الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شرم الشيخ تستضيف الدورة الـ27 العام المقبل 8 تعهدات فى قمة cop26 وكشف الحساب فى مصر

مفاوضات صعبة وطويلة استمرت أسبوعين فى «جلاسكو» بأسكتلندا، من أجل الوصول لاتفاق عالمى، تقترب فيه وجهات النظر فى واحدة من أصعب قضايا العصر، إن لم تكن أشدها صعوبة..فقد اختتم مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغيُّر المناخ يوم السبت الماضى على اتفاق عالمى جديد للتصدى لتغيُّر المناخ، بعد أن اعتمدت ما يقرب من 200 دولة على «ميثاق جلاسكو بشأن المناخ» فى ختام الدورة الــ26 لمؤتمر الأطراف (COP 26) فى اتفاقية «الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ».



 

وبَعدها، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية «أورسولا فون دير لاين» يوم الأحد الماضى، إلى سرعة تنفيذ تعهدات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ؛ مؤكدة أن المؤتمر يُعد خطوة فى الاتجاه الصحيح نحو تحقيق أهداف مكافحة التغيُّر المناخى على مستوى العالم.

وأضافت أنه فى بداية هذا المؤتمر، وُضعت ثلاثة أهداف، وهى: الحصول على التزامات بخفض الانبعاثات الضارة خلال هذا العَقد؛ للبقاء فى نطاق هدف الحد من ظاهرة الاحتباس الحرارى إلى 1.5 درجة،  والوصول إلى هدف تخصيص 100 مليار دولار سنويًا لتمويل التصدى لتغيُّر المناخ فى البلدان النامية والضعيفة، ثم الاتفاق بشأن تنفيذ بنود مؤتمر «باريس».

 وبالفعل، اُحرز تقدُم فى جميع الأهداف الثلاثة؛ حيث أعلنت عدة دول وجهات رئيسية مُسببه للانبعاثات عن أهداف جديدة لخفضها.

ومن جانبه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش»، الوثيقة الختامية لاتفاق مؤتمر الأطراف بأنه يمثل انعكاسًا للمَصالح، والتناقضات، وحالة الإرادة السياسية فى العالم اليوم. 

وقال فى خطابه بالفيديو تم بثه فى ختام الاجتماع: «إنها خطوة مهمة، ولكنها ليست كافية. يجب علينا تسريع العمل المناخى بهدف الإبقاء على الهدف المتمثل فى الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى حدود 1.5 درجة مئوية».

دعت الوثيقة الختامية الـ197 دولة إلى الإبلاغ عن تقدمها نحو المزيد من الطموح المناخى فى العام المقبل بمؤتمر (COP 27)، المقرر عقده فى «مصر». كما طالب الاتفاق بمواعيد نهائية أكثر صرامة للحكومات، فيما يتعلق بتحديث خططها الرامية لخفض الانبعاثات.

ومن جانبهم، عَلق عددٌ من المُحللين حول العالم، أن الاتفاق لم يُقدم ما هو مطلوب لتجنب الارتفاع الخطير، ومساعدة الدول على التكيف، أو تعويض الأضرار الناجمة عن الكوارث المنتشرة على مستوى العالم. ولكن، إذا واصلت الحكومات تنفيذ الالتزامات التى تم التعهد بها خلال (COP 26)، وزادت الطموح فى السنوات القليلة المقبلة؛ فقد يكون الهدف فى متناول اليد.

 ولكن، ما هى أهم الإعلانات والتعهدات التى التزم بها قادة العالم فى قمة (COP 26)؟!

1 – ميثاق جلاسكو للمناخ

فى أول اتفاق بشأن المناخ للأمم المتحدة، حثّ الاتفاق على التخلص التدريجى من دعم الفحم والوقود الأحفورى؛ لكن لم يطلب الاتفاق من الدول التخلص منها بشكل كامل. 

كما دعا البلدان إلى تقديم التزامات أكثر طموحًا بحلول نهاية عام 2022. يذكر أنه فى السابق، كان يُطلب من الدول تقديم تعهدات جديدة كل خمس سنوات.

 2 – الفحم والوقود الأحفورى

قبيل إقرار اتفاقية «جلاسكو»، طلبت «الهند» أن تدعو الاتفاقية الدول إلى «التخفيض التدريجى»، بدلًا من «التخلص التدريجى» من الفحم، وأثار هذا التغيير الطفيف للكلمة الكثير من القلق فى القاعة العامة، لكن الوفود وافقت على الطلب لإنقاذ الاتفاقية.

وعلى صعيد آخر، ذهبت 23 دولة إلى أبعد من «ميثاق جلاسكو للمناخ»؛ حيث قدمت تلك الدول التزامات جديدة للتخلص التدريجى من الفحم، ومن بينها: «مصر، إسبانيا، نيبال، سنغافورة، تشيلى، أوكرانيا، إندونيسيا، فيتنام، بولندا، وكوريا الجنوبية». وفى بيان بعنوان: «التحالف العالمى لتحول الطاقة النظيفة»، التزمت البلدان أيضًا بتوسيع نطاق الطاقة النظيفة وضمان الانتقال العادل بعيدًا عن الفحم.

كما وقّعت بعضُ الدول المتقدمة على مبادرة لمساعدة الدول النامية على التحول إلى الطاقة النظيفة، وبعيدًا عن الفحم. فيما التزمت 25 دولة، وخمس مؤسّسات مالية بوقف التمويل العام لمعظم مشاريع الوقود الأحفورى بحلول نهاية عام 2022. 

