ست من مصر.. الجريمة والأنشطة المدرسية

وكأن المشرحة ناقصة قتلى كما يقولون، أحدهم يقطع رأس آخر بالسيف فى الإسماعيلية، وتلميذتان تضربان أخرى بالمطاوى، ومجرم يحرق أخته لأنه يطمع فى ميراثها، وشقيق آخر يستدرج أخته؛ ولأنها تثق أنه أخوها لم تشك أبدًا أنه تآمر مع آخر أن ليعتدى عليها من أجل الميراث أيضًا!!.

كل هذه البشاعات، وبدلاً من أن يقدم أعضاء مجلس الشعب على سن قوانين تسهل من حياتنا، تَقدَّم عضوان بمشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون المرور يهدف إلى النزول بسِنّ طالب رخصة قيادة الدراجة الآلية الخفيفة إلى سن الـ16 سنة بدلاً من 18 سنة؛ لأنها ذات تأثير محدود على الحركة المرورية وشبكة الطرق ولتحقيق السيطرة على الشارع؛ خصوصًا أن أكثر مستخدميها من الشباب.. والسؤال هو: هل الشاب سن 16 يُعتبَر حدثًا أمْ مواطنًا كامل الأهلية، أى إذا ارتكب بها جريمة هل سيُعتبر أمام القانون «حدث» يدخل تحت أحكام قانون الطفل، أمْ مواطنًا يحاكم بقانون العقوبات.

كان الأحرى بمن فيهم من رجال دين ومثقفين وسياسيين محنكين، أن يشغلوا أنفسهم ببحث أسباب هذه الظواهر الخطيرة والجديدة على بلدنا، من يوم أن توقفت الأنشطة فى المدارس ومنها الموسيقى، والرسم والتمثيل والرياضة بأنواعها؛ كرة قدم وسباحة وغيرهما، تحجرت المشاعر التى تتحرك وتشكل الإنسان الطبيعى، وهو فى بطن أمّه.. الجنين يستمع للموسيقى وتهدئ منه وتسعده وهو لم يرَ النور بعد؛ ليصبح إنسانًا يشعر أولاً قبل أن يرى أو يسمع.. فهو عندما يولد يكون لا يرى ولا يميز الملامح وإنما يشعر.

كان يجب عليهم أيضًا دراسة ما يقدم فى التليفزيون من دراما وبرامج بلا أهداف إلا مصلحة مقدمى البرامج وفنانين لا يمثلون أى شريحة من الناس؛ ولكنهم يقدمون رسالة خطيرة وهى المصلحة الشخصية فقط وكم الفلوس التى يتحصلون عليها؟!