الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

إشادة بتوجيهات الرئيس بتدقيق قوائم الغارمين الرئيس السـيـسـى «سند» الغارمات

لا تزال قضية الغارمات من أهم القضايا التى تعتنى بها الدولة بصورة كبيرة، لا سيما مع إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية مبادرة لدعم الغارمات، ومنذ أيام طالب الرئيس السيسى خلال اجتماعه مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، ونيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، بتدقيق قوائم الغارمين ومنح الأولوية للمعيلات والأرامل والمسنين.



 

خطوات الرئيس فى دعم الغارمات والغارمين بدأت منذ سنوات لتقليص الظاهرة والحد من تزايد أعداد الغارمين، تمت العديد من المبادرات الرئاسية، كان أولها «مبادرة مصر بلا غارمين» عام 2015، وكانت تلك المبادرة بمثابة الضوء لبعض المؤسسات الأخرى فى الالتفات إلى الظاهرة. 

وفى عام 2018، انطلقت «مبادرة سجون بلا غارمين وغارمات»، بتوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقد أولى صندوق «تحيا مصر» اهتمامًا خاصًا لهذا الملف، حيث عمل على تنفيذ عدة محاور رئيسية منها: الدعم الاجتماعى، والرعاية الصحية، والتمكين الاقتصادى، ودعم التعليم والتدريب. لتلك الفئات الأكثر احتياجًا، وقد تم رصد ما يقرب من 30 مليون جنيه لتنفيذ تلك المبادرة، بالإضافة إلى الإفراج عن 6400 حالة من مختلف السجون حتى عام 2019.

المتحدث الرسمى باسم صندوق تحيا مصر محمد مختار، أكد فى تصريحات له أن ملف الغارمات من أول الموضوعات التى شغلت اهتمام الصندوق، وأن أسباب الاهتمام بهذا الموضوع هو فكرة استغلال التاجر أو الشخص الذى يقدم المبالغ المادية لعدد من السيدات التى تجهل القراءة والكتابة فى التوقيع على أكبر عدد من إيصالات الأمانة، لافتًا إلى أن كل وصل يأخذ حكمًا، مؤكدًا أن هناك أهمية للتمكين الاقتصادى، خاصة للسيدات المعيلات، حيث تم العمل فى عام 2017 من خلال تكليف من الرئيس السيسى برصد 250 مليون جنيه وعمل برنامج متناهى الصغر لإقراض السيدات المعيلات، والوصول إلى أكثر من 19 ألفًا و800 سيدة بمشروعات مختلفة على مستوى الجمهورية وتجهيز الفتيات الأولى بالرعاية.

وبحسب الهيئة العامة للرقابة المالية، فقد استحوذت المرأة على النصيب الأكبر من التمويل متناهى الصغر، وأنه على سبيل المثال بلغ عدد المستفيدات من النساء فى نهاية الربع الثانى من عام 2020 نحو 1.97 مليون مستفيدة بنسبة %63.74، وبأرصدة تمويل قدرها 8.19 مليارات جنيه، حيث ساهمت تلك الأرقام -إلى حدٍّ كبير- فى تعزيز النمو الاقتصادى للمرأة، والحد من وطأة الفقر، الذى يعرض فئة عريضة منهن إلى الاستدانة ومن ثم دخول السجن.

ويشير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية فى دراسة حديثة حول أوضاع الغارمات فى مصر إلى أن مصطلح الغارمات يطلق على السيدات اللاتى لجأن للاستدانة لمساعدة أسرهن على تحسين الظروف الاقتصادية وتخطى الفقر، ولم يستطعن السداد فى الوقت المحدد، مما تسبب فى دخولهن السجن لفترات طويلة، ويتصدر سببان رئيسيان لحدوث تلك الظاهرة، أولها الاستدانة لشراء مستلزمات الزواج لأحد أبنائها، والتعثر فى سداد أقساط تلك المستلزمات، مما يؤدى إلى سجن السيدة لعدم قدرتها على السداد. 

أضاف أن ثانى تلك الأسباب يتمثل فيما يعرف «بالضمانة»، حيث تضمن السيدة أحد أقربائها فى التقسيط، وحين يتعثر الطرف الأول عن السداد يصير الضامن غارمًا وتتم مقاضاته، وكثيرًا ما يصيب هذا النوع السيدات، وبمجرد دخول الغارمات السجن يواجهن العديد من الضغوط الحياتية، سواء على الصعيد النفسى أو ضغوط خاصة بعلاقاتهن داخل السجن، أو ضغوط تواجه أسر الغارمات إذا كن العائل الوحيد للأسرة

 تدقيق قوائم الغارمين

وعن أهمية تدقيق قوائم الغارمين الذى طالب به الرئيس عبدالفتاح السيسى أشادت سهير عوض مدير برنامج الغارمين بمؤسسة «مصر الخير»، بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى هذا الأمر، وقالت إن برنامج الغارمين يعمل تحت رعاية وتنسيق كامل مع وزارة التضامن الاجتماعى بهدف فك كرب أكبر عدد من الغارمين وتمكينهم اقتصاديًا من خلال توفير فرص عمل لهم، أو دخل ثابت لمواجهة أعباء الحياة.

