الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تتفرد بكونها أول سيدة تعتمد صلاحية الطائرة للإقلاع: أمانى النجار: أمى كانت وراء حلمى أن أصبح مهندسة لصيانة الطائرات

اسمعهن..



«روزاليوسف» تقدم مساحة حرة للتعرف على الموهوبات فى المجالات المختلفة.. نلقى الضوء على الأفكار.. التحديات.. الطموح.. نقدمهن للوسط الثقافى والفني..

من هنا تبدأ الرحلة فاسمعهن.. المهندسة

أمانى  النجار، مهندسة صيانة طائرات  منذ 22 عامًا، صاحبة قصة نجاح ملهمة وعظيمة، فهى السيدة الوحيدة التى تعمل بمجال هندسة الطيران؛ فهى تقوم بأعمال الصيانة على الطائرات طراز بوينج وإيرباص، والوحيدة التى تعتمد صلاحية الطائرة للإقلاع، فتجدها تحت هيكل الطائرة تقف وترتدى «الأفرول» وتواجه جميع التحديات بحب وشغف تجاه المهنة. 

 

أصبحت كبير مهندسى صيانة الطائرات فى مهنة يحتكرها الرجال فى المقام الأول وأثبتت أن لا فرق بين الرجل والمرأة فى العمل.

تخرجت فى كلية هندسة علوم الطيران جامعة القاهرة؛ حيث إنها  الجامعة الوحيدة التى يوجد بها هذا التخصص وتخصصت فى الهيكل والمحرك.

أمضت سنوات دراستها طالبة وحيدة وسط 12 طالبًا بقسم الطيران مما شكل تحديًا كبيرًا لها وأصبح دافعًا للنجاح.

 

حلم الطفولة.. تحقق

تقول المهندسة أمانى النجار فى حوار خاص لـ«روزاليوسف»: التحاقى بالكلية لم يكن صدفة، فمنذ أن كنت بالصف الثالث الإعدادى وأنا أحب السفر كثيرًا مع أسرتى والتنقل من بلد لآخر، فأصبح لدىّ شغف بالطيران؛ خصوصًا هندسة الطيران، ورُغم حصولى فى الثانوية العامة على مجموع كلية الطب؛ فإننى التحقت بالمجال الذى أعشقه  وتخصصت فى صيانة الهيكل والمحرك.. 

أنا لست السيدة الوحيدة التى درست هذا التخصص وهو هندسة الطيران ولكن أنا الوحيدة التى مارست العمل الفنى به.

 لولا أمى ما كنت أنا 

 وأضافت المهندسة أمانى، إن أسرتها مثل أى أسرة مصرية تخاف على ابنتها؛ خصوصًا فى مهمة شاقة مثل صيانة الطائرات، لكن  لولا أمى ما كنت أنا، فهى كانت أكبر داعم لى وكانت ضد فكرة دراستى كل تلك السنوات لمواد دراسية صعبة ثم التحاقى بالعمل الإدارى والمكاتب  رغم وجود المرتب  حتى ولو لم أذهب للعمل، فهى كانت مقتنعة تمامًا وتؤمن بأهمية عمل المرأة؛ خصوصًا فى مجال تحبه وضرورة تميزها وأن تصبح علامة به، تعلمت منها المثابرة والإصرار والتحدى للوصول للهدف الذى أسعى إليه.

 المسئولية والتحديات

كنت ومازلت أخاف من المسئولية، فكل طائرة أعمل عليها، وتحصل على إمضاء الموافقة للإقلاع منّى، أشعر بالرهبة كأول مرّة لأنها أرواح ناس، والغلطة غير مقبولة، لذلك يجب الانتباه أثناء العمل لأدق التفاصيل وأستمر فى المذاكرة مثل أيام الدراسة وأمكث ساعات عمل طويلة وشاقة فمن الممكن أن أعمل من 8  صباحًا حتى 2 صباحًا اليوم التالى أو تحدث مشكلة طارئة وأعمل من 10 مساء حتى 4 صباحًا؛ لأنه يجب أن يتم حل أى مشكلة بغض النظر عن الوقت الذى تستغرقه، ويجب اتباع كل ما يقوله صانع الطائرة والتأكد من سلامتها قبل الإقلاع.  مضيفة: إن هناك جدول عمل للطائرة التى تدخل إلى الهنجر للصيانة، والهنجر هو المكان المخصص لإصلاح الطائرات مثل «الجراچ» للسيارات، والصيانة قد تستغرق من يومين لشهر على حسب  حالة الطائرة، وبعد الانتهاء من أعمال الصيانة يتم  الحصول على الموافقة النهائية لدخول الخدمة.

