الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أنشئت بجهود مجموعة اتفقوا على المحبة مَوَدّة انتصار مصرى جديد لمساجد آل البيت

فى تظاهرة مصرية جديدة فى حب آل البيت شهدت القاهرة انطلاق أول مؤسسة مدنية تستهدف العناية بمساجد آل البيت وتطويرها، فى انتصار جديد للشخصية المصرية المُحبة لآل البيت على التشدد والأفكار الظلامية التى تجعل من محبة مساجد آل البيت نوعًا من البدعة المرفوضة.



 

المؤسسة التى أطلقت السبت الماضى حملت اسمًا مُعبرًا عن حب المصريين الفطرى لآل البيت؛ حيث أطلقت تحت مسمى «مودة»، ولأهمية المؤسسة وطبيعتها كان لا بُد أن يكون قائدها شخصية محبة حبًا حقيقيًا للرسول- صلى الله عليه وسلم- وآل بيته، فكان د.على جمعة عضو هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدينية بالبرلمان وشيخ الطريقية الصديقية الشاذلية، هو رئيس مجلس أمناء المؤسسة، التى ستحمل على عاتقها مسئولية المساهمة فى مبادرة تطوير مساجد آل البيت والتى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى لتكون أول مبادرة تاريخية تشهدها مصر للقيام بعملية تطوير شاملة لمساجد آل البيت والتى تزيد على 40 مسجدًا فى مصر.

تدشين مؤسسة «مودة»، كما أعلن د.على جمعة، نبعت وقامت على ركن مهم جدًا من أركان الحياة ألا وهو حب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، حيث قال: نحاول بإنشاء تلك المؤسسة أن ندخل فى المعية ونمتثل لأمر الله ونتخلق بأخلاق الله القائل فى كتابه العزيز: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ, يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا»؛ حيث إن حب الرسول هو نبض الحياة، وهو باب الوصول لرب العالمين وهو البداية الصحيحة لكل عمل رابح.

وأوضح د.جمعة، أن إنشاء هذه المؤسسة يأتى بجهود مجموعة اتفقوا على المحبة؛ حيث إن إثبات المحبة للرسول- صلى الله عليه وسلم- يأتى بإثبات الحب لآل البيت؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدًا كتاب الله وعترتى»، والحب عطاء فكان العطاء بالاهتمام بمساجد آل البيت.

وحول قيام المؤسسة عملها بتطوير مسجد السيدة عائشة قال د.على جمعة: «المؤسسة بدأت بمسجد من المساجد التى تعد عنوانًا لوحدة الأمة وحب آل بيت الله الكرام السيدة عائشة بنت جعفر الصادق، الذى هو إمام من الائمة أصحاب النسب والمقام العالى الموصول إلى سيدنا النبى، فهو جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن سيدنا الحسين بن سيدنا على بن أبى طالب، وفاطمة بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم.

وبكلمات مؤثرة فى الفطرة المصرية وحبها للرسول وآل بيته الكرام يوضح د. جمعة وجهة النظر التى قامت على أساسها مؤسسة مودة قائلاً: علينا أن ننظر لأهل السُّنة وكيف أحبوا آل البيت وقدموهم وأحبوهم وفاءً بحب رسول- الله صلى الله عليه وسلم-.. ونحن نجد من لا يعرف مقام وقدر سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فيسخر منه، والظلم ظلمات يوم القيامة ويستجيب الله للمظلوم ولو بعد حين.. فيترقى الرسول عند ربه، فماذا نصنع أمام هذا السعار والامتهان وقلة الأدب، نقابل ذلك بأن نكثر من الصلاة عليه وأن نحافظ، ونرعى مساجد آل البيت عناية ببيوت الله تعالى.

رسالة الرئيس 

من جانبه قال المستشار سمير جاويد، الأمين العام لمؤسسة «مودة»: إن الرئيس السيسى لديه اهتمام بالغ بتطوير مساجد آل البيت، وبعث برسالة واستراتيچية لتطويرها، فبدأت مؤسسة مودة فى تطوير مسجد السيدة عائشة، ليشمل إعمار ونظافة وفرش، وتطوير وتشغيل المسجد، لافتاً إلى أنه تم إسناد عملية التطوير لبيت الخبرة والذى سيشرف على تطويره وإعماره ونظافته لمدة 5 سنوات. أضاف: إن هناك 40 مسجدًا لآل البيت فى مصر، ستتولى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تطوير وإعمار كل من مسجد السيدة نفيسة، ومسجد الحسين، والسيدة زينب، فيما تولت مؤسسة «مودة» مسجد السيدة عائشة، وستواصل تطوير باقى مساجد آل البيت تباعًا.

وأشار الأمين العام للمؤسسة، إلى أن المؤسسة أشهرت منذ عام، وأول مشروع ستبدأ به هو مشروع تطوير مسجد السيدة عائشة. لافتًا إلى أنه تم الاستعانة بأكبر الاستشاريين المعماريين والمتخصصين فى إعمار المساجد على الطراز الإسلامى ذات الطابع الدينى والأثرى والاجتماعى..

وكشف «جاويد» حصول المؤسسة على كل الموافقات والتراخيص اللازمة للبدء فى عمليات التطوير، من الجهات المعينة؛ وبخاصة وزارات: الأوقاف والآثار والتنمية المحلية ممثلة فى محافظة القاهرة.

الهيكل التأسيسى 

ووفقًا للهيكل التأسيسى لمؤسسة مودة، والتى حصلت «روزاليوسف»على معلومات مدققة بخصوصه، هى مؤسسة خيرية تهدف إلى تطوير مساجد آل بيت سيدنا رسول الله (ص) بمصر، وتجمع فريق عمل من محبى آل البيت ذوى الخبرات المختلفة تحت قيادة العالم الجليل فضيلة الدكتور على جمعة، مؤسس ورئيس مجلس الأمناء.

