدارس والمستشفيات وحتى تذاكر السينما وأسعار الوجبات فى المطاعم.

ولأن الدولة تسير فى خطوط متوازية فى عملية التنمية الاقتصادية فهى توجه مشروعاتها للجميع فإذا كانت المبانى الفاخرة مخصصة للاستثمار العقارى والفنادق والكمباوند فإن أغلب من بنوا هذه المدن وعملوا فى المشروعات القومية الكبرى هم المهندسون من أبناء الطبقة الوسطى ومعهم جيش إدارى من الطبقة الوسطى أيضا إضافة إلى العمالة من الطبقات الكادحة.

أما أهم مشروعين تستثمر فيهما الدولة وتوجههما لبناء الإنسان وهما التعليم والصحة وأكثر من سيستفيد منهما هم الطبقة الوسطى لكن للأسف المشروع الأول وهو التعليم فى مرمى قصف أولياء الأمور والمشروع الثانى وهو الصحة هناك حالة من التجاهل له مريبة.

مشروع التعليم المصرى هو مشروع دولة وليس مشروع وزير 

وانطلق مشروع تطوير التعليم من فكرة أن العملية التعليمية القديمة لا يمكن أن تستمر بشكلها الحالى ولا بد من تطوير يواكب منظومة التعليم العالمية.

وعندما تم التفكير فى التطوير كان القرار بإسناد الأمر إلى الدكتور طارق شوقى خاصة أن الرجل حصل على الجائزة الرئاسية الأمريكية للتفوق البحثى عام 1989، والتحق بمنظمة اليونسكو عام 1999 حتى سبتمبر 2012، حيث قاد تنفيذ العديد من المشروعات حول العالم فى مجال تطبيقات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات فى التعليم والعلوم والثقافة حتى تبوأ منصب مدير مكتب اليونسكو الإقليمى فى الدول العربية (2008 – 2012).

قاد الدكتور شوقى اليونسكو لبناء شراكات استراتيجية مع الشركات الكبرى فى مجالات تقنيات الاتصالات والمعلومات، كما قاد المشروع العالمى لتأسيس معايير قياسية لتدريب المعلمين على استخدامات تقنيات الاتصالات والمعلومات فى التدريس، عاد الدكتور طارق شوقى إلى العمل الأكاديمى عميدًا لكلية العلوم والهندسة فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة (منذ 2012).

أى أن الرجل شديد التماس مع قضية تطوير التعليم ومؤهل لها تماما بصفته خبيرا دوليا وعندما تولى وزارة التربية والتعليم بدأ فى إطلاق عملية تطوير التعليم التى شهدت تطوير المدارس وجلب مناهج جديدة وتدريب المدرسين ومثل أى تجربة جديدة هناك بعض أخطاء التطبيق لكن المحصلة النهائية وفقا للشهادات الدولية هى محصلة جيدة جدا، لكن المشكلة فى أولياء الأمور الذين لم يستطيعوا التناغم مع المناهج الجديدة كما أن لغة الوزير أعلى من أن تصل إلى ولى الأمر وهذا ما خلق أزمة ما يسمى الصف الرابع الابتدائى

السؤال هل ستتراجع الدولة وتعود إلى النظام القديم؟

ــ الإجابة مستحيل لأنها سياسة دولة وليست سياسة وزير. 

ومنظومة التعليم المطبقة حاليا من كى جى ون وحتى سنة رابعة ابتدائى هى نفس المنظومة المطبقة فى المدارس الإنترناشيونال الإنجليزية والفرنسية وبالتالى سترفع عبئًا ضخمًا من على كاهل الطبقة الوسطى كان يسمى مصروفات المدارس والتى كانت تبدا من 10 آلاف جنيه للمدارس الخاصة والتجريبية وحتى 150 ألف جنيه للمدارس الإنترناشيونال. 

الملف الثانى الذى يهم الطبقة الوسطى هو ملف التأمين الصحى،والطبقة المتوسطة تلجأ إلى المستشفيات والعيادات الخاصة وتدفع مبالغ ضخمة على الصحة،لكن مع تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل الجديدة التى بدأت فى بورسعيد سيشعر المواطن بالفرق لأن الخدمة الصحية تقدم من خلال المستشفيات الحكومية والخاصة وتقريبا تشبه مشروع العلاج الموجود فى النقابات.

وتبلغ تكلفة مشروع قانون التأمين الصحى الشامل ما بين 80 إلى 120 مليار جنيه، ويطبق خلال 15 عاما وطالب الرئيس بتقصيرها إلى 8 سنوات فقط فى جميع المحافظات بتمويل من مصادر متنوعة مثل مساهمات المصريين ومخصصات الحكومة العامة وضرائب التبغ والرسوم على الطرق السريعة فى أنحاء البلاد

وطريقة الاشتراك نسبية تكون حسب وظيفة المشترك، وإذا كان من غير القادرين سوف تتكفل الدولة باشتراكهم، ويتم التحصيل من خلال هيئة التأمين الصحى الشامل.

 وقامت وزارة الصحة المصرية بإرسال بعثة من الأطباء إلى إنجلترا للتدريب على منظومة التأمين الصحى الشامل الجديدة.

خاصة أن نظام التأمين الصحى بإنجلترا من أفضل أنظمة التأمين الصحى فى العالم،  كما تم وضع نظام رواتب عادل لجميع العاملين بالمنظومة الجديدة ينافس القطاع الخاص.

أيضا تم استقدام عدد من قيادات التمريض بإنجلترا لتدريب الممرضات والممرضين المصريين ورفع كفاءتهم.

المفروض أنه عقب الانتهاء من المنظومة بالكامل سيتمكن المواطن من الكشف وإجراء الأشعات والتحاليل والعمليات الجراحية وصرف الأدوية مقابل اشتراك شهرى زهيد وبالتالى سيتم رفع عبء العلاج عن الطبقة الوسطى.

المطلوب فقط شرح كل من منظومتى التعليم والصحة للمواطن المصرى بسهولة ويسر حتى ننشر الأمل فى قلوب المواطنين.