السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مصر تتحمَّل مسئوليتها الإقليمية وتدعم احتياجات تنزانيا التنموية وإجراء الانتخابات الليبية: الرئيس السيسى يستقبل رئيسة تنزانيا وولى عهد الأردن فى مصر ويبحث فى فرنسا مصير انتخابات ليبيا

اهتمامُ الرئيس «السيسى» بالمحيط الإفريقى والعربى جزءٌ لا يتجزأ من قيام مصر بدورها وتحمُّلها لمسئوليتها الإقليمية تجاه الأشقاء العرب والأفارقة، وفى ظل ذلك استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى كلا من السيدة سامية حسن رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة، والأمير الحسين بن عبدالله، ولى عهد المملكة الأردنية، الذى حل ضيفًا عزيزًا على مصر للمرّة الأولى، كما أجرى الرئيسُ اتصالًا هاتفيًا مع محمد المنفى، الرئيس الجديد للمجلس الرئاسى الليبى؛ لمناقشة آخر المستجدات فى ليبيا.



كان الرئيسُ قد استقبل فى قصر الاتحادية، السيدة سامية حسن، رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة؛ حيث أُقيمت مراسمُ الاستقبال الرسمى وجرَى استعراضُ حرس الشرف وعُزفَ السلامان الوطنيان.

وقد شهد اللقاءُ عَقد مباحثات منفردة أعقبتها مباحثات موسعة بين وفدَى البلدين؛ حيث رحّب الرئيس «السيسى» بالرئيسة التنزانية فى أول زيارة رسمية لها إلى مصر، معربًا عن التقدير للعلاقات التاريخية الوثيقة والتعاون المشترك الذى يربط البلدين الشقيقين.

وأكد الرئيس «السيسى»، حرص مصر على تعزيز العلاقات وترسيخ التعاون الاستراتيچى مع تنزانيا فى شتى المجالات؛ خصوصًا على المستوى الاقتصادى والتجارى والأمنى، إضافة إلى الترتيب لعَقد اللجنة المشتركة بين البلدين.

وشدّد الرئيس «السيسى»، على حرص مصر على دعم الاحتياجات التنموية لتنزانيا؛ خصوصًا فى قطاعات البنية التحتية والكهرباء والصحة والزراعة، من خلال تعظيم استثمارات الشركات المصرية المتخصصة التى أصبحت لديها تجربة وخبرة عريضة فى تلك المجالات، فضلًا عن نقل الخبرات وبناء القدرات من خلال الدورات والمنح التى تقدمها مصر للإسهام فى بناء الكوادر التنزانية.

من جانبها؛ أعربت الرئيسة التنزانية سامية حسن، عن تقدير بلادها الكبير لعلاقاتها التاريخية الممتدة والمتميزة مع مصر، مؤكدةً حرص تنزانيا على تطوير العلاقات فى مختلف المجالات؛ خصوصًا التعاون التجارى والاقتصادى، فضلًا عن اهتمام بلادها بتعظيم الدعم الفنّى الذى تقدمه مصر للكوادر التنزانية فى مجالات بناء القدرات، والحصول على دعم الشركات المصرية العاملة فى مجال البنية التحتية؛ خصوصًا فى ضوء الخطة التنموية الطموحة التى تسعى تنزانيا لتنفيذها، وعلى رأسها مشروع إنشاء سد چوليوس نيريرى، الذى يمثل نموذجًا يعكس عُمق العلاقات المتميزة والصداقة بين مصر وتنزانيا، والذى يُعد من أكبر المشروعات القومية فى تنزانيا.

اللقاءُ تناول مناقشة سُبُل تعزيز أطر التعاون الثنائى بين البلدَين على شتى الأصعدة؛ خصوصًا على الصعيد الاقتصادى والتجارى، من خلال جذب المزيد من الاستثمارات المصرية وتعزيز نفاذ المنتجات المصرية إلى تنزانيا، والتعاون فى مجالات الثروة السمكية والإنتاج الحيوانى والزراعى، والتنسيق بين البلدَين فى مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، آخذًا فى الاعتبار تجربة مصر فى نشر مفهوم الإسلام الوسطى الصحيح ومكافحة التعصب الدينى والكراهية ودعم الحفاظ على قيم التعايش والتسامح.

وتطرَّق اللقاءُ إلى التباحث بشأن آخر تطورات قضية السد الإثيوبى؛ حيث جرى التوافق على تكثيف التنسيق بين البلدَين خلال الفترة المقبلة بشأن هذه القضية الحسّاسة والحيوية، وأكد الرئيسُ الأهمية القصوَى لقضية المياه بالنسبة للشعب المصرى باعتبارها مسألة أمْن قومى، ومن ثم تمسُّك مصر بحقوقها المائية من خلال التوصل إلى اتفاق قانونى مُلزم وعادل لملء وتشغيل سد النهضة؛ استنادًا لقواعد القانون الدولى والبيان الرئاسى لمجلس الأمن الدولى فى هذا الشأن، بما من شأنه أن يعزز الأمْنَ والاستقرارَ بالمنطقة ككل، ويفتح آفاقًا للتعاون بين دول حوض النيل، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.