وتتمحور رؤية مؤسسة مودة أن تكون تجربة زيارة مساجد آل البيت فى مصر تتصف بالصفاء والنظام والمعرفة لكل محب وسائح وهذا ينقسم إلى جزءين؛ الأول إعاده تحديث وتطوير جميع مساجد آل البيت بمصر لتيسير تدفق الزائرين والارتقاء بحال المساجد مع مداومة التشغيل والصيانة بعد ذلك.

والجزء الثانى رفع مستوى الوعى على التواصل الاجتماعى بأهمية وجود آل البيت بمصر وتاريخ قدومهم إلى مصر وكذلك أماكن وآداب الزيارة وسيرة أصحاب المقامات، بهدف تشجيع الناس على مداومة الزيارة وتقوية العلاقة مع آل بيت سيدنا رسول الله (ص) خاصة فى الأجيال القادمة.

وتهدف المؤسسة إلى التأصيل لمساجد آل البيت تاريخيًا وفى الأجيال الكبيرة بالأخص، لاسيما أن العلاقة التى تربط المصريين بآل البيت شديدة القوة، وهو ما ينبغى الحفاظ عليه فى الأجيال الصغيرة، لاسيما أن علاقتهم وارتباطهم أقل بكثير مما ينبغى، ما يتطلب وفق رؤية المؤسسة العمل على إحياء هذه الرابطة فى الأجيال القادمة مع آل بيت النبى (ص).

 ومن أهداف المؤسسة تقديم وترسيخ مفهوم جديد فى أذهان الناس فى أن الحب ينبنى عليه عمل، فإذا كان كل المصريين يحبون آل البيت فإن «دليل الحب هو العمل»، وبالتالى الهدف هو تحويل المحبين إلى نشطاء بالعمل والمساهمة الفعلية وتعبئة الناس للترويج والزيارة والتطوع والتبرع والمحافظة على هذه المشروعات (مع التركيز على الأجيال القادمة).

ومن المقرر أن تعمل مؤسسة مودة على خلق مصدر دخل مستقل لمساجد آل البيت من أجل التنمية المستدامة والمستمرة، كما ستقوم على توحيد المجهود مع جميع الأطراف المعنية بتطوير مساجد آل البيت والميادين المجاورة، بحيث يتم توحيد تجربة الزائر فى جميع المساجد، بحيث يتم توحيد شاشات العرض ومقاطع الفيديو التى تظهر عليها والتجربة بأكملها قدر الإمكان، حتى يعتقد الزائر أن التطوير تم بواسطة كيان واحد وليس كيانات متفرقة.

 تأييد وترحيب 

وحول أهمية إطلاق مؤسسة مدنية لتطوير آل البيت قال السيد الشريف نقيب الأشراف لـ«روزاليوسف»: إن الاهتمام بمساجد آل البيت يتفق مع الفطرة المصرية التى نشأت على حب آل البيت وكل ما يتعلق بهم، وقال: «إن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى هو أول من أطلق مبادرة تاريخية بالاهتمام بمساجد آل البيت، وهى دعوة لاقت استحسانًا ورتحيبًا مجتمعيًا، كما لاقت خطوات عملية من القوات المسلحة التى نشكرها على سرعة قيامها بالتطبيق».

أضاف: إن إطلاق مؤسسة «مودة» برئاسة د.على جمعة رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب يعد استجابة مدنية لدعوة الرئيس السيسى؛ اتساقًا مع الفطرة المصرية وتعلقها بآل البيت، وهى نابعة من حب حقيقى للرسول- صلى الله عليه وسلم- وآل بيته الكرام، ولذلك نشكر القائمين على تلك المؤسسة والمساهمين فيها».

وأعرب نقيب الأشراف عن أمله فى أن يكون هناك تعاون مجتمعى فى تطوير جميع المساجد، مؤكدًا أن نقابة الأشراف تضع نفسها جزءًا من هذا الاهتمام والتعاون بشكل مباشر فى استكمال هذا الأمر من العناية بمساجد آل البيت».

ولم يختلف موقف قادة الفكر الصوفى مشايخ الطرق الصوفية عما سبق حول إطلاق أول مؤسسة مدنية تنفيذًا لمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى للاهتمام بمساجد آل البيت؛ حيث يقول د.أحمد عمر هاشم: إن مؤسسة مودة خطوة على طريق توحيد صف الأمة الإسلامية على محبة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وآل بيته، والتابعين له إلى يوم الدين؛ حيث لا توحيد للطريق وجمع الكلمة إلا بسُنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- واتباع السلف الصالح وآل بيت النبى، ومن هنا تبرز أهمية تلك المؤسسة التى تستهدف جمع الكلمة وتوحيد الصف من أجل الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم.

كما يرحب أحمد التسقيانى شيخ الطريقة التسقيانية، بإطلاق مؤسسة مودة، وقال: «إن اهتمام الرئيس بمساجد آل البيت أدخل السرور والفرحة على قلوب المصريين عامة والصوفية خاصة، ويأتى إنشاء مؤسسة لتطوير تلك المساجد كخطوة عملية على الطريق».

إلا أن الشيخ التسقيانى يرى أن الاهتمام لا بُد أن يشمل مختلف مساجد الأضرحة وآل البيت جميعها دون الاقتصار على المساجد الكبرى والمعروفة. موضحًا أنه لا بُد أن تهتم مؤسسة «مودة» بمساجد آل البيت الصغرى كمسجد أم الغلام مسجد تحت الأرض ومهمل، رغم أنه أثرى. معربًا عن أمله فى أن يشمل التطوير والاهتمام مساجد الأولياء فى المحافظات.