الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و1/2.. ماذا لو سجلت أم كلثوم القرآن؟

كلمة و1/2.. ماذا لو سجلت أم كلثوم القرآن؟

أكثر من مطرب باح لى بأنه يريد تسجيل القرآن، ولن يعتزل بعدها الغناء، لأنه لا يرى فى ممارسة الغناء وقراءة القرآن تعارضًا. وتأتى إجابتى مشجعة جدًا، الله جميل يحب الجمال، وصوتك جميل، فلماذا لا تسجل القرآن، بعد - قطعًا - دراسة متأنية فى التجويد.



يمر زمن ولا يجرؤ فى النهاية المطرب على التسجيل خوفًا من إثارة الرأى العام، أو لأنه بالفعل طرق باب أحد الدعاة فحذره من مغبة الإقدام على مثل هذه التجربة التى ستفتح عليه أبواب الجحيم.

سبق لهم أن أضاعوا على البشرية تسجيلات القرآن بصوت الشيخ رفعت فى عشرينيات القرن الماضى بحجة أن تسجيل القرآن على أسطوانة من الممكن أن تقدم بعدها فى مكان غير لائق، وكان صوت الشيخ رفعت قطعًا وقتها فى عز عنفوانه وألقه، وما تبقى لنا فى الأرشيف هى فقط تسجيلات محبى ومريدى الشيخ من الهواة، وعدد منها، كان يستعان فيها بأكثر من شيخ مثل أبو العينين شعيشع لاستكمال بعض الكلمات الناقصة.

الشيخ محمد رفعت، هو صوت الجنة، لا يعلم كُثر أن هذا الشيخ الجليل كان يدندن الطقاطيق والموشحات والقصائد العاطفية، إلا أنه كان يخشى أن يسجلها بصوته حتى لا يعتبرها بعض المغالين، ممن لا يخلو منهم أى زمن، بدعة تتعارض مع جلال القرآن.

الجانب الآخر للصورة وأعنى به عددًا من المطربين، الذين شرعوا أو بتعبير أدق حاولوا تسجيل القرآن، مثلما حدث مع أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، رغم جذورهما الدينية، ولكن بعض أصحاب المفاهيم القاصرة وقفوا حجر عثرة ضد ذلك بحجة أنها تتعارض مع صحيح الدين ، إلا أن هناك أيضًا من اعتبر أن من مارس الغناء لا يجوز له أن يسجل القرآن.

أم كلثوم كانت تتمنى تسجيل القرآن كاملاً بصوتها وهى بالطبع استندت إلى ثقافتها وتدريب صوتها منذ الطفولة على الأداء القرآنى، كما أن لها تسجيلاً لآية من الذكر الحكيم فى فيلم «سلامة» ولم يعترض وقتها أحد فى منتصف الأربعينيات، كما أن الإذاعة المصرية حتى منتصف الخمسينيات كانت تسمح لعدد من السيدات بقراءة القرآن، وقال لى الإذاعى المخضرم الأستاذ فهمى عمر _ أمد الله فى عمره _، إن هذا الأمر، كان طبيعيا جدًا، ولم نسمع اعتراضًا أو حتى تحفظًا من أحد.

كان من المفترض أن أم كلثوم تلقى ترحيبًا، إلا أن المفاجأة أن الأزهر الشريف وقف فى الستينيات ضد رغبتها، وهى طبعا لم تكن تملك سوى أن تمتثل للأمر، الموسيقار محمد عبدالوهاب وثقافته أيضاً دينية وكان يحفظ القرآن الكريم على يد شقيقه الكبير الشيخ حسن عبدالوهاب وهو يعتبر من دراويش سيدى الشعرانى، إلا أنه لم يجد ترحيباً من الأزهر، وله تسجيل متوافر عبر (اليوتيوب) وهو يقرأ سورة (والضحى والليل إذا سجى). كان قد تردد قبل نحو سبعة عشر عامًا أن نجاة تسعى لتسجيل القرآن وأنها تقدمت للأزهر بهذا الطلب، وعندما استفسرت مباشرة منها عن صحة هذا الخبر، حيث إن الفنانة «نجاة» كانت وقتها معتزلة ليس فقط الغناء، ولكنها معتزلة أيضاً التواصل الإعلامى، قالت لى أن الخبر لا أساس له من الصحة.

فى السنوات الأخيرة لدينا أكثر من مطرب أعلن عن رغبته فى تسجيل القرآن مثل على الحجار ومحمد الحلو وإيهاب توفيق وأحمد سعد.

ترددت فتوى مؤخرًا، لتضع شروطًا أمام المطرب الذى يريد تسجيل القرآن، وبات عليه أن يؤكد أولاً اعتزاله للغناء، وكأنه يعترف بأن الغناء معصية وأنه لن يعود إليها أبدًا.

ماذا لو كانت أم كلثوم وعبدالوهاب قد سجلا كما كانا يأملان القرآن، ألم يكن هذا فى صالح الدين، يقينًا خسرنا الكثير لأن المكتبة الصوتية لم تحتفظ بصوت أم كلثوم وعبدالوهاب وهما يرتلان القرآن، مثلما سبق أن خسرنا التسجيل الكامل للقرآن بصوت صوت الجنة الشيخ محمد رفعت!