 الرئيس وولى عهد الأردن

وعلى المستوى العربى؛ فقد أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى عن سعادته بلقاء الأمير الحسين بن عبدالله، ولى عهد المملكة الأردنية، الذى حل ضيفًا عزيزًا على مصر للمرّة الأولى.

وأضاف الرئيس «السيسى» عبر صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»: «لقد لمست من ولى عهد المملكة الأردنية روح الشباب الواعد والمُلم بالقضايا المعاصرة للأمة وسُبل معالجتها، وقد تركز لقاؤنا على بحث سُبل تطوير العلاقات المشتركة بين بلدينا الشقيقين، كما توافقت الرؤى بيننا حول الملفات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وإذ أتمنى لسمو الأمير الحسين كل النجاح والتوفيق فى المستقبل».

وأكد الرئيس «السيسى» اعتزازه الدائم بالعلاقات المتميزة التى تربط مصر والأردن على المستويين الرسمى والشعبى.

ومن جانبه، قام ولى العهد الأردنى، الأمير الحسين بن عبدالله الثانى، بالتعليق على اللقاء الذى جمع بينه وبين الرئيس ‏المصرى، عبدالفتاح السيسى، ونشر صورة تجمعه بالسيسى من لقائهما الذى وصفه بـ«الأخوى»، وذلك عبر حسابه الرسمى على موقع «إنستغرام» للتواصُل الاجتماعى.

وقال الأمير الحسين بن عبدالله الثانى: إن اللقاء شهد مناقشة سُبل تعزيز وتطوير التعاون بين مصر والأردن؛ خصوصًا فى الشأنين السياحى والاقتصادى.

كما لفت ولى العهد الأردنى، إلى أنه نقل خلال لقائه بالرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى تحيات والده العاهل الأردنى، الملك عبدالله الثانى.

واستعرض لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وولى عهد الأردن عددًا من القضايا الإقليمية، منها القضية الفلسطينية، والأوضاع فى ليبيا وسوريا، وتجديد إدانتهما للمحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى.

 مصر وليبيا

ولمتابعة الموقف فى ليبيا الشقيقة أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى اتصالًا هاتفيًا مع محمد المنفى، رئيس المجلس الرئاسى الليبى.

أكد خلاله الرئيس «السيسى» دعم مصر الكامل للمسار السياسى لتسوية الأزمة الليبية فى جميع المحافل الثنائية والإقليمية والدولية، والحرص على تعزيز التنسيق الوثيق مع الجانب الليبى خلال الفترة الحالية لضمان توحيد المؤسّسات الليبية وصولًا إلى عَقد الانتخابات الوطنية فى موعدها المحدد فى 24 ديسمبر من العام الجارى؛ بناءً على القوانين التى أقرّها البرلمان الليبى، وذلك كخطوة مهمة وفارقة للانتقال بليبيا إلى واقع جديد ونظام سياسى مستدام يستند إلى إرادة الشعب الليبى باختيارهم الحُر.

من جانبه؛ أعرب رئيس المجلس الرئاسى الليبى عن خالص التقدير للجهود المصرية الحثيثة والمساندة الصادقة لليبيا منذ اندلاع الأزمة بها حتى الآن؛ وذلك فى إطار دور مصر الرائد تحت القيادة الحكيمة للرئيس، والعلاقات الممتدة والأخوية التى تربط البلدين والشعبين الشقيقين؛ خصوصًا عن طريق المساهمة فى استعادة المؤسّسات الوطنية، وتوحيد الجيش الوطنى الليبى، فضلًا عن الدور الحيوى لنقل التجربة المصرية التنموية إلى ليبيا والاستفادة من خبرة وإمكانات الشركات المصرية العريقة فى هذا الصدد.

وقال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن المباحثات شهدت استعراض جهود استعادة الأمن والاستقرار بالدولة الليبية؛ حيث أكد الرئيس دعم مصر الكامل لجهود سَحب المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا، وذلك فى إطار ثوابت الموقف المصرى تجاه تحقيق المصلحة العليا للدولة الليبية وإنهاء جميع أشكال التدخلات الأجنبية بها. وفى السياق نفسه وللأسباب نفسها؛ أنهى الرئيس «السيسى» نشاطه الرئاسى الأسبوعى بالسفر إلى فرنسا لحضور المؤتمر الدولى الذى دعت له فرنسا حول ليبيا.

حيث صرح السفير علاء يوسف، سفير مصر لدى فرنسا، إن هناك توافقًا تامًا بين مصر وفرنسا فيما يخص الملف الليبى واتفاقًا على أهمية إجراء الانتخابات فى 24 ديسمبر المقبل، وضرورة خروج القوات الأجنبية والمسلحين والمرتزقة وتوحيد المؤسّسة العسكرية والتسوية السياسية والتوصل لاتفاق يحقق مَطالب الشعب الليبى الشقيق.