وأوضحت أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يعطينا المثل والقدوة كل اليوم فى العمل الجاد والشاق من أجل رفعة وطننا العزيز والغالى مصر، والسعى نحو توفير حياة كريمة ولائقة لكل المصريين، وتقديم الغالى والنفيس لإزالة ألم وأنين المواطنين، وتوفير حياة كريمة للفئات الأكثر احتياجًا.

ووجهت الشكر للرئيس السيسى  على دعمه اللامحدود للعمل الأهلى وكل ما من شأنه خدمة المجتمع، إيمانًا منه بأهميته فى تنمية الوطن والمواطن، حيث إنه يحرص منذ توليه المسئولية على أن ينتصر للفئات الأكثر احتياجًا، والأشد فقرًا، وأكد فى الكثير من المحافل على أن مصر الجديدة لا تنسى أيًا من أبنائها.

كما وجهت عوض الشكر للدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى التى لا تدخر جهدًا فى دعم برنامج الغارمين، ولا تتوان فى تقديم أى مساعدة، وتذليل أى عقبة تواجهنا.

وأشارت إلى أن فريق عمل برنامج الغارمين ومؤسسة «مصر الخير» نجح فى فك كرب ما يزيد على ٨٠ ألف حالة من الغارمين والغارمات حتى الآن، وأن البرنامج يسعى لغلق دائرة الغارمين والحد من الظاهرة من خلال العمل على توفير فرص عمل، مشيرة إلى أنه يمكن القضاء على العديد من الظواهر الاجتماعية السلبية مثل الفقر وأطفال الشوارع والجهل والمرض بالقضاء على ظاهرة الغارمين.

وقالت إن بداية عملنا كان بكشف يتضمن ٤٥ حالة فى عام 2010، وخلال رحلتنا هذه مع الغارمين شاهدنا ومرت علينا  الآلاف من الحالات التى تثبت أن الغارمة ليست مجرمة ولا معتدية ولكنها أم وأخت وابنة ضحت بنفسها من أجل أقرب الناس لها وأنها ضحية فى كثير من الأحيان لظروف قهرية مرت بها.

وأكدت أن أزمة الغارمين ترجع إلى الجهل والحاجة والفقر خاصة فى الظروف الصعبة الراهنة التى تمر بها الأسر الفقيرة والتى تعتمد فى دخلها على فرص عمل موسمية ومؤقتة ونتيجة فقدهم مصدر رزقهم اليومى والاستغناء عنهم وتسريحهم من العمل يفقدون  دخلهم البسيط وأنهم لتلبية احتياجات أسرهم الأساسية يلجأون إلى الاستدانة  ومع ضيق ذات اليد وعدم قدرتهم على السداد تتراكم  عليهم الديون  ليكون هذا الدين سببًا فى دخولهم السجن أو التهديد بدخولهم لتنفيذ الأحكام وملاحقة الدائنين لهم وما يترتب عليه من تهديد الأسرة بالانهيار ولحماية هذه الأسر تقوم مؤسسة «مصر الخير» بالتعامل مع جميع الجهات وسداد الدين المستحق على الغارم أو الغارمة من خلال التبرعات التى تحصل عليها  تطبيقًا لأحد مصارف الزكاة الثمانية.

 تحذير من التلاعب

الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه بجامعة الأزهر من جهته يحذر من استغلال البعض اهتمام الدولة بالغارمات من أجل تحقيق ربح، وقال: ليس كل امراة غارمة عليها دعوى قضائية لإيصال أمانة، وعليه لابد من عمل تحريات جدية لماذا وقعت المرأة على إيصال أمانة؟ هل لإفادة أم من باب المفاخرة، وأرجو تقنين مسألة الغارمات لأن معظمهن يلجأن لشراء أدوات تحرق بالسوق وتستبدل ذلك بما تحتاج إليه العروس لتشترى ما تحتاج له ولكن يضع فى النيش من باب التفاخر».

وتابع: «لا بد من تحجيم الدفع للغارمات، ولا بد من عمل تحريات عن الغارمات هل اشترت قائمة المنقولات مثلًا لضرورة أو لتتفاخر بها» مؤكدًا أنه ليس كل الغارمات يستحققن السداد، ويعد السداد لمن استدانت للمفاخرة مخالفًا للشريعة لأنه فيه تبذير وتفاخر»، مناشدًا أولياء الأمور بالبعد عن المفاخرة فى شراء الأدوات المنزلية لأولادهم.