وانضمت حفنة من الدول إلى تحالف يهدف إلى وقف عمليات التنقيب الجديدة عن النفط والغاز.

3 – خفض ابنعاثات الميثان 

وقّعت أكثرُ من مائة دولة على «التعهد العالمى بشأن الميثان»، بقيادة «الولايات المتحدة»، و«الاتحاد الأوروبى». ووافقت فيه الدول على خفض انبعاثات غاز الميثان بشكل جماعى بنسبة 30 % بحلول عام 2030.

يمثل الميثان نحو 20 % من الانبعاثات العالمية، وهو ثانى أكثر غازات الاحتباس الحرارى انتشارًا بعد غاز ثانى أكسيد الكربون. ويقول العلماء إن خفض انبعاثات الميثان بمقدار النصف تقريبًا خلال العقد المقبل من شأنه أن يمنع ارتفاعًا بمقدار 0.3 درجة مئوية فى متوسط درجة الحرارة العالمية بحلول عام 2040.

4 – إزالة الغابات

تعهدت أكثر من 130 دولة بوقف إزالة الغابات وتدهور الأراضى بحلول عام 2030. ويمتلك الموقعون 90 % من غابات العالم، ومن بينها دولة «البرازيل»، موطن غابات الأمازون المطيرة. 

بالإضافة إلى ذلك، تعهد مؤسّس شركة «چيف بيزوس»، الذى يُعد أحد أغنياء العالم، بتقديم مليارَىْ دولار للمساعدة فى حماية الطبيعة وتغيير أنظمة الغذاء.

5 – اتفاقية الولايات المتحدة والصين

كانت مفاجأة كبيرة للعالم أجمع، حينما اتفقت متنافستا العصر الحالى «الولايات المتحدة، و«الصين»- اللتان تعدان أكبر دولتين فى العالم مسببتين لانبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، وتمثلان معًا نحو 40 % من إجمالى التلوث بالكربون- على تعزيز التعاون فى مكافحة تغيُّر المناخ خلال العقد المقبل. 

وأعلنت الدولتان عن نيتهما فى العمل معًا على زيادة استخدام الطاقة المتجددة، وتطوير الأطر التنظيمية، ونشر تقنيات مثل التقاط الكربون.

 6 –  إجمالى صفر انبعاثات فى الهند

استعرض رئيس الوزراء الهندى «ناريندرا مودى»، استراتيچية الحكومة فى مجال التحول إلى الطاقة النظيفة، التى ستقام على خمس مراحل، وهى: رفع «الهند» طاقتها غير الأحفورية إلى 500 جيجاوات بحلول عام 2030؛ تلبية 50 % من احتياجاتها من الطاقة من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030؛ خفض إجمالى انبعاثات الكربون المتوقعة بمقدار مليار طن من الآن حتى عام 2030؛ خفض كثافة الكربون فى اقتصادها بنسبة تقل عن 45 % بحلول عام 2030؛ تحقيق «الهند» هدف صافى (الصفر) انبعاثات بحلول عام 2070.

7  – تمويل المناخ

وافقت الحكومات- فى ميثاق جلاسكو للمناخ- على إنشاء آلية لمساعدة البلدان التى تعانى- بالفعل- من الخسائر والأضرار بسبب تغيُّر المناخ،  رُغم عدم وضع تفاصيل لهذه الآلية. كما حثت الاتفاقية الدول المتقدمة على مضاعفة حجم تمويلها الجماعى بحلول عام 2025 لمساعدة الدول النامية على التكيف مع آثار تغيُّر المناخ.

وبالفعل، بادر عدد قليل من الدول خلال (COP 26) بالالتزام ببعض التعهدات، من بينها «اليابان»، التى تعهدت بتقديم مليارَىْ دولار إضافية سنويًا على مدى السنوات الخمس المقبلة؛ فيما تعهدت «إيطاليا» بتقديم 1.4 مليار دولار إضافية سنويًا.

  8 – شركات ومَركبات ذات انبعاثات صفرية

اتفقت أكثر من ثلاثين دولة، وعشرات الولايات والمدن، والعديد من شركات السيارات على العمل لضمان أن السيارات والشاحنات الصغيرة المباعة خالية من الانبعاثات بحلول عام 2035 فى الأسواق الرائدة، وعام 2040 على مستوى العالم. 

فيما تعهد أكثر من 450 مصرفًا، وشركات تأمين، وصناديق معاشات، وغيرها من الشركات، باستخدام أموالها للوصول إلى صافى انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

 

(COP 27)

كان أحد أهم الإعلانات التى برزت خلال قمة «جلاسكو»، هو إعلان الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ، اختيار «مصر» ممثلًا عن قارة «إفريقيا»، لاستضافة فعاليات الدورة الـ27 لمؤتمر الأطراف فى الاتفاقية (COP 27)، المتوقع انعقادها فى نوفمبر 2022 بمدينة «شرم الشيخ».

أچندة «مصر» فى القمة المقبلة؛ فقد كشفتها وزيرة البيئة المصرية الدكتورة «ياسمين فؤاد»، موضحة أن «مصر» ستحرص حال استضافتها قمة المناخ 2022 على استكمال تسليط الضوء حول هذه الموضوعات؛ حيث يجرى إعداد خارطة طريق التنوع البيولوچى لما بَعد 2020، لإقرارها العام المقبل.