الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
“القيادة” (2) مصر قبل كورونا وبَعدها.. كلمة السر “امتلاك القدرة”

“القيادة” (2) مصر قبل كورونا وبَعدها.. كلمة السر “امتلاك القدرة”

لا نزال نواصل البحثَ والقراءةَ فى أدبيات القيادة.. نؤصِّل لها من واقعنا.. مؤكد أن العالم قبل «كورونا» ومن بَعده «دلتا» والآن المتحور الجديد «أوميكرون» ليس هو العالم بَعد هذه الهجمة الفيروسية.



قبل أن تنتهى المَوجة الأولى لكورونا كان الأثر السياسى والاجتماعى والاقتصادى يُعلن عن نفسه عالميًا.. تغيرت أنظمة سياسية فى أمريكا اللاتينية بسبب كورونا.. أظهرت كورونا عورة النهضة فى تونس.. مَتاعب لبنان تضاعفت.. لم تشفع الأرقامُ الاقتصادية التى حققها ترامب وأطاحت به كورونا.. فى خضمّ كل ذلك.. علينا أن ننظر إلى مصر.

 

خرجت مصرُ من المَوجة الأولى أكثر تماسكًا داخليًا، وهذا هو المهم لأن الصف المصرى المُتماسك هو أساسُ كل شىء.. بدأت مصرُ تُعلن عن نفسها كقوة حقيقية مؤثرة فى صياغة القرار العالمى.

الأمْرُ لم يأتِ صدفةً.. صحيحٌ أن الأرقامَ الاقتصادية مُحَصّلة عمل شاق على مدار سنوات ولكن علينا أن نستعيد مَرحلة إدارة الأزمة.

فى هذه الأزمة تَجَسَّد المَعنى الحقيقى للقيادة.. إذْ تمثل حضور الرئيس «عبدالفتاح السيسى» فى صدارة المَشهد كبَاعث للثقة والأمان والأطمئنان.. لمسَ المواطنُ بنفسه أن القيادة السياسية أقرب إليه من الجميع.. لا حاجز بينهما.. يبحث عن صالحه؛ بل يستبقه فى التفكير فى أدق تفاصيله.

رُغم فارق الإمكانيات.. تمكنت مصر من الاحتواء الكامل للأزمة والتغلب عليها.. انتزعت حَقَّ شعبها فى اللقاح وبدأت فى تصنيعه وتنتزع الآن حَق إفريقيا وشعوب العالم الثالث.

ظهرت الآن قيمة مصطلح (امتلاك القدرة) الذى كثيرًا ما يستخدمه الرئيس «عبدالفتاح السيسى».

لأنَّ عالمَ ما بَعد كورونا هو عالمُ الدول التى تمتلك قدرات ذاتية.. مَن يملك طعامَه.. مَن يملك دواءَه.. مَن يملك طاقتَه.. مَن يملك سلاحَه.

الآن مصرُ لديها اكتفاءٌ ذاتىٌ من معظم السلع والمَحاصيل وتعيد صياغة الرقعة الزراعية باستراتيچية تحقق الاكتفاءَ الذاتىَّ.. الآن مصرُ بدأت تجنى مَدينة الدواء، هذا الصرح الذى كنّا فى أمَسِّ الحاجة إليه.. الآن مصرُ هى قلبُ الطاقة فى الشرق والمُتحكم فى مستقبله.. الآن مصرُ هى القوة الأكبر وما شاهدناه فى مَعرض الصناعات العسكرية (إيديكس) إلا قليل من القدرات المصرية.

الرئيس السيسى.. كيف تَسَلّمَ مصرَ؟ 

ليس سرًا.. كنا فى حالة العَوَز.. كان اقتصادنا منكمشًا ومنكشفًا.. كنا أسرَى مَدرسة تسليح بعينها وتتم مُلاعبتُنا بكلمة بايخة اسمها (المَعُونة) والتى أصبحت الآن كلمة هامشية.. لم يَعد لها حتى قيمة فى التوظيف السياسى بين القاهرة وواشنطن فى لحظات الخلاف.. كنا ضعفاء بلغة الأرقام ولكن المصرى لا يَلين.. وهذه هى عبقرية الشعب التى يؤمن بها الرئيس «السيسى»، لذا لا تستغرب رهانَ القيادة السياسية الدائمَ على قدرة الشعب المصرى، على إرادة الشعب المصرى، على وعى الشعب المصرى.

وتركيز القيادة الدائم على محورية معركة الوعى؛ لأن الرئيس يدرك خطورة الوعى الزائف على عقيدة شعب مثل الشعب المصرى.

فى أصعب المواقف.. توقف العالمُ.. وكانت مصرُ تبنى.. فقط لأن لدينا قيادة تمتلك الحلم والرؤية.. أعلنت المؤسَّسات الدولية قدرة النمو الاقتصادى المصرى فى عام كورونا وكانت مصر من ضمن الدول القليلة جدًا عالميًا التى تمكنت من تحقيق النمو.

ذلك أن القيادة قررت أن الهزيمة لن تكون كلمة فى القاموس المصرى.. مصر ستنتصر على الدوام فى كل معاركها لأنها تمتلك الحلمَ والطموحَ والقدرةَ.. وقبل كل شىء لأنها «مصر».. وللحديث بقية.