 من أراد.. استطاع

زملائى فى البداية لم يتقبلوا فكرة أننى السيدة الوحيدة معهم فى العمل، وكان هناك حالة من الاستغراب والاستنكار وراهنوا على عدم تحملى لمصاعب المهنة والإرهاق والمسئولية؛  ولكن كل هذا كان وقود النجاح، وبفضل الله ثم إصرارى وتمسكى بحلمى، أكملت الطريق وأصبحت كبير مهندسى صيانة الطائرات، وحاليًا عندما توجد أى مشكلة صعبة فى الطائرة أو يحدث شىء طارئ يسألوننى ويأخذون رأيى وأحصل على الدعم منهم أيضًا.

 إنجازات

بعد التخرج كنت مهندسة طيران فقط مثل أى دكتور ممارس عام لم أتخصص بعد فى طراز معين وبقوانين العالم لم أستطع الاقتراب من أى طائرة قبل دراستها والتدريب عليها، لذلك درست  لمدة 4 أشهر النظرى ثم 9 أشهر عملى فى الهناجر ثم امتحان الهيكل والمحرك وبذلك أصبحت مؤهلة للعمل، وحصلت على رخصة صيانة 9 طرازات بتفوق من سُلطة الطيران المدنى مثل طراز بوينج 777، طراز متوسط بوينج 737، طراز عريض إيرباص 600، وطراز متوسط ايرباص 320. وأضافت: درست أيضًا فى الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا تلك الطرازات وحصلت على دورات فى السلامة والصحة المهنية وحماية البيئة ودورات فى تقييم المخاطر.

 تدريب وتأهيل 

بعد ما يثبت المهندس الكفاءة فى عمله، يتم ترشيحه ليصبح ممتحنًا، فتم ترشيحى لأصبح ممتحنًا معتمدًا من سُلطة الطيران المدنى لتدريب المهندسين الخريجين والأكبر أيضًا على 9 طرازات كالبوينج والإيرباص مثلاً، وبعد التدريب امتحن المتدرب وإذا اجتاز الامتحان يمكنه ممارسة العمل فى اليوم التالى مباشرة.

نصيحة لكل بنت أو سيدة فى مجالى أو أى مجال آخر، لا تضعى عوائق أمامك، كل الصعاب التى تفكرين بها تؤخرك عن تحقيق حلمك وأن يصبح لك مستقبل مهنى رائع.

هى عبارة عن أفكار مسمومة ليس لها علاقة بالواقع، مَن أراد استطاع ومَن وضع هدفًا أمامه سيصل بشرط الاجتهاد والمثابرة ومعرفة قيمة الوقت، أنا لم أتخلَّ عن حلمى مع أنه كان الخيار الأسهل؛ نظرًا لمرض أمى وأيضًا تزوجت وأنجبت أطفالاً ولم أحصل على إجازة رعاية طفل إلا فى أول ثلاثة أشهر فقط، أسرتى هى رقم 1 وهذا لا يعنى أننى أتنازل عن حلمى والتميز فى مجالى، فكل امرأة تستطيع أن تحقق النجاح على الجانبين الشخصى والمهنى. وأضافت: لذة الحياة هى العمل، دائمًا أقول لابنتى «اسعى يا عبد وأنا أسعى معاك»، «إن الله لا يضيع أجرَ مَن أحسن عملاً» يقينًا وحقًا وصدقًا.